ميل للانتحار
أتمنى أن يرد على قصتي أ.د سداد التميمي، فأنا أحسبه من قراءتي لتعليقاته أصفى روحاً وأكثر فهما لنفوس البشر وتعقيداتها. أولاً ليس هذا بالطبع اسمي وثانياً فإن باقي بياناتي حقيقية من السن والمهنة وغيرهما، تزوجت وأنا في العشرين من عمري من رجل مهذب وأقمنا في بيت أسرته بطابق مستقل لكل أخ فلم أشكو من شيء، فهم عائلة متماسكة ثرية يعملون في تجارة الأخشاب.
واستقرت حياتي وأنجبت ابناً واحداً ظل من يوم مولده حبيبي وقريباً من قلبي عنده اليوم 30 سنة، توفي زوجي من خمس سنوات، فتكفل إخوته بدفع نفقة شهرية كبيرة لي ولابني تزيد عما كان يحصل عليه زوجي ولم نرث لأن الثروة مشاع بينهم، ولكني لنفس السبب خفت أن أتزوج رغم احتياجي للزواج حتى لا يمتنعوا عن الإنفاق الكبير علينا، رغم تقدم الكثيرين لي فأنا على درجة كبيرة من الجمال وأبدو أصغر كثيراً من سني، حتى أن رجالاً بمنتصف الأربعينات يتقدمون لي ظنا أني أصغر منهم.
من سنة تقدم ابني لخطبة فتاة جميلة فأصر أبوها على كتب الكتاب حتى يسمح بخروجهم معاً للإشراف على تجهيز بيت الزوجية، بعدها بشهرين جلس ابني معي وقال أريد أن أئتمنك على سر إن حدث لي شيء وأخبرني أنه يعاشر خطيبته أي زوجته بانتظام منذ ارتبط بها وفي شقتهم بعد انصراف العمال، ووجدتني أسأله كيف سمحت له بذلك فرد ببساطة وبتفاصيل لم أتوقعها وأحسست بإثارة شديدة وأنا أستمع إليه فكررت سؤالي بعد أيام عن تفاصيل لقائاتهما فأخذ يشرح لي كيف يعاشرها ويبلغ بها الذروة، مرات عديدة فأحسست أني أرتجف وأغمضت عيني ووجدته يضمني إليه، ويقبلني، ويقول لي كم أنا جميلة وأنه لن يسمح لأي رجل أن يلمسني ويعرف أني وحيدة جداً.
وأقسم أني وقتها أحسست أني في حضن رجل يحبني، وليس ابني، وأني كنت نصف واعية من شدة التأثر فدفعني على ظهري على الفراش وبدون تفاصيل كثيرة عاشرني معاشرة كاملة فكأنني أرضا عطشى ارتوت بالمطر، ولم نتحدث عما جرى بعدها لأسابيع ثم أصبح يأتي لحجرتي في الظلام ويعاشرني فلا أصده، وإن صددته يتجاهل رفضي الضعيف له، وكنت أسأله عن زوجته فيقول أنه يعاشرها أيضاً واستمر الحال كما هو حوالي سنة حتى اتصلت بي صديقة لم أكلمها من سنوات لتقول لي أنها ذاهبة للحج مع زوجها، وما زال يوجد مكان بالفوج وتحب أن نحج سوياً.
فخجلت أن أذهب للحج وأنا متورطة في هذه العلاقة، لكنني تراجعت وأكملت الإجراءات وسافرت معهما، ولما عدت طلبت من ابني أن نوقف العلاقة تماماً فاستجاب وأحسست أن الله يدعوني إليه لأكفر عما فعلت، حتى لو مت في حادث سيارة أصنعه بنفسي وكلما قدت سيارتي سريعاً في الطريق أفكر بشدة أن أفعل ذلك وأكاد أفعله ثم أركن على جانب الطريق، وأنخرط في البكاء وأخشى إن فعلت أن أؤذي غيري يوماً ما.
ما نهايه تلك الدوامة المهلكة؟
مع الشكر والتقدير
6/8/2016
رد المستشار
شكراً على الثقة وعلى مراسلتك الموقع.
في بداية الأمر لابد من الانتباه إلى الأفكار الانتحارية التي تطاردك، إن كان يصاحب هذه الأفكار شعور مستمر بالاكتئاب واضطراب النوم والشهية والتركيز فلابد من مراجعة طبيبة نفسية لعلاج الاكتئاب، لا تهملي هذا الجانب من محنتك فهو في غاية في الأهمية.
ماذا عن رسالتك؟
ليس هناك ما يدعو للشك في تفاصيل قصتك وهي ليست بغير المعروفة في جميع المجموعات البشرية، لو تم تحوير قصتك وتم استبدال الابن برجل آخر لقال لك الجميع بأنها علاقة عابرة وظيفتها سد احتياجات جنسية ناقصة، في ظل ظروف اجتماعية وعائلية معقدة، انتهت العلاقة وشعرت بالحاجة إلى تطهير نفسك روحياً، وانتهى الأمر وحصلت التوبة وكفى.
لكن قصتك تختلف عن غيرها بأن الرجل الآخر هو ابنك.
