كيتي بحاجة للنوم ! والقسمة قاسم ! م4
ثقب أسود
بعد معارك فر وكر.... سجال وقتال... هذا الاكتئاب سحقني... قتلني.... ولا أعلم لأي مصير بائس يغرقني... بات هو همي.... أخذ معه كل شيء.... حياتي تماماً كمماتي... لا فرق سوى جسد أنهكته الدنيا....
_ العزلة تقتلني, الوحدة تحيط بي.... ولا أجد رابط يربطني بعائلة كبيرة حولي... أجد راحتي بعيداً عن كل تواصل بشري... كلما أرغمت نفسي على الاقتراب وكسر الحواجز.... أجد جبال من الجليد تحيط بي... فأقبع بين جدراني..... في الحقيقة ليس لدي أي مشاعر تجاه عائلتي... أحيانا قلبي يمتلئ بكرههم...
- خسرت عملي مرة ومرتين و..... وأكثر.. حتى في عملي لا أحسن التواصل أو حتى التعايش.... أكثر مدة صمدت بها كانت ستة أشهر, حاولت البقاء لكني لم أحتمل البقاء, ورغبة جامحة بالانفجار أبعدتني.....
- شيئاً فشيئاً ليس لدي زملاء... أصدقاء..... أو حتى شقيقات وأشقاء.
-أعاني من نظرتي السوداوية والتشاؤمية... لأني لا أرى سوى الفشل... هو الفشل بكل شيء... فشل في العمل.... فشل في الزواج.... فشل الحياة الاجتماعية... فشلي في الإنجاب..... فشل فشل فشل وكأنه المعنى العميق المرادف لوجودي وكياني.
كل الأيام تبدو كبعضها... سيان... عالم بلا كيان... في عالمي أضحى الليل والنهار واحد وليس اثنان... فنوافذ عالمي أسدلت الستار... لا أعرف الزمان... أحياناً المكان....
طقوس النظافة تعذبني.... أستحم مرات ومرات... أخلص جسدي من تلوث مس روحي... لكن هيهات
أحياناً أبقى فوق فراشي لأيام... وينقطع حتى الكلام....
لم أترك روحي هائمة في كل مكان.... زرت طبيباً بل اثنان... لم أجد الحل للآن........
طبيبي الأول: أثقلني بأدوية قوية... أصابني المزيد من الخمول... والسكون ولربما مَسَنِيَّ شيءٌ من الجنون.... إذ بُحتُ له برغبة جامحة للموت..... أصبت بحساسية نادرة... ربما تداخل دوائي من الأدوية أُدْخِلْتُ المشفى.... كاد أن يقتلني الدواء قبل الداء......
ذهبت لطبيبي الثاني.... عكس طبيبي الأول... ليس كيميائي... يؤمن بأن الكلمات أقوى من الحبات... فبدأت الجلسات... وجلسات وأنا أغرق بين الشتات..... فبدأ إعطائي الأدوية.... وتعددت الوصفات... كل مرة أدوية جديدة وتفشل المحاولات في تحقيق أبسط الاحتياجات....... إحساس بالحياة.... وتبديد للوفاة..... بث الأمل في الرفات.... يحيي العظام وهي رميم.. تلك لربما قدرات إله وليس بشر.؟؟؟
يا صديقي... ما يرعبني... هي أشباحي الجائعة للموت.... عندما تستيقظ سياطها الموجعة..... تتوق للموت.. فأمضي وقتي أقلب الصفحات... وأقرأ ما بين السطور عن النهاية.... نهاية لا تعرف الفشل....
أقسم لك إني أخجل من فشلي حتى في الموت..... فتحدثني رأسي بإرجاء الأمر....
ما العمل؟؟؟
20/1/2017
رد المستشار
شكراً على رسالتك وتمنياتي لك بالسعادة.
رسالتك تشير إلى رحلة مثقلة بخسائر عاطفية واجتماعية وشخصية وليس من الغريب أن تعبري عن هذه الخسائر بالشعور بالكآبة والذنب والحديث عن تطهير نفسك من الذنوب والشعور بأن وجودك على قيد الحياة لا معنى له. ولكن مع كل ذلك لا تقوين على إلغاء رحلتك في الحياة ولسبب واحد فقط هو أن المر في الحياة لا يختلف عن المر في الطعام. المر من الطعام لا يختلف عن الحلو فيها في لذته وهذه هي الحياة يوجد فيها المر والحلو وتبقى لذيذة ولا تحتاج إلى عملية جراحية وعقاب الذات من أجل التخلص من الذنوب التي حصلت عليها.
