أطلب استشارة الأستاذة رفيف الصباغ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أولا أقول لكم جزاكم الله خيرا على فتح هذا الباب للاستشارات النفسية وجعل الله ذلك في ميزان حسناتكم وجعلكم سببا للشفاء لكل المرضى الذين يستشيرونكم وكتب لكم أجر ذلك.
تحية لكل المستشارين وأخص بالذكر أ. رفيف الصباغ التي أرجو من الله أن تجيب على استشارتي.
أنا فتاة مسلمة أعيش ولله الحمد في بلد مسلم أكبر أخوتي سنا أتواصل معكم للاستشارة في موضوع كدر صفو حياتي وجعلني أعيش في دوامة وحلقة مفرغة لم أجد السبيل للخلاص منها ولا زلت أبحث وأقاوم لأني أريد أن أعيش حياة طيبة ويجعلني الله مباركة ويستعملني في نفع الإسلام والمسلمين ونصرة ديني ومقدساته.
هذه أهدافي في الحياة لكنني أعاني من أمور تعيق مسيري أنا أعاني من وسواس يخص موضوع النظافة فقد بدأت المسألة منذ 6 سنوات تقريبا في الثلاث سنوات الأولى كانت تأتيني وساوس في الوضوء أنني مثلا لم أغسل العضو كما ينبغي فأعيد ثم انتقلت المسألة للغسل فأصبحت أتأخر كثيرا في الغسل لساعات هذا الأمر أصبح يزعج أهلي وأدخل مع أبي في مشادات إذ يضطره الأمر لتعنيفي لفظيا ووصلت الدرجة إلى أن كسر مرة باب الحمام وأنا أغتسل وأنا أقاوم هذه الأشياء لا أحب أحدا أن يلمس أغطيتي أو ملابسي أتحرز من كل شيء بعد الحيض أقوم بغسل كل ملابسي والأغطية.
مع أنني أعلم أنه إذا شيء لم يلمسه دم الحيض فهو طاهر أستطيع الصلاة فيه وكل هذا لأني أريد أصلي في ملابس غير نجسة لأن الطهارة شرط من شروط الصلاة هذا الأمر هو نواة كل الوساوس التي تأتيني بدأت المشاكل تزيد خصوصا مع أبي وفي مرة من المرات وقع مشكل بسبب نفس الموضوع فأوقعني أبي على الأرض وكانت الأرض ليس عليها سجاد فقلت لقد تنجست وقمت بالصراخ بشكل هستيري هذا بعد ثلاث سنوات تقريبا بعد هذا استغنيت عن كل هاته الأمور وأصبحت أحسس بالفشل وأنني عندما أصبحت لا أفعل كل تلك الطقوس لقد فقدت السيطرة على النظافة في حياتي وقلت لقد تنجست لن أتأخر بعد اليوم في الغسل سأسرع لن أغسل جدران الحمام قبل الدخول للاغتسال أصبحت لا أتحرز من أي شيء حتى أنني أصبحت أغتسل نادرا ربما انتقاما.
فبعد هذا أصبحت أعتقد أنني فعلا في جسمي وملابسي نجاسة وبقيت محافظة على الصلاة بالرغم أن إيماني أصبح ضعيفا وانزلقت انزلاقات شيطانية وأصبحت لا أحافظ على الأذكار ولا أهتم هل الملابس نظيفة بمعنى أنني من الممكن أن ألبسها وقد غسلتها أمي ومن قبل كنت أغسل ملابسي بنفسي وأضعها في مكان مخصص ولا يلمسها أحد.