ما الذي حدث لك؟
هناك أولاً ابتزازك حول النفقة الشهرية، وعدم زواجك خوفاً من عائلة المرحوم زوجك، لم ترثي زوجك وأصبحت واحدة من ممتلكات العائلة الثرية رغم أنهم لم يبخلوا عليك مادياً، جميع هذه العوامل ومنها حدادك على زوجك ربما دفعت بك إلى موقع اكتئابي في الحياة لا تعرفين كيف تتعاملين معه، ولم يكن هناك سوى ابنك الوحيد للتواصل معه عاطفياً وفكرياً.
هذا الابن الوحيد في طريقه إلى فراقك، وما حدث مع خطبته هو شعورك بالنقص العاطفي، وتلقي ضربة جديدة من الحياة، أنت سيدة لا تخلو من الجمال، والمعرفة، وبالتالي لديك ثقة عالية بنفسك ولكن الثقة بالنفس تحتاج إلى اختبارات لإثبات وجودها. الدخول في علاقة مع الجنس الآخر توصد وتثبث ثقة الإنسان بنفسه، ولكنها تحتاج إلى رجل يمكن الوثوق به، هذا الرجل لا وجود له في بيئتك الحالية بسبب الظروف أعلاه ولا يوجد من يمكن الوثوق به سوى ابنك الوحيد.
العلاقات بين الأم وابنها والأب وابنته تتميز بالإيثار Altruism ولكن خلف هذا الإيثار يوجد البعض من الأنانية Egotism ربما كان من الممكن أن تظهر هذه الأنانية بصورة أخرى مثل سعيك بمنعه من الزواج بطريقة أو بأخرى، ولكن عمره وظروفك لم تسمحا لك بالقول كلا لزواجه، ولكنك أيضاً غير قادرة على الاعتراف بأنك لا تقوين على فراقه وتقولين كلا لنفسك.
ما الذي حدث إذن؟ ما حدث هو أن كبت هذه الأنانية انهار بسبب الظروف البيئية والشخصية فجأة وحدث ما حدث.
ربما مر عام أو أكثر على العلاقة وانتهت، لا يمكن تبرئة الابن تماماً وربما أسرف في وصف تفاصيل علاقته بزوجته، مستهدفا إقامة علاقة جنسية معك. العلاقة الجنسية بين الأم وابنها قد تؤدي أحياناً إلى سرقة فردية الابن من رجولته ولكن ذلك لم يحدث ويبدو بأنه ماضٍ في حياته، وانتقل إلى مرحلة أخرى، كذلك الحال معك وقد سعيت بجد لتطهير نفسك روحياً ولا تسمحي لذكريات الماضي أن تسرق فرديتك من أنوثتك.
هل أنت بحاجة إلى طبيب نفسي؟
- إن كانت هناك أعراض اكتئاب أخرى فعليك بمراجعة استشاري في الطب النفسي.
- ابنك له حياته الخاصة الآن ولا فائدة من مراجعة ملفات قديمة، استجاب لطلبك وانتهى الأمر.
- لا بأس من الحديث مع معالج نفسي، لو وجدت من يستمع إليك بجدية وبدون إصدار حكم مسبق.
- توكلي على الله وارمي ذكريات الماضي في سلة المهملات، ولكن عليك أن تحرصي على تجنب العزلة، والبحث عن شريك زوجي في الحياة.
وفقك الله.
واقرأ أيضًا:
حائرة بين الزواج أو الزنا من ابنها
ميمو يحاول اغتصاب ماما ويطلب السماح!
من الخلف والأمام ابني يعاشرني كي أنام!
التعليق: أشكرك من قلبي دكتوري الفاضل, فرغم أن ردك تأخر, حتى آيست أن ترد.. إلا أنه نزل برداً وسلاماً على قلبي المتعب
فقد احتوى على تفسير علمي لأشياء كثيرة حدثت ولم أعرف تفسيرها وقتها, وأبداً فأقول إني بالفعل أعاني منذ زمن من إحساس السجينة, رغم رغد العيش..
لكنه عيش في قفص ذهبي, لا حرية فيه رغم أن قيوده لا تبين للعيان, وأضيف أني كما قلت متعلمة وأحمل الماجيستير, وثقفني أبي من مكتبته الرائعة "رحمه الله" مما ضاعف من تأنيبي لذاتي, فلا عذر لمتعلمة مثلي فيما حدث, وأيضاً كانت صديقاتي يحسدنني على فقدان وزني المستمر, ويسألنني عن السر, فأرد بأنه ليس رجيم ولكن "حرقة دم"
استنتاجك طبيبي في محله, فبعد تطور العلاقة معه اعترف لي أنه أحس بوحدتي الشديدة, ورغب في أن تنشأ تلك العلاقة بيننا ليرضيني, وأيضاً لأن تخيلها كان يثيره جداً فكان يزيد في شرح تفاصيل ما يحدث معها, ليرى تأثير ذلك عليَّ, والحقيقة أن موضوع الحكايات استمر لشهرين, لكني اختصرته في روايتي
فأوصلني للتأثر الشديد مع اجترار أحزان وحدتي المستمرة, ما أفقدني القدرة على الرفض, عندما بدأ بأوَّل محاولة, والغريب أنه بمرور الوقت انتابني إحساس أن ما يحدث طبيعي جداً وعادي, بل وجميل.. وأستر لي من غيره, حتى أفقت على دعوة الحج من صديقتي التي أيقظتني من أوهامي..
واليوم الحال بيننا طيب على السطح, لكن هناك توتر من ناحيتي, كلما عبر عن شوقه الطبيعي بقبلة أو حضن بسبب ما حدث بيننا لا أستطيع أن أخلص منه