وسواس الأقوال الكفرية والأفكار وسواس النطق
السلام عليكم؛
أنا عندي وسواس قديم في العبادة حاولت علاجه وتجاهله بدون أي فائده لكن خف علي كثيرا، لي موسوسة 11 سنة. استجد علي وسواس جديد هذا الشهر ولا عرفت الخلاص منه وهو وسواس الأقوال الكفرية مثلا لو قلت هذا الشخص مسكين أعتقد أني اعترضت على حكم الله لو جيت أقول إن شاء الله أتردد أخاف أن يكون دعاء والدعاء ما يجوز أقول إن شاء الله فيأتيني تأنيب أني ما أعترف بهالشيء وأنا كله خوف أني أقع في قول إن شاء الله بدعاء وأيضا الاعتراض والتسخط على حكم الله.
في قرارة نفسي أنا مؤمنة بقضاء الله وأيضا وسوسة في النطق بالحمد في الصلاة دائما أوسوس وأعيد، والوسوسة في المذي كثير من الأشياء لكن ماذا أفعل بوسواس الكفر هل أسلم كل مرة.
28/5/2016
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "hala"؛
هل تسلمين كل مرة؟ باختصار: لا طبعًا. لماذا؟ لأنه وسواس، والوسواس لا قيمة له ولا تأثير على الأفعال والاعتقادات والنيات؛ شيطان يوسوس، ومرض يُزعج وحسب.
لم يرد في الشرع أن الوسواس من أسباب الردة وموجبات إعادة الإسلام!! وإنما سأنقل لك ما ورد، أنقله من مقال كتبته قبل ذلك في (منهج الفقهاء في التعامل مع الوسواس القهري 11).
وساوس العقيدة وما يتعلق بالذات الإلهية:
أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- الموسوس:
1- بالاستعاذة من الشيطان،
2- وقول: آمنت بالله ورسله،
3- وقراءة سورة "الإخلاص"،
4- ويتفل عن يساره ثلاثاً أي: يبصق بصقاً خفيفاً، (وهو عبارة عن كراهة الشيء والنفور عنه كمن يجد جيفة، والتكرار مراغمة للشيطان وتبعيد له، لينفر منه، ويعلم أنه لا يطيعه فيه، ويَكْرَه الكلام المذكور منه) [مرقاة المفاتيح: 1/253] ،
5- وينتهي عن التفكير.
6- وورد عن ابن عباس –رضي الله عنه- أن يقرأ الموسوس قوله تعالى: "هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" [الحديد:3].
وأدلة ذلك كله: ما روي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «يأتي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ كَذَا، مَنْ خَلَقَ كَذَا، حَتَّى يَقُولَ مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ؟ فَإِذَا بَلَغَهُ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ، وَلْيَنْتَهِ»، وفي رواية عند مسلم: «لاَ يَزَالُ النَّاسُ يَتَسَاءَلُونَ حَتَّى يُقَالَ هَذَا: خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ؟ فَمَنْ وَجَدَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَلْيَقُلْ آمَنْتُ بِاللَّهِ»؛
وفي رواية عند أبي داود: قَالَ: «فَإِذَا قَالُوا ذَلِكَ فَقُولُوا: "اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ" ثُمَّ لْيَتْفُلْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلاَثاً، وَلْيَسْتَعِذْ مِن الشَّيْطَانِ». [البخاري: بدء الخلق/باب صفة إبليس وجنوده، مسلم: الإيمان/باب بيان الوسوسة في الإيمان، أبو داود: السنة/ باب في الجهمية].
وعن عَنْ عَائِشَةَ –رضي الله عنها- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «إِنَّ أَحَدَكُمْ يَأْتِيهِ الشَّيْطَانُ فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَكَ؟ فَيَقُولُ: اللَّهُ. فَيَقُولُ: فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ؟ فَإِذَا وَجَدَ ذَلِكَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقْرأ: آمَنْتُ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ. فَإِنَّ ذَلِكَ يُذْهِبُ عَنْهُ» [سبق تخريجه] وروى أبو داود عن أَبُي زُمَيْلٍ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ: مَا شَيءٌ أَجِدُهُ فِي صَدْرِي؟ قَالَ: مَا هُوَ؟ قُلْتُ: وَاللَّهِ لا أَتَكَلَّمُ بِهِ. قَالَ: فَقَالَ لِي: أَشَيءٌ مِنْ شَكٍّ؟ قَالَ: وَضَحِكَ. قَالَ: مَا نَجَا مِنْ ذَلِكَ أَحَدٌ،
قَالَ: حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ((فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ)) الآيَةَ. قَالَ: فَقَالَ لِي: إِذَا وَجَدْتَ فِي نَفْسِكَ شَيْئًا فَقُلْ: ((هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيءٍ عَلِيمٌ)). [أبو داود: الأدب/ باب رد الوسوسة، وإسناده جيد، والنبي صلى الله عليه وسلم منزه عن أن يشك، وإنما الآية خطاب له صلى الله عليه وسلم والمراد بها غيره ممن يشك، وهذا وارد في لغة العرب، وهذا ما قصده ابن عباس رضي الله عنه من استشهاده بالآية]).
ما رأيك الآن؟
لديك جعبة كبيرة جدًا من الوساوس منذ أن كنت طفلة، ولا يبدو أنك ذهبت لطبيب يساعدك، ولابد لك من الذهاب، المسألة ليست لعبة، وليس الذهاب متروك لاختيارك، بل يجب عليك العلاج، وإلا أصبحت شخصًا مرميًا على هامش الحياة، لا عمل له إلا جلب المعاناة لنفسه ولغيره.
ابحثي عن طبيب يجيد العلاج المعرفي السلوكي إضافة إلى العلاج الدوائي، وداومي عنده بانتظام، والشفاء بانتظارك بإذن الله. عافاك الله وكان في عونك.