السبب: علاج الأعراض وإهمال الأمراض

رد المستشار

الأخ العزيز؛ أهلا وسهلا بك على مجانين، ونشكرك على ثقتك، يعتبر ما يسميه أطباء الأمراض الباطنية بزملة القولون العصبي Irritable Bowel Syndrome (وهو اسم لم يعد مستخدما في الكتابات الطبية العلمية الحديثة) ليس أكثر من تعبيرٍ عن ما يسميه الطبيب النفسي بأحد أعراض خلل الأداء المستقلي (الأوتونومي) الجسدي الشكل Somatoform Autonomic Dysfunction.

ومن بين أشكال ذلك الخلل في المجموع الهضمي السفلي انتفاخ البطن النفسي المنشأ، ومتلازمة الأمعاء المتهيجة والإسهال، ومتلازمة الغازات، وكلها كما ترى أعراضك إضافة ربما إلى بعض أعراض عسر الهضم (في المجموع الهضمي العلوي)، وكل هذه الحالات مع الأسف تسمى عند أطباء الأمراض الباطنية بالقولون العصبي أو المعدة العصبية، وكلهم يتصرفون بنفس الطريقة التي تصرف بها طبيبك ويكتبون العلاج الذي يحسن الأعراض دون مداواة السبب، لأن السبب النفسي يحتاج إلى طبيب نفسي متخصص وربما إلى علاج نفسي طويل الأمد.

والحقيقة أن هناك أشكالا أخرى من اضطرابات المجموع الهضمي السفلي تصاحب الاضطرابات النفسية الأخرى مثل القلق والاكتئاب كما سبق وبينا في إجابة: الاكتئاب والقلق: الأعراض الجسدية وأيضًا في إجابة: الصداع المزمن: متى يكونُ عرض اكتئاب؟

كما يفيدك أن تقرأ المقال التالي لتصحيح المفهوم المغلوط الشائع بأن: الأمراض النفسية أعراضها نفسية بحتة ولا تأخذُ شكلاً عضويًا، معنى ذلك أن العرض على طبيب نفسي متخصص مهم، وأن الاستمرار على عقاقير علاج الأعراض مثل عقار الدوسبتالين الذي يفيد في التقليل من مشكلات القولون طالما استخدمته فإن أوقفته فإن السبب الذي لم يعالج لابد أن يعيد الكرة عليك بالأعراض الموجعة والمزعجة، وهو ما حدث في حالتك.

وأما عقار الرانيتاك واسمه العلمي هو Ranitidine HCL ،فيستخدم لعلاج الشعور بزيادة الحرقان في المعدة والأصل فيه هو أنه علاجٌ لقرحة المعدة أو الإثنى عشر وهو العقار الذي يمكنُ فعلا أن يؤثر تأثيرا سلبيا على الانتصاب، ولا أدري هل أسرفت في استخدامه أم لا لأنني لا أعرف فترة استمرارك عليه، وعلى أي حال فإن هناك عقاقير أخرى تعالج حرقان المعدة ويمكنُ أن يكتبها لك طبيب الباطنية إذا كان ما لديك فعلا هو حرقان المعدة، ونفس الكلام ينطبق على ما يجبُ أن تأكل وما يجبُ أن تمتنع عن أكله فهذه كلها توصيات طبيب الباطنية.

ما أحب طمأنتك بشأنه هو أنه إذا كان ما حدث راجعا إلى تناولك للرانتيدين لمدة طويلة، فإن إيقاف العقار يعقبه التحسن التام بعد فترة ليست طويلة، ويعود انتصابك طبيعيا كما كان، أما إذا كان محرك الأعراض كلها أصلا لديك هو الاضطراب النفسي سواء كان قلقا أو اكتئابا أو خلطة القلق والاكتئاب!،

فإن من الممكن جدا أن يتسبب وجود مثل هذا الاضطراب النفسي دون علاج في حدوث ضعف الانتصاب كما بينا في إجابة سابقة على صفحتنا استشارات مجانين تحت عنوان: العنة: فشل استجابة العضو الذكري وهذا هو الضرر الناتج عن إهمال الشق النفسي في المتلازمة رغم أنه الأهم، فكم من مرضى الاكتئاب والقلق يكتشفون بالصدفة تحسن أعراضهم الحشوية التي لم يذكروها للطبيب النفسي أصلا بعد استمرارهم على علاج القلق أو الاكتئاب.

إذن ليس القولون العصبي غير أحد أعراض الاضطراب النفسي، وعليك في مثل هذه الحالة أن تجمع بين ما ينصحك به طبيب الأمراض الباطنية وبين برنامج علاج الطبيب النفسي بما في ذلك من عقاقير أو جلسات تحليلية أو نفسية سلوكية معرفية، ونحن لا نصف أدوية على الإنترنت يا أخي، فاستشر طبيبا قريبا منك يقوم بإجراء الفحص المباشر اللازم قبل كتابة أي عقار، وأهلا وسهلا بك دائما على موقعنا مجانين، فتابعنا بالتطورات.

 

المستشار: أ.د وائل أبو هندي