وسواس النجاسة : البول والمذي ورطوبة الريح!
لم أتحكم بالبول فنزل كله على أرضية الحمام فقمت برش الأرضية بالشطاف لكن ليس كثير ودفعت الماء إلى البلاعة بالشفاطة, ومن ثم غسلت جسمي وغسلت شبشب الحمام ومسكت اليد حق الدوش ورشيت موية كثير في كل الحمام, وبعدها دفعت الموية بنفس الشفاطة.
فأنا شاكك أن الشفاطة تنجست أول لأن الماء مو كان كافي يمكن وأيضا أنا شاكك في الماء المنفصل لأنه لما رشيت كثير برضو في بعضه طلع برا الحمام من الباب فما أدري هذا الماء طاهر أو لا وهل الشطافة طاهرة أم لا؟
وأيضا البنطلون الذي أصابه كل البول حطيت في مغسل اليد وخليته يتعبى موية وحطيت عليه صابون وخليت الموية عليه، بعد لما شميته كانت رائحته صابون فلا أدري إذا كذا طهر أو لا؟
14/11/2016
رد المستشار
أهلًا وسهلًا بك أيها الأخ "العابر"
سأخبرك عن طريقة تطهير، تريح بالك فيها: إن نزل بول أو أي نجاسة أخرى سائلة على الأرض، جففها أولًا، أي من الممكن أن تدفعها كلها إلى البلاعة بالنشافة (أو الشطافة، أو القشاطة... تعددت الأسماء والمسمى واحد)... فإن جفت الأرض تمامًا، رش موضع النجاسة بماء وإن كان قليلًا، تطهر وانتهى الموضوع....
لأنك إن صببت الماء على الأرض والبول ما زال موجودًا، فإنك بهذا تقوم بتمديد البول لا أكثر، إلا إذا كنت ترش الماء باستمرار وتدفع به باتجاه البلاعة باستخدام النشافة... من الصعب بمكان تصوير العملية هنا عن طريق الكتابة فلها أكثر من طريقة...
لكن لننتهي من مشكلة ما فعلته: الماء عند المالكية لا يتنجس إلا بالتغير سواء كان قليلًا أو كثيرًا... وأظنك بعد أن دفعت بالبول إلى البلاعة، ثم غسلت جسمك والشبشب، وسال الماء أيضًا على الأرض... ثم رششت الأرض بماء كثير... كل هذا كفيل بعدم تغيير الماء بالبول الذي نزل وذهب... والنشافة تطهر طبعًا أثناء سحبك للماء بواسطتها في هذه الصورة. وما تطاير من ذلك الماء الكثير الذي كنت ترش به الحمام ينبغي أن يكون طاهرًا لأنه لم يتغير بالنجاسة. اطوِ الموضوع إذن فكل شيء طاهر.
نأتي للبنطلون: وضعته في المغسلة، وصببت الماء فوقه:
إن كانت بلاعة المغسلة مفتوحة، ونزل الماء عليه من الأعلى وخرج من البلاعة، فقد طهر بهذا، وما وضعته من صابون وماء لتغمره بعد ذلك إنما هو من باب النظافة لا الطهارة.
أما إن كانت بلاعة المغسلة مغلقة، وملأتها بالماء: فهناك احتمالات:
1-وضعت البنطال- غمرته بالماء- لم يظهر أي أثر للبول في الماء (من لون أو رائحة أو طعم): فقد طهر البنطال.
2-وضعت البنطال- غمرته بالماء- ظهر أثر البول: تنجس الماء ولم يطهر البنطال.
3-وضعت البنطال- وضعت الصابون فوقه- غمرته بالماء: لم يطهر سواء ظهر أثر البول أو لم يظهر في الماء.
أخي الكريم:
الصابون أداة تنظيف، وليست أداة تطهير؛ التطهير يكون بالماء الذي لم يخالطه الصابون!! وذهاب رائحة البول، أو أي نجاسة أخرى بواسطة الصابون لا يجعل الثوب، أو المكان طاهرًا...، فلو بال صبي على الكنبة، وقمت برش العطر عليها، لا تطهر وإن زالت الرائحة، حتى تستعمل الماء...، وإن أصاب الغائط أو القيء ثوبًا، فتم غسله بالماء فقط، وفركه جيدًا ثلاث مرات، فالثوب طاهر، وإن بقي هناك رائحة، أو بقي لون، وتستعمل الصابون بعد ذلك من باب النظافة لإزالة الرائحة أو اللون، أو تضع العطر....
صحيح أن على الموسوس أن يأخذ بالرخص، ويعمل بأسهل الأقوال الفقهية، لكنه على كل الأحوال عليه أن (يأخذ، ويعمل) بأقوال الفقهاء، أما أن يعمل دون علم، فهنا من الصعب أن نقول له: (معلش خبص على كيفك فأنت موسوس)!!!
أنت في بلد العلم متاحٌ فيه على نحوٍ لا يتاح في غيره...، ومدارسكم لا تقصر أبدًا في تعليم الأساسيات التي يحتاجها كل مسلم. قم بمراجعة ما تعلمته، وطبقه، ولعلك بالعلم تتخلص من الوسوسة.
وإن تسألني عما مضى من صلوات صليتها قبل أن تحسن عملية التطهير، فعفى الله عما مضى، صحت صلاتك على مذهب المالكية. وبادر فورًا بالتعلم...
وفقك الله.