تحذير امرأة: أحبني، ويستر على فضيحتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أود بداية أن أشكر القائمين على الموقع لما فيه من نفع وتوجيه للجميع.
أود التعليق على رد الدكتور أحمد على الرسالة.. فالدكتور أحمد – ونحن نكن له كل احترام- يبني رده على فكرته عن الفصام داخل المجتمعات العربية وهذه النظرة إذا كنا نؤيدها من خلال رغبتنا في تحسين وتطوير منظومة القيم داخل المجتمعات العربية فإننا نتعجب من ورودها في محل تبرير التصرفات والأخطاء الفردية.
إن محاولاتنا لإصلاح مجتمعاتنا ينبغي أن تبدأ من محاولة إصلاح الأفراد ومحاولة إصلاح الأفراد تبدأ بإعلاء المفاهيم والقيم النبيلة في وجدانهم الفردي لكي يكون دليلا لهم في مسلكهم الشخصي والعام، إذا كنا نعيب على الناس انحراف ظاهرهم عن باطنهم وعامهم عن شخصيهم فإن هذا ليس يدعونا لتغيير الباطن(القبيح) بالظاهر (الأفضل).
ولا يدعونا أيضاً لنبرر لأنفسنا وللآخرين الانسياق وراء شهواتنا وهوى أنفسنا بدعوات شتى مثل (لكن الأغلبية تكذب أو تكبت أو تكتم هذه الأشياء بوصفها أسرارا عسكرية، وقلة أدب !!!) أو(وأنت أحببته، وفعلت هذا من أجل حبك، ولضغط من غريزتك، فهل تلومين نفسك على حبه أيضا؟!! أم تلومينها فقط على الاندفاع؟!!) أو من قبيل (وأن تشاركي في علاج تخلف مجتمعك،) وكأن المشكلة كلها في فصام المجتمع.
ربما كانت لمشاكل مجتمعاتنا تأثير في غير ذلك من المشاكل. أما في هذا الموضوع فإن صاحبة المشكلة -كما يبدو- من مجتمع أتاح لها الحرية في التعلم وممارسة الرياضة والاختلاط بالآخرين من خلال علاقات واضحة ومشروعة. إننا أمام صورة لفتاة أتيح لها أن تمارس جميع حقوقها المشروعة ولكنها عجزت أن تجمح كباح هواها وشهواتها. ومع ذلك نلقي باللوم على المجتمع؟؟؟.
إن صاحبة الرسالة مثلها مثل كثيرات ممن حاولن أن يتجملن برداء الالتزام في الظاهر وعبثن بالباطن ولا لوم للمجتمع في مثل هذه الحالات، إنني أخشى أن يكون تعرض الدكتور أحمد لكثير من مثل هذه المشكلات قد أكد لديه انطباعا بأن شباب المجتمع العربي كلهم على مثل هذه الشاكلة من التخبط والرياء، ولكنني أبين من خلال تجاربي الشخصية أن الكثير منهم لازالوا -على الرغم مما يتعرضون له- محافظين على عفة المشاعر قبل حفاظهم على عفة الجسد، والشباب منهم قبل الفتيات يرون أنه لا مجال لإظهار المشاعر قبل الزواج، ويرون أن السبيل إلى زواج ناجح هو أن يحتفظ كل من الزوجين بمشاعرهم البكر للزوجة فلا يعرف الرجل امرأة غير زوجته ولا تعرف المرأة رجلاُ غير زوجها.
وشكراُ
25/6/2004
رد المستشار
الأخ الكريم؛
أشكرك على رسالتك، ومن يتابع إجاباتي، وكل كتاباتي سيعلم أن مذهبي كمثل القائل: إن من ينتقدني فهو يؤلف معي بمعنى أنني على ثقة بأن الوصول للقسط الذي أمر الله به، لا يمكن أن يتحقق فرديا بل كما يقول سبحانه "ليقوم الناس بالقسط" ولم يقل الإنسان، وبالتالي فإن هذا الوصول والقيام إنما يكون محصلة للسؤال الأصلي ثم الإجابة عليه، ثم هذه المشاركة أو تلك، ثم المتابعة من طرف صاحبة السؤال الأصلي، وهكذا تتكامل صورة الحقيقة، فشكرا لك مجددا.
إذا كنت فهمت من كلماتي أنني أعطي التبرير لأي فعل خط، فإنني أعتذر، وأذكرك أنني أصلا لا أستطيع ذلك، ولا ينبغي أن يدعيه أحد، فالله وحده هو العالم بالنوايا والحاجات والملابسات الحقيقية التي أحاطت بهذا الخط، وهو وحده الذي يحاسب الناس دون تهويل أو تهوين، فعنده جل وعلا الرحمة والعدل المطلق، أما نحن فنجتهد في التحليل والتفسير، وأكرر التفسير فقط، فهذا عملنا وتخصصن، وإن كنا نقبل النقد فيه أيضا، على القاعدة المتقدمة بالنسبة للنقد.
