الحشيش وفكرة الشذوذ
أرجو المساعدة
أرجو أن يتكرم علي الدكتور "وائل أبو هندي" بالإجابة، ليس إنقاصا من شأن باقي الأطباء الأفاضل، ولكن أرتاح جداً لإجاباته وردوده.
أولا أود أن أشكركم على هذا الموقع المميز، الذي بالكاد يمضي علي يوم بدون أن أتصفح المشكلات الموجودة وردود الأطباء والعلماء في هذا الموقع.
ثانيا حدثت معي مشكلة تقريبا قبل 5 شهور تزداد أو تنقص شيئا بسيطا، كان لي صديق وأعتبره صديقي الوحيد الذي أرتاح معه بالكلام والجلوس لأن تفكيره قريب من تفكيري وكذلك عمره قريب من عمري، فقبل حوالي 6 شهور تعاطيت مادة الحشيش لمدة لا تتجاوز أسبوعين، وبمعدل سيجارة أو سيجارة ونصف في اليوم، وبعد ذلك قررت ترك هذه الماده نظرا لخطورتها ولما سببت لي من التهاب في الرئة وشعور بخدران في فمي، واحمرار في عيوني، لذلك قررت ترك التعاطي وبالفعل توقفت والحمد لله،
أعود لصديقي الذي تحدثت عنه في البداية، كان دائما يهمس لي ويقول أنني أحلو له وأنه يريد أن يفعل معي اللواط، ولكن كان بإسلوب "المزاح" فقط لا غير، وليس لي فقط، بل كان هذا أسلوب مزاحه مع جميع الشباب أيضا، وكانت تمر تلك المزاحات وكأن شيئا لم يكن، ولم أكن حتى أكترث لها أو أفكر فيها، ولكن بعد أن توقفت عن تعاطي الحشيش، بدأت أتضايق جدا جدا جدا من ذلك المزاح، وخاصة إذا كان أمام أي أحد، إذا كنا لوحدنا أتضايق ولكن ليس كما لو كنا في جلسة فيها شباب،
مرت الأيام وذات يوم كنت جالسا أنا و3 أشخاص آخرين، وجاء ذلك الشخص علينا وبدأ كلامه بأني جميل هذا اليوم وأنه لو كان بيده أن يفعل معي كذا وكذا.. هنا بدأت تزداد نبضات قلبي، وبدأ عندي شعور خليط بين خوف شديد منه، وبين قلق أشد أن تتشكل عني فكرة سيئة من الموجودين، وبدأت أراقب نظراتهم لي وكانت تتجه نحوي، تركت الجلسة وغادرت المكان، ولكن كل تفكيري كان حول تلك الجلسة وما حدث فيها، وبدأت الفكرة تكبر شيئا فشيئا في رأسي،
مر يوم واثنان وثلاثة وأنا لا أتوقف عن التفكير في القصة، وأن ما حدث سيدمر سمعتي أمام الناس، وأني سأصبح شخصا شاذا في نظر المجتمع، هنا بدأت أعراض الانسحاب الاجتماعي شيئا فشيئا، أصبحت بالكاد أحتك بالمجتمع، وخاااااصة ذلك الصديق، والأشخاص الذين كانوا في نفس تلك الجلسة، ولكن كنت أضطر أن أتعامل معهم حتى لو لدقائق في اليوم لكي لا يلاحظوا أن شيئا حدث لي، وذلك بحكم أننا نعمل في مكان واحد تقريبا ومهما حاولت لا مفر من رؤيتهم والجلوس معهم،
بعد ذلك إذا رأيت شخصا غريبا جلس معهم وأنا لست موجوداً، أعتقد أنهم تحدثوا له عني وقالو له أن هذا الشخص شاذا، فأبدأ بالخوف من ذلك الشخص، وهكذا كلما رأيت أحدا تعامل معهم أبدأ بالخوف منه، مثل النار إذا اشتعلت بالقش، حتى أصبحت أخاف من نصف من هم في محيطي، وعندما أقابل أياً منهم أتحدث معه وأنا أراقب تصرفاته معي ونظراته لي وأفسرها على أنه سمع شيئا سيئا عني من هؤلاء الأصدقاء،
