وسواس قديم
السلام عليكم, تحية طيبة وبعد؛ أعاني من الوسواس القهري منذ 7 سنوات ولجأت للعلاج النفسي قبل 4 سنوات, وأنا أتناول الأدوية التالية:
1- prozac
2- rivotril
3- SULPIREN
كنت أعاني من جميع أشكال الوساوس في جميع أقسام حياتي, مثل وسواس الطهارة, ووسواس الكفر, ووسواس المال الحلال والحرام, ووسواس الاستهزاء بالدين..... الخ، ومع العلاج الدوائي خفت هذه الأعراض لكن بعضها ما زال يلاحقني وإن كان بنسبة أقل من قبل, وأريد منكم العلاج السلوكي والتوجيه والإرشاد وأريد الاستفسار عن بعض المواضيع التي تؤرقني.
1- هل أكفر إذا كفر شخص أمامي سواء بفعل أو قول يؤدي للكفر؟
2- هل تشغيل الموسيقى في مكان فيه آيات معلقة مثل البراويز وغيرها يعد امتهان وإساءة لهذه الآيات؟
3- هل إذا كنت أخذت علامة ليست من حقي في الثانوية العامة ودخلت الجامعة وتخرجت, مع العلم أني مهندس, يشوب راتبي شيء من الحرام؟
4- هل توظيفي بواسطة في شركة معينة مع العلم أني لم آخذ حق أحد, حسب علمي, يكون بعد ذلك مالي حرام وخبرتي حرام؟
وأتمنى منكم طريقة أو تكنيك لإيقاف الوسواس سلوكيا.
ودمتم بخير
6/10/2016
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته، وأهلًا بك وسهلًا يا "حسن"؛
أسئلتك هذه تدخل ضمن ما يسمى التفكير السحري (قانون الانتشار اللامحدود) لدى الموسوسين، وسأجيبك عليها الواحد تلو الآخر:
1-هل أكفر إذا كفر شخص أمامي سواء بفعل أو قول يؤدي للكفر؟
أنا التي سأسألك: ولماذا تكفر بهذا؟ أنت لست بكافر ولا ترضى بالكفر، وإذا كان من قواعد الشرع أن (ناقل الكفر ليس بكافر) أي الذي يقول: سمعت فلانًا يقول كذا وكذا -والحال أن قوله كفر-، فما بالك بسامعه فقط؟ أليس الله تعالى يذكر في كتابه الكريم أقوال الكافرين ويرد عليهم؟ أو يبيّن حالهم ومآلهم؟ كيف نقل علماؤنا أفعال الكفار وأقوالهم في كتب التاريخ والسيرة؟ أم كيف نقل علماء العقيدة أقوال الكفر للرد عليها؟
وسأبين لك مسؤوليتك في هذا: سمعت أحدًا ينطق بما تعلمه كفرًا يقينًا –أي لست تشك في كونه كذلك- تنظر: هل هذا الشخص بحيث تستطيع نهيه ونصحه؟ إن كان هذا ضمن طاقتك، فافعل. وإن كنت لا تستطيع لسبب من الأسباب، كأن تعلم أنه سفيه وأنك إن نهيته سيزداد عنادًا وينطق بكلمات أفظع، أو تجده ذا سطوة إن نصحته سيؤذيك دون أن يترك ذنبه، ونحو ذلك...، فمسؤوليتك تقتصر على الإنكار والبغض القلبي لما يقول؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ)). رواه مسلم. وأضعف الإيمان: أي أقل المراتب ثمرة على أرض الواقع؛ أو المعنى: أنه أضعف مرتبةٍ من بين المراتب المذكورة بالنظر إليه في ذاته، لكن الذي يكتفي بها عند عدم القدرة على غيرها ليس شخصًا ضعيفًا، لأن التكليف يكون حسب القدرة.
