أحب من طرف واحد .. ما هو العلاج؟
الجمال أم الثقة ؟ أهم حاجة للبنت
عقد الزواج
السلام عليكم وفي البداية شكراً لكل القائمين على هذا الموقع الرائع، أنا فتاة عمري 30 سنة، مشكلتي هي تأخر الزواج وأيضاً عقدة منه، تقدم لي بعض الأشخاص ولم يكونوا مناسبين، خطبت وأنا في الـ 19 من عمري بزواج تقليدي فلم أحبه إطلاقاً ثم انفصلت بعد مشاكل كثيرة، في سن ال 22 قرأت فاتحتي وأيضاً لم يكتمل الموضوع والحمد لله، بعد ذلك التحقت بشركة جيدة وتوظفت وتفوقت كثيراً في عملي.....
ثم جاءت أكبر صدمة في حياتي تقريباً وهو أنني أحببت شخص من طرف واحد معي في العمل التمست فيه الأخلاق وقوة الشخصية، كان شعور جديد تماماً لم أختبره من قبل، حاولت أن ألفت نظره باستحياء وبعض المواقف ولكن أحسست أنه يعاملني بلطف وفقط وعرفت أيضاً أنه ما يزال يكن مشاعر لخطيبته القديمة، هو بعمر ال 40 ولم يتزوج بعد، ابتعدت عنه وأحياناً كثيرة أنساه وأحياناً أخرى أفكِّر فيه وأبكي (خاصة بعد ميعاد الدورة الشهرية)
المشكلة :
*أشعر أن أصبح لدي برود ولا مبالاة من كثرة الوجع
*الفراغ العاطفي القاتل
*الاحتياج لعلاقة جسدية ( بعتذر عن الوصف)
*لوم النفس وجلد الذات
*أصبح عندي تفكير دائم وتوتر وشبه عقدة من الزواج من رجل سيكون أحب واحدة أخرى ولم يجمعه بها القدر أو عاش تجارب كثيرة فلن أحتمل المقارنة مع واحدة كانت تتربع على عرش قلبه، لدرجة أنه إذا تم خطبتي على شخص فقررت أن أقول له إن كان هناك واحدة أخرى في قلبك فمن فضلك تتركني لحالي لن أحتمل هذا الوضع نهائياً
وأنا صغيرة لم أكن أفكر بهذه الطريقة ولكن أشعر أن الحياة (مرمطتني)
ولكم الشكر
9/3/2017
رد المستشار
لقد أرسلت لنا قبل ذلك ثلاث، أو أربع مرات تتكلمين عن نفس المشكلة من سنتين، أو أكثر، ورد عليك أكثر من مستشار بأكثر من وجهة نظر، ولكنك لازلت ترسلين!
وها أنا ذا أخذ دوري في الرد على مشكلتك التي لم تتغير!؛ فهل سألت نفسك لماذا لم تتغير رغم مرور الوقت؟...
وأقول لك: أنها لم ولن تتغير مادمت لا ترين حتى تلك اللحظة أنك تحبسين نفسك بنفسك داخل أفكار خاطئة لا تحاولين رغم أعوامك الثلاثين أن تناقشي صحتها، ومدى تأثيرها السلبي عليك! فالزواج ليس هدفاً في حد ذاته نسعى لتحقيقه لعدم وجود شيء آخر في الحياة بعد انتهاء الدراسة غيره؛ فالزواج لكل شخص منا في حقيقته هو وسيلة لتحقيق هدف يختلف من شخص لآخر فقد يكون الهدف العفة، أو إنجاب الأطفال، أو الشراكة في الحياة، أو الحب والرعاية، أو غيرهم، أو كلهم، أو أكثر منهم؛ بشرط مناسبة الطرف الثاني لنا لتحقيق الهدف بوسيلة الزواج.لأننا لن نحصل على الجنس فقط، ولن نحصل على أطفال فقط، ولكننا سنحيا مع شخص يعطينا ما نحتاجه، ونعطيه ما يحتاجه، ويناسبنا، ويرغب في الزواج منا كما نرغب نحن، وسنحيا علاقة فيها مسؤولية نفسية، وعاطفية، وجسدية، وتربية... إلخ.
فتجربتك الأولى كان من المهم تقييمها لتتأكدي من أن الزواج ليس هدفاً، وليس خطوة بترتيب بعد خطوة؛ فلقد حدثت مشكلات كثيرة جعلت الزواج "جهنم"، وبدلاً من ذلك بحثت عن أي أسباب أخرى "تحشريها حشراً" لتقنعي نفسك بقلة من يطلبونك للزواج بما أخذت تعددينه في رسالة سابقة عن تعليقات قديمة عن شكلك!، وتناسيت أن الجمال ليس له شكلاً واحداً، وتناسيت أننا نتطور في شكلنا بعد فترة المراهقة، وتناسيت أن الجاذبية هي الأبقى بين البشر دون أن ترتبط بشكل؛ فقد ترتبط بطريقة تفكير، أو روح عذبة، أو صفات متميزة....
حتى هذا الرجل الأخير تتناسين أن من حقه أن يختار، ويحب هو كذلك، وتتناسين أنه غير مستعد للزواج الآن، أو أنه قد يكون رمى لك قصة حبه القديمة حرجاً من استشعاره بإعجابك به وهو غير مستعد، ناهيك عن الحب نفسه؛ فكيف تحبين شخص من قبل أن ترينه؛ إنه شخصية قوية، متدين بشدة؟!؛ فأين هي المعرفة؟؛ فالحب ليس طفلاً تائهاً نبحث عنه، أو نلبسه لشخص لنزيف مشاعرنا تخص احتياج آخر نسميه زيفا بالحب!؛ فأنت من حقك تماماً أن تحبي رجل، ويحبك رجل، وأنت تتبادلي معه الونس، والدفء، والجنس، ولكن كما تحدثت معك، وأوضحت....
ولا أكتمك سراً؛ أن من حولنا يرونا كما نشعر تماماً بداخلنا حتى لو كانت مشاعر تعود لأفكار خاطئة؛ فكلما شعرت أنك مرفوضة؛ سيقابلك الرفض بشكل، أو بآخر، وكلما أوصلت لمن أمامك أنك تتعلقين، وتعتبرين أن علاقتك به ستكون كل الحياة، أو أنها ستكون حياة، موت؛ سيهرب، ويهرب؛ فلتفيقي من تلك الأفكار التي تأسرك، وانطلقي في الحياة الرحبة؛ لتكتشفي حقيقة تفاصيلك، وتعرضي لمزيد من التطور، والثقافة، والترفيه، والتعلم؛ لتكتشفي نفسك الحقيقية بعيداً عما أنت عليه الآن ويعذبك؛ لأنك أجمل، وأوسع من ذلك الحيز، وحينها سيراك كل من حولك كما أنت بلا تعلق، بلا خوف من الرفض، ومنهم سعيد الحظ.... هيا ابدئي.