هل أنا مصابة بالهوس الاكتئابي؟
السلام عليكم ورحمة الله؛
أنا طالبة جامعية في السنة الثانية أحب تخصصي جدا وأنا سعيدة به كثيرا ولله الحمد أحب القراءة وأكتب كثيرا لدي فضول وأتساءل عن كل شيء وأشك في كل شيء. غالبا في فترات حزني أو انهياري أفكر ما إذا كنت مريضة نفسية، وبعد أن تنتهي هذه الفترة تذهب الأافكار عن بالي. أعيش في عائلة غير مهتمة أو قليلة الاهتمام علما بأني الابنة الوحيدة المهتمة في الجميع -ربما ليس بالصورة التي تعجبهم ولكني كنت أراها اهتماما- غالبية مشاكلي المتسببة في اكتئابي هي مشاكل عائلية أتشاجر كثيرا مع أبي وتضايقني تصرفات أفراد العائلة الآخرين كالعمات والخالات وبناتهم.
قبل فترة قريبة جدا قرأت أعراض اضطراب ثنائي القطب ولاحظت أن أغلبها تنطبق علي وبدأت بمراجعة تصرفاتي في السنوات القليلة الماضية. في فترة دراستي بالمرحلة المتوسطة (14-16 سنة) كانت غالبية أيامي ممتعة وكنت كثيرة الضحك بشكل ملفت حتى أنني كنت أكلم نفسي قائلة ألا يمكن أن أشعر بالحزن، فقد اشتقت إليه. كنت كثيرة الابتهاج. وفي الصف الثالث متوسط بدأت أدخل في فترة تقلب المزاج حيث أني كنت كثيرة الضحك والابتهاج في المدرسة ومتقلبة المزاج مائلة للاكتئاب في المنزل.
في المرحلة الثانوية (16-18سنة) كان مزاجي متقلبا بشكل كبير حتى في المدرسة علما بأني أحب المدرسة كثيرا وأجد سعادتي بين صديقاتي ولكن كانت تمر علي فترات لا أعلم إن كان من المفترض تسميتها بفترات الهوس ولكنني كنت أفعل أشياء غريبة كالركض والصراخ في ممرات المدرسة وحصل أني كذبت على صديقاتي كذبة كبيرة لا أعلم كيف أخرج منها حتى الآن، ولم تكن تخلو المرحلة الثانوية من نوبات الاكتئاب فكثيرا ماكنت أبكي في المدرسة وأتشاجر مع والدي في المنزل أذكر أني كنت أنهار سريعا على أتفه الأمور وأبكي بكاء مريرا ونومي كان قليلا جدا، علما بأن مستواي الدراسي لم يتأثر فقد حصلت على درجات عالية خولتني للقبول في أحد الجامعات المميزة.
في السنة الأولى من الجامعة تحديدا في الترم الأول كنت مجتهدة جدا لحد التميز في المشاريع وما إلى ذلك كنت أبذل الكثير الكثير رغم أني كنت أعاني من قلة التركيز وبطىء في الاستيعاب ولم أكن أتعدى 5 ساعات نوم يوميا وكنت أتأثر كثيرا بكلمات من حولي وكانت تصيبني نوبات اكتئاب متعددة إلى جانب الكثير من نوبات الابتهاج.
في الترم الثاني من الجامعة بدأت لدي مرحلة طويلة جدا من الاكتئاب حتى أنها مستمرة للآن -بداية السنة الثانية- كنت كثيرة البكاء أتضايق سريعا جدا تركيزي قريب للانعدام وكنت كثيرة النسيان زادت ساعات نومي وزاد أكلي كثيرا لكني كنت أبذل الكثير من الجهد في المواد العملية ولا أفقه شيئا يذكر في المواد النظرية.
بعد انتهائي من السنة الأولى في فترة الإجازة تشاجرت كثيرا مع والدتي والخاتمة التي جعلتني أتيقن أني مصابة بعلة نفسية. ما هي شجاري مع أبي: في بداية الأمر كنت ألعب مع أخي الصغير وفجأة تحول الأمر إلى شجار فكنا نرمي الأشياء على بَعضُنَا ونضرب بَعضُنَا ثم أصبت أخي عن طريق الخطأ وهربت إلى غرفتي خائفة جدا من أن يكون أصابه مكروه، فجأة لا أعلم كيف حدث ذلك خرجت من غرفتي وبدأت أصرخ وأتشاجر مع والدي حتى استفزه الأمر وبدأ يضربني، علما بأنها ليست المرة الأولى وغالبا ما أكون أنا المستفزة، إلى أن أوقفته أمي.
هربت لغرفتي وبدأت أبكي بكاء مريرا حاولت جرح نفسي ولكن لم أفلح فلم أجد غير علبة أسيتون أمامي وما أن هممت بشربها حتى بدأت أصرخ وأرتجف غضب أبي وبدأ يصرخ علي، ماذا فعلتي، ماذا شربتي، ولكني لم أجاوب ثم بدأ بتأنيبي على كل مافعلته له في حياته. آويت إلى فراشي باكية ذات البكاء المرير أذكر أني كنت نادمة جدا في هذه الأثناء. لم تنتهي فترة الاكتئاب ولكنها قلت مررت بفترات ابتهاج قصيرة ولكني كنت أعود للاكتئاب سريعا جدا.
