عقدة الأقدام؛
مرحبا، أنا شاب عمري 23 سنة وأرى أن أقدام البنات هم أجمل شي في العالم وحتى وسخ الأقدام رائع ورائحة الأقدام جميلة جدا وأتمنى أن أكون (عبدا) تحت قدمي أي امرأة وأن أذل تحت قدميها وأنا أتلذذ بشعور الذل،
وأحب أيضا أن تقوم البنات بضربي وتعذيبي وأكثر عقوبة أفضلها هي الفلقة (أن أُضْرَب على قدميَّ) وأيضا أحب أن أجلد، وأنا الآن بصدد أن أعترف لصديقتي بذلك وأطلب منها أن أقبل قدميها وتقوم بضربي،
ماذا أفعل؟؟ هل لهذه المشكلة حل؟؟
أرجو منكم إعطائي الحل المناسب.
25/08/2003
رد المستشار
الأخ السائل العزيز أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين وعلى صفحتنا استشارات مجانين، الحقيقة أنك تعرضُ مشكلتك بشكلٍ يوحي للقارئ بأنك تريد تحديه أو مفاجأته بشكل ما، ولست أدري هل هي الرغبة في الاختصار لأنك تكتب وأنت على شبكة الإنترنت أم ما هو سبب الكتابة بهذه الطريقة المختصرة التي اكتفيت فيها بأن تطلق مجموعةً من الطلقات المتتالية، وأنا سأبدأ معك من أول كلمة في إفادتك.
أولاً: أنت تستهل خطابك لنا بقولك مرحبا، مع أن الترحيب واجبٌ علينا نحن، فما ينتظر منك ما دمت مسلمًا ملتزما كما ذكرت في بياناتك عن نفسك هو أن تقول السلام عليكم ورحمة الله، ويكون واجبا علينا عند ذلك أن نرد بقولنا وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، ثم ما نشاءُ من كلمات الترحيب وعلى رأسها مرحبا،
تقول بعد ذلك أن أقدام البنات هيَ أجمل شيء في العالم (وكأن هذا رأيك وحدك في اعتقادك على ما يبدو) لكن الحقيقة أن كثيرين يشاركونك ذلك الرأي، فهناك ما يسمى بفيتشية القدم Foot Fetishism وهو أحد الاضطرابات النفسية الجنسية التي تقع ضمن مجموعة اضطرابات التفضيل الجنسي أو ما كانت تسمى قديما بالشذوذات الجنسية Paraphilias في تصنيف الأمراض النفسية، معظمها بالمناسبة يحدث في الرجال فيما عدا أحدها وهو المازوخية فهو يحدثُ أيضًا في النساء والمازوخية كما يتضح من طلقاتك المتتالية في إفادتك قد تكون موجودة لديك أيضًا (إذا انطبقت عليك الشروط التي سنذكرها) وسنأتي إلى شرح ذلك أيضًا بعد قليل.
ويقصد باضطرابات التفضيل الجنسي أن شيئًا ما غير طبيعي أو مألوف في الممارسة الجنسية الطبيعية يصبح شرطًا لا غنى عنه لكي يتمكن المريض من الأداء الجنسي، والأصل في الفيتشية هو أن يكونَ هناك اعتمادٌ على شيء غير حي واعتباره منبها للإثارة الجنسية والإشباع الجنسي، وكلمة الفيتشية بالمناسبة هي كلمة إنجليزية أصلاً وليس لها مقابل عربي على ما يبدو، وهيَ تصفُ اضطرابًا يصيب الرجال (غالبًا أو دائمًا الله أعلم فنحن لا نعرف الكثير عن الجنس في الإناث)،
وكثيرٌ من الأشياء الفيتشية هي مما يكونُ ملتصقًا بالجسد الإنساني مثل قطع الملابس أو الأحذية، وثمة أمثلة أخرى تتميز الأشياء الفيتشية فيها بنسيج خاص مثل الكاوتشوك أو البلاستيك أو الجلد، وتتباين الأشياء الفيتشية في أهميتها بالنسبة للفرد، ففي بعض الحالات يكونُ دورها ببساطة هو تعزيز الإثارة الجنسية المكتسبة بالطرق الطبيعية (مثلا جعل الشريك يرتدي زيا معينا)، ونستطيع أن نقول بدايةً أنه كلما كان الشيء الفيتشي بعيدًا عن العلاقة بجسد المرأة كلما كان الاضطراب أشد، فمثلا عندما يكون الفيتش هو أن ترتدي الزوجة لباس صدر أحمر، أو سروالاً أحمر أو أبيض أو أسود.... إلخ أو حذاءً ذا شكل معين أو ملمس معين، كل هذا يختلف عن كون الفيتش إطار سيارة على سبيل المثال!