بعد الذي حصل لم يعد لي مكان أصبحت أنام في أي مكان بأي غطاء أصبحت المشاكل تخف لكن أنا أصبحت ميتا على قيد الحياة أصبحت نشاطاتي داخل البيت قليلة جدا فقط أنام أكلي قليل جدا هذا حدث في السنة الثانية من الثلاث السنوات الأخيرة كان بعد تخرجي مباشرة وتخصصي هو تخصص يخص الأطفال تقريبا واخترته إرضاء لله لكن لم أعد أبحث عن عمل أهدافي التي رسمت فشلت في تحقيقها وتكاسلت كثيرا بعد ما كنت نشيطة في الأنشطة الدعوية والخيرية.
واستسلمت للأمر لكن كنت أذهب في عمل تطوعي لترتيب الملابس للمناطق النائية ولأنني أشعر أن ملابسي نجسة وقد استسلمت أصبح لا مانع لدي في ترتيب هاته الملابس القديمة والجديدة والمستعملة والتي ربما فيها نجاسة في مكان مليئ بالغبار لم يتنهي ترميمه بعد.
هذه السنة وهي الثالثة 2016 قررت أن أتغير بالرغم أنني أقول أنني نجسة وكل بيتنا فيه نجاسة وأي مكان ذهبت إليه فقد تنجس قررت أن أعمل عملا بعيدا عن تخصصي حتى إذا ما قررت أن أصبح طاهرة إذا أردت العودة لتخصصي أن أكون لم أنجس أماكن العمل التي تخص تخصصي.
تقدم لي كثيرون منهم من رفضته لأنه جلس في صالون بيتنا ولاعتقادي أن كل أثاثنا نجس أقول أنه جلس على الأثاث وبالتالي تنجس وإذا تزوجت به النجاسة ستنتقل إلي وسأعيش حياة في نجاسة والصلاة ووو وأهلي أقول لهم أي عذر مثلا طريقة كلامه مستواه المادي لكن السبب الحقيقي أنا فقط من يعلمه.
وحاليا أصبحت أريد أن أسافر خارج بلدي لدولة من دول الخليج لأن في اعتقادي أن كل شيء هنا نجس الظاهر أنني أقول لأهلي هناك المستوى العلمي لتخصصي متطور وهذا صحيح والجانب المادي أيضا لكن في قرارة نفسي لهذا السبب أريد أن أسافر اعتقادي أنني نجسة حتى أنني نجست المكان الذي درست فيه أنه إذا سمعت شخصا قدم للعمل وقد درس معي لا أذهب لذلك المكان لأني أعتقد أنني نجسته وجلس في الكرسي في ذلك المكان وسـأتنجس إذا ذهبت لنفس المكان وجلست على نفس الكرسي.
أريد أن أتغير وهذا التغيير أريد أن أبدأه بتغيير أثاث البيت والديكور هذا من باب التغيير وأيضا لكي لا أعتقد أنه نجس بعد الآن وأهتم بنظافتي وتصبح لي غرفة مرتبة لأني على هاته الحال كما ذكرت عندما استستلمت تركت كل شيء وأصحبت لا أهتم لأي شيء الآن تقدم لي شخص على خلق ودين ولا أزكيه على الله فيه كل المواصفات تقريبا التي رسمت في ذهني إلا أنه يعمل تطوعيا في نفس الجهة التي كنت أعمل من أجلها في نطاق أعمال خيرية وقد أخدتني أخت لي وزوجها لرؤيته وهم لا يعلمون ما أكابده عندما ركبت معهم في السيارة اعتقدت أنني نجست سيارتهم ورفضته وقلت الحقيقة أنني أعاني من وسواس لأني أعتقد أنه ربما عمل في نفس المكان الذي كنت أذهب إليه لترتيب الملابس والمكان فيه غبار كثير وأنا كنت نجسة فهكذا النجاسة انتقلت إليه فكيف سأعيش معه وسوف أتنجس وأعيش حياة هكذا.
