وسواس
أتمنى أن أجد حل لمرضي
بدأ معي الوسواس بالوضوء ولم أكن أعلم أنه وسواس فكنت أشك كثيراً في وضوئي
ثم وضوء وتكبيرة الإحرام, زاد على ذلك بعد زواجي بالطهارة ,لم أعد أذكر كيف بدأ ولكن كان خفيف جداً وهي عدم الخروج بحذاء الحمام إلى خارج الحمام
حتى سافرت وأصبح الحمام إفرنجي ,فأصبحت أشطف الجزء الأسفل كامل ,وأحيانا يرتد إلي من ماء الاستنجاء فأستحم وأخرج.........
ودائمة الشك بنجاسة أرضية بيتي فأشطفها يومياً.
الآن والحمد لله أصبح وسواس الوضوء وتكبيرة الإحرام خفيفة جداً لم أشفى تماما, ولكن أصبح وسواس سهل بالنسبة لوسواسي الآن مازال في الطهارة فبدخولي للحمام أي نقطة ماء تأتي لملابسي أحكم بنجاستها, وزاد ذلك أولادي فعندما أدخلهم وأنظفهم يأتي علي ماء استنجاء لا أدري من داخل الإفرنجي أم من الشطاف, وأحياناً أنظر ولا أجد ماء فأشعر أنه وهم, أو عندما ألمس بساقي حافة الإفرنجي أو عندما أكبس الماء في الإفرنجي فأشعر بإصابته لي المهم أنني لم أعد أستحم عند شعوري أني تنجست أتوضأ وأخرج, أصبحت أصلي ولا أكترث للنجاسة لأنها يسيرة ويجوز الصلاة فخصصت عباءة شكوكي فأصلي بها
كنت أغتسل من أجل الصلاة, الآن أغتسل كي لاتنتقل النجاسة مني إلى أي شيء آخر, فبشكوكي بملابسي أنها تنجست أو شعري, فلا أستطيع أن أدخل المطبخ لأنظف المواعين ولا أستطيع أن أنشر غسيل من الغسالة خشية تنجيسهم, فبتنجيس ملابسي وحتى لو غسلت يدي فبمجرد أن أضع يدي على ملابسي أشعر أني يداي تنجسا.
أرجو مساعدتي, وهل صحيح لو افترضنا أن على ملابسي نقاط نجاسة ووضعت يداي على ملابسي فتنتقا إذا أردت أن أنشر غسيل بما أن الغسيل رطب, فأحياناً يأتي ماء الاستنجاء إلى عضدي, أرجو إفادتي كيف تنتقل النجاسة وماهي النجاسة الحكمية وهل تعتبر النجاسة الذي تكلمت عنها حكمية, قرأت على المذهب الحنفي أن رشاش البول معفي عنه ونجاسة قدر الدرهم معفي عنها فسؤالي هل تنتقل النجاسة إذا كان ماعلى ملابسي أقل من قدر الدرهم وأتصرف كما لو أن ثيابي طاهرة
فبذلك تحل مشكلتي وأعتني ببيتي, فخوفي فقط من تنجيس الملابس والمواعين
أرجو المعذرة لا أدري إن كان الذي كتبته مفهوم أو أصبح الكلام متداخل
جزاكم الله خير
أرجو من الأستاذة رفيف إجابتي
سألت على نسيم الشام وأجابني الشيخ الفحام أن النجاسة معفو عنها للصلاة أم طهارة الثياب واجبة
22/12/2016
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته أختي الكريمة:
تتلخص معاناتك بالخوف من انتقال النجاسة إليك ثم منك. وهذا يجعلك تعيشين في دوامة الانتشار السحري للنجاسة وتظهر هذه الدوامة بوضوح من خلال رسالتك...
وكما نذكر دائماً: انتقال النجاسة لا يكون بالسهولة ولا بالسرعة التي يتخيلها الموسوس، عدا عن أنك تظنين نجاسة أشياء، ليست نجسة في أصلها...
