وسواس قهري أم كفر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أعرف من أين أبدأ .. لقد تهت وضاعت مني الهداية بداية منذ طفولتي كانت ثقتي بنفسي ضعيفة تربيتي حازمة نوعاً ما لكنني والحمد لله كنت ملتزمة بالمسجد وكنت أحفظ من القرآن ما تيسر كنت نهمة للمعرفة وكل ما هو جديد لأشبع عطشي لكل ما هو جديد
في فترة تحضيري للثانوية العامة بدأت الحرب في سوريا واضطررنا للنزوح في رمضان وبدأت الوساوس القهرية في سب الله تعالى والعياذ بالله استمرت لشهر ونصف ثم ذهبت تلقائياً بعد دخولي للجامعة رأيت نهمي للمعرفة لا يشبع في المسجد فاتجهت للتنمية البشرية وربطها بالدين بطريقة فلسفية جميلة بعد فترة رأيت نفسي أتوق للمسجد فعدت كانت الأوضاع تزداد في بلدي الحبيب سوريا شيئاً فشيئاً فقررنا مثل كثير من السوريين المغامرة وركوب البحر طلباً للأمان والاستقرار في دولة أوروبية.
بعد وصولي لألمانيا تدهورت حالتي النفسية واضطرب نومي بشكل كبير ومررت بفترة أخاف فيها من النوم وكنت أقول لأهلي لا أريد أن أدخل بحالة اللاوعي في النوم كلام مضحك لكن هذا ما حصل وكنت أنام بعد الفجر منهكة وأصحو بعد 4 ساعات كسلة خمولة واستمر الأمر حوالي ثلاث شهور حتى استقرارنا في منزل بعيد عن مساكن اللاجئين الجماعية وهنا عاد عطشي للمعرفة أريد أن أعرف الله فبدأت بقراءة الكتب الدينية وكنت أذوب فيها تماماً وأستمتع وكنت مسحورة بالديمقراطية في هذا البلد فرحت أقرأ عن العلمانية والحرية وأصبحت أبتعد شيئاً فشيئاً عن ديني وأصبحت أصلي خوفاً من جهنم فقط لكن مع ذلك كنت محافظة على فروضي وحجابي بالرغم من ثقلها أحياناً وأنا في غمار مواقع التواصل قرأت تعليقاً لإحداهن أنها تقرأ عن الإسلام ولا تقتنع به وهي تتجه للإلحاد عافاني الله منه فخفت يومها وقلت سأنسى الأمر .
ولكن الخوف ظل مستمراً أياماً حتى بدأت نوبات الرعب والهلع والإقياء والأرق واضطرابات الأكل والشهية زرت طبيبة نفسية بعد شهرين من حالتي هذه بعد وساوس بوجود الله والكفر وشكوك لا حصر لها وأسئلتي حول الدين وأكدت لي إصابتي بالوسواس القهري في العقيدة وصفت لي باروكسيتين نقط لفترة أسبوعين ثم بدأت بعيار 20 ملغ لمدة شهرين مع nmirtazipi وperazin تحسنت أول فترة عليه ثم نكست بسبب دخول أمي المريضة بالاكتئاب والوساس القهري أيضاً للمشفى فانتكست جداً وعاد الوسواس بشكل قوي بعد شهرين من تناول الباروكسيتين قامت الطبيبة برفع الجرعة ل30 ملغ لأسبوعين وبعدها ل 40 ملغ ووصفت لي quetiapin بعد رفع الجرعة لـ 30 ملغ راودني سؤال لماذا خلقنا الله مع خوف وقلق شديد
وبحثت في النت ولم أجد جواباً واعتبرت نفسي شفيت من المرض بسبب تناولي الدواء لشهرين المشكلة أن الأفكار المتعلقة بالله ما زالت تراودني من هو الله ماذا يعني الله ... أنا مرتدة وغيرها الكثير وللأسف تراودني دون أن أتضايق منها أو أحزن أبداً لقد عدت لمنطقي القديم السيئ لا أستطيع تغييره وهذا أدخلني بحالة اكتئاب واستنتج عقلي أني عدت لنفسي القديمة السيئة التي تجد العبادة ثقيلة
لم أعد أقتنع بالحجاب والصلاة بالرغم أنه بأول فترة من الوسواس تبت لله وعاهدت نفسي ألا أفكر بغيره وبطاعته وصرت ألتزم بورد يومي من الأذكار واستماع الرقية والقرآن لكني لا أستطيع أكتب لكم بعد يأس شديد .. تعبت من إقناع نفسي من وجود الله دون جدوى .. فقدت حلاوة العبادة بل وأصبحت ثقيلة عليَّ وهذا يزعجني اليوم شعرت أني لست مسلمة أو أني نسيت أني مسلمة
وبدأت أسأل نفسي ماذا يعني الإسلام كأنني لا أعرف عنه شيئاً أرفض أن أشمت العاطس أو أعزي أحد ب الله يرحمه لأثبت لنفسي أني كافرة أستغفر الله أقول لنفسي لماذا يخلقنا ويريد أن نعبده لماذا يبتلينا ويحبنا بالرغم أن هذه الأسئلة لم تكن ببالي من قبل ولم تكن تؤرقني الله كان معي طول فترة مرضي لم يتركني لكنني خائفة من إصراري على البعد عنه أن ينساني
أشعر أن القرآن ليس من عند الله لكني أعرف أنه من عنده أحياناً أريد أن أفعل بالمصحف أشياء مشينة وسيئة ضقت ذرعاً ... لولا حيائي من الله أن أزهق روحي لانتحرت ولكنني أستحي منه تراني شفيت من الوسواس وهذه نفسي الأمارة بالسوء توسوس لي أم أنه الوسواس لا أعرف لقد تعبت أهلكت نفسي من كثرة التفكير ما زلت أصلي رغم أنني أشعر أني لا أصلي لله أستمع القرآن لأنني لا أستطيع قراءته وأطلب الدعاء من أهلي أن يردني الله إليه ساعدوني ...ماذا أفعل ؟
أتذكر الفترة التي تحسنت فيها بجرعة 20 ملغ كيف كنت سعيدة مع الله ومطمئنة لكني لا أشعر بها بل أشعر أنها كانت جزءاً من مرضي وهأنذا أعود لنفسي الحقيقية الخبيثة حتى عندما أكتب لكم أني مسلمة يقول لي لا أنت تتصنعين ذلك ليقولوا لك أنك مازلت مريضة وأنت تعرفين نفسك جيداً أنك شفيتي وهذه أنت القديمة السيئة
ادعوا لي بالرحمة والهداية
وأغيثوني أغاثكم الله
30/3/2017
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "نورس"
أعانك الله وعافاك وشفاك، تأخرت إجابة استشارتك، لكن ليس عندي هذه المرة، لا أدري لماذا تأخر الموقع في إرسالها إلي؟! ولا أدري ماذا عانيتِ في هذه المدة أعانك الله وهدأ من روعك. في الحقيقة أنت موسوسة 1000000% وليس 100%، رسالتك تفيض بأعراض الوسواس من أولها لآخرها، ولا يمكنك مهما مثَّلت وكذبت أن تكتبي مثل هذه الرسالة، وإنما يستطيع كتابتها الموسوس الذي سبب له وسواسه الاكتئاب.