ما هو محتوى وإطار الاستشارة؟
أشارت رسالة الموقع إلى أن استشارتك هي الرابعة أو الخامسة ومعنونه متابعة٤ كيتي بحاجة للنوم؟
قررت عدم فتح الرابط.
محتوى الرسالة اكتئابي بحت. تشيرين في الرسالة إلى عدم حدوث تحالف علاجي بينك وبين الطبيب النفسي الذي اقترح أولاً استعمال ناقلات كيمائية (العقاقير) لمساعدتك في رحلة الشفاء والثاني حاول أولا تشجيعك على استعمال جهودك الشخصية فقط والتحرك ببطء نجو هدفك. فشلت المحاولة الأولى والثانية فما هو السبب؟
السبب يعود إلى إطار التعبير عن مشاعرك وعواطفك بصورة درامية رغم بلاغتك والتي قد تدفع الطبيب النفسي إلى تحيز معرفي تلقائي وهو أن من يستشيره شخصية هستيرية بدائية تفرط في التعبير العاطفي ولا هدف لها ولا حيلة في تجاوز أزماتها النفسية وتميل إلى استعمال دفاعات نفسية بدائية في تعاملها مع المعالج النفسي ومع من حولها من الناس. نصيب الأنثى من تشخيص شخصية هستيرية أضعاف نصيب الذكر. متى ما حدث ذلك توقفت رحلة العلاج.
عليك الانتباه إلى هذه الظاهرة عند استشارة طبيب نفساني أو معالج نفساني ولا ضرر من الصراحة حول احتمال تشخيصك بهذا الاضطراب بدون تقييم علمي لحالتك النفسية.
الأعراض التي تشيرين إليها في الرسالة هي ما يلي:
1- العزلة
2- غياب التحالف بينك وبين الأهل
٣- انقطاع التواصل مع الأصحاب
4- فشل مهني
5- عدم وجود علاقة حميمية
6- البحث عن الطهارة (تسمينه الوسواس)
تضعين البحث عن الطهارة والنظافة في إطار الوسواس وأضعه في إطار حرصك على المحافظة على مظهرك وكيانك.
توجهت نحو العزلة في انتظار من يبحث عنك ويبدو أن مهمة العثور عليك لم تؤدي إلى رنين أجراس الإنذار.
عدم وجود علاقة حميمية يعكس بدوره تصميمك على التمسك بدور الضحية وعدم قدرة المقابل على ضمك بالأحضان.
في نهاية الأمر توقفت رحلتك بسبب:
1- عطل عاطفي.
2- عطل معرفي.
٣- غياب من يرافقك في هذه الرحلة.
ولكن الأهم من كل ذلك هو أولاً تحديد المكان الذي ستنتقلين إليه أو بالأحرى مرحلتك القادمة والجديدة في الحياة.
ما هي النصائح؟
١- هناك عدم توازن وجداني عليك إعادته إلى التوازن عن طريق تنظيم إيقاعك اليومي أولا ومن ثم قد تأتي الحاجة إلى عقاقير.
2- تحديد أهدافك في الحياة والتفكير في مستقبل أفضل وتقييم الحاضر ورمي الماضي في سلة للنفايات.
3- البحث عن عمل والتواصل مع البشر.
4- إن استشرت طبيباً أو معالجاً نفسياً فعليك الانتباه إلى احتمال نبذهم إياكِ تماماً كما نبذك الغير في الماضي.
5- حان الوقت لمواجهة تحديات الحاضر والتوجه نحو المستقبل وإبادة الماضي.
6- بلاغتك تعكس قدرتك على المسير لوحدك وبسرعة إن تخلصت من أثقال الماضي.
وفقك الله.
التعليق: نصيحتي ليكي قربي من ربنا مع العلاج حاولي تصلي وتدعي بس ادعي وانتي واثقه ف الله مش وانتي يائسه وربنا يعينك