لماذا تحكمين على كل ما يتطاير عليك أنه نجس؟ لماذا تفترضين أن طرف مقعد الإفرنجي نجس؟ لماذا تفترضين أن أرضية الحمام نجسة، وأن زوجك مشى فوق النجاسة؟ لماذا تفترضين أن رذاذ البول وصل إلى ساقك وقدمك وكل رجليك وتقومين بغسلهما؟ الأصل في الأشياء الطهارة، إلا إذا تيقنت 100% أن النجاسة أصابتك.
في الفقه الإسلامي قواعد ذهبية للموسوسين وغيرهم منها: (الأصل في الأشياء الطهارة)، و(لا تنجيس بالشك)، و(الأصل بقاء ما كان على ما كان)، و(اليقين لا يزول بالشك). وهناك غيرها من روائع الفقه الإسلامي.
أنت تعرفين بداية أن ثيابك وجسدك والأرض والأدوات كل ذلك طاهر؛ وإذ بك دخلت الحمام فشعرت برشاش أثناء تنظيف ابنك، ورأيت شيئًا على ثيابك، لكن لم تعلمي هل هو بول أم ماء؟ ،... خفت أن تكوني تنجست، وأصابك هلع وقلق بالغ... أردت التطهير والاغتسال... قفي قليلًا... ما هي العملية العقلية المستندة إلى الأدلة الشرعية التي نقوم بها قبل أي تصرف؟
تقولين: أنا متيقنة من طهارتي 100% قبل دخولي إلى الحمام، لكني شككت هل ما أصابني نجاسة أم لا؟ (الأصل في الأشياء الطهارة)، إذن: الأصل أني طاهرة، وأن ما أصابني طاهر، ولا تنجيس بالشك؛ إذن: أنا ما زلت طاهرة. وإذا كنت طاهرة، فليس هناك داعٍ للتطهير، وليس هناك نجاسة لتنتقل مني إلى الأشياء...
أحسستِ بشي تطاير، ولم ترَيْ شيئًا على بدنك أو ثيابك، لامست رجلك مقعد الحمام الإفرنجي، أو كبست الماء... تقولين: كنت متيقنة 100% أني طاهرة، وأحسست بشيء أصابني، ولكني لم أرَ شيئًا، فيا ترى هل أصابني شيء أم لا؟ ولكن هناك قاعدة: (الأصل بقاء ما كان على ما كان)، وأخرى: (لا تنجيس بالشك)، هذا يعني: أن طهارتي بقيت على ما كانت عليه، وشكي لا يؤثر في الحكم على ثيابي أو جسمي أنه نجس، إذ لا تنجيس بالشك.
وهكذا تفكرين كل مرة، ثم تتابعين حياتك حسب النتيجة المنطقية-الشرعية التي وصلت إليها؛ سيلاحقك القلق... ستشعرين أنك متنجسة، وأن تفكيرك هذا كان مجرد كسل وإهمال كي لا تقومي بالتطهير.... كل هذا لا قيمة له، لأن مشاعر وأحاسيس الموسوس زائفة، هناك اختلال في الناقلات العصبية، وهناك وساوس شيطانية، كل ذلك يجعل الموسوس لا يستطيع الجزم بأمر ما، ولا الحكم على الأشياء بشكل صحيح؛ حينها المنجى هو اتباع الأحكام العقلية المستندة إلى القواعد الشرعية، وإهمال أي شعور آخر.
قد تسألين: ماذا لو كانت الحقيقة والواقع ليست كالنتيجة التي وصلت إليها؟ ماذا لو كان الواقع أني تنجست، ولكن الحكم العقلي كان أني طاهرة؟ هل أنا مقصرة؟ هل سيحاسبني الله؟ طبعًا لا لأن الله تعبدنا، وطالبنا باتباع الشرع والقواعد والأحكام الشرعية، والحساب يكون على مدى التزامنا، لا على الأشياء الغائبة عنا ليست الطهارة مطلوبة لعينها، وإنما لأن الله تعالى أمرنا بها، فإذا فعلنا ما أمرنا الله تعالى به، كنا قد أطعنا وأخذنا أجرنا، وبرئت ذمتنا.
