وسواس الطهارة والنية دمرا حياتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أرجو عدم إحالتي لاستشارات سابقة فقد مللت من قراءة الاستشارات والفتاوى لمدة تزيد عن 15 عاما وما استفدت إلا زيادة وتجذر للوسواس بحياتي
بدأت معاناتي في الصف الثاني الثانوي وكنت أتوضأ لقيام الليل وفجأة شعرت وكأني لا أستطيع الوضوء أشعر بريح تخرج مني بمجرد التفكير في الوضوء أو الصلاة أحاول أن أبدا الوضوء فلا أستطيع وعندما أبدأ تخرج الريح فأبدأ من جديد وهكذا حينها لم يكن الأمر كما هو الآن فقد كنت أقضي مثلا ربع ساعة في الوضوء ولكن كان هناك وساوس أخرى مثل الشك في غسل أعضاء الوضوء والشك في عدد الركعات ولكن كلها لا تعد شيء بجانب وسواس الطهارة فقد استطعت تجاهلها تقريبا كلها أما هذا فلا؛
وعاملت نفسي أاني مصابة بسلس الريح وبحثت عن علاجات عشبية وطبية حتى أني شربت ماء البصل وما من تحسن حتى ذهبت لأطباء الباطنة وكانوا يخبرونني أن ما بي ليس سلس ريح فلست مصابة بقولون عصبي مثلا أو انتفاخات مستمرة وظلت معاناتي حتى السنة الأولى في الكلية حيث عرفت لأول مرة بمرض الوسواس القهري.
بكيت كثيرا حينها فهناك بارقة أمل لأشفى من مرضي وذهبت لأول طبيب نفسي كتب لي فافرين ولم يشرح لي كثيرا عن مرضي ولا عن العلاج السلوكي كما أني خجلت من إخباره بمشكلة خروج الريح فلم أتحسن وتوقفت عن الدواء بعد شهر واستمرت معاناتي ولكني مازلت قوية فأحيانا أضغط على نفسي فأقلل وقت الوضوء كثيرا خاصة إذا انقطعت المياة وكذلك فحياتي الاجتماعية كانت جيدة وصداقاتي ولكن الوسواس لم يرحمني؛
وعندما تقدمت في السنين في كليتي ودرست الطب النفسي قررت الذهاب إلى أستاذي في الجامعة ولكنه للأسف لم يهتم كثيرا ونصحني بالتيمم بدلا من الوضوء وكتب لي انافرونيل ومررت بأسوأ فترات حياتي من اكتئاب وكوابيس مرعبة وتعرق شديد حتى أني كنت أخاف من النوم وتوقفت للمرة الثانية عن الدواء ولا أذكر كم استمررت عليه ربما شهر وظللت أتعايش مع الوسواس حتى السنة الخامسة في كليتي عرفت بدواء بروزاك وصفه لي طبيب عبر موقع استشارات نفسية وكان معه بعض التحسن.
استمريت عليه ربما 6 أشهر ولكن للأسف كان موعد زفافي فتوقفت عن العلاج لخوفي من حدوث حمل في أي وقت وتأثيره عليه ومن حينها أي منذ 6 سنوات ومعاناتي تزيد فقد ظهر أثناء حملي الثاني منذ 3 سنوات تقريبا وسواس الطهارة والنجاسة وكان شاقا جدا علي فأنا أغسل الثياب ربما خمس شطفات حتى أتأكد من طهارتها وذلك لأن عندي أطفال والتعرض للنجاسة وارد جدا وأصبحت إذا بال ابني على كرسي أو كنبة فأنا أعتبرها نجسة إلى الأبد فأنا لا أستطيع غسلها وإنما فقط غمرها بالماء ولا أجلس عليها بثياب مبللة من أثر الوضوء أو غيره حتى لا تتتقل النجاسة إلي وغيره مما يشق علي كثيرا ولكنه لا يقارن برعبي الجديد وسواس النية؛
ففي هذا العام قرر زوجي أن يساعدني بطريقة مختلفة لاجتاز وساوسي فسأل لي شيخا عن وسواس خروج الريح وأخبره ألا أعيد الوضوء ولا الصلاة مهما حدث وأني معذورة وكانت استجابتي للفتوى عالية جدا فقد وصلت إلى الوضوء في خمس دقائق فقط ولكن لم تمض أيام قليلة إلا وبدأت أشعر بشيء غريب؛
لا أستطيع بدأ الوضوء رغم تجاهلي لخروج الريح وأشعر بثقل في نفسي وألم في بطني وأقطع الوضوء لسماع أي صوت فلا أريد سماع صوت أبنائي أو التلفاز أو أي شيء، والصلاة لا أستطيع أن أبدأها وإذا بدأتها أقطعها بسهولة لسماع أي صوت حتى لو كان قادما من الشارع حتى لو مرت ابنتي فجأة أمامي أو فتح زوجي باب الشقة وكأن مخي لم يعد ملكي ولم أعد أتحكم بعد فيقرر أن أخرج من الصلاة قبل حتى أن أفكر وتسبق نية قطع الوضوء والصلاة أي تفكير حتى أني ألوم نفسي كثيرا وأقول لنفسي لما تقطعين الصلاة ولكن دون جدوى.
