النظر إلى القضبان وسواس أم ذهان !

رد المستشار

الابن الفاضل "سعيد" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك.

تأتي كلماتك مقتضبة بشكل لم نعتده من الموسوسين يا "سعيد" ... ولم توضح لنا ما إذا كنت زرت طبيبا نفسانيا أم لا ؟ هل استخدمت العقاقير النفسية بمعرفتك أم بعد معاينة الطبيب لحالتك وتشخيصها تشخيصا سليما ؟

كذلك تشي كلماتك بما قد يكون اضطرابا جوهريا في التفكير.... المعتاد في أغلب حالات وسواس النظر إلى العورات أن المرضى لا تشملهم فئة واحدة وإنما عدة فئات بين الوسواس القهري والذهان ويمكننا أن نتخيل طيفا بين هذين القطبين وتتوزع الحالات بينهما. وفضلا عن ذلك فإن مكان المريض على نقطة ما ضمن ذلك الطيف لا يبقى ثابتا، فمثلا فكرة معرفة الآخرين وانتباههم إلى مرمى نظرات العين وتأويلهم لذلك نجدها في بعض الحالات تبدأ أقرب إلى الوسواس القهري (أي تكون الفكرة وسواسية يعرف المريض أنها غير صحيحة) ثم تتحرك ناحية الذهان (بحيث يصبح المريض أكثر اقتناعا بصحة محتوى الفكرة لتتحول إلى فكرة مبالغ في تقديرها ثم إلى فكرة وهامية).... وبينما نجد المريض الأقرب إلى الطرف الوسواسي من الطيف معبرا عن حالة أو شكل من أشكال الوساوس الحسية الجسدية وأشد ما يكون انشغاله بالسيطرة على حركة ومرمى نظرة عينيه وعلى كيفية إخفاء نظراته تلك عن الآخرين.... نجد المرضى الأقرب إلى الطرف الذهاني أكثر انشغالا بوقع ملاحظة الآخرين لنظرات عينيه وتأويلاتهم المختلفة لدوافعه وبعضهم يقول مثل ما قلت أن الناس يقرؤون أفكاره!.

عادة ما يحتاج مثل هؤلاء المرضى إلى الجمع بين العلاج العقاري والعلاج المعرفي السلوكي، ويشمل العلاج العقاري لا فقط مضادا للوسواس (مثل عقار الفلوكستين أو البروزاك الذي تناولته) وإنما أيضا (خاصة في الحالات الأقرب للطرف الذهاني) أحد مضادات الذهان (وهو ما لم تتناوله)، وأما العلاج المعرفي السلوكي فيتكون من إعادة الهيكلة المعرفية إضافة إلى التعرض ومنع الاستجابة.

نصيحة الموقع:
عليك بالتوجه إلى أقرب مركز للصحة النفسية والانتظام على البرنامج العلاجي الذي سيقرره المعالجون .... وتابعنا بالتطورات.

واقرأ أيضًا:
النظر إلى عورات الناس
وسواس النظر وفخ العمليات الساخرة !
وسواس النظر القهري من الوساوس الحسية
وسواس النظر إلى القضيب ! ليس أنت !
وسواس النظر للعورات: طلب الطمأنة ثم الشك
النظر إلى عورات الناس: وسواس ابن وسواس
  

 

المستشار: أ.د وائل أبو هندي