وسواس قهري التحول الجنسي م
وسواس أم اضطراب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ دكتور وائل شكراً لك كثيراً على ردك على استشارتي، أراحني تشخيصك يا دكتور، لأني أعلم أنك متميز في مجال أمراض الوسواس القهري، ولك في تفسيره وتشخيصه إنجازات كثيرة، من أول لحظة أصبتَ بهذا الوسواس، كنت أعرف أنه وسواس، وكنت أقول ها هو دوري جاء من عائلتي، ولكن كان يجب أن أتاكد من مختص، فأنا لا أثق في نفسي في أي تفسير لأي شيء حتى ولو كنت متأكداً أنه صحيح.
من أول يوم أصبت فيه بهذا الوسواس كنت أبحث عن الأدلة التى تنفي إمكانية إصابتي بهذا الاضطراب في مرحلتي العمرية، أدلة على أساسها أستطيع بناء حاجز قوي من خلاله أحقِّر الوسواس وأنساه، ويذهب عني ولكن لم أجد، فتقريباً كل المعلومات في كل المواقع عن هذا المرض متشابهة، ولكني وجدت في إجابتك دليلا أراحنى كثيراً. أما الذين يقولون أنهم كانوا طبيعيين تماماً ثم أصبحوا راغبين في التحول الجنسي أو أصبحوا شواذاً هكذا فجأةً فهؤلاء إما مرضى وسواس قهري أي لا تحول جنسي ولا شذوذ أو مدعين يكذبون.
هكذا كنت أريد أن أسمع وأقرأ من أول الأمر، أدلة كثيرة مثل تلك الأدلة التي قلتها يا دكتور، تعوضني عن الحواجز المكسورة مثل حاجز الشهوة على النساء كان من الممكن لو قرأت تلك المعلومة من أول يوم لكان ذهب عنى ذلك الوسواس المؤلم فهو مؤلم بدرجة لا يمكن لأي أحد أن يتخيلها، أرهقني وأخذ كل وقتي، وضيع مني عاما دراسيا كاملا للأسف.
تحول ذلك الوسواس إلى تفكير متكرر روتيني في رأسي، ولا أعلم إلى متى. لماذا أشعر بأني مضطرب الهوية طوال عمرى وأنا لا أدري، لا أستطيع الجلوس، ولا النوم، ولا الأكل، ولا الشرب، ولا الكلام، إلا وأن أفكر في طريقة فعل الشيء، هل أقوم به بشكل رجولي أم لا. أحس ان رأسي سينفجر من كثرة الضغط عليه، أحس بأن هناك جبالا فوق رأسي وإني سأصاب بجلطة قريباً فقدت الشعور بذاتي وبشخصيتي، ولا أتذكر شعوري تجاه أي شيء تقريباً أو تقييمي أو اعتقادي في أي فكرة، وكيف كنت أنظر إليها، خاصة في أمراض الشذوذ واضطراب الهوية، وجوهر الرجولة، والأنوثة.
لا أتذكر فى حياتى سوى الأفعال التي قمت بها، لكن المشاعر التي دفعتني لفعلها لا أذكرها، أصبحت أبذل مجهوداً كبيراً في نفسي، حتى أستقر على شعوري برجولتي. شهوتى عادت طبيعية إلى حد ما، ولكن مع تركيز كبير. توقفت عن البروزاك نهائياً فأنا لا أحتاجه، أحتاج أن أفهم هذا الاضطراب، وأن أفصله عن نفسي حتى أستطيع أن أحقِّر الوسواس، هذا كل ما فى الأمر.
أحس أني مصاب باضطراب الشخصية الحدية، ولكن فى موضوع الهوية فقط. لا مانع أن أكون مصابا باضطراب شخصية حدية "ثناقطبي"، وسواس أو أي مرض آخر، لكن أريد ان أكون أبعد ما يكون عن هذا المرض. هل من الممكن أن يكون الشخص مصابا باضطراب الهوية وهو لا يعلم؟ معظم الأفعال القهرية التي أخبرتكم بها ذهبت عني، ولكن تعود مرة أخرى عندما أتذكرها.
أحيانا تتحول أسئلتي إلى أسئلة فلسفية عن جوهر الرجولة والأنوثة، ودائماً أبحث عن معاني الرجولة.... أتمنى أن تفهموني وتساعدوني، سأذهب إلى طبيب نفسي إذا طلبتم مني ذلك، ولكن أتمنى أن تكون حالتي بسيطة، وأستطيع التخلص منها من إرشاداتكم. أشكرك على موقعكم الرائع جداً وشكر خاص لدكتور وائل، تحياتي.
15/8/2016
رد المستشار
الابن العزيز "عمر" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكراً على ثقتك، وعلى متابعتك.
طريقتك في التفكير وطريقة طرحك للأسئلة تؤكد أن ما تعاني منه هو أعراض اضطراب الوسواس القهري، وإذا أضفنا التاريخ الأسري للمرض في عائلتك فإن تأكدنا يصبح أقوى بكثير.
لا أظن أن لديك مشكلة حقيقية فيما يخص هويتك وما تصفه من ارتباك شديد في التعرف على المشاعر التي دفعتك لفعل الأشياء ووصولك إلى الشعور بأنك لا تذكرها, وقولك (أصبحت أبذل مجهوداً كبيراً في نفسي, حتى أستقر على شعوري برجولتي) هذا حقيقة هو كلام الموسوسين أي مرضى الوسواس القهري وليس مرضا آخر يا "عمر"...
سؤال هل من الممكن أن يكون الشخص مصابا باضطراب الهوية وهو لا يعلم؟ هو سؤال مريض وسواس قهري. والرد عليه بالتأكيد لا فمريض اضطراب الهوية الجنسية يعرف أن لديه مشكلة في تحديد هويته ولا يمكن بالأساس تشخيص المرض عند من لا يشتكي من عدم تناغم هويته البيولوجية مع هويته الجندرية فكيف يمكن أن تشتكي وأنت لا تعرف أنك مريض؟ بمعنى آخر وباختصار الرد على السؤال هو مستحيل!
أن تتحول أسئلتك إلى أسئلة فلسفية عن جوهر الرجولة والأنوثة، هو أيضًا علامة وسواس قهري، وكذلك شكك في أن تكون مصابا باضطراب الشخصية الحدية أو غيره دون وجود أعراض اللهم بعض الوسوسة -بأنك بغير أساس- قد تصبح متحولا جنسياً.
باختصار يا "عمر" حالتك إن شاء الله بسيطة لكننا ونظرا لوجود التاريخ الأسري لابد أن ننصحك بالعرض على طبيب نفساني بتقييم الحالة وما يلزمك من علاج.
وأهلاً وسهر بك دائما على مجانين فتابعنا بأخبارك.
ويتبع >>>>>: وسواس قهري التحول الجنسي م2