لماذا تتخيلين انتقال النجاسة إلى الغسيل والمواعين؟ مع أني وجدتك تعتقدين تنجسك بأشياء ليست بنجسة أصلًا؛ إلا أني سأفرض أنك تنجست فعلًا: النجاسة الجافة التي لا أثر لها لا تنتقل إلى الأشياء الرطبة التي تلامسها بحال من الأحوال، هذا إذا تيقنت ملامسة الرطب للنجاسة 100%، فما بالك إذا لم تعرفي هل تلاقت النجاسة مع الأشياء الرطبة أم لا؟!! القاعدة تقول: (الأصل في الأشياء الطهارة) و(لا تنجيس بالشك) إذا ما تمت الملامسة بين النجس والطاهر، و(يقينك) بطهارة الغسيل والمواعين (لا يزول بالشك) هل انتقلت النجاسة أم لا؟
وفي الحقيقة لا أجد حلاً لأمثالك أفضل من العمل بقول المالكية: إن الصلاة تصح مع نجاسة الثوب والبدن والمكان.
يبقى ما تساءلت عنه: وهو أن هناك نجاسات معفوٌ عنها بالنسبة للصلاة، ولكن التطهير مطلب شرعي.
نعم هو مطلب شرعي بمعنى أن على الإنسان ألا يتعمد تنجيس نفسه، ألا يخوض في النجاسات، وكأنه يخوض في الماء... عليه أن يضع في حسابه أن الإسلام جعل هناك أشياء نجسة عليه أن يبتعد عنها، ويطهرها إذا أصابته وهذا واجب عليه. فالشيخ الفحام: قال إن إزالة النجاسة عن الثياب مطلب شرعي، لكن لم يذكر هل هي على التراخي أم على الفور؟
النجاسة التي لم تتعمدي تنجيس نفسك بها، لا يجب إزالتها على الفور بل على التراخي، خاصة المعفو عنها، يعني أصابتك النجاسة صباحاً، فليس من الضروري أن تقومي فتطهريها فوراً. إن كانت كثيرة غير معفو عنها، طهريها قبل قيامك لصلاة الظهر؛ وإن كانت معفوًا عنها فلا داعي لتطهيرها إلى أن تتسخ ثيابك وتريدين غسلها.
هذا –كما أكرر دائمًا- إذا كانت النجاسة متيقنة 100% أما النجاسة التي تقولين: هل تنجست؟ ربما تنجست... أظن أنها تنجست... هذه لا حكم لها ولا تطهريها...
حاولي الاسترخاء، وقراءة هذه الكلمات بهدوء، وتطبيق ما فهمته منها، ومن المؤكد بعد هذا أنك ستعرفين ما تريدينه بالضبط، وتكون أسئلتك دقيقة ومحددة؛ لأني أشعر أن كلماتك متطايرة كتطاير النجاسة في تفكيرك!!!
اهدئي، وكل شيء له حلّ، مهما كان الوسواس صعباً، فله علاج: وفي الحديث الصحيح: ((تَدَاوَوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلاَّ وَضَعَ لَهُ دَوَاءً غَيْرَ دَاءٍ وَاحِدٍ الْهَرَمُ)).
نحن في خدمتك دائماً، لكن هذا لا يغني عن زيارة الطبيب، حاولي تدبير أمورك بالطريقة المناسبة، لتسهيل ذهابك إلى طبيب يحسن العلاج النفسي –المعرفي السلوكي تحديداً- وأظن مثل هؤلاء موجودين في السعودية بنسبة أكثر من غيرها.
لا تيئسي عافاك الله، وخفف عنك.
واقرئي من فضلك:
دوامة انتشار النجاسة : فخ التفكير السحري