أتمنى المساعدة
السلام عليكم أخي الفاضل.. نادراً ما أطلب المساعدة في الأمور السلوكية عبر الشبكة ولكنني وبالصدفة طالعت آراءكم التي أعجبتني في طريقتها وطرحها في عدد من المشاكل فرجوت الله أن تفيدني.....
أنا متزوج من 3 سنوات ولدي ابنة وزوجة رائعين.. ولكنني أعاني من اضطراب سلوكي حيث أنني مدمن على الشات الجنسي، رغم أنني أحب عائلتي جداً جداً... المشكلة تبدأ من قبل الزواج .. كنت مدمناً على المواد الإباحية لفترة طويلة ولكن اهتمامي بها قلّ وأصبحت أطلب تبادلاً شعورياً (وهمياً ) مع طرف آخر عبر الفيس غالباً.. أقضي وقت طويل في عمل الحسابات والبحث ..أقلعت فترات متقطعة بعد الزواج ولكن عدت وللأسف تعودت على الأمر حتى أصبح إدماناً .....
زوجتى رأت في هاتفي صوراً إباحية وانهارت وحصل خلاف كبير ووعدتها بالتغيير... وشعرت بالذنب الكبير تجاه نفسي وتجاهها ورأت الأمر خيانة كبيرة رغم أنني لم أحب ولن أحب غيرها ولم أتعلق بغيرها.. وتغيرت لفترة ثم عدت وأصبحت تراقبني وفقدت الثقة في وهذا أمر أحبطني ودمر الكثير لدي.... ثم رأت مجدداً مواداً إباحية وتشاجرنا واقترب الأمر من الانفصال ثم بصعوبة وعدتها بالتوقف التام.. ثم للأسف عدت رغم قوة الدوافع للترك..
الآن أطلب مساعدتك في إصلاح هذا الخلل القذر الذي أصاب حياتي وسيدمر بيتي الذي يعدل روحي.... أريد أن أعيش حياة مستقيمة.... فأنا رجل مستقيم وملتزم وأريد استعادة ثقة زوجتي الحبيبة وأن أعالج ما جنيته عليها من تدمير لثقتها بنفسها وثقتها بي.....
وجعلكم الله عوناً في الخير
30/12/2016
رد المستشار
أخي الكريم
تمنياتي لك بدوام الصحة والسعادة والعافية
باعتباري من المهتمين بعلاجات الإدمان المختلفة، أفضل دائماً تفسير إدمان الصور والمواقع الإباحية من منظور التفسيرات السلوكية المعرفية للإدمان عموماً، رغم أن التفسير التحليلي النفسي قد يمثل إضاءات لك في اتجاه فهم هذه المشكلة للتعافي منها مستقبلاً
تتمثل هذه المشكلة حالياً في شقين مهمين ربما يساعداك أكثر في فهم تطور هذا الأمر لديك ووصوله إلى هذا الحد من التغول في حياتك بصورة صار من المستحيل -حسب شكواك- التراجع عنه رغم ما يمثله لك من خطورة وشيكة لهدم علاقتك الزوجية وبيتكم الوليد
الأمر الأول هو الحجم الذي صار يمثله هذا الأمر (الصور والمواقع الإباحية) في حياتك، باختصار صارت تمثل دوراً وظيفياً لإزالة أي احتقان أو توتر وقد تمثل طريقة لأخذ Break أو هدنة يستعيد بها الشخص صفاء ذهنه لمواصلة العمل، وربما في بعض الأحيان يكافئ بها الشخص نفسه بعد عمل جهيد. وفي ظل تمدد هذه العادة فإنها تدريجياً تؤدي إلى تآكل العديد من الأنشطة الحياتية (المرحب بها) والتي كانت سابقاً تقوم بهذا الدور الوظيفي (دور الترويح أو مقاومة التوتر أو المكافأة) كالخروج مع الأصدقاء أو لعب الكرة أو مشاهدة السينما أو أو... إلى آخره
الأمر الثاني ويتمثل في رفع سقف المطالب التي يتوجب على الزوجة تحقيقها في العلاقة الزوجية (مقارنة بما يراه الشخص في المواد الإباحية)، ورغم أن الطريقة التي يصور بها هذه المواد تختلف إطلاقاً عن الصورة التي يتم بها إخراج تلك المواد ووصولها لمشاهدها حيث يتم التصوير المتجزئ وعلى عدة مراحل، ثم يتم عرضها لإضفاء مقدرة خارقة وأفكار أكثر إثارة لعامل الجذب لا أكثر، ورغم ذلك فإن المحصلة النهائية تكون رفع سقف المطالب -كما ذكرت سابقاً- من الزوج تجاه زوجته وما يستتبعه من شعور يتولد بعدم الرضا والابتهاج بالعلاقة الزوجية(الواقعية)، وهذا الأمر من السهولة بمكان أن تلاحظه الزوجة من تغير الزوج كماً وكيفاً أثناء العلاقة، وقد تكون عاقبة ذلك النفور من الزوج ثم النفور المتبادل من الزوجين لصعوبة تحقيق رضا الزوج (الغير واقعي)، وقد يتطور الأمر في أحيان كثيرة لإشعال رغبات معينة للزوج أزكتها مشاهداته للمواد الإباحية كالعقاب أو الإذلال الغيري أو الذاتي أثناء الجنس أو الجماع الخلفي وأشياء لا نهائية قد تهدد هدم هذه العلاقة المقدسة
سيدي الفاضل...
وبعد أن أطلعتك على خلفيات هذه المشكلة... فإنه لا يوجد جدول ثابت لحل المشكلة، وإنما الطريقة تتمثل في طريقين متوازيين لا يجب أن تسير في أحدهما دون الآخر
أما الأول فهو التوقف عن الإطلاع على تلك المواد الإباحية مع البدء وبسرعة "الطريق الأول" مع توفير وسائل بديلة لمواجهة التوتر أو الملل وكذلك مكافأة النفس بأمور تجلب السعادة والرضا للنفس كالخروج والتنزه والرحلات أو القراءة أو غيرها من الأنشطة الترويحية اللانهائية حسب اختيارات وميول كل شخص، أو استعادة الوسائل القديمة قبل نشوء تلك العادة، ويا حبذا لو اشتملت هذه الأنشطة على مشاركة الطرف الآخر (الزوجة) بصورة تعمل على مزاوجة المرح والسرور ووجود الزوجة نفسها "الطريق الثاني"
إذا اتبعت هذه الطريقة السلوكية فأعتقد أنها ستؤدي -وإلى حد كبير- إلى إنقاذ علاقتكم الزوجية التي هي ربما الآن على المحك، أما لو لم يحدث ذلك فربما يكون من الأفضل لك ولأسرتك مناقشة وعلاج ومتابعة هذا الأمر مع أحد المعالجين/الأطباء النفسيين المتمرسين في "العلاج الأسري"، وقد يتطلب الأمر المشاركة الزوجية "وجود الزوجة" في مرحلة معينة من الجلسات لتقديم الدعم والتحفيز اللازم للتغلب على هذه المشكلة.
تمنياتي أن أكون وفقت في مساعدتكم، وأن يصلني خبر تعافيكم في القريب العاجل
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واقرأ أيضاً:
زوجي مدمن شات جنسي: إليكتروجنس
زوجي والجنس على النت
ماذا أفعل زوجي مدمن أفلام إباحية
المواقع الإباحية عندنا: أزمة مجتمع غبي! م
إدمان المواقع الإباحية تجربة شخصية
زوجي إما متعدد أو عاشر متعددة العلاقات!