إحساس بالضياع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا شاب عمري 24 سنة أعاني بشدة وأنا بحاجة ماسة للمساعدة. عندما كنت في التاسع عشر من عمري بدأ عندي تخوف أن يتم اغتصابي وأنا نائم، وكنت كل لما أبيت في غير المنزل أكون حذرا وأقوم بإحكام غلق سروالي جيدا. ومع مرور السنين عندما بلغت 24 من العمر قررت الذهاب للعمل في أحد المدن المجاورة، وكنت أقطن مع العمال في مكان العمل. وفي أحد الأيام تشاجرت مع أحد العمال في متوسط الأربعينات ليس شجارا وإنما مناقشة. وقررت عدم التكلم معه نهائيا.
ومنذ ذلك الحين بدأ الشك يساورني أنه قد يعتدي علي جنسيا أثناء نومي لكن أقول لنفسي لماذا سيقوم بذلك ولم أتخد الحذر الكافي ولم أكن أحكم إغلاق سروالي تشوشت أفكاري. لكن الشك عندي كان قويا بحيث في كل صباح أستيقظ وأفتش سرولي الداخلي وأتحسس منطقة الشرج.
لم أكن أعرف ما الذي منعني من عدم الرجوع إلى منزلي، ولماذا لم أتخد الحذر، كإدخال القميص في السروال الداخلي وإحكام إغلاق السروال الخارجي كي أستيقظ وأجد كل شيء في مكانه كي أطرد هذه الفكرة من عقلي. كنت كلما أنظر إلى ذلك الشخص أحس بأنه قام فعلا بذلك لكن كنت أقول في نفسي بأن ذلك مستحيل، لكن ذات يوم عند المساء بعد انتهاء العمل ذهبت للاستحمام فلاحظت وجود نقطة صغيرة في مقدمة سروالي الداخلي وكانت أسفل بقليل عن منطقة الوقوع أثناء الاحتلامP
مع الذكر أني لم ألاحظها جيدا في الصباح كما أفعل كل يوم وقلت لنفسي أنها لي أو أنها شامبو أو صابون أو شيء من هذا القبيل، لكنها كانت نقطة تحول كل شيء بالنسبة لي، فقد بدأ الشك يقوى داخلي إلى أن أصبحت أعتقد أن ذلك حصل فعلا، ولا أعلم كيف ستكون حالتي إذا كان شكي صحيحا لأن اعتقادي قوي أتمنى لو أني لم ألاحظ تلك البقعة التي حولت حياتي إلى جحيم. وذهبت إلى طبيب لكنه اكتفى بوصفه لي دواء مضاد للاكتئاب والوسواس القهري، لم يفدني ذلك بشيء.
توقفت حياتي كليا ولازلت لا أصدق أن هذا حدث معي فعلا، لم يعد لدي أحلام لم أعد أفكر ولا أرى أي أمل في كل صباح لا أريد الاستيقاظ حتى أني لم أخرج من المنزل لمدة أسبوع أصبحت مكتئبا وعصبيا ونادم على العمل هناك، لم يعد لدى الحياة طعم ولا لون أرغب في الموت قبل أن يحدد لي هكذا، أحاول نسيان الأمر لا أستطيع مع العلم أني عانيت من مجموعة من الوساوس كالموت والمرض لكني استطعت مواجهتها، لكن هذه المرة ذلك أصعب بكثير.
عائلتي تعاني معي، وأرغب بشدة لو أن شيء من هذا لم يحدث، أحس بأني خذلتهم وأني أعذبهم معي. أحاول جاهدا أن أنسى لكن ذلك فوق طاقتي أقول في نفسي أنه لو لم يكن لدي هذا التخوف أصلا منذ مراهقتي لما حدث لي هذا الذي حدث. لا أعلم ماذا أفعل فهذه الفكرة تقتلني وتعذبني فهي تبقى معي طوال اليوم وفي بعض الأحيان حتى في نومي. أنا في حاجة ماسة إلى المساعدة، أريد أن أعرف إن كان هناك تحاليل أو فحوصات لمعرفة أن هناك شيء أو لا يوجد.
أنا في حاجة ماسة لجواب هل أقوم برفع دعوى على ذلك الشخص تتضارب في ذهني الأفكار، وأعود للتمني لو أن شيئا لم يحدث لي، بدأ يضعف إيماني، بدأ كرهي لنفسي يزداد كلما تذكرت الأيام التي كنت فيها بخير وعافية. وأحس باختناق وضيق في صدري وقلبي وصعوبة في التنفس، لا أستطيع العيش مع هذه الفكرة وقد مضى على هذه الواقعة مدة شهرين.
أرجو المعذرة إذا أطلت لكني أردت أن أعطي جميع التفاصيل،
وأنا في انتظاركم وشكرا جزيلا
18/10/2016
رد المستشار
أيها السائل الكريم نشكر لك لجوءك للموقع وأرجو أن أستطيع إفادتك.
فهمت من شكواك أنك ممرت بخمس سنوات من "قلق الاغتصاب والموت والمرض" يمكن اعتبارها مرحلة بادرية لما أتى بعدها من تفاقم الأعراض. حاليا لديك ما يشبه ضلالة الاضطهاد تجاه ذلك العامل الذي تشاجر معك ذلك الشجار العادي. الضلالة أو الفكرة الوهامية Delusional Idea هي الاعتقاد الخاطيء الراسخ الذي لا يهتز بالمنطق ولا يحظى بقبول الناس الذين يتشابهون معك في المستوى الثقافي والاجتماعي.
الأعراض الاكتئابية التي تعاني منها حاليا لاحقة على ضلالاتك لأنك صرت تفسر المواقف والأحداث العادية بما يخدم ضلالة الاضطهاد لديك ومحورها إلحاق الأذى بك عن طريق اغتصابك الأمر الذي يضعك في قلق وكرب عظيم.
إن اضطراب التفكير واضح بين سطور شكواك. لا أنصحك برفع دعوى قضائية بل بالتركيز على وضعك الصحي واللجوء إلى طبيب نفسي. يتمحور علاجك حاليا حول الاستعانة بالعقاقير المضادة للذهان فتطور المرض لديك وطبيعته يعكسان لما لم تقم مضادات الاكتئاب بدور فعال في حالتك.
للاستزادة يمكنك مطالعة الروابط التالية:
اضطرابات وجدانية ذهانية Affective Psychotic
الفصام والوهام Schizophrenias & delusions