أشك بوجود الله وقدرته وعدم تصديق القرآن والأحاديث والرويات
عمري 16 سنة متزوجة من سنة تقريبا حملت في هذا الشهر وأجهضت مبكرا وبدأت الأفكار تجتاح عقلي بعدم وجود الله أو عن ظلمه أو ضعفه، لا أستطيع قراءة القرآن أو سماع الأحاديث وكلمات مثل إن شاء الله بإذن الله، هذا أمر الله، حكمة رب العالمين أصبحت أنفر من هذا الكلام حتى أنني حاولت الانتحار 3 مرات وفي حالة غضب دائمة وحزن،
بدي شيء يثبتلي صحة القرآن وصحة الأحاديث والروايات النبوية، مشان أرجع أصدق بوجود الله وعدله
وشكرا لكم
10/10/2016
رد المستشار
ابنتي..... لديك مشكلتان؛ إحداهما غير أصلية خارجية ظاهرة، والأخرى أصلية لكن تختبىء!؛ وقد تتعجبين حين تعلمي أن كل ما تعانيه من شك في وجود الله، وظلمة.... إلخ؛ هي مشكلتك الخارجية الظاهرة!، وهناك ما تعانيه بعمق لا يتمكن جهازك النفسي من تحمله؛ لذا قام بحماية ذاته قدر استطاعته فخرجت تلك الشكوك الغريبة عليك تلك الفترة؛ فهكذا نحن يا ابنتي حين نتعرض لضغوط قوية متكررة موجعة سواء كنا على وعي بها، أو لا؛ يضطر جهازنا النفسي لحماية ذاته من الارتباك الشديد؛ أن يسمح لخروج درجة من معاناته كتنفيس عن المعاناة العميقة!؛
فشكك هذا على صعوبته، وألمه، وتوتره؛ إلا أن المعاناة الأعمق ليست هي؛ فقد تكون المعاناة الأعمق الاكتئاب الذي وصل بك حد محاولات الانتحار، وقد يكون قلق مرضي بلغ مداه، فأخرج تلك الشكوك، وقد يكون بداية اضطراب في شخصيتك بدأ يظهر، أو اضطراب نفسي، أو وجداني آخر، ولن يتحدد بدقة إلا من خلال تشخيص من متخصص نفسي تتواصلين معه الآن بلا أي تسويف؛ فأنت تستحقين ما يقدمه العلاج النفسي لمن يعاني من درجات استقرار، وهدوء، وعودة متجرجرة للشخصية الحقيقية ولو بعد جهد، وبعض الوقت؛ فلتبدئي يا ابنتي الآن في التواصل مع متخصص نفسي يعينك على التخلص بدرجة كبيرة من تلك المعاناة القاسية، وحتى تبدئي في خطوات التواصل. مع متخصص نفسي.. أترك لك تلك النقاط لتعيها، وتتذكريها جيدا:
- تذكري أن معاناتك الحقيقية ليست الشك في الله رغم كل ما يملأ رأسك من أفكار ترهقك بذلك؛ وستجدي الكثير من الاستشارات لدينا هنا لمثل تلك الشكوك تندرج في حقيقتها تحت مرض نفسي شهير يعرف بالوسواس القهري، ولم أحدثك عنه؛ أنك لم تتحدثي عن أعراض أخرى مع تلك الأفكار؛ فقد تكون مجرد وساوس قهرية تظهر بقوة وقت الضغوط النفسية، وقد تحتاج فقط لعلاج معرفي يتخصص في تعديل، وتنقيح، الأفكار، والتعرف على طرق التفكير. الغير صحيحة، والمشوهة......الخ.
- الله تعالى لا يحتاج كثير أدلة اثبات وجوده؛ فالكائنات الموجودة بكل أشكالها وحياتها، تحتاج لحي، والكون بنظامه ومعجزات قوانينه يحتاج لقيوم، أنت فقط تحتاجين "لتفسيرات"؛ والتفسيرات كثيرة ومتشابكة للرد عما تجدينه ظلم، وحقوق ضائعة لا تتصورين فيها أننا ظلمة، ونأكل حقوق بعضنا البعض في مواطن أخرى غير مواطن كوننا ضحايا!.
وما وجدته من التواصل مع من هو غارق في تلك الشكوك مثلك غالبا يحمل بداخله غضب كبير من تتابع الضغوط الكثيرة المتراكمة؛ فتتوجه شحنة الغضب هذه في بعض الحالات لله سبحانه متصورا أنه سبحانه من فعل ذلك، أو متصورا أن ما يحدث بسبب أنه لا يفعل شيء!!؛ وهذا هو التعامل الغير واعي مع الغضب، والذي يتوجه لغير حقيقة ما تسببه!؛ فيكتمه، أو تتأزم علاقته مع الله، أو يقفز لحل سحري بعدم وجوده سبحانه أصلا للتخلص من التوقعات التي لا تحدث، وغيره من الاختيارات النفسية الغير واعية.
- الانتحار..... كلمة يجب أن تختفي من قاموسك؛ فالحياة صعبة قاسية، وألمك كبير وأشعر به، ولكن هناك طريق آخر يمكنك التعامل معه؛ فيه لن تكوني وحدك يا ابنتي في ألمك فنحن هنا بجانبك، وفيه سيكون طبيبك الذي سيتمكن من مساعدتك.
وأترك لك قراءة عدة موضوعات- استشارات/ مقالات- تتحدث عن القلق، والاكتئاب، والوسواس القهري؛ كمساحات مرشحة لحقيقة معاناتك يا ابنتي. هيا ابدئي رحلتك الجديدة في التخلص من معاناتك.
التعليق: جوابك في هذا الموقع يا سارة:
ما هي أبرز الأدلة على وجود الله ؟