عندما أفكر تفكيرا منطقيا أقول أن هذه خيالات لا صحة لها وأريد فعلا أن أبدأ من جديد لقد تغلب على أمور كثيرة وإن شاء الله عندما أرتب منزلنا وأعود لأصبح طاهرة لن أتاخر في الغسل إن شاء الله إلا أن سؤالي هل أوافق على هذا الشخص وأبني على ما أراه أمامي أن الشخص ليس فيه نجاسة حتى لو فرضا ذهب لذلك المكان واعتقادي اعتقادا جازما أنه تنجس لكن بعد ذلك ربما لم يعد ذلك هل أبني على ما أراه حاضرا وليس ما كان في الماضي لأن تفكيري يقول هل تتذكرين عندما ذهب ونجست ذلك المكان المتسخ والشخص ذهب لذلك المكان وتنجس وليس ذلك الشخص فقط بل كل من ذهب هناك وإذا وافقت ستعيشين حياتك وفي النجاسة وكيف ستقبل صلاتك والآخرة وسيسألك الله عن الأشياء التي نجستها والأشخاص كذلك.
هل عندما أصبح طاهرة والطهارة بالنسبة لي أن سأعود كالناس بعد ترتيب المنزل تصبح لي خزانتي وأهتم بنظافة ملابسي وأعيش كما يعيش الناس إلا أنه بعد أن أصبح كذلك لا أخفيكم أمرين أن أماكن كثيرة لن أذهب إليها لأنني أتذكر أنني ذهبت إليها عندما كنت لا أهتم بنظافة أي شيء محلات تجارية كثيرة لن أذهب إليها لأني ذهبت إليها سابقا وسأذهب لأخرى أنواع سيارات أجرة لن أركبها وسأركب نوعا آخر لكي أعيش كالناس.
هل إذا قدر الله بعد أن أحس أنني أصبحت طاهرة وقدر الله أن أجلس في مكان جلست فيه وأنا أعتقد أن في نجاسة هل ستنقل إلي النجاسة بعد مرور مدة طويلة على ذلك. أريد أن تكون لي أسرة وأبدأ حياة مستقلة مع زوج صالح كباقي صديقاتي لا أدري صراحة ماذا أفعل هل أوافق على هذا الشخص لشكي في نجاسته حسيا وليس معنويا مع أنه ربما الشخص الوحيد سبحان الله الذي جلعني أفكر ربما في متاقشة منطق رفضي وبعد رفضي للأمر وذهاب كل من لحال سبيله أصبحت أقول لماذا أفعل هكذا هل فعلا سينجسني ما هذا الكلام هل أعود لأفتح باب هذا الموضوع وقد أغلق أم لا أوافق وعندما أشعر أنني طاهرة أسافر خارج بلدي فبالتالي هناك بلد جديد أناس جديدون لم يذهبوا لأماكن نجستها وأبني على ما أراه أنهم طاهرون علما أن لأمي بنتين أنا وأختي الصغيرة أفكر في أمي كثيرا ولماذا أذهب بعيدا عنها لا أدري أرجوكم أريد جوابا شافيا كافيا.
اللهم اغفر، أعتذر للإطالة، مع احترامي لكل المستشارين على هذا الموقع حبذا لو تجيب على استشارتي الأستاذة رفيف الصباغ
وجزاكم الله خيرا.
16/6/2016
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته أختي الفاضلة، وأرجو أن تسامحيني على تأخيري المخجل، لكن قدوم شهر رمضان، حال بيني وبين السرعة في الإجابة.
واضح من بين سطورك أنك مقتنعة بوسواسك، أو شبه مقتنعة، وتركك إياه كان بسبب ضغط الظروف من حولك، وليس لاقتناعك بخطأ ما أنت فيه، ولهذا سيطر عليك الشعور بالفشل والاستسلام، لعدم قدرتك على تنفيذ رغباتك وما تريدينه من طقوس وتصرفات.
ما معك وسواس وحالة غير صحية، والوسواس لم يكن صوابًا في يوم من الأيام، وليس من الجائز عقلًا ولا شرعًا ولا طبًا أن تتشبثي بالخطأ، فضلًا عن أن تجبري غيرك عليه.
