سيجارة الحشيش والوسواس القهري
أعاني من رهاب، ولم أجد حلولاً
السلام عليكم؛
أريد أن أتشكركم لجهودكم في مساعدتنا، وفي نجاحكم في جعل هذا الموقع من المواقع الأولى عربياً في قضايا الأمراض النفسية والطب النفسي. رسالتي هذه موجهة للدكتور وائل أبو هندي.
أستاذ وائل كتبت لك قبل عام تقريباً, صحتي تحسنت. كنت أعاني من وساوس قهرية، كنت قد تعالجت من الأفكار الحصارية لهذه الوساوس ومنها: أفكار أني ساجن، أو فكرة إيذاء نفسي، أو إيذاء الناس. أي أفكار عدوانية وأيضاً وساوس جسدية، كمراقبة حركة اللسان وحركة الرقبة والرأس، أو فكرة أن عنقي قد تشنج أو تخشب.
ما زلت أعاني من هذه الأفكار, وأعاني من الخوف من السفر, وركوب القطار, أو السيارة أو الطائرة، وأشعر بضيق بالصدر، ورغبة في البكاء، وقلق حينما أبتعد عن المنزل، أرغب في البقاء داخل دائرة الراحة أي المنزل، وغرفتي الشخصية، أعاني من شدة في معدل هذه الأفكار عند اقتراب موعد الدورة الشهرية.
أنا لا أعاني من أفكار قهرية إلا بنسبة 5٪، وأحأول دائماً أن لا أستسلم للأفكار القهرية، وأقول لنفسي هذا مجرد أوهام، وفكرة عابرة لا تعيريها اهتمام. مؤخراً أصبحت أواجه المواقف، فحين زيارتي لمنزل أحد، تأتيني فكرة بأن أغادر الجلسة، أي فكرة تقول لي انهضي من مكانك، أشعر بالخجل، وأن أعتذر للشخص، وأنني أريد الذهاب، وأشعر بالتوتر، وأشعر أن الشخص يراقب حركاتي أو وجهي، فأسارع بالانسحاب والعودة للمنزل، أصبح هذا الشيء يعرضني للإحراج.
دكتور وائل أنا أتعالج منذ نهاية الـ2014 بدواء اسمه أولانزابين Olanzapinبمقدار 10 mg يومياً ولمدة سنتين، دواء جديد كان قد وصفه لي الطبيب يسمى إيستالوبرام Escitalopram 10 mg أيضاً. أعاني من فقدان اللذة بالحياة، ولا أشعر أني أحسست ببداية العشرينيات، بل مرَّ الوقت وأنا أعاني من هذا المرض منذ سن الـ21، وكلما شعرت بأمل بداخلي ورغبة في العيش بسلام، سرعان ما تهاجمني الوساوس وأشعر بالإحباط. تأتيني أفكار انتحار لكنني أقاومها برغبتي في عيش حياة جميلة، وأقول لنفسي ما زال عندي أمل في الشفاء من هذا الاضطراب، أفكر بالانتحار، ونادراً تأتيني الفكرة على هذا الشكل، هل سأعيش حياتي بهذا الشكل للأبد.
كيف ستتزوجين وتنجبين أطفالاً، وأنت تأخذين أدوية قد تشوه ملامح طفلك، من سيتزوجك وأنتِ مريضة وتتناولين حبوب وسواس قهري، ليس هناك أحد يفهم ما هي طبيعة هذا المرض، وإن فهمك لن يدرك بما تشعرين من أفكار سلبية، لكني لم أختر أن أصاب بهذا المرض، نسيت من أنا. أصبحت أعيش يومي فقط وأنا أتمنى عيشة بأقل الخسائر، أي أن لا أؤذي أحداً، تأتيني أفكار بقتل أختي، أغرق بالبكاء، وأقول يارب لماذا أنا، لماذا بليت بالشك والخوف.!؟ لماذا أختي، وأغرق بالذنب، أعلم أني أحبها ومن شدة قلقي وحبي لها، أحلم أحلاماً في الليل سيئة عنها، وأستيقظ مذعورةً خائفة.
وأعاني من كوابيس وأحلام مزعجة وأكثر ما يضايقني أنني عندما أستيقظ أتذكر هذه الأحلام. أتمنى أن أستيقظ دون أن أذكر ما حلمت به في الأمس.
دكتور ما هو الحل، سمعت بدواء البروزاك هل هو جيد أم قد لا أستطيع تحمله، أم أنَّ حالتي أقل وطأةً من حال الذين يتناولون هذا الدواء، هل دواء الأولانزابين Olanzapin دواء جيد علماً أنَّ الأفكار لم تزل لكن خفت حدتها.. وهل الدواء الجديد الذي ذكرته جيدٌ أيضًا للوسواس القهري.
هل أعاني من الرهاب، هل أنا مكتئبة رغم أنني لا أشعر بذلك، بل عندي أمل كبير أن هذا الكرب سيزول، أعتقد أنَّ درجة الاكتئاب 4 من 10، أريد أن أترك دواء الأونلازابين حاولت ذلك بنفسي، ولم أنجح..! حاولت وشعرت بقلق شديد وأصبحت أتجول بالمنزل ذهاباً وإياباً، وفقدت الشهيَّة بالأكل لمدَّة 4 أيام ثم عدت وتناولته من جديد.
أرجوك دكتور وائل ساعدني.
أنتظر ردك وشكراً لك.
21/7/2016
رد المستشار
الابنة الفاضلة "Jollia" أهلاً وسهلاً بك على موقعكم مجانين.
وشكراً على الثقة وعلى المتابعة, وإن كنت لم تحددي لنا أين استشارتك التي كانت منذ عام، وكان هذا سيساعد في الوصول إلى استنتاجات تفيدك أكثر، شكراً أيضًا على إطرائك الطيب والنبيل.
حسب إفادتك فأنت تحسنت, لكنك تظهرين بعد ذلك أن التحسن دون المطلوب بكثير، الواضح أن لديك اضطرابا أعمق من مجرد وسواس قهري أو اكتئاب، صحيح أن معظم ما ذكرته لنا هي أعراض وسواسية وأعراض رهابية إلا أن طبيعتها تبدو غير ذلك، فربما هناك نوع من الاضطرابات الذهانية، والأمر يحتاج إلى تفاصيل كثيرة لم تذكري شيئا منها.
لم تبيني لنا لماذا تريدين إيقاف عقار "الأولانزابين" بدلا من زيادته أو استبداله بآخر، وكذلك لم تذكري لماذا تريدين تغيير عقار "إيستالوبرام" إلى بروزك "Prozac". لم تذكري لنا كذلك شيئاً عن وزنك وطولك، المعلومات جدا ناقصة يا "Jollia". واختصارا أرجو ألا تفكري في ترك عقار "الأولانزابين" إلا بالاتفاق مع طبيبك ليختار البديل المناسب، فلا تجربي بنفسك ولا تتحرجي من إبلاغه أولا بأول بما يحدث من تغيرات سواء على المستوى النفسي أو الجسدي.
لا فرق في الأثر العلاجي بين إيستالوبرام والفلوكستين أو البروزاك لكن هناك فروقا في الآثار الجانبية يخبرها بعض الناس دون بعض، ولا توجد محددات واضحة لذلك. عليك بالتواصل مع طبيبك المعالج بشأن ما تتناولين من عقاقير ومقدار التحسن وكل الأعراض الجديدة بما فيها الآثار الجانبية للاستمرار على العقاقير. وأهلاً وسهلاً بك على مجانين فتابعينا بأخبارك.
التعليق: أنصحك بقراءة كتب الدكتورة الإسترالية Claire Weekes