فقدان الأمل في الحياة
السلام عليكم، أنا دائماً أشعر بتوتر وقلق وعصبية، حاسة أني عايشة تقضية واجب ماعنديش أي أمل بشيء في الحياة
الوضع باختصار :- أبويا شخصية عدوانية على طول زعيق وشتيمة وعصبية مافيش تفاهم ما بينا.
نادر لما إخوته (أعمامي) أو أخوات أمي (خوالي) يأتون لنا بزيارة للبيت وده بسبب أسلوبه معاهم وعصبيته ودايما الزيارة بتنتهي بخناقة معها ويقولهم (أنا بعيد عنكم إيه اللي بيجيبكم عندي)
أقسم بالله أنا ما أعرف أولاد أعمامي وأولاد خيلاني وعمري ما شوفتهم.
أنا خريجة آداب قسم تاريخ ومابشتغلش ولا بخرج من البيت إلا للسوق وما عنديش أصدقاء ومافيش أقاريب بيبجوا عندنا ولا إحنا بنروح لحد ولا لينا أي علاقة بأي حد. ممنوع حتى نكلم جيرانا بالبيت. وطبعا المحصلة أنه مافيش حد بيسأل عننا ولا بيعبرنا. لأنهم سامعين بابا ليل ونهار يشتم ويزعق ويسب، وطبعا مافيش حد بيتقدم لي أو لأخواتي، حتى أخويا الناس بترفضه علشان بيخافوا من مشاكل والدي ومن سمعهم عنه.
أنا نفسيتي تعبت كل حاجة شتيمة زعيق سب، نفسي أعيش حياة طبيعية بدون ضغوط نفسية، بدون خوف، بدون كسوف وإحراج قدام الناس، نفسي أحس إني إنسانة طبيعية مافيش توتر ولا قلق ولا خوف ولا كره.
وشكرا لكم
وعذرا للإطالة.
18/2/2017
رد المستشار
قالوا لفرعون إيه فرعنك؟؟..قال مالقتش حد يلمني!! بما أنك في مصر فأنت تعلمين هذا المثل المطبق في كل مساحات وربوع مصر أم الدنيا!.... .حتى لو كان والدك مريضاً فهو لم يجد من يواجهه بمرضه، واحتياجه لممارسة حياة طبيعية ولو بمعالج نفسي! فماذا تنتظرين إذاً؟؟ أن تسقط السماء حلولاً لحياتكم مثلاً؟ أم أنه سيتغير وحده في لحظة ما لا نعلمها؟!
فوالدك يحتاج لكلمة "لا"، ويحتاج أن يرى في عينيك شجاعة رفض ما يفعله؛ فلقد تركتموه يشكل حياتكم، ويتحكم فيها تماماً؛ فلا علاقات، لا عمل، لا أقرباء، لا طموح، لا إبداع، لا حياة...فقط مسموح بموت يرتدي شكل الحياة كذباً!!
فلن يجدي حديث الصبر، ولن يجدي حديث خطوات العلاج الذاتي للاكتئاب، أو إقناعه بعلاجك منه على يد متخصص، - حتى لو حدث ستعودين لاكتئابك ما دام مناخ البيت لم يتغير-، وكذلك لن يجدي حديث التهور؛ فالقصة تحتاج لشجاعة صدقك في أن تكوني موجودة! وصدقك في أن تكوني حية تتنفسين الحياة بكل ألوانها، ومنعطفاتها، فنحن نستطيع بالإصرار المهذب أن نفعل ما نريد، ونوقف من نريد عن سيطرته علينا إنه لم يسيطر إلا لأننا سمحنا له بذلك!
فلتبدئي بشجاعة القرار المبني على احتياجك الصادق بأن من حقك أن تختاري حياتك، وأنك مسؤولة عن "نوعية وجودك" حينها فقط ستتمكنين من الانتقال لخطوة التنفيذ بإصرارك المهذب الثابت المستقر الهادىء في حقك أن تعملي، وأن تصادقي فتيات في مثل سنك، وأن تزوري أعمامك، وفي المقابل ستتحملين بشجاعة أيضاً كل ما سيقوم به حتى تظلي كما عودته، أنت وهم
وستتحول الأيام وقتها لمظلة ثقيلة الظل؛ فلتتحمليها بشجاعة مقابل حياتك، وسيزداد الرعد، والبرق في سقف بيتكم وثباتك هو ما سيغير ما تعانين منه منذ سنوات، وسنوات، قلت لك ما تحتاجين لفعله بصدق وأكرره.... أن تصدقي في احتياجك حتى يملأك تماماً تماماً، ثم الشجاعة في التعبير عما تحتاجين بأدب، وإصرار مهذب، ثم التنفيذ بثبات وثقة وأدب وتحمل ثمن "حياتك"
وغير ذلك ستكون محاولات فاشلة تجعلك أضعف من ذي قبل، وسيفهم أنك لا تعنين ما تقولين، وستكونين غذاء رعده، وبرقه المفضل، وعبرة لمن لا يعتبر، ولكن إن فعلت ما قلت كيفما قلت؛ ستصل الرسالة بوضوح وحينها فلا محل للإعراب عن أي حديث عن "البر" فالبر المقصود به الأدب لا الطاعة إطلاقاً، ولا عن "الفضائح"؛ فأنتم تعيشون فيها ليل نهار، ولا عن "خراب البيت" فما هو العمار أصلاً في بيئة رعب، وإهانة، وجزر منعزلة لكل أفرادها يتجرع كل واحد منهم ألمه في صمت أخرق
فليأتي أعمامك، وأخوالك، وكل من له أي قيمة ليشهد على أفعاله، ولا محل "للخوف" فخوفكم هو ما أوصلكم لهذا الوضع، وخوفكم يكون ممن خلقكم، ومن خلقكم أراد لكم الحياة، والاختيارات، والمسؤولية، وبر والديكم بالأدب حتى مع رفض ما يفعلونه فلتتفهمي ما قلته، ولا يكون حيز تفكيرك في كيفية الزواج في مثل تلك الظروف فأي زواج هذا وأنت تتدربين كل يوم على دور الضحية فكيف ستكونين مع زوجك، وعلى ماذا ستربين أولادك؟
إذاً فالزواج هو الخطوة الثانية؛ فلتبدئي بالأولى كما أوضحت، وليس معنى كلامي هذا أني لا أعلم مدى صعوبته، ولا عواقب ما أقترحه عليك بل بالعكس، ولكن إن كنت فعلاً تبحثين عن الأمل؛ فأقول لك: الأمل أنت من سيزرعه؛ فلا تبحثي عنه خارجك؛ لأنك لن تجديه... هيا ابدئي وتابعينا.