الفياجرا
في الحقيقة ليس لدي مشكلة وإنما استفسار ومشورة علي أجد لديكم ما تفيدونني به، وهي أني أرسلت أهلي إلى وطني الأم منذ أربعة أشهر وأنا على موعد قريب معهم بإذن الله عز وجل.
ولكن من فرط حبي وشوقي لزوجتي وهي كذلك، فإني أتمنى أن أحيي الليلة كاملة معها فهل يُنصح بحبة فياجرا تكون كافية لأداء المهام طيلة الليل؟
وهل الأفضل أن تأخذها هي أم أنا؟
علما أني لم أقم باستعمالها قط من قبل، إضافة إلى أني متزوج منذ خمس سنوات والحمد لله لدي طفلان
كما أود الاستفسار عن عملية توسيع فرج المرأة بشكل يدوي عن طريق الأصابع أو غير ذلك هل له مضار أو فوائد وهل له تأثير على العملية الجنسية أو زيادة الشهوة وتقصانها لدى الزوجة؟
شاكرا لكم في الختام كل جهودكم التي تبذلونها في معركتكم ضد الظلام والجهل والتخلف المتراكم في العقل والواقع العربي في مجمل العلوم الحياتية المختلفة.
6/7/2004
رد المستشار
الأخ العزيز أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين، وشكرا جزيلا على ثقتك، وعلى إطرائك النبيل لدور الموقع، الذي نسأل الله أن يجعله تنويرا إسلاميا، ليس كالتنوير الذي طمس هويتنا فكان أثره على مجتمعاتنا أسوأ من الظلام مع الأسف.
أولاً أحييك على رغبتك الصادقة في القرب والحميمية مع زوجتك، وكون الرغبة في إسعادها هدفا مهما من أهدافك، الحقيقة أن إفادتك هذه تختفي وراءها مشكلات في المفاهيم الجنسية، رغم نفيك لوجود مشكلة، وهذا طبيعي لأنك لو عرفت بمشكلة في مفهومك عن أمر ما لكانت المشكلة قد حلت! أليس كذلك؟؟
أبدأ معك أولاً بالحديث عن دور العملية الجنسية بين الزوجين، وعن نظرة الذكر إليها مقابل نظرة الأنثى، فأنت تقول بعد تعريفنا بغياب أهلك عنك أربعة أشهر، واقتراب موعد لقائكما: (ولكن من فرط حبي وشوقي لزوجتي وهي كذلك فاني أتمنى أن أحيي الليلة كاملة معها فهل يُنصح بحبة فياجرا تكون كافية لأداء المهام طيلة الليل)، فمن قال لك أن إحياء الليلة كاملة مع الزوجة يعني ممارسة الجنس طوال الليلة؟ من قال أن هذا هو ما تريده الزوجة؟ ومن قال لك أنها تفضل ممارسة الجنس أكثر من مرة في الليلة الواحدة، على ممارسته مرةً واحدة واحتضانها وتقبيل بين عينيها والكلام معها طوال الليل؟؟
الحاصل هنا هو أنك تنظر للعلاقة الجنسية بينك وبين زوجتك على أنها ميدانُ إبراز الفحولة، وكلما كنت قادرا على أداء المهام عدة مرات كلما كنت أكثر فحولة!، لست غريبا في ذلك فهذه نظرة معظم الرجال وإن كانت في رجال الشرق أكبر لسببٍ بسيط هو أن أحدا لا يصدق زوجته حين تتحدث عن مشاعرها الجنسية وإن صدقت، فهي إن قالت لك أن ممارسةً واحدةً تكفيها لن تصدقها، وإن قالت لك أن إرجازًا واحدا يكفيها فلن تصدقها، والحقيقة هي أن الزوجة الطبيعية تنظرُ للعلاقة الجنسية على أنها ميدان للتعبير عن العواطف والمشاعر والارتباط والاندماج والامتزاج والالتصاق وكلها أمورٌ لا تحتاج إلى فياجرا، وأحسب الحبة الزرقاء (الفياجرا) لن تفيد في ذلك إن لم تضر، فمن الممكن على عكس ما تتصور أنت أن تتسبب في إيلام زوجتك بالممارسة المتكررة بدل إسعادها بذلك.
