غرور
السلام عليكم ورحمة الله مشكلتي طويلة ومعقدة وأرجو أن يتسع صبركم لقراءتها والرد عليها بارك الله فيكم.
كانت هناك فتاة تعجبني نبهني منها أحد الزملاء في الثانوية بعد أن تخرجت من الثانوية بحثت عنها ووجدتها ذهبت إليها لكن لم أستطع محادثتها كانت خائفة من أن يرانا أخوها. ابتعدت عنها لفترة وأصبحت أتواصل معها عبر الإنترنت أخبرني أحد معارفي بماضيها فترددت وأصبحت أهرب منها تخرجت هي من الثانوية وارتادت نفس الجامعة التي أدرس فيها كانت لها علاقة مع عدت أشخاص ولديها رفاق سوء.
أصبحت تتبعني في كل زاوية في الجامعة وأنا أهرب منها لأنني خجول جدا ومتردد بسبب علاقاتها وأجهل أيضا كيف أتعامل مع النساء ولا أعرف عنهم شيء كانت تتبعني فقط لأنني كنت مهتم بمظهري ومحب للموضة لاحظت ذلك وأصبحت أكثر من شراء الملابس وأتظاهر بالغرور أمامها هي وصديقاتها.
هنا بدأت مشكلتي التي أعاني منها ودمرت حياتي وأوقفتها تماما تصرفات الرياء والغرور التي أفعلها أمامها أصبحت أفعلها دائما مع كل الفتيات أصبحت لدي أفكار بأنني جذاب وأن البنات يتبعوني وأنني أنيق ولا أحد مثلي مع العلم أنني لست جميل أبدا وأجذب انتباه بعض الفتيات عن طريق اتباعي للموضة أصبحت الفتيات في الجامعة كلهم يكرهوني ما أن أدخل إلى الجامعة ويبدؤون بالتعليق والكلام الساخر ونعتي بالمغرور لم أدرك ذلك ولم أنتبه إلا عندما بدأ الناس ينفرون مني ويهربون ويحتقروننيP
بعد أن عرفت أصبت بإحباط شديد وتوتر أصبحت أتردد من أن أذهب إلى الجامعة وتدهورت حالتي نزل مستواي الدراسي ورسبت في آخر امتحان ولا أخرج من البيت إلا للضرورة أصبت باكتئاب شديد ولست معتاد على إخبار إخوتي عن مشاكلي لكنني كدت أنفجر واضطررت إلى أن أخبرهم أخبرت اثنان من أخواتي وقلت لهم بأن لا يخبروا أحد جلسوا يهدؤون من روعي، وينصحوني ويقولون لي أنني بخير وأنني أتوهم أكره هذه الصفة ومن ثم أجدها في نفسي جن جنوني لم أحتمل ذلك، لاعملت رقية شرعية ولم أستسلم استمريت في قراءة القرآن والاستغفار خفت حالة التوتر والخوف استعدت نشاطي وخرجت؛
ولكن التصرفات لا زالت كما هي في كل شيء من المشي بين الناس والكلام والضحك وتعابير الوجه وكل شيء دائما حتى مع إخوتي وكأنني مبرمج أوتوماتيكيا بمجرد ما أن أتحدث مع أحد أو أخرج إلى الشارع يشتغل الرياء والغرور ويزداد أكثر عند رؤيتي للنساء تلقائيا عندما أبدأ بالحديث مع أحد أعلم بأنني سوف أتصرف بغرور أبدا بصراع مع نفسي وضبطها لكي لا يحدث ذلك، لكنني أفشل ويذهب وينفر من أتحدث معه حتى مع أهمية ما سأقوله وعندما أتمشى بين الناس أو في مكان مزدحم أرتبك وأتوتر وتتغير تعابير وجهي وأنظر إلى من حولي وأجدهم ينظرون إلي باستغراب.
حياتي توقفت تماما لا أجلس مع الأهل أبدا ولا أذهب إلى الجلوس مع بعض الأصداقاء كالسابق اوقفت الدراسة ولا أستطيع أن أقترب من الجامعة أبدا ماذا أفعل بالضبط ما الذي علي فعله، ذهبت إلى الطبيب النفسي وأخبرته بما يحدث معي وصف لي دواء للرهاب والقلق وقال لي يجب أن أتخلص من الرهاب وأن أتواجد دائما في الأماكن المزدحمة قلت له كيف سأتخلص من الرهاب.
