وسواس قهري أم ماذا
في أحد الأيام سمعت شخصا سب الله جهرا فخفت أن تأتيني تلك الكلمة في الصلاة وفعلا أصبحت أسمع تلك الكلمة في داخلي بل وكأني أقولها وتطور الأمر إلى كلمات أخرى هواجس وخواطر وحديث نفس بسب ذات الله وأنا مكره وكلما قاومتها لا أستطيع وأعيد الصلاة أكثر من مرة يعني عشت جحيما لسنوات، والآن بحثت في الإنترنت وعرفت أن هذا وسواس قهري لا يحاسب عليه وأنتم تعرفون أن الموسوس يشك في أي شيء.
أفيدوني هل هو وسواس قهري أم سأحاسب عليه خاصة أني قرأت أن أسباب الوسواس القهري هي القلق والتوتر ولم أجد حالتي مما شككني أنه ليس وسواس قهري وأنه مني وربما يؤاخذ عليه.
11/9/2016
وبعد أربعة أيام أرسل تحت نفس العنوان يقول:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وشكرا على المجهودات المبذولة من طرفكم.
أنا عانيت من الوسواس وكنت أعيش الجحيم بسبب أني سمعت أحد الأشخاص يسب الله جهرا أمامي فخفت أن تأتيني تلك الكلمة (أي كلمة السب في صلاتي) وفعلا رحت أصلي ووجدت كأني أسمعها أو أقولها أنت تعرف الهواجس والخواطر يا شيخ وتطور الأمر لكلمات أخرى وأفكار أخرى تتعلق برب العزة حتى صور جنسية كانت تأتيني في صلاتي ووضوئي.
يا شيخ أنا متعلم ومثقف والحمد لله وكنت عايش في قلق وخوف دائما بسبب أني كنت أظن أني وحدي من جاءتني هذه الوساويس فالشخص من المفروض عندما يسمع أحد سب الله أمامه جهرا يستعيد بالله فقط وما تجيه فكرة أن تأتيه كلمة السب تلك في صلاته وكنت أتعذب لأني كنت أعيد الصلاة مرارا كلما جاءتني وسوسة بسب الله أو صورة جنسية وكنت أرجع لكلمة السب وأنسبها للشيطان المهم لأي شيء عدا الله ولهذا ما كنت أستطيع التركيز في الصلاة وأحس أني مذنب وصلاتي باطلة وكل الناس أحسن مني حتى الذي لا يصلي.
الآن يا شيخ عرفت أن حالتي يعاني منها الكثير بل هناك من يعاني أكثر مني بكثير ووصل لدرجة التلفظ بكلمات السب والكفر وأنا والحمد لله ما وصلت لأني أعرف حدود الله وعمري ما فكرت حتى أتلفظ بها حاشا لله.
الأن لما عرفت حالتي يا شيخ أصبحت والله إنسان طبيعي أعيش حياتي ككل الناس يعني أصبحت لا ألتفت لأنه ببساطة مجرد وسواس وفي صلاتي من قولي الله أكبر حتى أسلم لا ألتفت مهما جاءني.
الآن يا شيخ أنت تعرف حالتي بالتفصيل لدي سؤالين فقط ليطمئن قلبي:
1- أنا خفت تأتيني كلمة السب في صلاتي تلك التي قالها ذلك الشخص أمامي جهرا وفعلا أصبحت تأتيني وتطور الأمر هل هذا يعتبر وسواس قهري وإذا كان ليس وسواس قهري فهل أنا مؤاخذ.
2- إذا كنت لست مؤاخذا هل لو لم أذهب إلى أخصائي نفسي أصبح مؤاخذا مع العلم يا شيخ أني عندما ظننت أني لست مؤاخذا أصبحت إنسانا عاديا جدا يعني لا أحتاج طبيبا نفسيا لأن مشكلتي أني كنت أخاف أن أكون مؤاخذا فقط.
أنا يا شيخ أريد أن أطمئن أكثر حتى أغلق هدا الملف نهائيا أردت أن أعرف الحكم الشرعي في حالتي شخصيا حتى لا تبقى لدي تساؤلات وربما تتطور إلى وساوس أخرى.
انتظر ردك يا شيخ بفارغ الصبر. وجزاك الله خيرا وجعلها في ميزان حسنات.
15/9/2016
رد المستشار
أهلًا وسهلًا بك يا نبيل؛
طبعًا هذا وسواس، لكن الموسوس أحيانًا، لا يستطيع تجاهل الفكرة لشدة إلحاحها، فيحاول مناقشتها لعله يتخلص منها، فيخيل إليه أنه هو الذي استجلبها باعتبار أن هناك فعلًا إراديًا تم من جهته (وهو النقاش).
أخبرني الآن: لو لم تطرق هذه الفكرة ذهنك لوحدها، ولو لم يحركها قلقك بعد أن سمعت سباب ذلك الشخص هداه الله، ولو لم يجعلك الخوف تتذكر فكرة (أخشى أن تأتيني في صلاتي، ها قد أتتني, إنها مصيبة, نعم لقد عادت، الخ...)، هل كنت ستفكر بها بكامل إرادتك وأنت مرتاح البال؟؟ لا طبعًا.. إذن هي وسواس وليست من اختيارك.
ثم: ما كان إحضاره بالاختيار، يكون طرده بالاختيار، ومن استطاع الإحضار استطاع الطرد، ولكن الذي يجري أنك لا تستطيع طرد الفكرة، ولسبب بسيط أنك لست من أحضرها، ولكنك لم تقفل الباب جيدًا في وجهها عندما أتت. طريقك الوحيد الآن أن تشعر هذا الضيف الثقيل بالملل، كيف؟ اتركه يتكلم لوحده، يحادثك وأنت تقوم بأعمالك، يحاول إخافتك وإزعاجك، وأنت لا تهتم وتعلم أنه مجرد ضيف حقير وضيع ضعيف يحب الإزعاج لا غير. أي ضيف إذا عاملته هكذا، سيحمل أغراضه ويمشي ويغلق الباب خلفه، ولن يحاول العودة إلى هذا المُضيف اللئيم!!! كن لئيمًا مع زائرك الثقيل وسيهرب ويتركك.
الأمر يسير بشيء من الصبر، عافاك الله وفرج همك
واقرأ على مجانين:
وساوس السب تكثرُ عند الطاعة!
وسواس السب القهري : التجديف على الله
حكم وسواس السب
وسواس السب في الذات الإلهية: وسواس التجديف
أفكار وسواسية في السب!
وساوس السب والشكوك: محض الإيمان مشاركة