يفترض يا أخي الفاضل أن الحبة الزرقاء تستخدم في علاج بعض أنواع العنة Impotence (أي ضعف الوصول إلى أو المحافظة على الانتصاب اللازم للإيلاج)، وأظن أن استخدامها من قبل شخص طبيعي هو أمرٌ غير محمود لا طبيا ولا أخلاقيا ولا دينيا، لماذا؟
طبيا بغض النظر عن الآثار الجانبية المحتملة، فإن استخدام عقار سترات السيلدنافيل sildenafil citrate (الفياجرا) يجبُ أن يكون للمرضى فقط لأنه عقار علاجي وليس منشطا جنسيا كمختلف أنواع المنشطات التي تباع من على نُضُد الصيدليات في بلادنا وفي المتاجر والدكاكين في الغرب، وهي حين يستخدمها المريض في جرعة مناسبة فإنها تسببُ انتصابا يحدث عند أي إثارة جنسية ويستمر ذلك الوضع مدة أربعة ساعات، وعندما يستخدمها إنسان طبيعي ولو بجرعة أقل ربما بمقدار النصف أو حتى أقل، فإنه يجد انتصابا عند الإثارة وتستمر معه تلك القابلية العالية للانتصاب ربما أربعة وعشرين ساعة؟ فهل زوجة طبيعية تطيق ذلك؟؟؟
وأما أخلاقيا فإنه لا ينصح باستخدام الحبة الزرقاء مع الزوجة إلا لضرورةٍ هي العجز عن الممارسة بدونها أي في حالة العنة، وذلك لعدة أسباب من أهمها أنك أنت ستشك في نفسك بعد ذلك وستجد نفسك غير راض عن انتصابك الطبيعي بالنسبة لمرحلتك العمرية، وهنا أسألك هل أنت على استعداد لاستخدام الحبة الزرقاء دائما بعد تلك الليلة؟؟
وأما دينيا فإن ثبوت الضرر النفسي أو الطبي يكفينا، ولكنني أزيدك أن ذكرًا طبيعيا تحت تأثير الحبة الزرقاء، أكثر قابلية للوقوع في الحرام! حتى أنني أقول كثيرا لأخي الدكتور أحمد عبد الله عند حديثنا عن الحبة الزرقاء، أقول أن بها شيطان، وذلك لما سمعته من كثيرين من مرضاي المكتئبين بسبب وقوعهم في الزنا تحت تأثير الحبة الزرقاء!، وبعضهم يجد نفسه عاجزا عن جماع زوجته بعد ذلك إما لأنه يشعر بالذنب ويحتاج للفياجرا لكي يصبح قادرا على الانتصاب، وبعضهم لأن انتصابه لم يعد يرضيه من بعد ما جرب انتصاب الفياجرا، وبعضهم خاصة من أخفى عن زوجته أنه ابتلع حبة زرقاء يجد خجلا في نفسه من الأداء بصورة أقل مما يرى أنه عودها !
وأما سؤالك هل أتناول أنا الحبة الزرقاء أم هيَ فسؤالٌ يحتاج إلى إجابة؟ لأن عقار السيلدنافيل بعدما حققَ أرباحا غير مسبوقةٍ على مستوى العالم لعقار في مثل عمره، ولا في غيره غالبًا، بدأ الآن تسويقهُ للنساء وليس ذلك على أسسٍ غير علمية، وإنما من خلال نفس الطريقة التي يعمل بها في الرجال، حيث أن المشترك والمتشابه بين الذكر والأنثى كثيرٌ فيما بطنَ من العملية الجنسية على المستوى الفسيولوجي، فمثلا يقابل الانتصاب القضيبي في الذكر (أثناء مرحلتي الإثارة المتزايدة والهضبية) انتصاب في أنسجة البظر واندفاع للدم في أوعيته من حول المَهْبِل بحيث ينتج التعرقُ اللازم للتزليق، وهنا تعمل الحبة الزرقاء في الرجل وفي المرأة، بحيثُ أنها تفيد في علاج من تعانين من اضطراب نقص أو فقدان الرغبة الجنسية Lack or Loss of Sexual Desire، أو فقدان الاستمتاع الجنسي Lack of Sexual Enjoyment، من خلال ما تحدثُه من تأثير فسيولوجي حيث تصبح قابلية المرأة للاستثارة أعلى من ذي قبل، ولكن النقطة المهمة هنا هيَ أن الأبحاث العلمية التي تجرى وتُسَوَّقُ للأطباء تتكلم عن حالات مرضية أحيانا بسبب فرط استخدام عقاقير الماسا، وأحيانا بسبب تغيرات سن اليأس في النساء Postmenopausal Women، إلا أن التسويق بين الخلق أمرٌ مختلف، حيث يساء استخدام كل شيء في السوق كما تعرف.
