والد زوجي والاستحواذ القهري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أطلب استشارة وحل لعل لله يرشدني للطريق الصحيح، تزوجت قبل 4 سنوات من رجل لا أعرفه جيدا "وكانت والدته منفصلة، ولديه والد مريض بورم حميد بالدماغ وأعمى نتيجة المرض.." قبل زواجي شرح لي زوجي حالة والده ولكن أخفى عني جزئية مرضه النفسي،للعلم عاشت أم زوجي مع والد زوجي 10 سنوات أنجبت 3 أبناء ثم طلقت، ووالد زوجي تزوج بعد مدة من الزمن أجنبية مدة 15 سنة، دام زواجهما بدون أطفال وحدث الانفصال، والآن له أكثر من 8 سنوات لم يتزوج، حيث بعد زواجي بابنه مباشرة وبعد أسبوع أو أسبوعين بدأت زياراته لنا وكنت أخرج معهم وملازم لنا تقريباً في أغلب رحلاتنا ومنزلنا, كانت حركاته كلامه نبرته كلها تثير الغرابة، حتى تصرفاته، وكان معظم كلامه يميل للمثالية العظمى والنظام الدقيق في الوقت،
لا أريد أن أطيل بالموضوع بعد سنوات اكتشفت أن طلاق أم زوجي من والد زوجي بسبب والدته وكانت تذكر بعض تصرفاتها التي فعلاً أجدها في والد زوجي، بعد بحث مطول وجدت أن والد زوجي مصاب بمرض الاستحواذ القهري مثل أمه، (وأنا متأكدة من حالته ومرضه).
الآن كمريض نفسي ومريض عضوي أشفق عليه، وأتمنى من زوجي وبناتي أن يكونون مصدر بر له وأمان، حيث أنه يعيش وحيد لا أصحاب ولا أهل ولا أخوة ولا حتى أب.. الكل متخلي عنه بسبب شخصيته الصعبة والمعقده، يعلم الله وحده أني كنت مثل ابنته وأكثر وكنت مطيعة له وأشفق عليه، لكنه يضمر لي الشر بداخله، ودائم الاحتقار بالناس وأنه هو المثالي ووو....
تصرفاته وتحكمه وعناده تنفرني منه بشدة لا أستطيع تقبله، ولا أستطيع أن أعيش بالقرب منه، إنسان غير طبيعي أبداً "دخوله في حياتنا بالنسبة لي مصيبة كبرى..
أنا الآن في أمريكا ولما تقرر قرار بعثتنا طرت من الفرح بسبب الذهاب من جو المشاكل، والتحكم فينا وفي حياتنا، وعدم مفارقته لنا والسيطرة علينا، والآن قرر والد زوجي أن يأتي إلينا في أمريكا ويعيش معنا.
أنا ذكرت الشيء البسيط جداً جداً جداً وحاولت الاختصار، كيف أتعامل أنا وزوجي معه؟! وهل مرض الاستحواذ القهري وراثي؟! وهل ممكن أن تصل به الحالة للقتل؟! للعلم إنه يستخدم أدوية لمرضه العضوي (السرطان الحميد)، لا يستخدم أي أدوية نفسية، ولم يسبق له الذهاب لطبيب نفسي، وألاحظ عليه أنها زادت حالته أو حدته...
ووالدته مصابة بالاستحواذ لكن حالتها حسب كلام زوجي أكبر وأكثر وهي متوفاة الآن..
أرجوكم أرجوكم أرشدوني
ولكم ألف ألف شكر
18/1/2017
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك وللعائلة بالسعادة والنجاح.
الجواب على الاستشارة يجب أن يكون عملياً وبعيداً عن العوامل العاطفية والأخلاقية. وظيفتك ومسؤوليتك الأولى هي تجاه عائلتك وزوجك ومستقبلك. لا أظن أن من وظائف الزوج تمريض وعلاج أب أو أم الزوج ولا تقع المهارات التمريضية ضمن شروط الزواج في جميع الحضارات والثقافات. لا أنكر أيضاً الحرص على رعاية الوالدين ولكن هناك حدوداً يجب الحفاظ عليها وألا تحول الشعور بالذنب تجاه رعايتهم إلى سوطٍ يُعاقب به جميع أفراد العائلة.
لا أعرف بالضبط طبيعة الورم الحميد الذي يعاني منه والد زوجك ولا يمكن الجزم بأن سلوكه يمكن تفسيره كلياً بهذه الآفة. كذلك لم توضحي ما هو العلاج الذي يستعمله وإن كان عقاراً مضاد للصرع أو غير ذلك. ولكن في جميع الأحوال يمكن القول بأن سلوكه القهري أو الحصاري (الوسواسي) هو وراء تأزم علاقته بك وبالآخرين. هذه الحالة كثيرة الملاحظة في الممارسة المهنية العملية وتسبب مشاكلٍ عدة في العلاقة الزوجية وخاصة إن تم إسقاط رعاية الأب أو الأم على الزوج الآخر.
التعامل مع أب الزوج الوسواسي في غاية الصعوبة وتأزمه معك أو الآخرين لا علاقة له بشخصك وإنما في الرمز الذي تمثلينه في كونك عنصراً خارجياً متطفلاً على منطقة نفوذه. الأب أو الأم الحصارية تفكر دوماً بأن عائلتها وأولادها وابنتها منطقة نفوذ لا يسمح للأجنبي بالدخول إليها وحتى إن أعطت تصريح القبول بالدخول. هذه الأنانية والنرجسية لا يسهل تجاوزها وخاصة مع تقدم العمر فلذلك ليس هناك أفضل من تقصير مدة التواصل معهم أسبوعياً وشهرياً قدر الإمكان.
من الصعب قطع التواصل مع والد زوجك ولكن أن يعيش معكم في البيت فهذه كارثة ولا يجب أن تقبلي بهذا الشرط. ما أفهمه بأنه لا يعيش معكم الآن وليس هناك سبباً لأن يأتي للعيش معكم. هذه حقيقة يجب أن يستوعبها زوجك أيضاً وهو أعلم منك بحالة والده وإن كان اتخاذ القرار الحاسم أحيانا من قبله لا يخلو من الصعوبة بالسبب الشعور بالمسؤولية تجاهه. رغم ذلك فإن إبداء رأيك بصراحة قد يساعد الزوج في التخلص من عقدة الشعور بالذنب والتضحية من أجلك ومن أجل عائلته ومستقبله.
لا توجد طريقة مثالية للتعامل معه سوى عدم التعليق على آرائه وإبداء عدم الاكتراث بها فذلك أفضل من الدخول في أي نقاش معه. كذلك لا يجوز التجريب به دوماً ووضع جدول زمني لزيارته ليعلم بأن منطقة نفوذه الآن لا تشمل بيت ابنه وزوجته. متى ما استوعب حدود منطقة النفوذ الجديدة تغير سلوكه وهذا ما يحدث معهم في جميع الثقافات. نشبه ذلك في العلاج النفسي بإصدار فيزا مؤقتة للدخول.
أما أن يقتل فلا.
توكلا على الله وهناك أكثر من وسيلة لعدم السماح له بزيارتكم في الغربة. العيش في أمريكا أيضاً لشخص مثله في غاية الصعوبة وقد تؤدي إلى تدهور سلوكه وتأزمه عاطفياً في بيئة يجهل طبيعتها وبعبارة أخرى من مصلحة جميع الأطراف أن لا يعيش معكم.
وفقك الله.
واقرئي أيضاً:
زوجي ووالد زوجي وطبعه الفظ
ويتبع >>>>>>>>: أبو الزوج الوسواسي : حاذري ما استطعت م. مستشار