شخصيتي سبب الفوضى في حياتي..!؟
السلام عليكم ورحمة الله جزاكم الله خيرا.. أريد أن تشخصوا شخصيتي، هل هي مضطربة أو عادية..!؟
أولاً أنا فتاة متزوجة عمري 19 ليس لدي أطفال وغير حامل وعلاقتي بزوجي عادية، كان لي ماضي مع المرض النفسي عندما كنت بسن 15، حيث أصبت بوسواس قهري شديد، واكتئاب حاد ووسواس الموت، ونوبات هلع..
ذهبت إلى الطبيب لمدة سنتين، وتحسنت حالتي، وتخبرني أن أتوقف عن الدواء لكن "انتكست"، وبقيت أحاول معالجة نفسي بنفسي، فمرة يغلبني المرض، وتارةً أغلبه، ومازلتُ أعاني منه حتى اليوم..!
1. مرحلة طفولتي:
كنت "طفلة ذكية" ومجتهدة وطموحة، والداي شخصان جيدان إلا أنَّ أمي كانت قاسية بعض الشيء، وكنت رغم صغر سني أحمل كبرياء غريباً، فأنا لم أبكِ أمام أحد رغم أن أمي كانت تضربنا كثيراً، وكان أخي يختبئ عند جدتي ويبكي، أما انا فأقول في نفسي لا أحتاج أحداً أن يحميني أو يهتم بي، فأنا لست ضعيفة ، وتضربني والدتي، وانا واقفة أنظر إليها ولايتحرك بي ساكن، ولا تنزل مني دمعة، حتى أنه عندما كنت في 8 من عمري اشتكت مني ابنة الجيران إلى والدتي زوراً، وجاءت الفتاة وسألتني امي أمامها إن كنت قد أذيتها فأخبرتها الحقيقة، وأني لم أؤذيها، لكن أمي صدقت الفتاة وبدأت بضربي بغصن الشجرة ضرباً مبرحاً لكي اعتذر منها لكني كنت واقفة كصنم رغم ألم الضرب إلا أني لم أبكي ولم أعتذر على شيء لم أفعله، حتى يئست مني والدتي، وكانت أيضاً إذا فعلت أنا وأخي شيء سيئاً تخرجنا من البيت وتقفل الباب، وكان أخي يبكي، وأنا أتظاهر أني لست خائفة وأقول له لا تبك أيها الضعيف، لا تدع أحد يرى ضعفك، وكنت أنجذب إلى كل شيء يحدث عن العنف والاغتصاب من أحاديث الناس، والأخبار والمجلات والجرائد، وكنت أحب قرائتها، وأتخيل نفسي مكان الضحية، وكنت لا أثق بأحد، ولا أنسى إساءة أحد وأتخيل تعذيب وقتل كل من آذاني وظلمني، واتفنن في تخيل طرق تعذيبهم، لا أحب أن اتودد لأحد أو يهتم بي أحد ولا أعبر عن مشاعري أبداً فهذا بالنسبة لي إذلال لنفسي وضعف، وكنت كتومةً جداً، وأنانية جداً أهتم فقط لنفسي، لا أعترف بمشاعري أبداً وأخفي نيتي...
2. مرحلة مراهقتي:
لم تكن جيدة بتاتاً، فقد فصلني والدي من الدراسة بعد حصولي على الشهادة الابتدائية، رغم تفوقي الدراسي وذكائي ولصغر سني لم أستطع فعل شيء، وتعرفت على صديقات كن غير جيدات، ووثقت فيهم رغم أني لا "أثق بأحد" وتمت خيانة ثقتي، وأخبرو والدتي أني أفعل أشياء غير سويَّة رغم أن أكثر ما قالوا كذب، إلا أن والدتي صدقتهن، ولم تصدقني وضربتي ضرباً مبرحاً، وآذتني بكلمات قاسية، لكني تظاهرت بعدم الاكثرات كطبيعتي، ولم أبكٍ وكتمت ألمي بقلبي وكنت كلما حل الظلام وانفردت بنفسي أعض على لساني كي لا أبكي وأقول لن أبكي من أجل أحد، لن أضعف بسبب أحد، لا أحد يستحق هذه الدموع، وأحبسها إلى أن تجمدت دموعي ولم تعد تنزل، وكنت أتخيل أني أعذب وأقتل صديقاتي اللاتي خانتني وألعنهن، انطويت على نفسي كثيراً وبعدها، أصبت بالاكتئاب، والأمراض النفسية التي ذكرتها سابقاً، لا أعترف أو أظهر مشاعري وأخفي نيتي...