وأنا على أي حالٍ لا أرى بين من تتكلم عنهن الأبحاث شبيهة زوجتك عافاها الله يا أخي، ولا أرى فيك من يحتاج للإفراط في الجنس مع زوجته، وعلى أي حالٍ فإنني أرى إحالتك إلى بعض الروابط من على مجانين لتقرأ فيها عن دورة الاستجابة الجنسية في الرجل والمرأة وعن مفاهيم أظنها ستفيدك إن شاء الله، فقط قم بنقر العناوين التالية وخبرني بنتيجة العصف الذهني الذي ستشعر به :
دور الجنس في حياتنا
سيكولوجية المرأة
البرود الجنسي في النساء
الماء والنساء ، ماء المرأة في الإرجاز
لعق الأصابع بعد الأكل/لعق الأعضاء مع الجنس
الماسا والشهية للجنس
التشنج المهبلي والزوج ال "أيوب" !
هل هو الجنس مع الزوجة أم كل الجنس ؟!
الرغبة الطبيعية وعقدة الجنس !
وأصل بعد ذلك إلى سؤالك عن: (عملية توسيع فرج المرأة بشكل يدوي عن طريق الأصابع أو غير ذلك هل له مضار أو فوائد وهل له تأثير على العملية الجنسية أو زيادة الشهوة وتقصانها لدى الزوجة؟) وهنا أجيب معلنا منذ البداية أنني فهمتُ أنك تقصد توسيع فتحة المهبل بالأصابع أو إدخالهم فيها أثناء العملية الجنسية كأحد أساليب الإثارة، وهنا أقول لك أن الوحيدة التي تستطيع إجابتك على هذا السؤال إجابة لا تخطئ هي شريكةُ حياتك، ولا أنوي أن أخفي عنك ما هو معروفٌ علميا، لكن أحب أن أنبه إلى أن للأنثى أحوالاً نفسية وجسدية تجعلها ككيانٍ نفسي حسي شعوري معرفي دائمة التغير والاختلاف، دورويةُ الطابع هي المرأة خاصةً فيما يخص الجنس!
فبينما يكونُ توسيع الفرج أو إدخال الأصابع فيه مثيرا بجنونٍ يوما لامرأةٍ بعينها، فإنه في يومٍ آخر قد يكونُ بلا طعم أو حتى يشبه الكشف لدى طبيب النساء!، وفي نفس المرأة!،
معنى هذا أن الأهم من أن تسألني هذا السؤال هو أن تتعلمَ أنت وزوجتك كيف يكونُ بينكما تحاورٌ وتفاهمٌ حول ما يثير الآن خصوصا وما لا يثير، وما يثيرُ عموما وما عموما لا يثير، هذا من الناحية الحسية الجنسية.
وأما من الناحية الطبية حيث تسأل عن مضار ذلك، فإنني أنصح -ويفترضُ أنه مفهوم- إذا كنت ستجرب أساليب الإثارة تلك مع زوجتك أن تكونَ واعيا بضرورة اللين في التعامل مع مناطق الإثارة ذات الأنسجة الرقيقة تلك، وإن أردت الحق والواجب فمع جسد المرأة كله، معنى هذا أن العنف وعدم الالتزام مثلا بسنن الفطرة كقص الأظافر وإزالة شعر العانة، مثل هذه الأمور قد تؤدي إلى إحداث خدوش أو جروح أو التهاب بشكل أو بآخر.
أتمنى أن أكونَ قد أجبت على تساؤلاتك، وأن أكونَ قد وفقتُ في تغيير بعض مفاهيمك، وفقط أكررُ التأكيد على أن الممارسة الجنسيةَ جزءٌ جميلٌ من ليلةً كاملةٍ مع الزوجةِ، لكنَّ أشياء كثيرةً أخرى يجبُ أن تملأ الليلة، ولا تنسى أن الإسراف سلوك غير محبذٍ في الإسلام، حتى ولو في حلال، ودليلي قول سيد الخلق عليه الصلاة والسلام وهو يرد على سائليه عن الإسراف في الوضوء كما روى الحاكم في الكنى وابن عساكر عن الزهري مرسلا " قيل: يا رسول الله وفي الوضوء إسراف؟ قال صلى الله عليه وسلم : "نعم وفي كل شيء إسراف" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفقك الله وتابعني بأخبارك.