وواضح أن الأخت صاحبة السؤال الأصلية واقعة في التباس شائع، وأنا حاولت أن أتفاعل معه، وأفك شفرته، لا أن أبرر ما صدر عنها أو عن فتاها سابق، وزوجها حالي، وأرجو أن تكون رسالتي قد وصلت واضحة، وشكرا للتنبيه. وألتقط من بين أفكارك هذا المعنى الجميل الذي أرى أنه يحتاج إلى توكيد حتى لا يضيع في غمرة ذهابك للتدليل على التبرير الذي أرجو أن نكون قد اتفقنا على أنه ليس كذلك.
المعنى الذي أقصده هو أننا نتعامل مع حالة الفصام الفردي والجماعي التي نعيشها لا ندعو الناس أن يخلعوا الحياء الظاهر حين يتعارض مع الحياء الحقيقي في السر أو الباطن، ويتخلصوا بذلك من النفاق!!
وهذا هو جوهر دعوة الضلال والتحلل، ونعوذ بالله أن نكون من الضالين كم أننا لا ندعو الناس إلى مثاليات يرددها البعض بوصفها ممكنة أو حاصلة في حياتهم رغم أنها محض كذب وخيالات أو اندفاعات مؤقتة قد تصلح لبعض الناس أو لبعض الوقت، ولكنها لا يمكن أن تكون الحاكمة لكل الناس كل الوقت،إنما ندعو إلى فطرة الله التي فطر الناس عليه، وقد خلقنا الله بشرا نصيب ونخطئ، ونعصي ونتوب، ونضل ونعود، وحين يلتبس هذا على أحد ينبغي تذكيره ليفيق، ويعود إن كان قد غوى، ويحمد الله على العافية، ويطلب المزيد، إن لم يكن في حالة خط، فهل شرح هذه الصورة للناس سيصلهم بوصفه تبريرا للخط، واحتفاءً بالمعاصي، وتشجيعا على المزيد من الانحراف؟!! ربنا يستر. وإذا اتفقنا على هذا فيمكننا ساعتها أن نكرر معا دون خشية التضليل أن الأغلبية تكذب أو تكبت أو تكتم....، وأن أختنا قد أخطأت، ولكن في سياق حبه، وضغط غريزته، وجهلها بحاجاتها الفطرية...الخ.
وأشكرك على التأكيد على أن المسئولية الفردية لا تلغي الاجتماعية، والعكس صحيح أيضا، فلا بأس أن يكون المجتمع متخلفا وظالما وفاسد، وأن يكون هذا التخلف والفساد والظلم سببا من أسباب انحراف الأفراد دون أن ينقص أو يخل بالمسئولية الفردية في مناط التكليف والاختيار والمحاسبة أمام الله سبحانه، ولا أوافقك حين تقول أن أختنا هي صورة لفتاة أتيح لها أن تمارس جميع حقوقها المشروعة، ولكنها عجزت....الخ.
فالحقيقة أننا أمام فتاة جاهلة –مثل الشائع– بأنوثتها جسديا ونفسي، وأمام فتاة بلا سند من شبكة اجتماعية تفهم وتحنو بحيث لا تدخل في علاقة كهذه وحدها لتتورط وحده، وتندم كما هو حادث، ونحن أمام زوجة مرتبطة بزوج أحبه، ووثقت به، وظنت أن الصراحة الكاملة هي الاختيار الأصوب فوصل معها إلى ما سمعنا وقرأن، وهي مخطئة أولا وثاني، وهو كذلك، ولكن هذا لا ينفي الدور الاجتماعي في بلاهته، وازدواجيته.
أخي الكريم؛
يسعدني طبعا مع كل محب لهذه الأمة وغيور عليها أن أعرف أن مجتمعاتنا ليست بعد بمثابة مستشفيات واسعة لمرضى الازدواجية والنفاق، ويسعدنا أن تتسع رقعة التوازن والاعتدال، ومن هم ظاهرهم مثل باطنهم في الخير والاستقامة، وكل ما أرجوه أن تكون صفحتنا هذه وعملنا كله عونا على دعم هؤلاء، وزيادة عددهم أضعافا مضاعفة، عسى الله أن يخرجنا مما نحن فيه أجمعين.
ويتبع >>>>>>>>>: تحذير امرأة : أحبني، ويستر على فضيحتي !!! مشاركة1