ذاكرتي مليئة, ولا أحسم المشكلات التي تواجهني
ذاكرتي مليئة, ولا أحسم المشكلات التي تواجهني، مشكلتي تنحصر في أنني أتذكر تقريبا كل شيء والتفاصيل المملة جدا مما يرهقني، وأشعر دائما بأن رأسي بها معلومات كثيرة مختزنة مما يوترني كثيرا...
المشكلة الثانية أنني كثيرا لا أستطيع اتخاذ قرار، وقد يكون مصيريا مما يسبب لي إحساسا بأنني لست قادرة على اتخاذ أي قرار وينعكس كثيرا على صحتي
أرجو الرد على مشكلتي ولكم الشكر
6/7/2004
رد المستشار
الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك، مُنْحَنَى الذاكرة له طرفان فكما يوجد النسيان المبالغ فيه يوجد أيضا التذكر المبالغ فيه للأحداث وخاصة الأحداث المؤلمة وكلاهما على طرفين متباعدين من المحنى وإن كانت الأسس والظروف مشابهة فمن المتعارف عليه في علم النفس أن العقل يسعى دائما إلى نسيان الأحداث والتفاصيل المؤلمة التي تسبب ألما حين تذكرها ولا نقول محوها بل إنه يقوم بنقلها من العقل الواعي أو الشعور إلى العقل الباطن اللا واعي أو اللا شعور.
وهذه الأحداث تسعى دائما للحصول على الفرصة التي تجعلها تخرج من اللا شعور إلى الشعور ومنها ما يخرج بالفعل بدون أي مثير لإخراجها لأنها في هذه الحالة تبقى هذه الأحداث في المنطقة الوسطى بين الشعور واللا شعور وتخرج عن طريق الأحلام أو التذكر التلقائي عن طريق إعادة المثيرات التي تعمل على
استرجاع هذه الخبرات والذكريات المؤلمة ومنها ما لا نستطيع إخراجه إلا عن طريق جلسات مطولة من العلاج النفسي
وهذه الذكريات المؤلمة يختزلها العقل حتى يتفادى الألم الناتج عن تذكرها فالإنسان يسعى دائما لراحته وكل ما حوله مجند لهذا الغرض وكل فعل وسلوك يقوم به يهدف إلى جعله أكثر راحة ونرى كثيرين يبالغون في نسيانهم حتى يصل بهم الحال إلى نسيان معظم التفاصيل.
وهناك من يستثنى من ذلك الأحداث المؤلمة وهذا السلوك نراه غالبا في أنماط الشخصيات الاكتئابية أو السوداوية كما أنه قد يكون عرضا من أعراض الإصابة بالاكتئاب وكنا نتمنى لو ذكرت لنا متى بدأت هذه الأعراض وهل هناك أعراض أخرى؟
ولكن ما لفت انتباهي حقا هو أن سنك مازال صغيرا حتى يمتلئ عقلك بالأحداث المؤلمة هكذا والتي لا تستطيعين نسيانها!!! أعتقد أنك تبالغين لحد ما في تضخيم هذه الأحداث، بل أكاد أكون متأكدة أنها ليست بالسوء الذي تشعرين به.
يلزمك إعادة تنظيم لمدركاتك وان تغير من طريقه تفكيرك، فطبيعي أن نمر جميعا كبشر بالأحداث المؤلمة والمحرجة التي تترك ورائها أثرا مؤلما وغير مستحب، ولكن هناك أيضا الأحداث الجميلة التي تترك ورائها آثار السعادة والراحة.
فلا تستخدمي هذه الطريقة للوم ذاتك وعقابها والضغط عليها طلبا للكمال فما حدث كنت أنت أحد عناصره، وهناك عناصر أخرى عديدة ساعدت على حدوثه فدورك في حدوث ما حدث كان قليلا إن لم يكن معدوما فأنا لا أعلم بالضبط طبيعة هذه الأحداث فلم يكن بيدك شيء..... تذكري ذلك جيدا
تقبلي ما حدث بكل الرضا والهدوء والأيام كفيلة بأن تثبت لك مدى تفاهة ما تفكرين به وما نتخيله اليوم عظيما وجليا مع الأيام نراه صغيرا مثلك تمام فأنت مازلت صغيرة وأمامك الكثير لتعلميه وتدركيه.
حاولي أن تشغلي بالك وتفكيرك وكلما ألحت عليك هذه الأفكار حاولي أن تطرديها بأي طريقه بالقراءة مثلا أو الاستماع إلى الموسيقى فحاولي أن تشغلي وقتك وفكرك بحيث لا يكون هناك مجال وفرصة لمثل هذه الأفكار.
ويمكن أن تتبعي طريقة أخرى وهى مختلفة نوعا عما سبق وهى مواجهة أفكارك هذه بأن تسيري مع نفسك للآخر، واتركي لها العنان لتذكرك بكل ما تريد ثم اسألي نفسك: والآن وبعدما آلمتني هكذا ماذا تريدين؟ اعرف لماذا تؤلمك نفسك بإعادة خبرات مؤلمة سابقة للشعور، وأول ما تظهر الأسباب وأنت وحدك من يستطيع إظهارها وإخراجها ومعرفة الدافع من وراء ذلك فمع بداية معرفة الأسباب سوف تفنى العلل.
وتبقى نصيحتي الأخيرة لك بتقبل ما حدث وحاول أن تشغل بالك بالتفكير البناء الهادف المتفائل وتحدى ذاتك أكثر من ذلك واثبتي لنفسك بأنك قادرة علي قهر كل مالا تريدينه ويقف عقبة أمام رضاك وسعادتك.... وتابعينا بأخبارك وأهلا بك دوما معنا.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين، وشكرا جزيلا على ثقتك، ما أود إضافته بعد ما تفضلت به مجيبتك المستشارة أ.إيناس نبيل مشعل، هو ما لفت انتباهي في إفادتك إضافةً إلى مشكلة التذكر التي أفاضت فيها مجيبتك، فأنا أرى أنك لم تكوني موافقة في تعبيرك عن المشكلة الأولى لأنك استخدمت التعبير (أتذكر تقريبا كل شيء والتفاصيل المملة جدا مما يرهقني)، وبدوت وكأنك تتذكرين بإرادتك مع أن ما أخمنه هو أن الأمر لا إرادي، وأنك تعانين من بعض الوسوسة، خاصة في ضوء أن المشكلة الثانية هي مشكلة التردد، وأنا لن أفصل كثيرا في هذا الأمر، إلى أن تتابعي معنا بتفاصيل أكثر، ولكنني فقط سأحيلك إلى عددٍ من العناوين من على استشارات مجانين، أرى أنها إن شاء الله ستفيدك جدا، فقط قومي بنقر الروابط التالية بالفأرة، واقرئي بإمعان وتروي:
الوسواس القهري وأحلام اليقظة !
الوسواس القهري في الأفكار ، علاج معرفي !
الأفكار السلبية والقهرية - متابعة
أعتقد أنه وسواس قهري ؟! : جائز جدا !
الوسواس القهري: أنواعه وأعراضه وحكمه الشرعي متابعة
التردد متى يكونُ مرضيا ؟؟
أتمنى أن تتابعي معنا، وأهلا وسهلا بك دائما على موقعنا مجانين، فتابعينا بالتفاصيل.