فشل متلاحق بعد نجاحات متتالية.....
السلام عليكم؛
أنا شاب في الـ21 من عمري، وطالب مغترب في كلية الطب-التي أحبها- في إحدى الدول الأوروبية وهذا عامي الثاني في هذه الدولة بعد سنة اللغة العام الماضي. كان حياتي تسير بشكل جيد لم أغادر مرتبة التفوق يوما دوما كان نصيبي هو المركز الثاني، في الصف التاسع والعاشر غادرنا الأردن للسعودية وكان المركز الثاني نصيبي أيضا، في ذلك العامين حفظت القرآن في السعودية للأسف.
في الصف الأول ثانوي عدت للأردن مع عائلتي ما عدا أبي الذي ما زال يشتغل في السعودية وفضل أن نعود للأردن حتى لا يتدنى مستوانا التعليمي مع أن أقل معدل حصلت عليه في السعودية كان 99.13%، في الصف الأول ثانوي حصلت في الفصل الأول على معدل 93 كان صدمة كبرى، في الفصل الثاني حصلت على 74 في التوجيهي رسبت في الرياضيات وتأخرت عاما كاملا.
الآن أنا في الامتحانات النهائية في كلية الطب والأمور تتجه نحو الهاوية لا أدري ماذا أفعل؟؟
النظام هنا أن المعدل منفصل والمهم هو معدل آخر سنة، ولكني وللآن - وأنا على حافة الرسوب في السنة - وعلى الرغم من كل ما حدث لا أستطيع ان أقبل بمجرد النجاح.
تعرضت لعدة أزمات نفسية كلها بسبب الدراسة وواحدة بسبب المجتمع الذي كان جديدا وواحدة بسبب وفاة جدي العام الماضي والذي أمضيته معه أسابيع طويلة في آخر أيامه في المستشفى.
أشعر بأني أفقد الثقة بنفسي للمرة الأولى في حياتي، الكل ينظر لي في بلدي على أني إنسان ذكي وعظيم وصاحب نظرة عميقة للحياة لكن للأسف نتائجي الدراسية تكذب ذلك -أعلم ان الدراسة ليست كل شيء- لكنها مهمة أيضاً.
ومررت بنقلة من الالتزام الديني حيث حفظت القرآن كاملا -عندما كنت في السعودية- إلى مرحلة من التدين المتعقل البعيد عن النفاق وحاولت كسر صورة الإنسان المثالي التي رسمت عني في أذهان الناس بعد حفظي للقرآن ولكن ليس بشكل عنيف، فمثلا غيرت من منظري من إنسان ملتح إلى إنسان طبيعي بسكسوكة، ما زلت مسلما ومؤمنا ولكن بشكل طبيعي.
طبعا ومن نافلة القول أني كنت عضوا في الإخوان المسلمين وتركتهم منذ عام ونصف العام وأصبحت كافرا بفكرة الإسلام السياسي كلها. وأيضا لم أخض في حياتي تجربة حب واحدة للآن!
أنا مؤمن بقوة أني إنسان ذكي ولكن أحتاج ما يفك هذه القيود التي تكبل طاقاتي وقدرتي. أرجو أن تساعدوني، وشكرا لكم.
30/6/2016
رد المستشار
أشكرك "عمر" على لجوئِك لموقع الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية، وثقتك في القائمين عليه، أولاً عرضك للمشكلة يشير إلى أن لديك استبصار وإدراك للمشكلة التي تمر بها وتسعى لحلها، وهذا نصف طريق الحل، عليك أولاً أن تغرس بذهنك قول الله تعالى: "ولمن صبر وغفر إن ذلك من عزم الأمور" (الشورى:43)، فأنت التحقت بإحدى كليات القمة وهي كلية الطب، وهذا يعكس أنك طالب مجتهد ومتفوق ومثابر دراسياً.