وكل يوم تزداد حالتي سوء، (الشكوك في الناس الذين يجلسون مع هؤلاء الأصدقاء خفّت عني بشكل كبير الحمد لله).. حتى أني أصبحت لا أخرج إلى الشارع إلا للضرورة القصوى، وأحيانا لا أخرج أبدا لكي لا أتعرض لأي نظرة أو أي كلمة تعكر صفوي وتجرحني، وبعد ذلك توقفت عن التعامل مع ذلك الصديق، أساس المشكلة، وقاطعته تماما، ولم أعد أتحدث معه نهائياً، وأصبحت إذا رأيته في القرب مني "تزداد نبضات قلبي، وأشعر بضيق في النفس، وقلق شديد جدا،" فتجدني أتجنب أن أقابله أو أن أصدفه في أي مكان،
ثقتي في نفسي أصبحت "صفر" بعد ما كنت إنسانا طبيعيا ألبس ما أشاء وأفعل ما أريد دون تردد، أصابني انسداد في الشهية واضطراب في النوم، وأصبحت تلك الحادثة شغلي الشاغل، حتى أن أصبح تركيزي سيء جدا في العمل وفي كل شيء، وأصبحت أفكر في الانتقام من ذلك الصديق، وتأتيني أفكار شيطانية في الانتقام منه، حتى أني أحيانا أفكر في قتله، حتى أرتاح ويهنىء عيشي، ولكن خوفي من الله هو ما يمنعني، أحيانا عندما أفكر في القصة أجد أنها لا تنتهي إلا إذا "مات" ذلك الشخص وارتحت منه،
الآن أنا أعاني من حالة من الرهاب الاجتماعي، اتصالي بالمجتمع يقتصر على أقرب الأقربين لي فقط لا غير، نومي أصبح أفضل وأكلي أيضا تحسن، ولكن لا أزال أعاني من رهاب من ذلك الشخص، وأخشى الجلوس مع مجموعة من الشباب، إلا المقربين جدا كما ذكرت،
وأيضا عندما أسير في الشارع أشعر أن الناس تنظر لمؤخرتي، فأشعر بالقلق حيال ذلك، ولا أحب أن أتواجد أنا وشخص في مكان مغلق لوحدنا، لكي لا يراني أحد ويفسر الموضوع أني شخص سيء، وأيضا أشعر بخوف مثلا إذا كنت أصلي، تجدني أحاول أن ألتفت إلى الخلف وأنا خائف أن يكون هناك شخص خلفي يريد مضايقتي بلمساته أو شيء كهذا!
أرجووووك يا دكتور ساعدني، أتوسل إليك أن تصف لي حالتي وما حدث لي بالتفصيل حتى يهدأ قلبي، وكيف أتصرف مع ذلك الصديق الذي لو جمعت كره العالم كله لوجدته في قلبي عليه، وهل حالتي تحتاج إلى علاج دوائي؟ وكيف أتصرف أنا أصبحت أختفي من مجتمع كانت علاقتي به طيبة، والجميع يحسب لي ألف حساب ويحترمني، هل سأبقى هكذا طوال حياتي؟؟؟
أرجوك أعطني بصيص أمل، فأنا والله أكاد أجن من كثرة التفكير، أصبحت أحس نفسي لست رجلا، وغير قادر على حماية نفسي، أصبحت وحيدا، بعد أن كنت محاطا بالناس من حولي، سمعت عن عقار اسمه "دوجماتيل" هل هو جيد لحالتي؟
وإذا أمكن أن تكتب لي بعض العقاقير المناسبة والجرعات السليمة، نظرا للصعوبة الشديدة جدا في مراجعة طبيب نفسي لظروف خاصة، وأرجو أن تخبرني ما هي الطريقة المثلى للتعامل مع ذلك الذي كان صديقا، هل أتجاهله أم أعود على علاقتي به أم ماذا أفعل بالتحديد؟
أرجو أن يتسع صدرك يا دكتور لي ولكثرة شكواي وكثرة أسئلتي،
فليس لي بعد الله إلا أنت.
