ما هي هويتي الجنسية الحقيقة
بسم الله الرحمن الرحيم.السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أبدأ في سرد قصتي ..أنا ولدت قبل الأخير في المنزل وكنت فتاة أبي المدللة بعد وصولي لسن العاشرة تعرضت لحادثة تحرش من عمي الذي كان يعيش في دولة أوربية .طول عمره وهو غير متزوج.. تولدت في داخلي بذرة الكره له ولم تزل حتى الآن ولا أحترمه مطلقاً مطلقاً بعد وصولي لسن الثالثة عشرة ..قرأت كتاب للمتزوجين لا أذكر اسمه شعرت بإثارة ولذة وأعاود لقراءته مرراً نفس العبارة التي أثارتني. حتى صارت ليست بذات تأثير كل ذلك ودون علم أهلي...ثم بعد ذلك انتقلت للأفلام الإباحية وأنا في المرحلة الثانوية ..فترة عام كامل..في هذه الفترة والدتي كانت مريضة بالسرطان وتوفيت إلى رحمة مولاها...
لم يكن هناك شخص قريب مني ..مللت من الأفلام وتأنيب الضمير والخوف من الله المهم هداني الله وتركتها ولكن ليس مطلقاً كنت أعود مرة في كل فترة... بعدها أصبحت أتعرف على الشباب لم أكن جميلة ولكن ذكية أنا في سن الخامسة عشر وأتحدث مع رجل أربعيني عبر غرف الشات أو أكبر أو أصغر بحثاً عن الاهتمام والحب والإثارة ولكن طبعي ملول تركت غرف الشات وانتقلت إلى الواقع تمت خطبتي في عمر السابعة عشر إلى ابن الجيران كانت الخطبة فترة جميلة لعدة أشهر فقط ..ثم مللت وأصررت أن أتركه ولكن أبي منعني لأني صرت البنت الوحيدة وسط أربعة أولاد وهو تزوج بعد وفاة أمي .. وأختي الكبرى تزوجت قبل وفاة أمي بأشهر وانتقلت للعيش في دولة عربية.. ورضخت لأمر والدي لمدة سنة ونصف وأنا أؤجل الزواج إلى أن جاء الرفض من أهل الشاب بسبب المماطلة ...
بعد ذلك تعرفت على شخص تراهنت عليه أنا وصديقتي ولكن كان هو الرابح إذ استدرجني أو وبالأصح بمحض إرادتي بدعوى الحب المزيف لإقامة علاقة جنسية تامة معه وهنا موضع سؤال إذ لم أشعر بألم أو شيء وهنا قال الولد أنت لست عذراء تفاجأت وحزنت .. وأصبحت لا أطيقه وبدأ الصراع النفسي لماذا لست بكراً ؟؟؟ هل ولدت هكذا أم أنه تحرش عمي مع العلم هذه أول مرة .... وعزائي أني وحيدة ليس هناك من ينصحني ..حاولت أن أبرر أنني عذراء ولكنه لا يعرف شيئاً ...
لم أصارح أحداً .. طيلة السنوات الماضية إلا قبل عام تقريباً صارحت صديقة لي بالموضوع ولكن تخوفت في آخر لحظة وتركت الأمر لله. وقلت الله سترني في ما مضى وسيسترني في القادم هنا كانت لحظة صحوة لقلبي عدت إلى الله بكل ما أوتيت من عقل وقلب عدت إليه أرجو رحمته الحمد لله استمريت فترة من الزمان على هذا الحال .
تعرفت على شخص في الجامعة أحببته لمدة أربعة أعوام أخبرته بكل ما حصل وهو يريد الزواج مني إلى الآن لكن لم يؤهل نفسه وككل مرة مللت وهذه أول انتكاساتي إذ عدت مرة أخرى للكلام مع الرجال وفي هذه الفترة أصبحت أحب الشواذ من الرجال أحب منظرهم وهيئتهم وأدخل اليوتيوب أشاهدهم وعندما أرى شخصاً متميعاً في الجامعة أتمنى لو أتحدث معه أتمنى لو أعرف شعوره وقصته كيف بدأت .
تعرفت على شخص في الفيسبوك لمدة ثمانية أشهر أقنعني أن يمارس معي الجنس الشرجي كنت خائفة ومتوترة ولم أجد لذة في ذلك تركته بعد هذه التجربة المؤسفة...عدت إلى الله سبحانه وتعالى تااائبة مرة أخرى والحمد لله استمريت كثيراً حتى أني ارتديت النقاب ودخلت دار تحفيظ وهنا ظهرت لي مشكلة أخرى وهي أني تعرفت على صديقة أحببتها كثيراً ...ولكنها تثيرني إذ تتعمد ضمي إليها بقوة ..ثم تطورت علاقتنا إذ أني أذهب للمبيت عندها في منزلهم وأقول لها أني أحبها وأريد أن أقبلك ولا تمانع ...أصبحت لا أريد أن أتزوج أريدها فقط معي .
سيدي الدكتور ما هذه التصرفات الغبية أصبحت لا أفهم روحي ..أعرف أني إذا أردت تركها أستطيع ولكن لا أنا مستمعة ولا أريد تركها أريد علاقتي معها سوية هي قالت كانت تفعل ذلك مع صديقة لها بغرض الاستكشاف وتفعل هذا معي بغرض الحب .