إذن فهناك شروطٌ لاعتبار التفضيل الجنسي أو الاهتمام الجنسي الزائد بجزءٍ ما من جسد المرأة (مثلما هيَ حالتك إذ أنك تتحدث عن قدم المرأة الحية وليس عن جماد يتعلق بالجسد) أو المتعلقات بذلك الجسد كالملابس أو أدوات الزينة إلى آخره، ومن المهم هنا أن نؤكد أن كونَ جزءًا معينا من جسد المرأة مثيرًا لاهتمام الرجل أو محفزًا له على الأداء الجنسي هو الأمر الطبيعي والمألوف، كما أن الأجواء التخيلية الفيتشية شائعة إذن متى يصبح الأمر اضطرابا نفسيا؟
فعندما يتعلق الأمر بشيء غير حي لا يمكن تشخيص الفيتشية إلا إذا كان الأداء الجنسي الكامل أو الممتع مستحيلاً بغير وجود الشيء الفيتشي، مثلا لا يستطيع الرجل إتمام جماع زوجته إلا إذا ارتدت سروالاً أحمر أو حذاء أبيض أو غير ذلك، فإذا وصلنا إلى ما يسمى بفيتشية القدم فإن الحديث هنا عن تعلق زائد بجزءٍ ما من جسد المرأة أي أننا إذا اعتبرنا أننا نتحدثُ عن فيتشية أصلاً فإنها ستكونُ من أخف الدرجات في هذا الاضطراب، ولكنه رغم ذلك يمكن أن تنتجَ عنه مشكلاتٌ معينةٌ في العلاقة الجنسية السوية، كيف؟
* ببساطةٍ شديدةٍ نستطيع القول بأنه عندما يقتصر اهتمام الذكر بجزءٍ واحدٍ من جسد أنثاه فإن ذلك يضايقها إلى حد كبير، (حتى لو كان ذلك الجزء هو الفرج نفسه أو حتى البظر وهو أكثر المناطق قابلية للاستثارة وجلبا للمتعة) ونحن نسمع في أثناء عملنا كثيرًا من الشكاوى من الإناث حيث تشتكي الزوجة من أن زوجها لا يهتم إلا بمنطقة الفرج مثلا، ويهمل شفتيها ونهديها.... إلخ، وأن ذلك كثيرًا ما يضايقها وربما يكون هو سببُ عدم قدرتها على بلوغ الإرجاز (قمة المتعة الجنسية) أثناء الجماع.
معنى هذا أن كونَ قدم المرأة هيَ أكثر ما يثيرك منها فهذا أمرٌ لا مشكلةَ فيه، وكذلك ما ذكرته من وسخ الأقدام ورائحة الأقدام فهذا شأنك أنت وامرأتك وتستطيع أن تطلب منها ألا تغسل قدميها قبل الجماع لأنك تحب رائحة جسدها مثلاً، لكن المهم هو ألا تكون القدم بالنسبة لك هيَ كل ما تراه منها، أي أنك يجب أن تهتم بأجزاء جسدها الأخرى والتي قد يكون حصولها على الإشباع من خلالها أسهل،
والحقيقة أن العنوان الذي اخترته لإفادتك وهو عقدة الأقدام يضعنا هنا في حيرة لأنك سميتها عقدةً والمتوقع في العقدة أن تكونَ مؤلمةً لصاحبها، ولكن كل إفادتك تشير إلى غير ذلك، حتى أنني بعد قراءة سطورك راجعت ذاكرتي فيما يخص العنوان هل كان عاشق الأقدام أم عابد الأقدام أم عشق الأقدام، أرجو أن تكونَ قد فهمتني، فأنت لم توضح لنا لماذا هي عقدة ؟
نصل بعد ذلك إلى السادية-المازوخية Sado-Masochism وهي أحد اضطرابات التفضيل الجنسي أيضًا وتتميز بتفضيل نشاطٍ جنسي يتضمنُ إحداث الألم أو الإهانة أو الاستعباد، وإذا كان الشخص يفضل أن يكونَ هو المستقبلُ لهذا النوع من الاستثارة (كما في حالتك) تسمى الحالة مازوخية، وإذا كان الشخص يفضل أن يكون هو مصدر الألم أو الإهانة أو الاستعباد للطرف الآخر تسمى الحالة سادية، وهناك أفرادٌ يحصلون على الإثارة الجنسية من الممارسات السادية والمازوخية على حد سواء.
* والحقيقة أن فيتشية القدم لها علاقةٌ بالمازوخية Masochism على مستوى ما من الإدراك، وأنت تعبر عن ذلك بكلماتك تعبيرًا في منتهى الوضوح حين تقول: (وأتمنى أن أكون (عبدا) تحت قدمي أي امرأة وأن أذل تحت قدميها وأنا أتلذذ بشعور الذل)،
فهنا مربط الفرس التلذذ بالذل تحت القدمين، فهل الحالة أصلاً هي حالة مازوخية والاهتمام بالقدمين ليس إلا تعبيرًا عن الرغبة الدفينة التي تربط الإهانة أو الذل كما تسميه بالإثارة الجنسية لديك؟ أم أن الحالة هيَ اضطراباتٌ متعددةٌ في التفضيل الجنسي وهو أحد أنواع اضطرابات التفضيل الجنسي التي يوجد فيها أكثر من اضطرابٍ في نفس الشخص ومن أكثرها شيوعا بالمناسبة الفيتشية مع السادية المازوخية، وأعتقد أن الفصل في هذا الجدل التشخيصي يحتاج إلى وضوح أكثر منك مع نفسك ومع من تختار من الأطباء النفسيين للعلاج إذا كنت أنت شخصيا ترى حاجةً له.
