الورقة اللعينة م3
كيف أتوقف عن تخيل أسوأ السيناريوهات؟
أقرأ كل يوم عن حالة اختطاف قسري أو تعذيب أفضى إلى الموت أو اعتقال عشوائي وشهادات بعض المعتقلين المفرج عنهم عما يحدث داخل السجون والمعتقلات من انتهاكات لا يمكن لإبليس نفسه تصور بشاعتها وأصاب بحالة من الهلع عند مجرد التفكير أنني قد ينتهي بي الحال داخل إحدى هذه السجون بلا أي سبب كالآلاف من الشباب ولا أعلم بالضبط ماذا يدفعني للتفكير في مثل تلك السيناريوهات بشكل دائم..
ربما لوجود تاريخ سابق مع الحظ العثر الذي يدفعني دائماً لتوقع الأسوأ لا أعلم, لكن أصبحت أشعر برغبة ملحة ودائمة في الهرب من هذا البلد المكروب لأي مكان يسمح لي بالقلق حول أموري الشخصية فقط -وهي ليست بالهينة- وليس القلق حول الموت جراء التعذيب بجرعة كهرباء زائدة أو كسر بالجمجمة! لكن هذا الخيار ليس بالسهل أيضاً ويتطلب الكثير من المؤهلات والإمكانيات المادية، فهل هناك من مخرج لدوامة القلق والعجز تلك؟
هل من الممكن أن أحظى بحياة طبيعية هنا أم يجب أن أتقبل البارانويا كصديق جديد وأحيا في خوف مستمر كملايين الناس في سبيل اتقاء شر المخابيل ذوي الشارات؟
أرجوكم ساعدوني
5/12/2016
رد المستشار
الأخ المتصفح الدائم أهلا وسهلا بك على موقعك مجانين وشكرا على ثقتك ودأبك، سعدنا كثيرا بمتابعتك معنا على مدى سنتين كما تظهر تواريخ أول وهذه الاستشارة.... سامحني على اللوم الذي سيأتي:
شخص لك د. سداد الحالة أنها اضطراب الاكتئاب الجسيم المتكرر في متابعة الموقع الأولى معك ونصحك بطلب العلاج
وقال في م1: (وضح لك الموقع رأيه وحسنا فعلت باستشارة طبيب آخر ولكن عليك الآن أن تخطوا خطوة أخرى وتتوقف عن البحث في اضطرابات الصحة النفسية وتبحث عن هواية أخرى وفرص للعمل تساعدك على الحياة بصورة طبيعية.)
(الواضح أنك تكثر من مراجعة المصادر وتشخيص نفسك بنفسك واقتناعك بأن ما تعاني منه هو اضطراب نفسي جسيم أكبر بكثير من اضطراب وجداني أو عصابي. الأعراض السلبية التي تتحدث عنها لا يصعب ملاحظتها في عموم الناس والمتمارضين الذين يراجعون مراكز الصحة النفسية ولا يرغبون في حمل بطاقة شخصية غير مرضية.... اخلع ثياب المرض وواجه تحديات الحياة واقرأ كتباً غير الكتب الطبية النفسية.)
ثم قال لك : في م2 (وضح لك الموقع سابقًا بأنك تعاني من اضطراب وجداني، وهو الاكتئاب، ولكن هناك عوامل اجتماعية، ونفسية، وسلوكية تتعلق بك أنت دون غيرك، والتي دفعتك لسبب أو آخر إلى التمسك بسلوك مرضي Illness Behaviour يمنعك من الانتقال إلى مرحلة أخرى في الحياة. منها الحديث عن وصمة التشخيص الطبي النفسي، وكذلك عدم وجود نظام صحي اجتماعي وطني يُعنى بالمصابين بالاضطرابات النفسية المختلفة،....)
وقال أيضًا : (هناك اختيار آخر وهو عدم التوجه نحو الهاوية، وتحدي المجتمع، ورفض وصمة الاضطراب النفسي، والصراخ بوجه السفهاء بأن لا وجود لمناعة ضد الاضطرابات النفسية، حالها حال الاضطرابات الطبية الأخرى. اخترت التوجه نحو الهاوية، ويمكنك التوجه بعيدًا عنها، تتجه نحو المجتمع تبحث عن عمل، وتطور نفسك وتقيم علاقات مع الآخرين.خير ما تفعله هو الاستمرار على عقار واحد مضاد للاكتئاب وعمل. هذا أفضل بكثير من البحث عن عقار مضاد للاكتئاب، وعقار آخر، وعلاج نفسي.)
ثم قال لك في م3 : (رحلتك مع العلاج متعثرة فلا أنت ترغب حقاً بخلع ملابس اضطراب نفسي ولا هناك خطة علاج مقنعة معروضة عليك.بعد حديثك سابقاً عن الفصام حان الآن الحديث عن الوسواس القهري والشخصية الوسواسية والشخصية المعادية للمجتمع. كذلك تشير في الرسالة إلى وجود أفكار إجرامية نحو أفراد العائلة والأطفال خاصة. التصريح عن هذه الأفكار يتطلب مراجعة طبنفسية عاجلة والحديث الصريح مع الطبيب المعالج فمهما كان إطارها فأنت تشكل خطورة على الآخرين.)
بعد كل هذا الجهد الذي توقفت تماما عن إعطاء مردوده عليك منذ م1 عن أعطاء نتيجة تطبيقك ما نصحك به مجيبك، وجئت مرة تسأل عن الفصام ومرة تسأل عن الوسواس والشخصية والأفكار الإجرامية، ثم أخذ1ت النصيحة ولا ترد شيئا من المعلومات حول ما آل إليه حالك.
وأخيرا نأتي إلى م4 التي أجيبك عليها.... أخشى أن أقول لك بعد ما سبق من سلوك وصفه سداد وشخصه وتشهد به صفحات الموقع.... أن من الصعب بمكان لمثلك في مصر أن يتوقف عن تخيل أسوأ السيناريوهات؟، ببساطة لأن هذا جزء من تفكيرك المحبب من زمان.... وفقط يفضل ألا تغرق نفسك في الانشغال بالأحوال الأمنية الوطنية في مصر.... ولا أظن منطقا يدعوك لذلك فأنت على الأقل مواطن عادي يصارع المرض النفسي والاجتماعي ويكفيه هذا الكفاح الفاشل.... ولا داعي لتضخيم الأمور الأمنية فأغلبنا يحيا في سلام، إلا الذين لهم في سلوكهم ما يريب ولا أظنك منهم كأغلب المجانين، ...
من المؤسف كذلك أن أعرب لك عن كبير شكي في إمكانية حل مشكلاتك بالهرب من الوطن مهما كان مكروبا.... خاصة وأن الكروب تجتاح العالم وأنت منكفئي في مشكلاتك الشخصية وختاما أذكر بما قال سداد (رحلتك مع العلاج متعثرة فلا أنت ترغب حقاً بخلع ملابس اضطراب نفسي ولا هناك خطة علاج مقنعة معروضة عليك)... وكذلك إن أردت اخلع ثياب المرض وواجه تحديات الحياة.
ويتبع >>>>>>: الورقة اللعينة م5