وأنا أجد صعوبة في التواصل مع الناس وأنهم يهربون وينفرون مني قلت له الرهاب الذي لدي بسبب تصرفات الغرور لأنها تلازمني دائما حاولت أن أشرح له ما يحدثي لي لكن دماغي كان مشوش، ولم يستطع الدكتور تشخيص حالتي وهذه الإستشارة كتبتها متقطعه كل يوم أتذكر شيء وأكتبه.
بحثت عن كتب فن التواصل مع الناس وقرأتها ولكن لم تفيدني في شيء لأنني أجهل كيفية تطبيقها تراكمت علي الأمراض النفسية من (غرور) (رهاب اجتماعي) (قلق) (خجل)، وسبب تراكمهم علي هو أنني كنت أجهل أن هناك علاج للخجل وأجهل من هو الطبيب النفسي أصلا لولا تدهور حالتي لما فكرت بالذهاب إليه وطبيعة المجتمع الذي أعيش فيه ينظرون إلى الطبيب النفسي على أنه يعالج الأشخاص المجانين فقط وإن فكرت في الذهاب إلى الطبيب النفسي يجب أن لا يعلم بك أحد.
بحثت في القوقل وقرأت عن الغرور ووجدت أنني من الدرجة الثالثة ويوجد من هو أسوأ مني ومع هذا من الصعب أن تتخلص منه ولم أجد أي علاج أو كيفية التخلص منه، مشكلتي هي في حركاتي وتصرفاتي مزعجة جدا ومستفزة للناس ما يحدث لي هو مختلط ما بين غرور وخجل وما بين الرغبة وعدم الرغبة وصراع مع نفسي لإيقاف الغرور إلى جانب الرهاب ومعرفتي بما يحدث لي ما ينتج عنه تصرفات غريبة جدا تثير الاستفزاز والنفور أريد أن أعرف مالذي حدث لي بالضبط لما لا أستطيع أن أسيطر على نفسي والله يا دكتور أنا في ضغط كبير على من قبل أهلي يريدون مني إكمال الدراسة مع العلم أنني تبقى لي فصل واحد وأتخرج.
لدي شعور من داخلي يقطعني لأنني أعاني لوحدي ولا أحد يفهمني ولا أحد يستطيع مساعدتي، أتمنى أن أجد من يخفف عني الحمل ولو بتشخيص حالتي فقط.
لدي استفسار آخر بسيط وهو ما حكم ما يحدث لي في الشرع قرأت الكثير من الأحاديث عن الغرور هل ينطبق علي ذلك مع أنني أسعى جاهدا لكي أتخلص منه.
هذه بعض الملاحظات عني:
1 - لدي تنسي ضميري زائد عن الحد وهذا ما زاد من حالتي سوءا وسبب لي تقلب المزاج لأني دائما ما أتذكر المواقف التي أزعج فيها من حولي وأنفجر من الغضب وأبدأ بشتم نفسي
2 - أحب أن أكون دقيق جدا في كل شيء
3 - لا أحب أن أخطئ أو أن يسيء إلي أحد لا أتحمل أن يسخر مني أحد
4 - أحب أن يمدحني الناس وأفرح عندما يقولون عني شيئا إجابيا
5 - أحب أن أعجب الناس لدي أحلام اليقظة بأن أصبح كذا وكذا أو أن أعجب فلان أو علان
6 - حساس جدا وأسعى دائما بأن لا يأخذ مني أحد موقفا أو سوء تفاهم
7 - لدي خجل شديد كان بسيط في السابق لكن الآن ازداد بعد أن أصبحت أخاف من ردت فعل الناس بسبب تعابير الغرور التي تظهر على وجهي ودائما ما أخفي وجهي إما بالقبعة أو بإنزال رأسي
8 - لدي اهتمام كبير بالموضة واللياقة البدنية وهما السبب الرئيسي في ما أنا عليه الآن توقفت عن الاهتمام بالموضة لكنني لازلت أذهب إلى النادي الرياضي لأن لدي صديق دائما يحثني على الذهاب ولا يعلم بما يحدث لي من قلق وتوتر
9 - لدي هوس بالأشياء ما أن أضع فكرة أو شيء معين في رأسي أصبح مهووسا به كنت مهووسا برقص الراب توقفت عنه منذ 8 سنوات وبعدها انتقلت إلى الموضة واستمريت فيها وبعدها إلى الللياقة البدنية وآخر شيء الهوس بإعجاب الناس.
