مدمن ابتسامة
السلام عليكم، فقط أريد منكم إجابة كأخصائيين في علم النفس عن سؤال يحيرني: هل يمكن أن يدمن الإنسان على رؤية ابتسامة شخص آخر لدرجة أن يتأثر نفسياً وعضوياً إذا لم يرَها؟
السؤال قد يبدو غريباً ولكنه حقيقة، هو في منتصف العقد الخامس من عمره, ولديه زوجة وأبناء يحبهم ويحبونه، متميز في عمله ومحبوب من زملائه. هي فتاة في منتصف العشرينيات من عمرها خريجة جديدة, هو مسؤول عنها بحكم عمله, لفتت انتباهه ابتسامتها العذبة.
أصبحت هذه الابتسامة جائزته اليومية للذهاب للعمل، تحولت نهاية الإسبوع والإجازات إلى عبءٍ ثقيلٍ, لا يهونه سوى خياله الذي لا يمل من رسم ابتسامتها أمام عينيه, ليرى من خلالهما دنياه. رآها يوماً حزينة وعابسة, فأصيب بضيق تنفس, حتى كاد أن يفقد وعيه، هو ليس مراهقاً ولا يريد منها شيئا، وبالتأكيد ليس حباً. كيف ذلك وهو يتمنى لها أن تجد زوجاً يحبها وتحبه وأن تسعد في حياتها.
هو فقط يريد ابتسامتها التي لا يستطيع الاستغناء عنها، يتعجب، ويتعذب مما هو فيه منذ عدة سنوات, لديه عائلة هي أولى بكل ثانية من تفكيره. هل يمكن أن يدمن شخص على رؤية ابتسامة شخص آخر، هل هذا نوع من الوسواس القهري، وكيف يمكن أن يدوم تلك لسنوات، ماذا بإمكانه أن يفعل. حاول كثيراً ولا يمكنه الخروج من تلك الدائرة المغلقة التي أُحكمت حوله.
أنتظر ردكم
مع خالص الشكر.
7/8/2016
رد المستشار
شكرا على استعمالك الموقع.
لا يمكن استعمال مصطلح وسواس أو فكرة حصارية على هذه الظاهرة. الوسواس فكرة مزعجة وبغيضة يقاومها الإنسان وتسبب القلق وتتعارض مع صفاته الشخصية.
ما الذي يحدث أحيانا؟
يمر الرجل (والمرأة كذلك أحيانا) بما يسمى أزمة منتصف العمر وهذا بالضبط منتصف العقد الخامس. رجل متزوج يعمل يجد ونشاط ويصل إلى مرحلة الانصهار الشخصي والنفسي. يبحث عن وقاية من هذا الانصهار ولا يجد أمامه سوى الحب وعلاقة خارج الزواج أحيانا. وكما تقول في الرسالة "أصبحت الابتسامة جائزته اليومية للذهاب للعمل".
لماذا العين؟
لكل إنسان رقيب داخلي نسميه الضمير أحيانا. الصراع بين الذات والضمير يؤدي إلى تنافر معرفي Cognitive Dissonance وللتخلص من الأخير يتم وضع هذا العشق والافتتان في إطار مقبول. هذا الإطار المقبول هي العيون أو الابتسامة لأن مثل هذا العشق يضعه الإنسان والمجتمع في إطار بريء.
ما هي الحقيقة؟
هذا الرجل يحب هذه الفتاة ولكنه يعلم بأن هذا الحب مصيره الفشل المؤكد بسبب ظروفه العائلية ولا يقوى على مصارحتها خوفا من نبذها له.
الحديث عن الابتسامة حل يرضي جميع الأطراف.
ما هو الحل؟
تجديد حياته الزوجية وإجازة طويلة بعيدا عن العمل.
وفقك الله.
ويتبع >>>>>>: إدمان ابتسامتها : ليس وسواسا بل حب ! م