وأما الأسباب فليست هناك أسبابٌ معروفةٌ على وجه التأكيد في الطب النفسي لا للمازوخية ولا للفيتشية بأشكالها وألوانها المختلفة بل إن بعض النظريات تبدو غير مقنعة -لي على الأقل-، فمثلاً في محاولتهم البحث عن سببٍ لفيتشية القدم تحديدًا تراهم يربطون انتشار هذا النوع من الفيتشية بالوباء الذي عرفته أوروبا في القرن الثامن عشر حيث كان انتشار الأمراض الجنسية الانتقال Sexually Transmitted Diseases كالزهري Syphilis والسيلان Gonorrhea أمرًا مرعبا دعا الرجال إلى استخدام قدمي المرأة كبديل عن الفرج، وهذا ثابتٌ بالمناسبة في التاريخ الطبي الاجتماعي في أوروبا، بل كانوا أيضًا يربطون قدمي المرأة ببعضهما (ربما عند سفر الزوج).
أما النقطة الأخيرة التي أود تنبيهك لها فهيَ: من هيَ صديقتك تلك التي تقول أنك على وشك أن تفشي إليها بسرٍّ كهذا حين تقول (اعترف لصديقتي بذلك وأطلب منها أن أقبل قدميها وتقوم بضربي)، إن الكلام يفترضُ أنه سيكون مع من تتزوجها وليس مع من هيَ صديقتك.
فليس هناك ما يمنع يا أخي من أن يكون بينك وبين امرأتك ما تشاءان من طرق الممارسة الجنسية (فيما عدا الإتيان في الدبر) مادام ذلك مبنيا على اتفاقٍ وتفاهم بينكما، وستجد على صفحتنا عديدًا من الأمثلة على ما يحدث بين الأزواج فتابعنا، فليس هنالك ما يمنع شرعًا، والله سبحانه يقول: بسم الله الرحمن الرحيم (ِنسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) صدق الله العظيم، سورة البقرة الآية 223، ومعنى أنى هو كيف أي بأي طريقةٍ شئتم.
لكن حديثك في الجنس مع صديقتك لا نستطيع أن نجد له مخرجًا فقهيا هذا أولاً وثانيا أن عليك أن تنتبه إلى أن هذه الصديقة يمكن أن تفضحك ولن يكون بمقدورك حتى أن تدافع عن نفسك! وأنا هنا أحيلك إلى إجابةٍ سابقة لنا على صفحتنا استشارات مجانين بعنوان: الشذوذات الجنسية وما هو أهم وأعم!، ففيها ستجد كثيرًا مما يجبُ قوله لك، وأيضًا راجع إجابتنا السابقة بعنوان: فيتشية القدم والميول المثلية.
*عليك إذن أن تراجع نفسك في قرار أن تخبر صديقتك، لأن من يجب أن تعرف ذلك هي الزوجة، وأن أقول ذلك لأنني أعرف أن التقدم الذي حدثَ في طرق العلاج النفسي لاضطرابات التفضيل الجنسي ما زال أقل من أن يمكنني من إعطائك الأمل الكبير في الشفاء، ومعنى ذلك أنك قد تضطر أنت وزوجتك إلى التعايش مع هذا الأمر بشرط أن تختار امرأة راجحة العقل، وحبذا لو كانت ساديةَ الميول!.
فقط عليك أن تراعي الله أولاً في نفسك، فيجب أن تكونَ سلوكيات المسلم الجنسية مقتصرةً على الزوجة، لأن هذه الزوجة ملتزمة شرعًا بأن تستر ما يحدثُ بينها وبين زوجها في غرفة النوم، ولعل هذا هو السبب الذي يجعلنا لا نجد في تراثنا العربي الإسلامي دراسةً واضحةً لأنواع وأشكال السلوكيات الجنسية المختلفة، وأما صديقتك فلا أظن الكلام معها سيفيد إلا إن كنت تقصد شيئًا غير الحلال، فضلاً عن أنها غير مطالبةٍ بأن تصون سرًّا.
وهناك بالمناسبة أمثلةٌ لا حصر لها على زيجاتٍ ناجحةٍ تماما يحدثُ فيها أكثر مما تتوقع بين الأزواج والزوجات، وإن استلزم الأمر في بعض الأحيان أن تتدرج في إيصال الأمر لزوجتك لا أن تفاجئها بطلقاتك المتتالية تلك التي أطلقتها علينا، وفي النهاية نرحب بك مرةً أخرى على موقعنا مجانين نرجو أن تكونَ رسالتنا قد وصلتك وأن تتابعنا بأخبارك.
ويتبع: ........... عقدة الأقدام أم عشقها المازوخي؟ م وأيضًا: عقدة الأقدام أم عشقها المازوخي؟ مشاركة