كتبت لكم كل ما يجول في خاطري ولم أترك شيئا وآسف على الإطالة
وأسأل الله لكم التوفيق
22/10/2016
رد المستشار
أيها السائل الكريم نشكرك على لجوئك للموقع ونتمنى أن نخفف عنك بعضا من آلامك.
ألاحظ فيما ذكرت نمطا من اضطراب الشخصية يسمى باضطراب الشخصية النرجسية نسبة لـ "نرجس" الذي يعجب بصورته في المرآة ويلفت انتباه كل من حوله فينجذبون نحوه ويحبونه لكنه ليس بقادر على مبادلتهم الحب!
أرى أنك تضخم ميزاتك كما يرى الناس ذلك عقلك ممتليء بخيالات عن جمالك ومسايرتك للموضة. اقتربت منك زميلة بالعاطفة فصددتها. تتصور أنك تستحق أن تُعَامَل بشكل مميز واستشنائي. تعترف بغرورك وغطرستك وأسلوبك المتعجرف مع الناس فتسبب ذلك في نفورهم منك. تتغذى على مديح الناس وإعجابهم في الوقت الذي تظهر مشاعر باردة تجاههم وهنا مكمن الخطر لأنه لم يعد بإمكانهم قبولك بعد الآن فأصبحت لا تجد وقود روحك.
هل انت مصاب بالرهاب الاجتماعي وخائف من انتقاد الناس لك في كل مناسبة اجتماعية أم أنك -ببساطة- وعيت إلى طابعك النرجسي وتحاول أن تفعل كل ما يناقضه ويعاكسه؟ أعتقد أن التفسير الأخير هو الأقرب للصواب.
هناك انهيار واضح في مستواك الدراسي وواجباتك وعلاقتك مع الناس من حولك بسبب هذا الاضطراب.
ننصحك بالتوجه للطبيب النفسي فخضوعك للعلاج بالعقاقير والجلسات النفسية أمر وارد.
للاستزادة يمكنك أن تطالع الروابط التالية:
خلطة اضطرابات شخصية وأعراض اكتئابية
نرجس واضطراب الشخصية النرجسية
وباء النرجسية
التعليق: أخي الصغير
لا أرى فيك إلَّا إنساناً يحاول أن يتعرَّف على نفسه وحدودها, إلا أنه لم يجد البيئة المحبَّة الدَّاعمة وسيطر عليه ضعف ثقته بنفسه فتظاهر بالغرور حتى اعتاد عليه،
وغرورك من وجهة نظري المتواضعة ليس إلَّا حيلة دفاعية تغلبت بها على خوفك من الفشل في إقامة علاقة مع الجنس الآخر
ورؤيتك لنفسك "غير جذاب" بالرغم من أنَّ الرجال عادة يرون أنفسهم أجمل من الحقيقة.
تظاهرت بالغرور لترفضهم قبل أن يرفضوك ولتظهر بمظهر المترفع عنهم وكأنهم أقل من أن تلاحظهم بالرغم أنك تراهم في نفسك عمالقة وتخشى رفضهم كما تخشى الموت.
لقد تدربت على مظهر المغرور حتى أتقنته وأرى أنك كذلك تستطيع أن تتدرب على مظهر المتواضع حتى تتقنه.
تطوع بجمعيات خيرية و ساعد البسطاء واكسر في نفسك كل ما تراه من مظاهر الغرور أو الكبر وسوف تنجح في ذلك.
اطوي صفحة الماضي, و أنهي دراستك الجامعية بأسرع ما يكون واعطي نفسك بعض الوقت في ممارسة الهوايات والعمل التطوعي
حتى تستعيد ثقتك بنفسك وحطْ نفسك بأصدقائك لأنهم سيدعمونك في مشوارك.
أخيراً، أنت صغير على الهم.. وأمامك الدنيا بطولها وعرضها, وعندك من سمات النجاح الكثير...
فرفقاً بنفسك واغفر لها ما مضى....