ساءت حالتي كثيرا وزاد وسواس الريح أكثر بكثير ومع وسواس النية وصلت إلى أسوأ مراحل حياتي فأنا أصارع النية لأبدأ الوضوء فتخرج الريح فأصارع من جديد وهكذا مع الصلاة
بالنسبة لخروج الريح فهو غريب جدا فأنا لا أشعر بالريح تخرج إلا عندما أفكر في الوضوء أو الصلاة وهي ليس لها صوت أو رائحة ولكنها تخرج طوال الوضوء والصلاة ضعيفة ومتواصلة ربما اتغلب عليها بعد ربع ساعة أو نصف ساعة أو ساعة وهذا ما يجعلني أواصل المحاولة لأني أعرف أني في وقت من الأوقات سأنجح في الوضوء بدون خروج ريح ولكني أجد مشقة رهيبة أصبحت لا تطاق وأترك أبنائي وزوجي لفترات طويلة وبعد كل العذاب مع الوضوء ومحاولات مقاومة خروج الريح ومقاومة وسواس النية أذهب للصلاة لعذاب آخر بين خروج الريح أحيانا كثيرة بعد كل هذا التعب وبين صعوبة بدء الصلاة وصعوبة الاستمرار في الصلاة دون قطعها عدة مرات.
أشعر أني على حافة الاكتئاب ونفسيتي سيئة جدا فقد كنت في الماضي عندما أتعرض لضغط بسبب ضيق الوقت أو احتياج أحدهم للحمام أضغط نفسي حتى أستطيع الوضوء والصلاة بسرعة ولكن بعد وسواس النية تدهورت حالتي كثيرا وضاعت مني صلوات كثيرة خصوصا الفجر والمغرب فأنا أحاول بدأ الوضوء ومجرد غسل يدي ورغبتي في المضمضة تخرج الريح فأبدأ من جديد وهكذا لمدة نصف ساعة أو ساعة إلا ربع حتى أستطيع الوضوء بدون خروج ريح أو مع استسلام للأمر الواقع فأصلي صلاة سريعة بلا روح أقضي نصف ساعة كاملة لاستحضار النية ثم التكبير ثم خروج الريح أو قطع نية الصلاة لأي سبب ثم الإعادة وهكذا ولم أعد أستفيد من فتاوى أو استشارات كما كنت في السابق ولا لضغوط ولا أي شيء يمكنه أن يجعلني أقلص هذا الوقت الطويل ولا بكاء رضيعتي ولا سقوط ابني ولا حتى مرضي أنا فقد عملت عملية في بطني وكنت أقف على الحوض أتوضأ وأعيد الوضوء مع تلك المشقة الكبيرة.
وسواس الريح أيضا زاد جدا ولا أجد لي مخرجا معه فهي ريح صغيرة بسيطة مستمرة فقط لوقت الوضوء والصلاة ربما لا أتأكد من خروجها إلا بوضع يدي أمام فتحة الشرج أعزكم الله وما يجعلني لا آخذ بفتاوى العلماء في أني من أصحاب الأعذار أنني أستطيع الوضوء بدون خروج ريح بعد محاولات كثيرة لوقت غير محدد ربما يزيد أو ينقص وقد زاد كثيرا مع سوء حالتي النفسية ووسواس النية الذي جعلني أتمنى أني لم أسأل شيخا ولم أتحسن في وسواس الوضوء وأعود كما كنت على الأقل أصلي بسرعة قبل عودة خروج الريح وباطمئنان أكثر مما أنا عليه الآن.
قررت أن أبدأ العلاج من جديد بسبب ازدياد معاناتي واستحالة إكمال حياتي بهذه الطريقة ولكن لا أدري هل سأنتفع حقا بالعلاج الدوائي وعلاجي السلوكي لا أستطيع تنفيذه فقد جربت كثيرا الوضوء والتجاهل لوسواس النية وخروج الريح ولكن بلا أمل أبدا ولا قدر ضئيل من التحسن ماذا أفعل أعلم أن علاج حالتي التجاهل التام والوضوء مرة واحدة ولكن للأسف لا أستطيع أبدا
أرجو مساعدتي وتقدير وضعي أريد أن أكمل ما تبقى من فترة شباب لي بعيدا عن الوسواس لا أعيش قدرا ولو ضئيلا من تلك الفترة مع أهلي وزوجي وأبنائي وأستمتع بمجالستهم والخروج معهم
وأستمتع بالصلاة والوقوف بين يدي الله.
