وساوس جنسية إلحاحية..!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أحب أن أشكركم على هذا الموقع الأكثر من الرائع وعلى تحملكم مشاكل الكثيرين من أمثالي ..
أنا شاب أبلغ من العمر (23) سنة أصبت بالوسواس القهري قبل (6) سنوات عندما كنت في الثامنة عشر من العمر كان وسواسي عبارة أفكار، وأحاسيس وخيالات وألفاظ قبيحة وجنسية وخبيثة أشد الخبث، في الذات الإلهية "تعالى الله عن ذلك" علواً كبيراً..
أود أن أخرج لكم كل الذي في قلبي:
كنت ذاهباً إلى الصلاة وأنا مقبل على السجادة تخيلت والعياذ بالله شيئاً مفزعاً وجنسيا والله إني أخاف أن أتلفظ به، ومن ذلك اليوم أصبحت تتوارد على ذهني أفكار وألفاظ وخيالات خبيثة، وأكاد أن أقسم أن الفساق والمنحرفين لا يكادون يفكرون بهذه الأشياء، في البداية كنت أخاف من هذه الأفكار وأحاربها لكنها كانت كالجبل الذي أطبق على من كان تحته وللأسف استرسلت مع هذه الأفكار، وأصبحت ملازمة لي لا تكاد تنفك عني، ولكنني ولله الحمد لم أنطق بها إلا مرة واحدة لطبيبي المعالج تركت الجامعة واعتذرت عن فصل دراسي كامل خشية أن تؤثر هذه الأفكار على معدلي الجامعي..
بعد ذلك أصبحت لا أخاف من هذه الأفكار وأستجلبها بإرادتي ولا أبالي ولكنني لا أتحدث بها مطلقاً، ذهبت إلى أحد المشائخ بمنطقتي فسألته هل أنا محاسب على هذه الأفكار وأنا لم أنطق بها.!؟ فكان جوابه صادماً لي حيث قال "أنت محاسب بها لأنها استقرت بك" صدمت من هذه الإجابة فانحرفت انحرافاً شديداً، وانكببت على المعاصي بغية الحصول على لذة الدنيا كوني أنني سأعذب في الآخرة، لكن سرعان ما شعرت بالندم، وتوجهت إلى الله بعمل الطاعات والعبادات لكني فقدت الشعور باللذة والخشوع في العبادات، والأفكار ملازمة لي في صلاتي والعمرة، وكل شيء، تصورت أني كيف سأحاسب يوم القيامة وأن الله غاضب علي ثم بعد ذلك..
توجهت للطب النفسي فشخص حالتي الطبيب بالوسواس القهري الشديد وصرف لي تركيبة علاجية رائعة وهي كالآتي:
1- دواء ساليباكس 20 mg أتناول منه جرعة بمقدار 40 mg يومياً.
2- دواء انافرانيل 25 بمقدار حبتين يومياً مساء،
3- دواء RIDON 2 MG.
لا أخفيكم أنني تحسنت بنسبة 70% لكن لدي عدة استفسارات هي :
أ- هل أحاسب على هذه الأفكار الجنسية، وأنا لم أنطق بها؟
ب- في السابق كانت الأفكار تأتيني إجبارية، أما الآن فأنا من أجلبها، وأسترسل معها، فهل أعاقب عليها علماً أنني لا أتحدث بها؟
ج- هل بعد التوقف عن الدواء باستشارة الطبيب أنتكس ويعود الوسواس أقوى من ذي قبل ؟
بارك الله فيكم وأعتذر عن الإطالة،
وأسأل الله لي ولكم راحة البال، وصلاح الحال ...
13/8/2016
رد المستشار
المتصفح الفاضل "عامر الحمصي" أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين وشكراً على ثقتك وطلبك الاستشارة من موقعنا.
أخجلني جدا ما ذكرته من رد الشيخ قليل الفقه الذي استشرته وكان الأفضل له عند الله أن يقول لا أدري ما دام فعلا لا يدري، إلا أن أمثاله مع الأسف كثيرون وفي بلاد يفترض أنها تهتم بمستوى الأئمة والدعاة ... فمن المؤسف أن معرفة الموسوس من سؤاله وفقه الرد عليه مهارة غائبة عن كثيرين ممن يفترض أنهم يملكونها.
