الاقتراب من حافة الاضطراب م3
من أجل الحفاظ على علاقتي الزوجية
السلام عليكم؛ لي تاريخ مرضي سابق يتعلق باضطرابات التفضيل الجنسي، وقد بيّنت في الرسائل السابقة أنني تعافيتُ بفضل الله منذ أربع سنوات، وأنني قد تزوجتُ، وأيضاً أنجبتُ، وسعيد في حياتي الزوجية ولله الحمد.
مشكلتي هذه المرة في أشياء أخرى مختلفة سأسردها باختصار فيما يلي:
المشكلة الأولى تتمثل في وجود ابنتي التي منذ أن أنجبناها وزوجتي تصرّح بأنها تحبها بنفس درجة حبها لي، وهذا سبب صدمة بالنسبة لي، فد تعودت على أنني الأول في قلب زوجتي ولا ينازعني أحد. لا أدري هل أنا طماع أم أنني أطالب بشيء طبيعي؟
أنا أحب ابنتي كثيراً، ولكن ليس كحبي لزوجتي، بل زوجتي هي الأولى في قلبي دائماً، ودائماً أنظر إليها على أنها رفيقة دربي وشريكة لي في فكري ومصيري ومتعلق بها تعلق شديد، وهي تبادلني نفس الإحساس، ولكن المشكلة كلها أن ابنتي قد أصبحت لي شريكة في هذه المكانة، وهذا ما لا أقبله ولا أستطيع.
ابنتي أيضاً أصبحت تأخذ من وقتنا وجهدنا بشكل غير طبيعي، عدد مرات العلاقة أصبح أقل، الجو أصبح دائماً مشحون بالإزعاج بسبب البكاء والصراخ الدائم للطفلة، وهذا أثر بالسلب على الرومانسية الكبيرة التي كانت بيني وبين زوجتي حبيبة قلبي وقرة عيني، أنا لا أكره الأطفال، ولكن علاقة الحب التي بيني وبين زوجتي هي الأساس بالنسبة لي ولا أريد أن يؤثر أي شيء عليها. فكيف أحافظ على ذلك.
المشكلة الثانية تتمثل في أزمة ثقة بالنفس أعيشها منذ عدة شهور، وهذا بسبب أنني في موقف معين لم أستطع الدفاع عن زوجتي بالدرجة التي تنبغي أمام مضايقات أحد الناس، وحدث هذا بسبب أننا كنا في وضع أشبه بالرهائن المختطفة، فقد مررنا بظروف قاسية جداً، وكنا بين الحياة والموت تحت تحكم ناس مجرمين، وقد ضايقها أحدهم بتصرف ولم أستطع إيقافه عند حده بسبب التهديد الذي كنا فيه، وحرصت على الحفاظ على حياتنا لذلك لم أتكلم، خصوصاً وأن مضايقة هذا الشخص لم تتعدى الكلام الجارح، ولم يمسها أو يقترب منها؛
ولكن كلما تذكرت هذا الموقف شعرت بالخزي لأنني لم أدافع عن زوجتي بما ينبغي، وأصبحت الآن كلما أقترب منها تأتيني وساوس بأنني لستُ رجلاً بما فيه الكفاية لحمايتها، وصارت عندي أزمة شديدة في ثقتي بنفسي، مع أنّ زوجتي نفسها لا تتذكر هذه المواقف، وتعاملني باحترام وإجلال شديد، ودائماً تصرّح لي بإيمانها الشدبيد بي وبرجولتي، وتعرف جيداً ان هذا الموقف القديم لم يكن بوسعي فيه شيء. ولكن برغم ثقتها فيّ فأنا لا زلت أشعر بضعف داخلي، فكيف أتغلب على ذلك؟
أنتظر ردكم الوافي
شكراً لاهتمامكم.
8/11/2016
رد المستشار
شكراً على رسالتك وتمنياتي لك بالنجاح.
سأكون صريحا في الرد عليك.