6/10/2016
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا "أم عبد الرحمن"، أعانك الله وخفف عنك، فمعاناتك صعبة، وكلماتك تقطر ألمًا وحزنًا.
هوني عليك، فلكل إنسان محنته في هذه الحياة، وهذه محنتك، ولعلها ترفع درجاتك في الجنة أكثر من مئة ركعة تصلينها في الليل، وإنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب.
لا مكان لليأس بعد، ولا للتساؤل عن فائدة العلاج، فأنت لم تنتظمي على دواء، ولم تتابعي أية علاج أصلًا.....، أنت طبيبة وأعلم مني ولا ريب، ولكن باعتبار (من عاشر القوم أربعين يومًا صار منهم)، الذي أعلمه أن حالتك تستدعي العلاج الدوائي حتمًا، خاصة وأنها بدأت معك في وقت مبكر. أنت في مصر وأظن أن الدكتور وائل –خبير الوسوسة- يرحب بك...
ما رأيك أن نضيف أدعية ورقًى للأدوية، والعلاج السلوكي؟ باب الله أفضل من باب أي طبيب، وإن كنا نطرق باب الطبيب لأمر الله لنا بذلك، فالدعاء التجاء إلى الله، والذهاب إلى الطبيب انصياع لأمر الله....
هناك أذكار للوسوسة خاصة تجدينها في المقال الحادي عشر والأخير من منهج الفقهاء في التعامل مع الوسواس القهري. مع التزام الدعاء على أية حال، ادعي بأية كلمات بفتح الله بها عليك، إن كنت لا تشعرين بالخشوع في الصلاة، فالله يستقبلك ويسمع صوتك في أية لحظة وعلى كل حال، التزمي الدعاء، ولا تملي ولا تيئسي، فهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه...
أسأل الله تعالى الشفاء وراحة البال والطمأنينة، لك ولكل موسوس، مع الأجر والمثوبة، وأتركك في رعاية الله.
التعليق: أختي الفاضله أمُّ عبد الرحمن
أدعو لك في ظهر الغيب بالشفاء والمعافاة, وكما يقول إخوتنا في مصر: "شدة وتزول" إن شاء "الله".
ما أنصحك به أختي الفاضلة: هو أن تزوري طبيب مختص وأن تلتزمي بما يقدمه لكِ من علاجٍ دون أن تنقطعي عن تناول ما يوصف لك حتى ولو شعرتي بعدم الارتياح, إلا بالاستشارة والعودة إلى المعالج..
أما نصيحتي الثانية: فهي التجاهل, حتى وإن كنت أعلم أن هذا الأمر ليس من السهولة بما كان.
لكن أرجو أن تتحلِّي بالعزيمة والصبر والإرادة ولا تقعي في فخ أنك لست موسوسة.
تجاهلي خروج الريح تماماً وامضي إلى الصلاة دون إعادة النية..
أصلا توجهك إلى الصلاة أو بسط السجادة هو نيَّة في حد ذاتها.
تذكري قول النبي ص لبلال عن الصلاة: "أرحنا بها يا بلال".
إذن فرض الله علينا هذا الركن لنلجأ إليه و ندعوه, فتتحقق لنا الراحة, وهذا للأسف ما لا تجدينه أنتِ في الصلاة.
إذن امضي إلى الوضوء والاغتسال والصلاة, وأنت تعتقدين أنها راحة لكِ وسكينة وطمأنينة.
فإن راودك أي وسواس أو نسيان حتى ولو كان ذلك النسيان حقيقياً فتجاهليه تماماً مع قليل من الإرادة, ورددي في قرارة نفسك "بأنني أريد أن أصلي للرحمن" ويتحقق معه عنصر الراحة...
أختي الفاضلة شرَّع "الله" عز وجل لنا الشرائع ليرحمنا بها، لا ليعذبنا.....
أصبحنا في زمن يعصي فيه العاصي, وهو يعتقد أنه يفعل الصواب, فكيف بك أختي وأنت المصلية الطاهرة!؟ هل تعتقدين أن "الله" عز وجل سيعذبك أو حتى لا يقبل منك أعمالك لمجرد أنك تتجاهلين وساوسك....
إن الله عز وجل أرحم من أن يحاسبك على ما تجدين..
تأكدي من أن "الله" عز وجل رحيم بنا، ولكن كوني رحيمة بنفسك... "تجاهلي وساوسك" واعلمي أن أعمالك مقبولة عند الرحمن....
مرة أخرى شافاك "الله" وعافاك..... أرجو منك دعوة في ظهر الغيب