الاقتراب من حافة الاضطراب م4
الاقتراب من حافة الاضطراب م5
السلام عليكم، أرسلتُ استشارة سابقة منذ شهر، تم نشرها بعنوان "الاقتراب من حافة الاضطراب م4"، وقرأت رد المستشار الدكتور سداد جواد، وأرغب الآن في إرسال استشارة أخرى، فأنا أعيش في وضع نفسي سيء جداً، وأحتاج لإرشادكم.
وضحتُ سابقاً أنني كنتُ أعاني من اضطرابات التفضيل الجنسي، وأنني قد تعافيتُ منها منذ 4 سنوات، ولكن يبدو للأسف أنّ المعاناة لا تزال مستمرة حتى الآن.. فقد انتكستُ مرة أخرى، فشاهدتُّ مقاطع على النت تحتوي على هذا الخبث، وعشت بخيالاتي معها حتى لم أشعر بنفسي إلا وأنا مقترف للعادة السرية، وحدث هذا منذ أسابيع قليلة، بعد أنْ كنتُ امتنعت عن تلك الممارسات مدة 4 سنوات كاملة كما أسلفتُ.. ولكني في الانتكاسة الأخيرة لم أتمادى، وأفقتُ من هذه الغيبوبة سريعاً، فلم أقترفها إلا في يوم واحد ولم أكرره، ولن يتكرر أبداً مرة أخرى طوال حياتي بإذن الله.. هذه هي المرة الأخيرة حتماً، أنا متأكد من ذلك بإذن الله.
برغم ذلك، أرى ما اقترفته كبيراً وعظيماً، فأنا الآن متزوج، وما فعلته يعتبر خيانة لزوجتي التي أحبها كثيراً وأشعر بذنب عظيم تجاهها.. لا أعلم لماذا انتكستُ.. هذه الشهوة الخبيثة دمرتني.. والموضوع أكبر مني حقاً.. كنتُ أتصور أنّ الانقطاع لمدة سنوات عن هذه الخبائث سيكون كفيلاً بنسياني لها وعلاجي منها، لكنها لا زالت تجري بدمي، لا أعلم لماذا كل هذا العناء ولماذا كل هذا المجهود الخرافي لكي أكون إنساناً طبيعياً.. أنا بالفعل إنسان طبيعي بدليل أنني تزوجتُ وأحببتُ وعاشرتُ معاشرة جنسية سليمة وأنجبتُ، لكني برغم ذلك كله أجد نفسي لا زلتُ مشدوداً
لهذه التخيلات التي تكون فيها المرأة مسيطرة على الرجل، بمجرد أن أرى مشهد يحتوي على هذا يحدث لي انتصاب قوي ولاإرادي ولا أستطيع منعه مهما حاولتُ، لدرجة أنّه حدث لي قذف ذات مرة شاهدت فيها هذا في لقطة من فيلم على التلفاز، وكانت لقطة عادية بالنسبة للآخرين، لكن عضوي انتصب بمجرد مشاهدتها لدرجة أنه قذف، وذلك بدون أي تدخل باليد.. لماذا هذه الشهوة العارمة ولماذا هذه الاستجابة الخاطئة في الانتصاب؟ لا أدري!
ينصح الكثيرون بالابتعاد عن الخيالات غير السوية والاتجاه للواقع، ولكن هذا لا ينقصني، فلقد ابتعدت مدة 4 سنوات كاملة، وركزت في حياتي العملية والزوجية وكنتُ سعيداً وناجحاً ولا ينقصني شيء، فلماذا لا أتعافى إذن؟ ماذا ينقصني لكي أكون إنساناً سوياً تماماً؟ أريد حقاً معرفة الإجابة عن هذا السؤال.
ليس عندي مشكلة في أن أبتعد عن مشاهدة هذه المقاطع وعن اقتراف العادة السرية، ليس فقط لسنوات أخرى بل طوال العمر.. أريد أن أقول بمعنى آخر أنّ قوة الإرادة لا تنقصني، ولديّ جرعات لامتناهية من الصبر تؤهلني للصوم مدى الحياة عن هذه الشهوة الخبيثة.. ولكن أريد ما هو أكبر من ذلك.. أريد أن أتعافى من الداخل لا من الخارج.. لا أريد فقط مجرد الابتعاد.. بل أريد أيضاً العلاج.. العلاج الحقيقي الذي يطهرني من الداخل.. بعبارة واحدة أريد منع حدوث انتصاب عند رؤية أو تخيل مشهد للتفضيل الجنسي.. المشكلة كلها تبدأ من عند الانتصاب.. فإذا لم يوجد الانتصاب لم توجد هذه الشهوة وبالتالي ماتت، هذا هو ما أريد أن أصل إليه.. ولكن كيف؟كيف؟
أؤمن بأنّه ليس هناك داء ليس له دواء، ولكني حتى الآن لم أكتشف الدواء لمرضي، فهل من مرشد؟ لا أريد إرشادات من قبيل: ابتعد وركز في حياتك الواقعية، فأكرر مرة أخرى أنّ هذا لا ينقصني.. ومجرد الابتعاد لا يكفي حتى لو كان لمدة 100 سنة! المهم هو التطهير من الداخل.. المهم هو تحويل الانتصاب من الاستجابة الخاطئة إلى الاستجابة الصحيحة فقط..