فأجب عن سؤالك بنفسك الآن، ما رأيك؟ هل سماع الكفر يجعل السامع يكفر؟
2-هل تشغيل الموسيقى في مكان فيه آيات معلقة مثل البراويز وغيرها يعد امتهانًا وإساءة لهذه الآيات؟
لا ليس امتهانًا ولا إساءة، هذه لا علاقة لها بذاك...، يعني لو أردنا التشديد في الحكم آخر التشديد لا يعدو الأمر الكراهة، يثاب تاركها ولا يعاقب فاعلها.
3- هل اذا كنت أخذت علامة ليست من حقي في الثانوية العامة، ودخلت الجامعة وتخرجت, مع العلم اني مهندس, يشوب راتبي شيء من الحرام؟
لا أبدًا!! الغش في الامتحان أمر محرم في ذاته، لا يتعدى إلى غيره، مجرد الاستغفار وترك الفعل يمحوه وكأن شيئًا لم يكن. أما الراتب فأنت تأخذه مقابل أدائك لعمل ما، وليس على الورقة التي تحملها، لو أنك جلست في مكان عملك على الكرسي، ووضعت الشهادة بجانبك، هل ستأخذ أجرًا على ذلك؟ بالطبع لا!!! إذن الشهادة لا دخل لها بالراتب.
4- هل توظيفي بواسطة في شركة معينة مع العلم أني لم آخذ حق أحد, حسب علمي, يكون بعد ذلك مالي حرام وخبرتي حرام؟
مثل الحالة التي قبلها: اجلس مع الواسطة ودردشا سوية، طوال الدوام، هل ستأخذ راتبًا على هذا؟ إذن أنت تأخذ راتبك لأجل العمل الذي تؤديه... فاترك الواسطة جانبًا. أكرر: حكم الواسطة شيء، وحكم الراتب شيء آخر...، من أدى عمله فماله وخبرته التي اكتسبها حلال سواء تم توظيفه بواسطة أم بغيرها، ومن لم يؤدِّه كان راتبه حرامًا -أو مشوبًا- بواسطة تم توظيفه أم بغيرها.
وأما حكم الواسطة: فهي جائزة إن كان طالب الوظيفة أهلًا لها، وهي كالدلالة على الخير، أي الواسطة دلّ الشركة على موظف هي بحاجة إليه. أما إن كان من طلب الوساطة لا يحسن أداء العمل وليس بأهل له والواسطة يعلم هذا، فعمله غش للمسلمين تجب منه التوبة. ومن تم توظيفه يحكم عليه بحسب أدائه، كما بينته لك قبل قليل.
وأما ما تطلبه من طريقة لوقف الوسواس:
إن كنت تريده على وجه الإجمال، فهو (التعرض مع عدم الاستجابة): مثلًا: اذهب إلى عملك كل يوم (هذا تعرض)، فإن جاءك وسواس بحرمة راتبك، فأهمله لأنك تعلم أنه ليس كذلك، وتابع عملك وكأنه موسيقى مزعجة تخرج من مذياع على الطاولة أمامك لكنك لا تركز عليها (هذا عدم استجابة للوسواس). فإن فعلت هذا كما ينبغي سيذهب الوسواس بعد مدة وجيزة، قد تكون أسبوعين لا أكثر.
أما على وجه التفصيل، فالطريقة المناسبة لك يضعها طبيبك إن كان ممن يعالج سلوكيًا، ويمكنك إن لم تجد مثل هذا الطبيب أن تستفيد من مقالات العلاج الذاتي للوسواس الموجودة على الموقع، مثل مقالات الدكتور محمد شريف سالم مثلًا، وبعد قراءتها، يمكن أن ترسل إلى الموقع وتطلب إرشادات أكثر تخص حالتك، بعد أن تشرح وضعك تمامًا.
دمت بخير وعافية، وأهلًا وسهلًا بك.
واقرأ أيضاً:
بعض سمات الموسوسين المعرفية وعلاجها
علاج الأفكار الوسواسية