3. فترتي الحالية:
رغم زواجي إلا أني لا أكن لزوجي أية مشاعر ولا "أرضى أن أقول كلمات الحب" لأنها إذلال بالنسبة لي، فأنا لا أحتاج إلى أي أحد ولا أحتاج اهتمام من أحد، وأكره شعور أن الإنسان يحتاج إلى المشاعر والاهتمام من الآخرين، وأشمئز من هذه الأفكار، كتومة، غامضة، أعيش فقط هكذا... وليس لدي رغبة في الحياة، ولا يفرحني شيء، وغير مبالية بأيَّ شيء، متكبرة قليلاً، وأنانية، وأحب نفسي وأعظِّمها، ومعجبة بشخصيتي ونفسي، وأعيش في عالم أحلام اليقظة، وأتخيل أني شخصية عظيمة ناجحة ومهمة، لا أهتم لانتقادات الناس لي، ولا يهمني رأي أحد، أحب الوحدة وأفلام الرعب، والقتل، والجرائم، أحمل الضغائن ولا أستطيع نسيانها، لا أعرف التعبير عن مشاعري للآخرين، متفاخرة بنفسي، وبشخصيتي...
4. شخصيتي في نظر من حولي:
أنسانة قاسية جافة المشاعرة، يصعب فهمها، غريبة الأطوار، كل يوم في شخصية، هادئة جداً، ويصعب استفزازي، متعجرفة، أنانية، عديمة إحساس، غامضة، ولا أحد يستطيع التنبؤ بردَّة فعلي أو أفكاري، "أكره الاعتراف بأخطائي"، وأحمل مسؤوليتها لمن حولي، ويصعب التقرب إلي، متكبرة، لا يهمني سوى نفسي، ولا أهتم بآراء الآخرين وأحتقرها، غير متسامحة مع أخطاء الناس لي، أكره أن يهتم بي أحد...
المرجو.... تحليل نمط شخصيتي....
وهل هو طبيعي وهل أحتاج علاج..!؟
23/7/2016
رد المستشار
نشكر لك أيتها "السائلة الكريمة".. لجوءك للموقع..
أود أن أوضح لك أن خدر المشاعر المهيمن على استشارتك ليس هو قوة الشخصية كما تعتقدين، بل كثيراً ما يكون جزءاً من اضطرابات نفسية أكبر، كاضطراب كرب ما بعد الصدمة والاكتئاب، والحداد على عزيز مفقود وغيرها من الضغوط النفسية، نستطيع أن نميز خليطاً من سمات عدة لمجموعة اضطرابات الشخصية المعروفة لدينا، لدينا سمات شخصية بارانويدية ونرجسية وسيكوباتية.
من بين كل ما أوردت في رسالتك، يذكرني نمط علاقتك المأزوم بأمك القاسية التي لم تمنحك ما تحتاجينه من حب وحنان وأمان في سنين عمرك الأولى باضطراب الشخصية الحدية التي تتميز بانعدام الاستقرار على مستوى المزاج والعلاقات البيشخصية.
لديك أعراض اكتئابية وعبرت صراحة عن كراهيتك الحياة، وهو أمر يجب أن يؤخذ مأخذ الجد، تحتاجين إلى علاج عاجل بالتأكيد من قبل مختص في الطب النفسي كما تحتاجين إلى علاج طويل بالجلسات النفسية..
وفقك الله، وتابعينا بأخبارك...