وسواس الحسد
أنا عندي وسواس الحسد لدرجة إذا جيت ناس أبكي أحس بيصر شيء وفعلاً دائماً ناس يتعبون حتى الأقربين لي بسببي لكني ما أبي أتعب أحد ولا أتمنى زوالها
أنا تعبانة بسبب هذي الوساوس وما أدري ويش الحل؟
فأرشدوني جزاكم الله خيراً وهل يقبل الله دعائي وعملي ؟
وهل يحاسبني ؟ وأنا والله لا أريد إيذاء أحد
16/12/2016
رد المستشار
أهلًا وسهلًا بك يا أخت "أسماء"
دائمًا في مثل هذه الأسئلة أبدأ بالتفريق بين الحسد والعين، الحسد كما تعلمين هو تمني زوال النعمة عن الغير. أما العين فهي النظر إلى النعمة نظرة إعجاب مع الغفلة.
أما الحسد فلا يكون إلا من شخص إلى آخر، وتصحبه الكراهية لا ريب، ودواؤه قراءة المعوذات. أنت لا تتمنين زوال النعمة عن أحد، فهذا شيء ينفي الحسد منك، ولكن إذا كانت المعوذات تحصن من الحسد، فهي تحصنك، وتحصن غيرك أيضًا. اقرئيها بنية تحصين نفسك ومن حولك، ولن يضرهم حسد لا منك ولا من غيرك. ومن الأدوية النافعة لترك الحسد، أنه كلما شعر الإنسان بحسد لشخص ما، وتمنى زوال نعمته، يذهب فيأخذ له هدية، أو يدعو له، والمهم أن يقوم الحاسد بشيء تزيد فيه النعم على المحسود بدل أن يتمنى زوالها.
أما العين: فهناك أشخاص عندهم خاصية معينة، عندما يعجبون بشيء تخرج من عيونهم أشعة تخترق ذلك الشيء فتصيبه بأذى، ويمكن أن يصيب الإنسانُ -الذي يملك هذه الخاصية- من يحبه بالعين، أو يصيب نفسَه! ولا يقع هذا إلا مع الغفلة عن ذكر الله؛ بمعنى: ينظر العائن إلى ما يعجبه، فيداخله سرور وإعجاب بهذه النعمة لذاتها، ولا ينتبه إلى أنها هبة من الله تعالى، وأنها من بديع خلقه، وهو الذي أبدعها على هذه الصورة الرائعة بقدرته. أي: لا تنقله مشاهدة النعمة إلى مشاهدة المنعم وعظمته وقدرته، والاستدلال عليه.
فإذا رأى الإنسان شيئًا، وأحس من نفسه إعجابًا جعل تفكيره ومشاعره كلها تتجه للتأمل في محاسن ذلك الشيء لذاته، فليذكر نفسه بأن الله هو مبدع هذا الحسن، وأنه لولا حول الله وقوته لم يكن ما كان، وليحول تفكيره من التفكر بالأشياء الفانية، والصور الزائفة، إلى من صورها وأبدعها، ويدعو لها بالبركة والزيادة، بالإضافة إلى المعوذات طبعًا.
إذن: اقرئي في الصباح والمساء:
-المعوذات.
- أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامَّة، ومن كل عينٍ لاَمَّة. (طبعًا إذا أردت تحصين إخوتك مثلًا تقولين: أعيذ أخوتي، أو جميع من كان حاضرًا تقولين: ومن حضرني، إلخ....).
-اللهم بارك فيهم ولا تضرهم. (أيضًا الضمائر حسب من تدعين له)
-تبارك الله، ما شاء الله لا قوة إلا بالله.
-حصنتكم بالحيّ القيوم الذي لا يموت أبدًا، ودفعت عنكم السوء بلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وعند رؤية ما تحبين
إن التزمت هذه الأدعية، وذكرت الله تعالى، لن يضرك أحد، ولن تضري أحدًا...
عيشي بعدها بأمان، ولا تخافي من شيء، فإن وجدت نفسك ما زالت خائفة، فاعلمي أنه وسواس محضٌ لا أساس له، ودواؤه معاكسته! اذهبي إلى اجتماعات أصدقائك، وزيارات أقربائك، وهكذا.... وأهملي أي شعور بالخوف والضيق، واعلمي أن ما يصيبهم ليس بسببك، فقد ذكرت الله عند رؤيتهم، ولم يكن قلبك غافلًا ساهيًا...، هناك ألف احتمال واحتمال لتعبهم، أو مرضهم...
توكلي على الله، ولا تخافي، أعانك بمعونته، وحفظك ومن حولك بحفظه.
واقرئي أيضًا:
وسواس العين والحسد وكلام الشيخ
الوسواس والحسد وحال اللغة العربية