السفر دون محرم: فتوى معاصرة

رد المستشار

سفر الفتاة للخارج بدون محرم، اختلف فيه الفقهاء، فجمهور الفقهاء على أنه لا يجوز للفتاة أن تسافر بدون محرم، ومستندهم الأحاديث الصحيحة الواردة في نهي الفتاة عن السفر وحدها "لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر ثلاثة أيام بغير ذي حرم محرم"، ورأي بعض الفقهاء أن تحريم سفر الفتاة منوط بالبيئة التي قيل فيها الحديث، وقد كان قطع الطريق من الأمور المنتشرة، فكان سفر الفتاة وحدها دافعا لأن تتعرض للأخطار، فجاء النهي.

ويستدل من ذهب لإباحة سفر الفتاة وحدها إن كان الطريق آمنا، أو كان معها نسوة ثقات بما ورد في حديث عدي بن حاتم، حين قال له النبي صلى الله عليه وسلم "أرأيت الحيرة؟" قال: لا يا رسول الله، ولكني نبئت عنها. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"لئن طالت بك حياة لترين الظعينة (المرأة المسافرة) ترحل من الحيرة تؤم البيت، ليس معها محرم"، وهذا الحديث نص في جواز سفر الفتاة وحدها. وقد ذهب السادة الشافعية إلى أنه يجوز للمرأة أن تذهب للحج في وجود نسوة ثقات، وتبعهم بعض الفقهاء في ذلك.

وعلى هذا، فإن كان سفرك لرحلة علمية، وكل من سيسافر معه فتيات مثلك، وكنت آمنة على نفسك، فلا يمكن القول بأن هذا العمل حرام، ولكن الأفضل أن يكون معك محرم للحفاظ عليك، فإن لم تجدي أحدا من المحارم، فلا أقل من أن تتأكدي من طبيعة هذه الرحلة وما يتم فيها، فإن الاطلاع على الثقافة الغريبة وعلى بيئتها قد يدفع الفتاة للتمرد على المجتمع فيما بعد، وقد يجعلها تؤمن ببعض الأفكار المخالفة لنا، وخاصة في هذا السن الصغير لك، فالبيئة غير البيئة، ويعني هذا إن كانت الرحلة علمية فيها نوع من التبادل العلمي مع وجود من نثق به من الحفاظ عليك، فنرجو ألا يكون به بأس، أما إن كانت ترفيهية خالصة، فالذي تطمئن إليه النفس أنه لا يجوز.

* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين، وألف مبروك على التفوق، أما وقد أفتاك شيخنا الأستاذ مسعود صبري فإنني لا إضافة جديدة لدي، فأنا لست فقيها من الفقهاء ورغم ذلك ألمح الجمود الفكري والتحجر في رأي من سألت من الشيوخ فأنت ستسافرين مع مدرستك وضمن مجموعة من البنات، والسفر مكافأة لك على تفوقك، معنى هذا أن مسألة المحرم هذه غير واردة وقد تقوم بدوره المشرفة أو المشرفات اللاتي سيسافرن معكن من المدرسة، أرى أن تصلي صلاة الاستخارة وتفوضي أمرك لله واتكلي عليه سبحانه وسافري، ولا تنسي بعد عودتك أن تطمئنينا عليك وتحكي لنا عن ألمانيا، وأهلا بك دائما على مجانين.

المستشار: د. مسعود صبري