لعلك بفطرتك عرفت أنه قليل الفقه الآن.. ولتطمئن عليك أن تعلم أن الوسواس كثيرا ما يلبس الأمر على المريض فتراه يقول أنا الذي أستدعيه أنا الذي أقول أنا الذي أتخيل أو أنا الذي أسب.. والعياذ بالله، بل كثيرا ما يشك المريض في كونه مريضا فيما يتعلق بخاطر كفري أو جنسي أو كفرجنسي كما بدأ معك بينما هو يعرف أنه موسوس في أشياء أخرى كثيرة... وقد تكرر في خبرتي مع كثير من مرضى الوسواس ما يشبه ذلك الذي تقول!
بل أزيدك يا ..عامر الحمصي.. أنني أنصح مريض وساوس الكفر أو التجديف مثلما أنصح غيرهم بأن يكثروا من فعل الشيء أو النظر إلى الشيء الذي يؤدي إلى زيادة الوسواس (أي أنني أطلب منهم ما يمكن أن تسميه استجلاب الوسواس الذي يسب أو يشكك أو يضايق أو يزعج ....إلخ) وهنا لو سألت شيخا قليل الفقه كذلك الذي سألته لقال لك بأن هذا كفر واضح! سامحه الله وأمثاله!!! بل هذا تدريب على إهمال الوسواس وإشعاره بتفاهته واستحضار للثقة والطمع في عظمة المولى عز وجل ومعرفته بما في النوايا والقلوب التي في الصدور.. إذن مسألة أنك تستجلبها هذه لو كانت صحيحة لكنت برأت من الوسواس يا "عامر".
ورداً على أسئلتك أقول:
س: هل أحاسب على هذه الأفكار الجنسية, وأنا لم أنطق بها؟
ج: لا .. بل هي من حديث النفس.. وعليك إهمال ورودها على وعيك والتدرب على ذلك والمقصود بإهمال ورودها على وعيك هو ألا تفعل أي شيء لمحاربتها أو الهرب منها فقط حاول التركيز في المهمة المعرفية الأساسية التي كنت تقوم بها عندها داهمتك الوساوس.
س: في السابق كانت الأفكار تأتيني إجبارية, أما الآن فأنا من أجلبها, وأسترسل معها, فهل أعاقب عليها علماً أنني لا أتحدث بها؟
ج: لم تبين لنا كيف تستجلبها وأي نوع من الأفكار تقصد هل الكفرية أم الجنسية أم الكفرجنسية؟؟ ... ولم تبين كذلك ما تقصده بالاسترسال مع تلك الأفكار؟؟؟ لكن كونك لا تتحدث لها يجعلها أشبه بحديث النفس الذي يشمله حديث سيد الخلق عليه الصلاة والسلام "إِنَّ اللهَ تَجَاوَزَ لأُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ يَتَكَلَّمُوا أَوْ يَعْمَلُوا بِهِ" صدق صلى الله عليه وسلم.... السؤال المهم هنا هو ماذا تفعل بعد ذلك؟؟ أي بعد استجلاب تلك الأفكار والاسترسال معها؟؟
س: هل بعد التوقف عن الدواء باستشارة الطبيب أنتكس ويعود الوسواس أقوى من ذي قبل؟
ج: ما لم تتضمن العملية العلاجية لمريض الوسواس القهري علاجا معرفيا سلوكيا فإن القاعدة هو أن تعاوده أعراض الوسواس القهري بعد شهور من إيقاف العقاقير يحدث ذلك خلال ستة أشهر في نسبة تصل إلى ثلاثة أرباع المرضى.... لذلك أنصحك بأن تطلب من طبيبك المعالج أن يدلك على طريق الحصول على حقك في العلاج المعرفي السلوكي.... لأنه يفيد جدا في منع الانتكاس فضلا عن أنه ستيح لك التحسن على جرعات أقل من العقاقير.
واقرأ أيضًا:
التاريخ الجنسي لموسوس في سن 18
وسواس قهري وخيالات جنسية ثنائية
وساوس جنسية مباشر على الهواء م1
وسواس الأفكار بل المشاعر الجنسية
لا نزال في انتظار ردك على أسئلتنا وأهلا وسهلا بك دائما هنا على مجانين.