علماً بأنّ الاستجابة الصحيحة تحدث لي كثيراً، فأنا متزوج أساساً وأستمتع بالجماع الطبيعي وأمارسه بعمق ولذة كاملة.. ولكن مع ذلك يحدث لي انتصاب في الاتجاهات الشاذة الأخرى المتعلقة بالتفضيل الجنسي.. ما أريده هو حصر الانتصاب داخل النطاق السليم فقط ومنع حدوثه داخل النطاق الشاذ.. حاولت بكل الطرق أن أفعل هذا، ولم أستطع.. وللعلم فإنّ هذا الشذوذ لا يتعدى مجرد التخيل والانتصاب، ولم أمارسه مع زوجتي ولا أحتاج لذلك أصلاً ولا أحب ذلك أبداً.. ويبقى هذا الشذوذ موجوداً داخل خيال مريض فقط ولم يخرج للواقع ولن يخرج لأنني أكرهه ولا أحبه.
أحياناً تأتيني رغبة في حرق جسدي بالنار تطهيراً له من هذا الرجس.. لقد فعلت كل شيء من أجل التعافي ولم أتعافى.. لم أفقد الأمل في الله سبحانه.. ولكني أريد فقط معرفة العلاج.. لماذا أنا هكذا؟ كثيراً أسأل نفسي: ما هو الشيء المثير في رؤية امرأة تسيطر على رجل؟ لماذا هذا يثيرني لهذه الدرجة ويجعل انتصابي على أشده؟ ما هو العامل المثير للشهوة في هذا الشذوذ؟ أنا أشعر أنني سأجنّ من هذه الأسئلة.. أريد إجابة لها.. أريد تفسير.. لماذا أنا هكذا؟ هل أنا ممسوس من جنية عاشقة؟ ربما هذا هو السبب!
لا أستطيع نسيان تلك المرة التي كنتُ فيها داخل مكتبي في عملي ومنهمك فيه جداً، وفجأة شعرتُ برغبة كبيرة في النعاس، ووجدتُ نفسي أغط في نعاس عميق، لأرى فيه مشهداً للتفضيل الجنسي أدى لقذف السائل المنوي، لأستيقظ وأجد نفسي محتلماً! شعرتُ وقتها بجسم حقيقي غريب يجثم على صدري وأنفاسي ويجبرني على النعاس، لأجد نفسي محتلماً بهذه المشاهد الشاذة بعد ذلك.. هل هناك جن يشوّش على أعصابي؟
هل هو المسؤول عن هذه الاضطرابات الشاذة التي تأتيني بالإكراه؟ أتمنى مناقشة هذا الاحتمال بجدية وعدم استبعاده، وأتمنى أيضاً عدم تسفيهه، بحجة أنه يمثل خرافات.. فلا توجد نظرية واحدة علمية تمنع الوجود الواقعي للجن وتأثيره على الذهن البشري.
شكراً لاهتمامكم. وأكون ممتناً لكم لو تكرمتم بالرد على استشارتي في أقرب وقت وعدم الإبطاء، وجزاكم الله خيراً على ما تقدمونه من هذه الخدمة المجانية للمرضى.
والسلام عليكم
12/12/2016
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
رسالتك هذه المرة تعكس ما أسميه فخ الاستشارات النفسية سواء ذلك عن طريق الممارسة المهنية أو المراسلة الإلكترونية. يتمثل هذا الفخ بتركيز المستشير على تفاصيل استشارته وتحليلها وتفسيرها وطلب إرشادات معينة لتجاوزها. كذلك الحال مع المستشار وأنا منهم أيضا نقع في فخ تحليل المحتوى وتفسيره وطرح التوصيات في النهاية.
استشارتك مصنفة باضطرابات التفضيل الجنسي ولكن الصراحة هي أن الشخص الذي يعاني من هذا الأمر نادرا ما يطلب العون من المقربين له ولا من طبيب نفسي. ولذلك بدلا من التركيز على المحتوى وهو الفخ فإن على الموقع الانتباه إلى إطار استشارتك والخروج من هذا الفخ.
لا يمكن عزل استشارة اليوم عن استشارتك التي تم نشرها يوم 11 ديسمبر. كان طرح مشكلتك عنAnchor غيرتك من ابنتك وخوفك من نهاية المرحلة الرومانسية في الحياة الزوجية طرحا في غاية البعد عن النضوج المعرفي والعاطفي ولا يمكن استبعاد وجود عملية:
1- عدم توازن وجداني
2- ارتباك معرفي
أما رسالة اليوم فإطارها هو الآخر يثير القلق. بدلا من مناقشة المحتوى فمن الأفضل البحث عن إطار لأعراض نفسية وهناك:
1- شعور بالذنب
2- اكتئاب
3- تخيلات جنسية تصاحبها شهوة جنسية عارمة وهذه أحيانا قد تكون علامة من علامات العملية الذهانية.
4- أفكار حصارية وسواسية عن تجارب سابقة.
جمع الاستشارتين معاً يشير إلى احتمال إصابتك باضطراب نفسي جسيم مع أعراض وجدانية شديدة. لا يحتاج الموقع الدخول في تفاصيل عن أسئلة وأجوبة حول الإثارة الجنسية ولكن التوصية هي مراجعة استشاري في الطب النفسي وعلى وجه السرعة. الاضطرابات النفسية بعد الولادة تصيب الزوج أحيانا وأنت واحد منهم.
أنت بحاجة إلى علاج بعقاقير وبعدها علاج كلامي.
وفقك الله.
ويتبع >>>>>: الاقتراب من حافة الاضطراب م6
التعليق:
أرجو من ادارة الموقع الرد فعلاً على سؤال واحد فقط ألا و هو:
لماذا يحدث انتصاب عند تلك المشاهد ؟ هل يوجد تفسير لذلك.....أم هذا طبيعى وليس له تفسير،
و لماذا يحدث عند بعض الناس و لم يحدث عند البعض الآخر ...مع العلم ان قد امتنع اربع سنوات و تزوج و يمارس حياته بشكلها الطبيعى.
ألم تكن هذه فترة كافية للتعافي!!!!!