خلل نفسي.!؟
أفكاري مضطربة.. في بداية رسالتي لكني سأبدأ من أيامي الأولى في الحياة إلى المشكلة الرئيسة، أمي وأبي انفصلا منذ كان عمري ثلاث سنوات، أبي سافر، وتركني وأمي، تولت كفالتي، ولم أرى والدي إلا مرتين، وبضعُ مكالمات هاتفية، وانقطعت لفترة طويلة.
أمي كانت تخرج من الساعة الخامسة صباحاً، وتعود الساعة السادسة مساءً، فكانت تعمل في إحدى الشركات، كنت وحيدة ليس لي أصدقاء أو إخوة، فاتجهت إلى ألعابي كأصدقاء لي، أحادثهم مثل البشر، وأقنع نفسي أنهم يسمعونني.
بعدها دخلت في الصف الأول الابتدائي، لم يكن لي أصحاب، كنت مكروها من قبل الجميع، وأعاني من مضايقات يومية من قبل الطلاب، بالإضافة إلى تحصيلي الدراسي كان متدنياً جداً، بعدها أمي نقلتني إلى مدرسة أخرى، لكن المضايقات استمرت، وأثرت على نفسيتي بشدة، لكني كنت كتومةً جداً لم أخبر أحداً بتلك المضايقات.
لكني استطعت أن أحصل على بعض الأصدقاء، لكن وحدتي كانت تزداد، لأن الأصدقاء كانوا فقط في نطاق المدرسة، أما خارجها فلا.. بعدها انطقلت إلى الإعدادية ومعدلي الدراسي ازداد، وأصبحت من الأوائل وتوقفت المضايقات..
أمي تزوجت من رجل آخر في هذه المرحلة، لكن المشاكل بينهما كانت تتزايد كل يوم، بعدها انفصلا "بعد حوالي خمس سنوات" لكن بخسائر ومتاعب أثرت على نفسيتي بشكل يفوق التصورات، تلك المشاكل لا يمكن شرحها بالكتابة ففي مرحلة الإعدادية بدأت أتخيل عالما آخر غير عالمي، صنعته بنفسي.. وأصبحت أنا البطلة فيه، وصنعت عائلة جديدة لي فيه، ومركزا اجتماعيا آخر وفي شخصيتي التي صنعتها فيه، ووضعت فيها العديد من الصفات التي لا تتوفر في، وكل يوم أصبحت أتعمق في هذا العالم، إلى أن أصبح جزءً لا يتجزأ مني..
أصبحت أشعر كأنَّ نصفَ عقلي في الواقع، والآخر في هذا العالم الخيالي كل يوم أتخيله، وأتعايش معه، لدرجة أنه عندما يناديني شخص ما، لا أشعر به، من كثر تعمقي في هذا العالم...
هناك شيء آخر ترددت كثيراً في ذكره، يمكن أن يكون أدى إلى هذه المشكلة:
"أني تعرضت للاعتداء الجنسي كثيراً لفترات متقطعه في طفولتي، أولها عندما كنت في 4 من عمري إلى 6 من نفس الشخص بشكل شبه يومي، لكنه كان ملامسات سطحية، وبعض الاعتداءات كان من أشخاص مختلفين تقريباً، من عمر 7 إلى 10، تلك الاعتداءات كانت من ستة أشخاص مختلفين، بالإضافة إلى أني انطوائيَّة، وخجولة جداً"، الآن ما هو سبب تلك التخيلات التي ذكرتها في البداية.؟ وهل لدي مرض نفسي..!؟
وهناك نقطة أخيرة، هي أنه لا أحد يعلم بأمر تلك الاعتداءات، ولا حتى أمي، فقط احتفظت بهذا السر لنفس أشعر أحيانا أني لم أعش طفولة سوية، فقد سُرقت طفولتي مني، ولا مراهقة حتى طبيعية..!؟
24/7/2016
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالنجاح...
أجبت على استفسارك بكل وضوح، وهو أنك لم تعيشي طفولة سوية، عانيت من غياب الأب أولاً وغياب الأم ثانياً، ووجودك كان على هامش حياة الأبوين، هذا الوجود الهامشي تركك فريسةً للحقراء والمجرمين، من البشر ومن عمر مبكر...
السلوك الانعزالي الانطوائي الذي تتحدثين عنه في الفقرة الأولى كثير الملاحظة في الأطفال الذين هم ضحايا الاعتداء الجنسي حيث يشعرون باليأس التام، وعدم القابلية على مشاركة الأهل بالمعاناة التي يمرون بها..
لا يتوقف الإنسان طوال عمره عن استعمال عملية نفسية نسميها التفارق "Dissociation" تساعده على الحصانة من الواقع، لفترة وجيزة عند مواجهة الضغوط النفسية والبيئية، هذه العملية النفسية تكون كثيرة الملاحظة في الأطفال، وهي كما توضحين في استشارتك التوجه نحو عالم الخيال وعمل صداقات مع الألعاب، رغم ذلك فأنت في كامل وعيك، وتدركين جيداً طبيعة هذا السلوك وبأنه مجرد خيال، هذا السلوك لم يتحسن كلياً بعد البلوغ رغم تفوقك التعليمي، ولا تزالين غير قادرة على التواصل الاجتماعي مع أقرأنك، وتشعرين بالهشاشة في داخلك ولا تقوين على كسر الحاجز الذي يفصلك عن واقع الحياة..
ماذا يجب أن تفعليه.؟
استعمال التفارق بوعي أو بدون وعي لا يساعد الإنسان على مواجهة التحديات، وقد يدفع الإنسان نحو أزمات عاطفية في المستقبل، عندما يدرك بأن فعالية هذه العملية محدودة للغاية، لكي يتجاوز الإنسان هذه المرحلة فعليه "مشاركة الآخرين عواطفه" عن ماضيه وحاضره...
ماذا ينصحك الموقع.؟
تحدثي مع والدتك وصارحيها بكل شيء، ولو سنحت لك الفرصة بالاتصال بالأب الغائب افعلي، وهذا حقك في الحياة...إذاً لم تجدي آذاناً صاغية، تحدثي مع أحد أعضاء طاقم التعليم..
تخلصي من التفارق، ولا تحمليه في حقيبتك النفسية...
وفقك الله..
واقرأ أيضًا:
نفسي انفصالي أو انشقاقي ؟؟ Dissociative Hysteria?
تحرش جنسي Childhood Sexual Abuse