أفيدوني جزاكم الله خيراً وماذا أفعل ..
8/4/2017
رد المستشار
الابنة العزيزة:
رسالتك هي نص ذهبي كاشف لجوانب من أوضاعنا "البائسة" في مساحة الحب والجنس!!
وبؤسنا مركب يا ابنتي...
واقعة تحرش تحصل لك كما حصلت وتحصل لفتيات كثيرات، وتمر الحادثة دون وقفة معاتبة أو محاسبة من أب غافل، وأم لم يصل إلى علمها أن أكثر المتحرشين هم من الأقرب للفتاة في أسرتها، أو مدرستها، أو مثل هذا الأب والأم كثير!!
ثم تأملي معي في تخبطك وجهلك، ومثلك ملايين من الفتيات العربيات ربما!!
جهلك باحتياجاتك الإنسانية وحقك وواجبك في السعي إلى تلبية هذه الاحتياجات!!
الاهتمام والحب والإثارة أو التواصل والحميمة والمغامرة هي احتياجات إنسانية موجودة لدى الجميع والوعي بها ثم التخطيط لإشباعها هو نهج الراشدين فردياً ومجتمعياً، لكن ليس عندنا!!
أنت في منتصف العشرينات ولا تدرين باحتياجاتك بعد، ولا يدري بك مجتمعك، وربما لا يعبأ باحتياجاتك، ولا تلبيتها!!
مجتمعات العرب غارقة في الجهل والجاهلية تردد عرفاً فارغاً في شأن الدين والدنيا، تحسبه الحكمة، وفصل الخطاب!!
وأسرتك لديها الإجابة الوحيدة الجاهزة - استكمالاً لمنظومة البؤس - وهي الزواج، الذي صار على أيدينا جريمة متكاملة الأركان نقترفها مع سبق الإصرار، والترصد!!
من شأن قصتك أن تسلمك للسؤال المدهش الذي وصلت إليه حول هويتك الجنسية!! فأنت ترين سلوكياتك مترددة مضطربة، ومشاعرك متضاربة، ورغباتك متنوعة، وأحياناً متناقضة!!
إذا أضفنا لاحتياجاتك احتياجاً رابعاً هو الاحتياج للقيم والأخلاقيات، وربما للاحترام.
انظري إلى سلوكياتك التي ترينها متخبطة بوصفها محاولات لتلبية احتياجاتك الإنسانية المتعددة، وهي محاولات عفوية تخضع للظروف التي تقابلك، والموارد المتوافرة بين يديك مع تصوراتك وإدراكاتك المتواضعة، كما أغلبية العرب!!
تحاولين تلبية احتياجك للمغامرة مثلاً بالدخول في علاقة عاطفية أو جنسية ليست الزواج التقليدي الذي ترفضينه وربما تخشين افتضاح أمرك، وقصة أنك لست عذراء، ولم تحاولي الفحص لتعرفي حقيقة الأمر، وتحصلين على إجابة لسؤال: هل فقدت غشاء بكارتي، وكيف؟! ومتى؟!
هل غشاء بكارتك من النوع المطاطي مثلاً؟! ليست لديك إجابة، وربما الفحص ليس متاحاً، وربما هو محرج مثلاً!!
لكن غموض هذه المساحة من شأنها مضاعفة مخاوفك، وتأجيل قرار الزواج الذي تريدينه مثل كل فتاة تريد الاقتران برجل جاهز، ومتيسر مادياً!!
أسئلة كثيرة تبقينها بلا أجوبة!!
أسئلة عن عذريتك وعن احتياجاتك وعما تفعلينه بحياتك دراسياً وعملياً، وأنت لم تذكري شيئاً عن هذه المساحة!!
والنتيجة أن تعيشي حالة الانتظار المتوتر الغامض الذي تعيشه ملايين الفتيات مع بعض الاختلافات في التفاصيل، ونفس التضارب في المفاهيم، ونفس التيه، ونفس الارتباك في الاختيارات والتصرفات التي تسمينها غبية، والتي هي – كما أسلفت – مجرد محاولات لتلبية احتياجات إنسانية مشروعة في أصلها، مقموعة في مجتمعاتنا، أو متجاهلة، أو تقدم لها وصفة حل واحدة لا تحل شيئاً على أرض الواقع، وهذه هي المتاهة التي تلف فيها شعوبنا يا ابنتي!!
ما العمل إذن؟!
هل وعيك بهذه الخرائط يساعدك على سير أرشد، وأحكم؟!
هل وعيك باحتياجاتك وحقك في إشباعها يمكن أن يشكل أساساً جيداً للبدء في التفكير حول طرق أخرى للإشباع؟!
لا توجد حلول جاهزة، ولا وصفات سحرية، ولا إجابات نموذجية ولكن امتلاكك لبدايات الخيوط، وفهمك للإمكانيات المتاحة، والتحديات التي تواجهك من شأنه أن يساعدك على صياغة وتجريب حلول أنفع، وطرق أنجح في تلبية احتياجاتك، وإدارة حياتك بشكل يقلل من الأذى الذي تلحقينه بنفسك أثناء التجريب غير الوعي الذي تمارسينه.
وتابعينا بأخبارك.
واقرئي أيضًا:
نفسجنسي PsychoSexual: المُخَيلة الجنسية المشوهة
ويتبع>>>>>>>>>>> : بؤسنا المركب: قصة حياتنا الجنسية م