يا لطيف موسوسة تسأل عن فتوى رفيف !
وسواس الصيام
سؤالي موجه لأستاذتي الفاضلة رفيف الصباغ, أود أن أشكرك على مجهوداتك الكبيرة لمساعدة الموسوسين مثلي. أنا الآن أقضي صيام رمضان ولكني أشك في صحة صيامي. سؤالي هو هل يجوز أن أغسل فمي أو وجهي لغير الوضوء دون أن أمسح شفتي...
سؤالي الثاني هو عند مسح فمي بالمنديل أو الفوطة تبقى بعض الأجزاء أو الشعيرات الرقيقة من المنديل على شفتي ولا أزيلها لأني لا أرى أحدا يهتم بها.
أما سؤالي الأخير هو عند دخول المطبخ تتأثر بعض القطرات إلى شفتي ولا أبالي بها فهل عند الكلام أو الضحك تدخل هذه القطرات إلى فمي أم أنه مجرد وسوسة. مع أنها موجودة يقينا.
سامحيني على الإطالة
8/2/2017
رد المستشار
أهلاً بك وسهلاً مجدداً يا "هاجر" ما تسألين عنه ليس مجرد وسوسة، وإنما هو وسوسة في وسوسة، حتى أني تحيّرت كيف أجيب!!!
تجاهلي كل هذا، وإياك أن تعيدي صيام يوم شككت فيه، هذا هو واجبك الآن.
غسل وجهك لغير الوضوء مباح، وغسل جزء منه مباح، فلماذا (لا يجوز).... طبعاً يجوز؛ لكن ينبغي –إن أردت علاج الوسواس- أن تواجهيه وتغسلي فمك، وإياك أن تعيدي صيامك بعد ذلك، مهما شككت وقلقت......
ثم لعلك تضحكين إن قلت لك أني بللت فمي ومسحته بفوطة، ثم بمنديل ورقي، ثم بآخر سريع التفتت، مراراً وتكراراً، لأرى أين هذه الشعرات التي تبقى، فلم أجد شيئاً، ولعل ما تحسبينه بقايا من المنديل إنما هو جلد الشفة الجاف.... أو لعله غبار من الجو مما يعفى عنه لعسر التحرز، الصراحة لا أدرى.
وسؤالك الأخير: وسوسة في وسوسة طبعاً؛ والإعراض عن التفكير فيه أولى، يعني على فرض وجود ماء يتطاير في المطبخ، ولا يجد سوى شفتيك ليحط عليها، فإنه من المستحيل أن تدخل إلى الفم أثناء الكلام والضحك!!!
والأصل في الصوم أنه لم يبطل ما لم تتيقني بطلانه، وهذه الشكوك لا قيمة لها، ولا تبطل الصوم، إذ اليقين لا يزول بالشك، وباعتبارها لا تفسده فلا داعي لشغل البال بها!!!
ثم أخيرًا توسوست أن سؤالك طويل، وأريدك لو سمحت أن تعدي كلماته.... من نفس المنطق ترين الأشياء التي لا تفطر، مبطلة للصوم، وترين الأشياء التافهة عظيمة ومخيفة! ولعلك بعد عد الأسطر، أو الكلمات، تقتنعين أن ما تخافين منه في كثير من الأشياء لا وجود له، وأن طريقة تفكيرك طريقة وسواسية ينبغي تعديلها من الجذور، وليس مجرد معرفة حكم، يداوي وسواس أمر، فينتقل الوسواس إلى أمر آخر.
أعانك الله، وأخذ بيدك.
ويتبع >>>>: يا لطيف موسوسة تسأل عن فتوى رفيف! م1
التعليق: صحيح، تعجّبتُ من قولك "عذرا على الإطالة" ورد المستشارة الأستاذة رفيف الصباغكان أطول ! كانت التفاتة لطيفة من المستشارة... خفف الله عنك ورزقك عزيمة ثاقبة متمرّدة على الأفكار الوسواسية.. فجانب التمرّد في الشخصية لا شك ينفع، فكلما كان الإنسان أكثر تصديقا بأن نفسه لا يجب أن "تُخالف" كان أكثر عرضة لقهر الوسواس