6/6/2016
وصلنا من نفس المستشير:
قلق الشذوذ الجنسي والاكتئاب الزوراني
أعراض ترك مادة الحشيش : تقريبا مفيش
رد المستشار
المتصفح الفاضل "عابد" أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين وشكرا على ثقتك واستعمالك خدمة الاستشارات، وصلت الموقع منك ثلاث استشارات وظهر الرد عليهم خلال شهور مارس أبريل ومايو 2016 ، وهذه هي الرابعة والتي –ككل مرة- لم تشر فيها إلى ما سبق من استشارات يبدو لرغبة منك في الحصول على رأي أكثر من مستشار.
الاستشارتان الثانية والثالثة تعلقتا بمخدر أو مادة الحشيش الأولى بأعراض انسحابها بعد تعاطيها لفترة والثانية بعلاقة تعاطي الحشيش بفكر الخوف من الشذوذ، وأما الاستشارة الرابعة أو الأخيرة فلا تكاد تختلف عن الأولى إلا في أنها ربما أكثر تفصيلا..... ولكن التفاصيل التي أضفتها تؤكد ما ذهب إليه مجيبك د. سداد جواد التميمي وتشير بوضوح إلى أهمية ما نصحك به..... لأننا نراك في الاستشارة الأخيرة هذه وقد تطورت أفكارك للأسوأ!ّ
والحمد لله أنك نفذت نصيحته فتوجت إلى مراجعة استشاري في الطب النفسي، والذي بدوره وصف لك كما رأى د. سداد عقارا مضادا للاكتئاب هو الدولوكسيتين وآخر مضادا للذهان هو الريسبيردون، كما يظهر بالتفصيل في استشارتك الثالثة: الحشيش وفكرة الشذوذ وما نرجوه هو أن تبقى على متابعتك مع معالجك ولا تنسى نصيحة د. سداد (يجب أن لا تقل فترة علاجك عن عام واحد بسبب شدة النوبة وربما تحتاج الى علاج كلامي).
ما تعكسه إفادتك الأخيرة هو حالة من الاكتئاب الذهاني زوراني المحتوى من الدرجة الشديدة وقد يكون جزءٍا من عملية ذهانية أكبر، إلا أن كل ذلك قابل للتحسن إذا عولج بالشكل السليم، إذن بقي يا "عابد" (أو "عبد" أو "عثمان") أن تنفذ ما نصحتك به في ردي عليك (عليك بمصارحة الطبيب بكل شيء انبنت عليه أفكارك ومعاناتك الحالية في التعامل مع الناس ورؤيتك لنفسك، فهناك حاجة إلى تشخيص دقيق للحالة وربما عقاقير أخرى وكذلك هناك حاجة إلى جلسات علاج معرفي سلوكي.....)
وسبب ذلك هو شكنا أنك لا تقول كل شيء للطبيب مثلما تفعل هنا على مجانين، فلو أنت ركزت في شكواك للطبيب على أعراضك الاكتئابية دون أن تذكر له محتوى أفكارك حول الخوف من الشذوذ أو من الاتهام بالشذوذ فإنك تخدع معالجك..... وهذا تخمين لا ندري صحته من عدمها لكن إيقاف عقار الريسبريدون في حالتك دون إضافة مضاد آخر للذهان يستدعي التساؤل!.
نرجو أن تكف عن طلب الطمأنة الإليكترونية إلا أن يكونه ذلك مصاحبا لطلب المساعدة الواقعية المباشرة والالتزام بالخطة العلاجية المتفق عليها مع المعالج..... وتابعنا بالتطورات.
ويتبع>>>> : الحشيش وفكرة الشذوذ م1