هناك تاريخ أسري في نفس المرض (وسواس-اكتئاب) جعل أمك تدخل المشفى؛ وتربية حازمة، وقلة ثقة بالنفس، وضغوط الهجرة،... كل هذه عوامل قوية لإصابتك. كثيرة جدًا هي الحالات التي يشكو أصحابها من تخدر الحس عندهم، وعدم شعورهم بتأنيب الضمير عند ورود الفكرة الوسواسية، ويستنتجون من خلال ذلك أنهم قبلوا الفكرة وخرجوا عن الدين، لكن في الحقيقة أن الاكتئاب هو الذي يسبب هذا، ويجعل الصلاة والحجاب والالتزام ثقيلًا عليك؛ ويدفعك للتفكير بالانتحار (لولا إيمانك وحياؤك من الله) وأما الملحدون فيندفعون للانتحار دون (حياء من الله) ولا يوجد في هذه الحالة (كذب وتمثيل لأجل الناس) لأن الإلحاد لا يصمد أمام الاكتئاب الجسيم.
ولا أظنك تجهلين الحديث الذي روته عَائِشَةَ –رضي الله عنها- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ:«إِنَّ أَحَدَكُمْ يَأْتِيهِ الشَّيْطَانُ فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَكَ؟ فَيَقُولُ: اللَّهُ. فَيَقُولُ: فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ؟ فَإِذَا وَجَدَ ذَلِكَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقْرأ: آمَنْتُ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ. فَإِنَّ ذَلِكَ يُذْهِبُ عَنْهُ»
وسأل رجلٌ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ: مَا شَيءٌ أَجِدُهُ فِي صَدْرِي؟ قَالَ: مَا هُوَ؟ قُلْتُ: وَاللَّهِ لا أَتَكَلَّمُ بِهِ. قَالَ: فَقَالَ لِي: أَشَيءٌ مِنْ شَكٍّ؟ قَالَ: وَضَحِكَ. قَالَ: مَا نَجَا مِنْ ذَلِكَ أَحَدٌ ،قَالَ: حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ} الآيَةَ. قَالَ: فَقَالَ لِي: إِذَا وَجَدْتَ فِي نَفْسِكَ شَيْئًا فَقُلْ: {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيءٍ عَلِيمٌ}.
والنبي صلى الله عليه وسلم منزه عن أن يشك، وإنما الآية خطاب له صلى الله عليه وسلم والمراد بها غيره ممن يشك، وهذا وارد في لغة العرب، وهذا ما قصده ابن عباس رضي الله عنه من استشهاده بالآية. فلا داعي لسوق البراهين والأدلة على وجود الله تعالى، فعقلك مقتنع، لكن حالتك النفسية تحجب عنك الإحساس بهذا.
المطلوب منك فقط:
أولاً: المتابعة مع الطبيبة النفسية والانتظام على تناول الأدوية، وشهران من تناول الأدوية غير كافٍ قطعاً.
ثانياً: عليك بما يلي:
1-الاستعاذة من الشيطان.
2- قول: آمنت بالله ورسله.
3- قراءة سورة "الإخلاص".
4- اتفلي عن يسارك ثلاثاً أي: ابصقي بصقاً خفيفاً، عند ورود الفكرة.
5- التهي عن التفكير بما في ذهنك، واشغلي نفسك بشيء آخر.
6- وورد عن ابن عباس –رضي الله عنه- أن يقرأ الموسوس قوله تعالى: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الحديد:3]. كما تمّ ذكره آنفًا.
7-لا تتعبي نفسك أثناء العبادة، اقتصري على صلاة الفرائض، وعلى قراءة الفاتحة فقط في قيام الصلاة، اسمعي من القرآن قدرًا لا يتعبك، فإن تعبت فاتركي السماع، وهكذا... المهم أن تأتي بالفرائض على أخف وجه، ثم أنت حرة فيما سوى ذلك.
أسأل الله تعالى أن يخفف عنك آلامك، ويشرح صدرك، ويكرمك بالهدوء والسعادة والاستقرار.
ويتبع >>>>>>>>: أنا وأمي وسواس قهري أم كفر ؟؟ م