الوسواس القهري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة في الـ 22 من عمري ولكن المرض جعلني كأنني في الـ 50 من عمري!
مصابة بالوسواس القهري في الطهارة.. مثلا أدخل الحمام أحس بأن الماء ارتد أو البول ارتد على ملابسي أكرمكم الله
وأغسل جسمي كثيرا وأسبح لمدة طويلة وأحيانا أسبح في اليوم الواحد لما يقارب ال 4 مرات!!
تعبت من هذا المرض، أصبحت لا أخرج من البيت ولم أكمل دراستي بسببه!!
دائما حتى بعد فراغي من التبول أو السباحة أحس بنزول قطرات بول مني بالعلم من أنني مصابة بالتهاب في منطقة البول هل صحيح أن الذي ينزل مني قطرات بول أم أنه مجرد وهم بسبب الوسواس؟؟
أريد التخلص من هذا المرض فلقد تعبت حقا منه...
أرجو مساعدتي
21/10/2016
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "زينب"
لا أدري إن كنت رجعت إلى مقالات أو استشارات أخرى عن الوسواس، قبل أن ترسلي استشارتك أم لا؟وساوس الطهارة شائعة جدًا، -وكأي وسواس-، دواؤها هو الإعراض عنها، وعدم العمل بها. هذه إجابة مقتضبة على سؤالك المقتضب.
لكن تطبيق هذا ليس ببساطة هذه الكلمات كما تعلمين من نفسك...
أول أمر: وباعتبارك وصلت إلى درجة من الوسوسة جعلتك حبيسة المنزل، ومنعتك من إكمال الدراسة، فلا مفر من زيارة الطبيب، فالعلاج الدوائي هام جدًا في هذه الحالة.وبمصاحبة هذا يبدأ العلاج المعرفي السلوكي:
(أحس أن الماء أو البول ارتد): هل أنت متأكدة فعلًا أنه ارتد؟ هل رأيت بأم عينك شيئًا؟ إن كنت رأيت شيئًا فعلًا، ما كميته؟ هذه أسئلة يتم نقاشها مع المعالج، ولكل سؤال جوابه الذي يصل المعالج من خلاله –بالدليل العقلي والشرعي- لإقناع الموسوس أنه لا بأس إن ترك غسل جسمه أو ثيابه...حين يقتنع الموسوس، بأنه إما: لا يوجد نجاسة أصلًا، والأمر مجرد تهيؤات؛ أو أنه يوجد، ولكنه شرعًا لا يؤثر على صحة الصلاة والعبادات، أو أنه يؤثر ولكن هناك طريقة شرعية سهلة غير وسواسية للتطهير....، وحين يصل الموسوس إلى الاقتناع بخطأ تفاصيل أفعاله، وإلى أن عليه أن يغير، ينتهي البرنامج المعرفي، ويبدأ البرنامج السلوكي الذي مختصره: (التعرض للمثير مع عدم الاستجابة)... تمارسين نشاطاتك اليومية وتواجهين النجاسة، ولكنك هذه المرة لا تتبعينها بطقوس التطهير المعتادة لديك. وبالالتزام بذلك كله يمكنك التخلص من كابوس حياتك بإذن الله.
حاولي الاطلاع على أكبر عدد ممكن من استشارات الوسواس المتعلقة بالطهارات، كذلك أنصحك بقراءة مقالات: منهج الفقهاء في التعامل مع الوسواس القهري()؛ مع سعيك الجاد في الذهاب إلى الطبيب، ثم تابعينا بما استجد لديك.
بالنسبة لإحساسك بقطرات البول، وباعتبار عندك التهاب في المثانة، نقوم باختبار بسيط لنفي المشكلة العضوية، ضعي منديلًا جافًا، فإن رأيتِه مبتلًا بعد إحساسك بنزول القطرات، معناها أن العلاج يكون عند طبيب المسالك البولية؛ وإن رأيته مازال جافًا، فهذا يعني أن الأمر مجرد وسواس، وعلاجه: لا تجففي نفسك بعد الاستنجاء، ودعي رطوبة الماء على جسمك وثيابك، من أجل أن تمنعي نفسك من التفتيش والبحث عن النجاسة، إذ يستحيل في هذه الحالة أن تعلمي هل البلل من الماء أو من النجاسة؛ ثم قاومي رغبتك بالدخول إلى الحمام والاستنجاء والتطهير وتغيير الثياب، الخ..... واثبتي على هذا وسيزول هذا الوسواس بإذن الله.
والتجئي إلى الله تعالى بالدعاء أن يعينك، وييسر لك العلاج والشفاء
(دعاء، دواء، تصحيح معارف، تصحيح سلوك) هذه رباعية العلاج، التزمي بها ولن تخيبي بإذن الله.
وفقك الله وعافك.