المشكلة الأولى تتعلق بصفاتك الشخصية, ولا يستطيع أحد مساعدتك فيها. أنت الذي يجب أن تتنقل من مرحلة العلاقة العاطفية الرومانسية إلى مرحلة الحب والإيثار، هذا لا يمنع أن تستمر علاقتك الرومانسية كما هي مع زوجك ولكن أن تقارن شخصك بطفلتك وحب زوجتك لها فهذا ابتلاء من الله عز وجل. لو كتبت شاكيا من زوجتك تحبك أكثر من طفلتها لنصحتك بإرسالها نحو طبيب نفسي يساعدها على النضوج عاطفيا وتقييم صلاحيتها لأن تكون أماً. كان عليك أن تكتب وتصف ابنتك الآن بقرة عينك وليس زوجك.
النضوج عاطفيا والانتقال إلى مرحلة الأبوة يعزز العلاقة العاطفية بين الزوج وزوجه, وعلى العكس تماما تنافس الزوج مع طفلته من أجل الحصول على عاطفة سيدة البيت يقضي على رابطة الحب بين الزوجين.
المشكلة الثانية هي أيضا متعلقة بالنضوج العاطفي. الموقف الرهيب الذي تعرضت إليه لا يمكن التعامل معه بصورة أخرى ولا يوجد أمامك سوى أن تتجاوزه. كما هو في غاية الوضوح أن زوجتك تتعامل معك بأسلوب صحيح وتدرك جيدا الضعف التي تعاني منه ولا عيب في ذلك, ولكن العمل من أجل تجاوز هذا الضعف يجب أن لا تتحمل هي وحدها مسؤولية تجاوزه.
حان الوقت لأن تساعدها أنت وخير ما تفعله تتعامل مع زوجك كأبٍ لطفلتك أولاً وثانياً كزوج مخلص سيتجاوز ضعفه. إن لم تفعل ذلك وتتوقف عن منافسة ابنتك فنفور زوجك منك أمر لا محالة منه.
وفقك الله.
ويتبع>>>>>>>>: الاقتراب من حافة الاضطراب م5
التعليق: شكرا لردك يا دكتور..ولكن اسمح لي بتوضيح بسيط وهو أنني لا أكره ابنتي بل أحبها..وأيضا أنا غير مقصر في دوري كأب بل أؤديه كاملا دون أي غضاضة..
ولم أكن أقصد ذلك المعنى الذي ربما وصل إليك أنني لم أنضج أو أنني أريد من زوجتي أن تتخلى عن دورها كأم..كل ما أريده فقط هو ألا يأخذ الأبناء من مشاعرنا أكثر مما ينبغي..ما أريده هو أن تظل العلاقة بيني وبين زوجتي قرة عيني-وهي بالفعل قرة عيني- هي أساس هذه الأسرة، ويظل الأبناء في الخانة رقم 2 ولا يصعدوا أبدا للخانة رقم 1 التي ينبغي غلقها عليّ أنا وزوجتي فقط فلا يشاركنا فيها أحد.
إذا كنت ترى أن هذا يمثل عدم نضج، فأشكرك على تشخيصك..وبإمكاني تجاوز هذه المشكلة أصلا بالحوار مع زوجتي..وهي ان شاء الله مشكلة بسيطة..
أما عن الموقف الرهيب الذي تعرضنا له، فالمشكلة ليست فقط في هذا الشخص الذي سكتت عليه..بل هناك شخصان آخران قاما بمضايقتي أيضا ورددت عليهما ولكن كان صوتي ضعيفا ووجدت زوجتي تعلق بتلقائية : صوتك كان خايف!
أزعجني بشدة أن تراني زوجتي خائفا.. لا أحب أن تعرف عني أنني مصاب بالرهاب الاجتماعي.. أحب أن تظل صورتي قوية دائما في عينيها..هذا الأمر يهمني جدا.
ملحوظة: أرسلت استشارة جديدة لحضرتك اليوم بخصوص الموضوع القديم (التفضيل الجنسي) ..شكرا لك