ملاحظة: عند قراءتي لأعراض اضطراب ثنائي القطب لاحظت أنهم غالبا يذكرون كثرة الشراء والإسراف في بادئ الأمر لم أعر هذا الأمر اهتماما ثم بدأت ألاحظ أن لدي الكثير الكثير من الأشياء باهظة الثمن التي اشتريتها والتي كلفتني الكثير دون الحاجة إليها
7/10/2016
رد المستشار
الابنة الفاضلة، أهلا وسهلا بك على الموقع.
لكي نقول أننا نعاني من مرض نفسي نحتاج إلى عدة شروط:
أن يكون هناك عدد محدد من الأعراض النفسية تستمر لمدة (أيام مثلا) وتسبب لصاحبها خللا وظيفيا (لا يذاكر. لا يذهب للجامعة يهمل واجباته) أو اجتماعي (يتجنب الآخرين. يتشاجر معهم) مع عدم وجود سبب جسدي أو بسبب تعاطي دواء.
إذا عدنا إلى قصتك سنجد أن معاناتك بدأت في مرحلة المراهقة نوبات من الغضب أو الاكتئاب أو المرح لم تحددي مددها ولا تأثيرها عليك اجتماعيا أو أكاديميا. كما أنك تشيرين إلى توتر علاقاتك الأسرية ورغبتك أحيانا في إيذاء نفسك وهذا يجعلني أفكر أنك أقرب إلى الشخصية الحدية والسمة الرئيسة في هذا الاضطراب هي نمط من تذبذب وتقلب سائد في المزاج وصورة الذات والعلاقات مع الأشخاص. يبدأ هذا الاضطراب في سن الشباب الباكرة ويظهر في سياق العديد من التصرفات، ويستدل عليه بما يلي:
٠ عدم استقرار فى العلاقات الإنسانية، وعدم ثبات صورة الذات وعدم استقرار فى الانفعالات مع اندفاعية شديدة.
٠ يبذل مجهودا كبيرا لتجنب مشاعر الهجر سواء كانت حقيقية أم متخيلة.
٠ العلاقات الإنسانية غير مستقرة وتتميز بالتذبذب بين إصباغ الكمال على الآخر (المثالية) والتحقير به.
٠ اضطراب الهوية مع عدم استقرار صورة الذات، التوجه الجنسي، الأهداف المستقبلية أو الميول المهنية، نوع الأصدقاء، القيم والمبادئ.
٠ اندفاعية تظهر فى مسألتين على الأقل: (الإسراف، الجنس، تعاطي المخدرات، القيادة المستهترة، نوبات النهم في الأكل).
٠ محاولات انتحارية متكررة أو تهديد بذلك أو سلوك يشوه به جسمه.
٠ عدم استقرار انفعالى يظهر من خلال (اعتلال مزاجى شديد، سهولة الاستثارة، نوبات قلق شديد) تستمر لساعات فقط ونادراً لعدة أيام.
٠ إحساس مزمن بالفراغ.
٠ غضب شديد وغير مناسب للموقف مع صعوبة فى التحكم فيه.
٠ أفكار اضطهادية عابرة ومرتبطة بأوقات الاضطهاد والقلق، أو أعراض هستيرية شديدة.
المظاهر المرافقة:
1 – يشيع وجود اضطرابات الشخصية الأخرى مثل: النرجسية، الهيسترية، شبه الفصامية، المعادية للمجتمع.
2 – يكثر وجود اضطرابات نفسية مرضية أخرى مثل الاكتئاب والقلق والرهاب.
لذا أرى أنك تحتاجين لتأكيد التشخيص من خلال متخصص إن أمكن أو على الأقل من خلال معرفة عدد الأعراض فيما أرسلته لك في الرسالة.
العلاج:
العلاج النفسي طويل الأمد يوفر للمريض علاقة علاجية نفسية محدودة. والهدف هو التكيف الاجتماعي التدريجي مرتكزا بشكل أساسي على التقنيات السلوكية المعرفية للتشجيع والتثقيف وإيجاد البدائل (حيث يطلب من المريض التعهد بإنقاص تصرفاته المؤذية للذات، ويشجع على بذل الجهود لفعل ذلك) كما يتم تثقيفه حول الطبيعة السيئة التي تستحث مثل تلك التصرفات.
وقد تفيد الأدوية المضادة للذهان أثناء النوبات الذهانية، وحالات الغضب والعدائية والشك والتفكير الزوري. ومثبتات المزاج قد تفيد في تذبذب الوجدان والحد من التهور. كما أن مضادات الاكتئاب قد تفيد أثناء نوبات الاكتئاب. وفقك الله وتابعينا