الطائر المذبوح: العاشقة م2
مشاركة حول مشكلة: الطائر المذبوح: العاشقة
السلام عليكم أساتذتي الكرام في هذا الموقع المهم وبعد فقد لفتت انتباهي استشارة الأخت الكريمة من العراق وتألمت كثيرا لمعاناتها وأرجو أن تسمحوا لي بمحاولة مساعدتها.
1- عزيزتي أرجو أن تهرعي فورا إلى مختص نفسي كما أشارت الدكتورة أميرة لأن لديك مشكلا في تكوينك النفسي، هذا لا يعني أنك سيئة أو مختلة ولكن لا شك أنك مررت بظروف قاهرة أثرت عليك وقد بدا هذا واضحا في إشارتك إلى علاقتك بأسرتك... من الأفضل في حالتك وحسب رأيي المتواضع أن تستشيري مختصةً وهذا تفاديا لمشكل التحويل أي تحول العواطف نحو الخبير النفسي.
2- ما تعانينه كما أرى هو مرحلة متقدمة جدا من الإدمان العاطفي وهو كما أظن لا يقل سوءا عن إدمان أي مخدر ويتطلب الأمر جهدا كبيرا لتجاوز هذا الوضع ولكنك قادرة عليه لو أردت ذلك حقا، فقد لمست ذكاءك ورهافة حسّك وعليه أرجو منك الآتي: غيّري رقم هاتفك/ إن كان هاتفا ذكيا فاستبدليه بآخر عادي/ اقطعي خط النت لديك ستشعرين بصعوبة ذلك وبفراغ كبير نتيجته، لا بأس املئيه بزيارات عائلية وبالانفتاح على والدتك أو حتى بالانفتاح على محيطك بأعمال خيرية بهوايات بأشياء كثيرة وستريْن شيئا فشيئا ستعتادين أكرر: هذا صعب ولكنه ضروري.
3- في المقابل: احذري الأغاني العاطفية/ المسلسلات والأفلام والروايات الرومانسية.. احذري هذه الأشياء كثيرا كثيرا.
4- أليس لديك صديقة تثقين فيها؟ حتما لديكِ... جرّبي الفضفضة فجزء كبير من معاناتك سببه الكتمان، علما أنك لست مضطرة لقول كل شيء، فضفضي بقدر ما تشعرين بالارتياح، وإن كان لديك تفاصيل محرجة أو تخجلين منها فمن حقك الاحتفاظ بها لنفسك.
5- سألومك قليلا يا صديقتي وأرجو أن تتحمليني: لاحظي هناك فتيات يلجأن للنت لأنهن لم يجدن شيئا في الواقع، فتيات تقدم بهن العمر دون زواج، وأخريات قليلات الحظ من الجمال، أيا كان هؤلاء لم تجد أيٌّ منهن فرصة في الواقع فلجأت إلى النت جرعةً مخدرةً أو حلا اضطراريا تبحث من خلاله عن السعادة، ولكن أنت وكما ذكرت فقد تقدم لك شابان ممتازان وأعجب بك آخر تتوسمين فيه الصدق هل من العقل أن تتركي هذه الفرص الحقيقية تضيع مقابل وهم كريهٍ اسمه: عمار؟!
أرجوك خذي فترة نقاهة كافية وحالما تشفين وستشفين بإذن الله من ذلك الوهم وعندها انطلقي ولا تضيعي أية فرصة تسنح لك
6- ثقي أن كل إنسان يتلقى في الحياة دروسا تلائم احتياجاته، وأنت بحاجة إلى التواصل بشكل صحي مع ذاتك أولا ومع محيطك ولذلك كان هذا العمار دون غيره في طريقك، والأمر يعتمد عليك إما أن تقرري الشفاء وتستخلصي العبَر من هذه التجربة وإما أن تستمري في طريق التعامل غير الصحي وتسوء العواقب وأرجو أن تنتبهي جيدا لما سأقوله الآن: أعرف إنسانةً مرّت بتجربة مشابهة لتجربتك وأصرّت على الطريق غير الصحي فانتهى بها الأمر في مصحة للأمراض العقلية نعم، انتهت إليها ولا أدري كيف انتهت بها تجربتها ولكنها في الوقت الذي كانت تعاني فيه أمرّ المعاناة كان الطرف الآخر يسرح ويمرح كما يشاء مع غيرها، ولم يفكر حتى في السؤال عنها، فاحذري
7- أيّا كان ما وصلت إليه علاقتك بهذا الشخص فينبغي أن تنتهي فورا، فما أخشاه حقا هو أن تنزلقي فيما يعرف بالمقامرة العاطفية، نعم المقامرة، لاحظي: أنت إنسانة محافظة جدا وهذا حبك الأول أنت في أعماقك شديدة الحرص على أن تكون تجربتك الأولى هذه ناصعة ورائعة وووو وكلما قابلك الآخر بصفعة تألمتِ ثم أصررتِ على المواصلة علكِ تجدين ما يفرحك لاحقا، تخسرين على أمل أن تربحي، وتستمرين هكذا، كلا بإرادتك الواعية ستوقفين كل هذا.
8- لاحظي تخبرينه باحتمال إقدامك على سرقة أهلك فلا يعترض، تعلمين؟ يذكرني هذا بموقف قرأته في إحدى الروايات، فأحد الأنذال يغوي فتاةً ويقنعها بالهرب معه، يتسلل ليلا ويخنق كلبها الصغير أمام عينيْها، لم تقل شيئا فقد أعماها الحب، وحالما يحصل عليها يجرّعها الذل والعذاب، تتذكر حينها فعلته وتصرخ به: أيها القاتل، قتلتَ كلبي، فيرد ببرود: قتلته أمامكِ وكنتِ تنظرين، أظنك فهمتني فاحذري.
أرجو أن أكون قد أفدتك ولو قليلا أختي الكريمة، وأكرر ما قالته د. أميرة بضرورة استشارة مختص نفسي
أرجو لك كل الخير، وفقك الله وحماك وآمل أن أعرف عنك أخبارا طيبة
12/5/2016
رد المستشار
شكرا على اهتمامك يا صديقتي، ولكن من يعاني من "التعلق"، والذي قد يصل لدرجة من الهوس، أو الوسوسة بحب شخص، يصعب عليه استيعاب ما تحدثت عنه، وينفر تماما من النصح، واللوم، وقصص النجاح في حال تعلية الإرادة، وقصص الويل والثبور وعظائم الأمور لمن لم يتعظ ويضع عقله في رأسه!، رغم اجتهادك في أن تعظي، وتلومي برقة، إلا أنها صدرت بوعظ ولوم وتخويف واضح لا يناسبها على المستوى النفسي تماما.
وأتفق معك تماما خاصة بعد تفاصيل رسالتها الأخيرة أنها تحتاج للتواصل مع متخصص نفسي ماهر يساعدها بخبرة مهنية ونفسية لتخطي درجات كبيرة من معاناتها...
الشكر موصول.
ويتبع>>>>>>>>> : الطائر المذبوح: العاشقة م3