عليك أن تتعرف أكثر على نفسك حيث أنك تمر بمرحلة عمرية تعتبر من أصعب الفترات التي يمر بها الإنسان، ففي هذه الفترة هناك درجة من عدم الاتزان العاطفي التي قد تؤثر على عوامل أخرى بشخصيتك، ومن جراء ذلك يجعلك تصدر الأحكام السلبية على نفسك وعلى الآخرين، فعليك أن تواجه التحديات والإجهاد الذي تشعر به، وتحقق التوازن العاطفي والانبساط الاجتماعي وقدرتك على التوافق والتكيف مع نفسك ومع الآخرين، وقدرتك على إشباع احتياجاتك ورغباتك في إطار الجماعة التي تعيش معهم؛
فأنا أدرك أنها معادلة صعبة خصوصاً عندما تتعارض رغباتك مع ما يفرضه عليك المحيطين بك، إلا أن الجانب المشرق أنك مجتهد ومتفوق، إلا أنه ينقصك الثقة بالنفس، وأنك قادر على النجاح بالرغم من العوائق والضغوط النفسية التي تواجهك، فمتى تحسنت ثقتك بنفسك ستتحسن ثقتك بالآخرين، ولكن عليك أن تتذكر قول الله تعالى: "... إنَّ الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..." (الرعد:11)، فعليك أن تبدأ بتغيير نفسك أولاً، وبداية التغيير تأتي من الوقفة مع نفسك، وأن تقرر ماذا تريد، وماذا تخطط لمستقبلك الدراسي الذي سيترتب عليه مستقبلك المهني، حتى يكون دافعك للتغيير.
والمساعدة التي يمكن أن أقدمها لك ولغيرك من الطلبة في هذا الوقت من قرب موعد الاختبارات والتقصير في المذاكرة منذ بداية العام الدراسي, بعض الإرشادات التي تنعكس إيجابياً عليهم وتحسن من طريقة استذكارهم بإذن الله وهي كالآتي:
أولاً: الصــــــــــــلاة سواء الفرائض أو الصلاة بعد الانتهاء من أجزاء معينة أو مواد معينة والدعاء لرب العالمين بتثبيت المعلومات.
ثانياً: توفير بيئة دراسية مناسبة في المنزل:
هنالك مجموعة من القواعد، التي لابد من مراعاتها أثناء المذاكرة، وللطالب تطويعها حسب ظروفه واحتياجاته ونظامه منها:
1- تقسيم الوقت بين المواد بوضع جدول دراسي يتقيد بها المتعلم قدر المستطاع، ويتناسب مع الجدول الدراسي اليومي.
2- عند الشعور بالتعب خذ قسطاً من الراحة.
3- اختيار المكان المناسب للدراسة وذلك من حيث:
أ - الإضاءة المناسبة والابتعاد عن الخافتة.
ب - التهوية الجيدة للغرفة وترتيبها، فالترتيب يبعث على الراحة.
ج - الابتعاد عن المذاكرة في غرفة النوم، وإن صَعُب ذلك فأقله الابتعاد عن السرير أثناء المذاكرة.
4 - دراسة المواد العلمية والصعبة لا تنفع بصورة شفوية، وإنما لابد أن يصاحبها استخدام الورقة والقلم فذلك أثبت للمعلومات فيها.
5 - الابتعاد عن مصادر الإزعاج بكل أنواعها، فالراحة النفسية تدفع المتعلم للدراسة.
6 - الاهتمام بالغذاء الصحي.
7 - أخذ القسط الكافي من النوم دون زيادة أو نقصان، فكلاهما ضار.
لابد للطالب من إيجاد خطوات يتبعها في الدراسة بحيث توفر له عدة أمور مهمة مثل:
1 - الدراسة بأقصر وقت ممكن (بمعنى توفير الوقت واستغلاله).
2 - بذل أقل الجهود الممكنة، بمعنى استغلال الطاقة بالطرق الصحية.
3 - الاحتفاظ بالمعلومات أطول مدة ممكنة.
وبشكل عام هناك ثلاث طرق متبعة للدراسة، ولو أدركها الطالب تمكن من إيجاد الطريقة المناسبة لها ولموضوعه، وهذه الطرق هي:
1 - الطريقة الكلية: وهي أن يقرأ الطالب الموضوع بشكل عام لتتضح له الفكرة العامة، ثم يعيد قراءة الموضوع لاستيعاب بقية الأفكار.
2 - الطريقة الفقرية: أي تقسيم الموضوع إلى فقرات حسب ترابط الأفكار وتقبل المتعلم لهذا الترابط، فالمتعلم هنا هو الذي يتحكم بطريقة التقسيم حسب ما يوافقه، ثم ربط هذه الأفكار جميعاً معاَ، وهذه الطريقة تفيد في المواضيع الطويلة التي تتميز بعدم تسلسل الأفكار فيها.
3 - الطريقة المختلطة: وهي الجمع بين الطريقتين السابقتين، بحيث تأخذ المتعلمة الفكرة العامة، ثم تقسم الموضوع إلى فقرات.
مهارات المذاكرة الجيدة:
1) التكرار: تكرار حفظ المعلومة أكثر من مرة حتى تستطيع إتقانها.
