ملتزمة ومخطوبة: أحاديث الرجال والنساء مشاركة 1
أعزائي المجانين العقلاء.. قرأت تعقيبات كل من: سحر ورحاب وياسر.. وأعجبني رد سحر المتعقل الهادئ واستفزني رد رحاب المليء بالانفعال العاطفي والتي فهمت من سطوري أيضا ما لا أعنيه.. ولكن لن أجعل من صفحتكم ساحة للتباري والاختلاف والرد.. فقط أود أن أوضح نقطة بسيطة أثارتها الأخت سحر وهي قولها لقد خرجت مشاركة الأخت رحاب من أمريكا في ضوء ثقافة مختلفة عما نعيشه في عالمنا العربي يا إلهي لو تعلم كم أفزعتني تلك العبارة وأحزنني رد الفعل غير المباشر لمحرر صفحتكم عندما أكد على هذه العبارة باستخدام خط عريض وبلون مختلف ليبرزها ويؤكد عليها فقط أود أن أوضح أني ما استخدمت كنية من أمريكا إلا للتعريف فقط بما أننا لا نستخدم لقب العائلة، ولا علاقة لهذه الكنية البتة بانتماء أفكاري أو آرائي..
فما أنا من ثقافة مختلفة إطلاقا وأنا لم أقدم إلى أمريكا سوى من سنوات قليلة جدا ولي ما لا تعلمه سحر من تحفظات واختلاف عن هذا المجتمع لا مجال لذكرها الآن.. ولم تتأثر أفكاري بأي تنازلات يعج بها هذا المجتمع لأنه ببساطة لا يعتبر هذه تنازلات من أساسه وما أنا بغريبة عن حال المجتمع الشرقي والعربي والإسلامي فأنا منه وفيه وله.. وما كانت رسالتي السابقة استبساطا وتهوينا من التنازلات وكتبت ذلك صراحة ولكن كان تعليقي على طريقة معالجة التنازلات إذا حدثت ورفضي لأسلوب الزجر والاستنكار..
عموما.. إذا قبلتم تعليقاتي بعد الآن أرجو ألا يكون هذا من منظور أنني لا أعبر إلا عن ثقافة مختلفة عن الواقع العربي الإسلامي فما أنا دخيلة على الواقع العربي ولا أنا متحررة من منظومته وإطاره..
وشكرا رحاب المصرية المقيمة بأمريكا وشكرا
29/6/2004
رد المستشار
الأخت الكريمة؛
يخضع نص الرسالة والإجابة لنوع من الإخراج الخاضع لاعتبارات شكلية وفنية لا علاقة لها بمضمون الكلام، ويقوم بهذا الرسم والتشكيل شاب متخصص يعمل في الإخراج الفني، ولا علاقة للمحرر بهذا، وبالتالي فإن إعطاء عبارة ما لونا مختلفا أو بنطا أعرض لا يحمل أي معنى أو تمييز أو تأكيد ضمني على أي شيء لأنه محض إخراج فني، وإن كان هذا يدعونا لمراجعة وتدقيق الشكل تلافيا للالتباس، فشكرا لملاحظتك.
وأما فزعك من العبارة التي جاءت في رسالة مشاركة تتحدث عن عيشك في ثقافة مختلفة عما نعيشه في العالم العربي، فإنني أرى أن الأمر هنا يحتاج إلى توضيح لازم. فالقول بأن ثقافة مجتمعنا العربي هي إيجابية حتما، والثقافة الأمريكية هي بالعكس سلبية حتما، هذا قول ينافي الواقع، ويظلم الحقيقة، وأرجو أن تكون "سحر" قد قصدته، فعندي الاستعداد والخلفية والأدوات والحكايات لكتابة مجلدا ضخما لنقد الثقافة السائدة في المجتمعات العربية في تخلفها وتشوشيها وضعفها وهشاشتها ونواقصها عن مقاصد الدين الذي تزعم الانتماء إليه، والعصر الذي نعيش فيه، ولدي نفس الاستعداد والحكايات لأكتب مجلدا آخر في نقد الثقافة الأمريكية بعيوبها، ولكن ماذا بعد النقد؟!!!
الحقيقة أننا مطالبون بتحري النافع والأصيل في ثقافتنا، والأخذ بالمبتكر والحكيم من ثقافات الآخرين، والحكمة يجب أن تكون ضالتنا من أي وعاء خرجت، وليس في الأمر هنا تنازلات أو تهاون إذا ما جرت هذه العملية في المحافظة والاستيعاب والتوليد على النحو المركب المنشود، وغالبا فإن هذا لا يحدث، نضيع بين الانغلاق والتبعية ونحن في عملنا كله ننشد التحرر من كل قيد، وهدم كل صنم، وتحطيم كل الأوهام والأساطير سواء تلك التي ترتدي زيا عربيا إسلاميا، أو التي ترتدي مسوحا علمية أو غربية زائفة، ولا ضابط لنا، ولا مرجعية، ولا احترام في نفوسنا إلا للحقيقة كما نعتقدها، وهي في مذهبنا لا شرقية، ولا غربية، ونحن ندعو الجميع إلى مخالفة كل باطل ونقده، وهجر كل سبيل أو أسلوب لا ينقع الناس جميعا، فإن هذا لا يضيرنا، وإلا كنا إمعات نتبع أهواء الناس إن أحسنوا أو أفسدوا، ونحن إنما نريد أن ندور مع الكتاب حيث دار كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لا قداسة لأحد، ولا عصمة إلا للمعصوم عليه الصلاة والسلام، وكل أحد بعد ذلك يؤخذ من كلمة ويرد، وكل ثقافة يؤخذ منها ويرد، دون حرج أو تردد، وهذا ببساطة هو جوهر التوحيد الأصيل، والمعنى الحقيقي للشهادة: الركن الأول من أركان الإسلام. "لا إله إلا الله، محمد رسول الله"، فهل نفهم ونعمل؟!!