المذهب المالكي هو السائد في بلاد المغرب العربي، ولا يخفى عليك أن في المذهب قولًا مشهورًا، يجب العمل به للموسوس (ويجوز للسليم العمل به)، أن الطهارة للصلاة سنة فقط، وأن الصلاة تصح مع نجاسة البدن والثوب والمكان، حتى مع قدرة المصلي على التطهير. ولك في هذا القول مخرج وفرج، فاتبعيه على سبيل الوجوب رحمك الله.
جميع الحلول التي تم اقتراحها من جهتك كانت تدور حول التحاشي التام لمصدر النجاسة، ووصل الأمر بك إلى السعي لتحاشي البلد كله. ولكن هذا الحل فاشل 100% فهو يعزز الوسواس بدل أن يزيله، لو فرضنا أنك حققت رغبتك في البعد عن جميع ما تعتقدين تنجسه، ستنعمين بالراحة بضعة أيام، ثم تعودين للوسوسة بتنجس الأماكن الجديدة، إن الوسواس الذي أقنعك بنجاسة المكان الذي أنت فيه، والأشخاص الذين تقابلينهم، مع أن الواقع غير ذلك؛ قادر على إقناعك مرة ثانية وثالثة ورابعة......
الحل الأمثل لعلاج الوسواس هو: التعرض للمثير مع عدم الاستجابة: وقوفك في المكان المتنجس والصلاة فيه دون الاستجابة لرغبتك في التطهير، مع قناعتك بأن هذا انتصار على الخطأ، وليس فشلًا في تحقيق ما تظنينه صوابًا. مخالطتك للناس، وتجاهل شعورك بتنجيسهم أو بنجاستهم، وقناعتك بأن هذه هي الحقيقة. العمل في مجال تخصصك، والاستمرار فيه، القناعة بأن كل شيء طاهر من حولك......
هذا هو العلاج وما عداه وقود للوسواس يزيد من اشتعاله.
من الحلول أيضًا: قبولك بالخاطب المناسب، وعدم استجابتك للوسواس بأنه متنجس، وبأنك ستعودين فتتنجسين بسببه، للخروج من الدائرة المفرغة في النجاسة والتنجيس.
وطبعًا أنصحك بقبول الخاطب الجديد، لكن من الواجب عليك إخباره بحالك هذه، بعد حصول الموافقة المبدئية من قبلكما، ولا يجوز لك كتمان هذا بحال من الأحوال. وما يدريك؟ لعله مصاب بالوسواس أيضًا، وحينها الأجدر ألا يحصل بينكما اقتران رفقًا بالأولاد الذين سيرثون استعدادًا كبيرًا منكما للوسوسة. عدا عن أن معرفته لهذا وتفهمه، له الأثر الكبير في إعانتك ومساعدتك على العلاج فيما لو تمّ الزواج.
هذه مجرد إرشادات وإنارات على الطريق، والمعالجة الجدية تكون بمسارعتك إلى طبيب نفسي، والأفضل أن يكون عارفًا بالعلاج المعرفي السلوكي، لتناول الأدوية المناسبة واتباع برنامج منظم للعلاج.
تمنياتي لك بالشفاء وراحة البال، وأهلًا وسهلًا بك وباستشاراتك.
التعليق: ممكن زيد على الرد عن تجربة شخصية أنا كنت أعاني من وسواس الوضوء والصلاة والغسل لمدة عام ونصف وكنت أخاف الارتباط لكن شاء القدر أن تتم خطبتي لشاب والغريب أنه حصل شفائي بالكامل بعد عدة شهور من الخطوبة رغم أن الشاب لم يكن يعجبني أو مناسب لي ...
يبدو أن الوسواس يزداد بالفراغ العاطفي والإحساس بالذنب عن شيء ما في الحياة ما رأيكم؟