أخي المعوق والتحرش الجنسي ماذا أفعل؟ م3
بكره الرجالة كلهم
أنا بعثت لكم استشارة ومحدش رد عليَّ لسا، وأنا عارفة إن حضراتكم عليكم ضغط، بس أنا كنت منتظرة الرد بفارغ الصبر.
أنا حالتي غالباً كل يوم بتسوء ودائماً حزينة ودائماً عايزة أبكي، كل شويَّة أفتكر اللي حصل لي مع أخويا إللي كان المفروض مثلي الأعلى، والمفروض إنه اعتذر لي وبنتكلم عادي بس أنا مش قادرة أسامحه خالص، بحس كثيرا إني أكرهه فعلاً ونفسي أؤذيه، وساعات أحس أني لما بكلمه كويس إني منافقة وبمثل، وبتضايق جداً إني أكون منافقة. أنا مقدرش أكون كده. ساعات بدعي عليه بقول حسبي الله ونعم الوكيل.
بيقول إني سامحته، بس أنا مش مسمحاه، أو مش قادرة أسامحه، أنا فعلاً دي بالنسبة ليَّ أكبر صدمة في حياتي أخدتها، وضغوطات بعد الثانوية العامة، آه على فكرة أنا جبت مجموع قليل، مش مستوايَ الدراسي أبداً، وده كمان تاعب قلبي أوي وحاسة إن ربنا بيسود الدنيا في وشي وغضبان عليَّ، حاسة بفراغ عاطفي جداً. أو حاسة فعلاً بحرمان الحنان، تعبانة جداً مع إني بيبان إني عادية، نفسي أهرب من الناس وأقعد وحدي، حاسة إني خايفة من العالم كلَّه ودايماً حاسة بعدم الأمان، كارهة الرجالة جداً، وبخاف منهم، على الرغم إني أنا وبابا ساعات بنتخانق وبنشد مع بعض، إلا إن أبويَ فعلاً هو مصدر أماني الوحيد.
أنا ساعات بنام جمب بابا، وبمسك فيه أوي لأني واثقة إن ده الراجل الوحيد إلي مش هيبصلي بشهوة أو يبص على جسمي، أبويَ الراجل الوحيد إللي حاسة فعلاً تحت سقف بيته بالأمان، وحاسة إنه طول ماهو في ضهري أنا متطمنة بعد ما اتخذعت في أخويا. أخويا إللي بحكي عليه على فكرة من أمي، يعني مش شقيقي، وليَّ أخ أكبر من أمي، برضو متزوج ومحترم ربنا يبارك له، بحبه برضو وبحترمه، وهو حنين عليَّ وكان مصاحبني بس لما اتجوز انشغل.
أنا حاسة إني مشتتة أوي، ومش عارفة أنا عايزة إيه، بستني اليوم يعدي عشان الدراسة تيجي، وانشغل في أي حاجة، كل يوم قبل ما أنام بقعد أفكر كتير أوي، وقلبي بيوجعني. غالباً عندي اكتئاب.
مش عارفة أساعد نفسي إزاي، مش عارفة أصلاً أروح لدكتور نفسي، ماما بتقولي كل شوية هتوديني ومش بتوديني ولا حاجة.
5/9/2016
رد المستشار
أهلا وسهلا بك يا صديقتي، أصعب ما قد يتعرض له الإنسان هو تناقض الرسائل من نفس الشخص المتوقع منه أمرا جيدا!؛ فأخوك مصدر حماية، ومصدر سند، ومصدر رعاية، إلا أن ما حدث منه معك عكس كل أدواره للأسف، فالحامي مارس الخرق، والسند مارس الهتك، والراعي مارس السرقة؛ فأنا أشعر بارتباكك، وتخبط مشاعرك، تماما، وكذلك تأثر نفسيتك بفقدان الثقة مرة، وكره الرجال مرة مع وجود رغباتك الجنسية الطبيعية!؛
فلنرتب الأمور أولا؛ لتتمكني من تجاوز تلك الأزمة العاصفة؛ فبداية ليس مطلوبا منك أن تسامحيه؛ فالتسامح يحتاج لطاقة، ونضوج، واستقرار نفسي كبير لم تصلي إليه بعد؛ فلا تضغطي على نفسك بما لا طاقة لك به الآن؛ ولتعلني له أنك لا تتمكنين من مسامحته على الأقل حتى الآن، وأن اعتذاره ليس له محل من الإعراب وسط كل ارتباكاتك تلك، ولكن تحتاجين لوقت من حقك تماما أن تأخذيه.
أما الخطوة الثانية، فستكون فهمك لحقيقة ما حدث بصورة أكبر من المشهد الذي حدثت فيه التحرشات -وهذا مهم ليس لمسامحته، ولكن لحل ارتباكك أنت-؛ فهو كان غالبا في مرحلة مراهقته حين حدث ما حدث؛ حيث تزداد الفورة الجنسية؛ برغباتها، وفضولها، واستكشافاتها؛ ولأن الوالدين مقصران في متابعة أولادهما؛ لمشكلات تخص شخصياتهم، أو لأسباب تخص فهمهم لأدوارهم كآباء...... الخ؛
لم يجد أخوك من يحتويه في تلك الفترة الحرجة، أو أن يتابعه ويؤدبه بفهم، أو حتى يغرس في نفسه خوفه من غضب الله تعالى، أو يساعده لتخطي أزماته النفسية، والجنسية، والعاطفية؛ فتضافر كل هذا مع وجودك كفتاة صغيرة ستخاف، أو ستصمت، وهذا جعله في الغالب يفعل ما فعل، فهو إذن لم يكن مستحضرا الإخوة التي تجمع بينكما وقتها، ولم يكن ثباته مثل اليوم، لذا هو يعتذر الآن؛ فالمتحرش لا يوجد لديه عاطفه أصلا تجاه من يتحرش بهن، سواء مشاعر عاطفية نفسية كالحب مثلا فتتطور لرغبة جنسية.
وبالتالي فالرجل الذي يطلب الفتاة للزواج منها ليس كالمتحرش الذي يتضور جوعا لشهوة يريد إفراغها، ولكنه رجل يبحث عن شريكة لحياته، يحب فيها خصال تشجعه على ربط مصيره بها، ورضا عن أن تكون أما لأولاده، ومقابل ذلك يتحمل تبعات وتحديات قرار الزواج من تكاليف مادية، ورعاية لزوجته، وأولاده، ومن لا ينتبه لذلك حين يتزوج؛ فلا يلومن إلا نفسه؛ فلتنظري لكل ما حدثتك عنه؛ ليعينك على تجاوز ما حدث معك وخذي وقتك، ونحن بانتظارك.
ويتبع>>>>> : مثل كثيرات : أنا وأمي ..... سيرة ومسيرة