2) الهدف: لابد أن تحدد لك هدف قبل بداية المذاكرة تسعى لتحقيقه (مثل انك ستذاكر هذا الجزء كاملاً).
3) توزيع الجهد: أي المذاكرة على فترات زمنية، يتخللها فترات راحة، حتى تكون المعلومات أكثر ثباتاً في الذهن.
4) معرفة المعلومة بالكامل في البداية: أي تأخذ فكرة عامة عن الموضوع، ثم تبدأ بتقسيمه إلى أجزاء وتذاكر كل جزء بمفرده.
5) التسميع الذاتي: أي كل فترة تراجع على ما سبق دراسته، حتى تربط المعلومات القديمة بالمعلومات الحديثة وتكتشف أوجه القصور وتعالجها.
6) المذاكرة بأسلوب حديث من البداية: أي لا تذاكر بأساليب خاطئة، فتضيع جهودك ووقتك، بل ذاكر بأسلوب صحيح منذ البداية (فمثلاً الإسلوب الأمثل لحفظ المعلومات التاريخية، هو الحفظ بواسطة الورقة والقلم ورغم أنه أسلوب شاق لكنه أفضل من الحفظ الشفوي).
7) تحديد مستواك: دائماً حاول معرفة مستواك في المادة ومن نفسك حتى تعالج أي مشكلة لك في المذاكرة.
8) كن نشيطاٌ: أي حاول أن تبحث عن المعلومة بنفسك، كأن تستخرج الأسئلة بنفسك من الكتب وتحاول الإجابة عليها، فعندما تجتهد في الوصول للمعلومة، تكون أسهل في حفظها من أن تحصل عليها مباشرة.
9) استمتع بالمذاكرة كأنك تلهو، تعود أن تحبها حتى تنجز فيها.
ثانيا: عادات المذاكرة:
- لا تذاكر حسب المزاج
- حدد مواعيد المذاكرة في الجدول الذي أعددته بنفسك.
- ذاكر دائماً وذهنك في نشاط.
- لا تذاكر بعد الأكل مباشرة، حتى لا يغلبك النوم.
- 1 /2 ساعة راحة كل 3 ساعات مذاكرة.
- حاول قدر الإمكان أن تكون مواعيد المذاكرة ثابتة يومياٌ.
- لا تذاكر لوقت متأخر من الليل، ووقت النوم لا يقل عن 7 ساعات، ولا يزيد عن 9 ساعات، وممنوع أي شيء بجانبك ويشتت انتباهك (راديو, TV, أطفال).
- إذا شعرت بالإرهاق والرغبة في النوم, ولم يأتي موعد النوم فتوقف عن المذاكرة، فلن تستفيد شيئاٌ وأنت مرهق.
- لا تتناول أثناء المذاكرة أي منبهات (شاي, قهوة) بل عصائر حتى تجدد نشاطك.
ولا تذاكر في أي مكان أو تترك الأمر للصدفة، بل لابد أن تنظم لنفسك طريقة محدده للمذاكرة: فاستخدم حواسك كلها في المذاكرة، أكرم الله الإنسان بكثير من الحواس (النظر- السمع- النطق- الفهم - التذكر) ورغم ذلك فالطالب يهمل كل ذلك ولا يحاول أن يستفاد منه فمن الممكن أن تستغل كل تلك الحواس أثناء المذاكرة؟
اقرأ الجزء الذي ستذاكره كاملاٌ مرتين، مرة بالعين فقط حتى تستوعبيه، والمرة الثانية بصوت مسموع وبهدوء دون تسرع، حتى يستقر الموضوع في ذهنك عن طريق (النطق- العين- السمع- الفهم).
قسم الموضوع لأجزاء صغيرة، ثم اقرئها أيضاً كالمرة الأول، وبعد ذلك أعيد كتابة ما تقرأه في ورقة خارجية عدة مرات، وبهذا لن تنسى أبداً إن شاء الله.
في مكان محدد (كرسي معتدل - كتب قريبة - مصباح مكتب - مكتب واسع - هدوء كاف - حرارة معتدلة - إضاءة كافية - تهوية جيدة).
وقت محدد. ضع أمامك مجموعة من التواريخ، واحسب كم من الوقت سوف تستغرق في حفظهم وحفظ أحداثهم، واستعين بساعة أمامك وكل مرة سوف تجد نفسك أسرع من السابقة.
مع تمنياتي بالنجاح والتوفيق. وتابعنا بأخبارك