البحث عن الهوية
أرجو عدم إظهار مشكلتي؛
في خضم الصراع بين واقعي وأحلامي وعدم اتفاق عقلي وقلبي توقف كل شيء وفقدت هويتي بيدي ولا أعرف كيف أستردها ولقد خيبت رجائي وتوقعاتي لنفسي وإيماني بها وبقدراتها ولم أعد أعجب بها ولا بتخاذلها وضعفها وكآبتها وسلبيتها في مواجهة الأمور.
واختلطت علي الأمور، وفي ظل حيرتي فقدت أهدافي ولم أعد أرى الصواب بوضوح وأصبحت الأمور مبهمة، وبتضخيم الأمور أدخلت نفسي في حالة نفسية وذهنية سيئة ولم أعد أعرف نفسي.
لو أرى طريق الصواب سأتمسك به.
ومع رغبتي القوية في تغيير ما طرأ علي- أو احتمال أنه كان بي من قبل وأنا لم أعرفه- أحتاج لمن يخرجني مما أنا فيه ولو بالقوة وأن يساندني ويشاركني ويأخذ بيدي ويصبر عليَّ، فإن قدمي غير ثابتة على الأرض وأظل عاجزة عن التقدم خطوة.
منذ فترة مضت كانت أحلامي تدور على أني أقف في شارع واسع جدا يتفرع إلى شارعين، أرغب في تعديته ولكن أحس بعدم ثبات أقدامي واتزاني مع هبوب نسمة من الهواء التي تخل من توازني وعربات قادمة من بعيد ولكني أخف أن أعديها وأنتظرها......،
لقد تذكرت هذا الحلم لأني منذ فترة وأنا أحس بعدم توازني وأنا أسير في الخارج.
عند وفاة أبي-منذ 5 سنوات -ظللت لمدة شهرين أنام نوما متواصلا لا يقطعه إلا ذهابي للكلية وإلى الآن مازال عندي إحساس بالتقصير معه أثناء حياته وأني خيبت رجاءه ومازلت إلى الآن لا أستطيع التحدث عنه أو أن أصبح كالآخرين عند ذكر اسمه أن أنطق برحمة الله عليه" علانية وأحس أنه تركني وحيدة ضائعة في هذا الفضاء الواسع وأنه لو كان موجودا لكان أرشدني ووجهني وانتشلني من حيرتي ولقد قال لي قبل وفاته "أني تنقصني الجرأة والشجاعة والإقدام" ولقد لخصتني وقتلتني تلك الكلمات ولعله كان يراني الآن ويصفني وأرجو أن يسامحني ويغفر لي فقبل أن أخيب رجائه خيبت رجائي.
ومنذ تخرجي من 5 سنوات وأنا في حالة بطالة يتخللها البحث عن العمل وأخذ دورات وتحضير ماجستير في كليتي والتي كنت أحظى فيها بالتميز والتقدير ولكني لم أعد أشعر بأنها مكاني، وأصاب بإحباط وبالرغبة في الابتعاد عنها، والآن ولأكثر من عام وأنا لم أذهب إليها وتوقفت رسالتي لاكتشافي بأن اهتمام الدكتور المشرف عليَّ والذي كنت أُكِنُّ له الكثير من الاحترام والإعجاب والتقدير ليس اهتمام أستاذ بتلميذته وإنه كان يستمليني وبغبائي لم أفهم وأنه كان يعطيني السماح بالتمادي معه،
ولكني أحتقر الخيانة ولو بالعيون وأحتقر من يخون وبما أن التجنب هو وسيلتي في الدفاع ورد فعلي الأول فتباعدت فترات ذهابي وعندما لم يجد معي نتيجة بدأ في إنهاكي نفسيا باتخاذ سياسة الشد واللين فيتحول التشجيع وتوقع لمستقبل باهر إلى الذم والإحباط والتنكيل بي وتعجيزي وعدم تقديم يد المعاونة، ولكن مع أول طلب مني بالسماح لي بفرصة أخرى يلين في يدي و يرجع إلى النظرات والكلام الذي يخفي الكثير من المعاني فأبدأ أنا أبتعد وهكذا....
وأرجع ثانية لهذا السيكوباتي ليستقبلني بالحفاوة ثم يقول أني خيبت رجائه وآماله ولو يعلم أنه هو الذي خيب رجائي وآمالي منه ومن نفسي وأنهكني وأرهقني نفسيا وأثقلني، والآن أنا منقطعة عن الذهاب لأكثر من عام وصممت ألا أعود لهذا الموقف الضعيف ثانية، وألا أعود إلا وأنا قد تحسنت علميا وقويت نفسيا وحللت ما صعب علي القيام به من قبل لا أعرف أهذه سلبية أم هروب أم ماذا؟؟؟؟
ولكني مع هذا أشعر بالإرهاق وبالضغط والإجهاد العقلي وفقدان المستقبل واليأس أحيانا.
وخلال هذه الفترة جاءت لي فرصة للعمل بتخصصي، ولقد تحسن وضعي فيها بسرعة وأسرع من زملائي بالعمل، ورؤسائي كانوا معجبين بأدائي وقدراتي، وكانوا مستبشرين بي بكل خير، ولكني على العكس كنت أشعر بعدم القدرة الكافية وأشعر بأني تائهة وكنت أبكي بداخلي وأنا عائدة من العمل وأدعو الله أن يفك أسري وأن يخلصني منهم وأبكي وأنا بمفردي بحجرتي، وأنا ذاهبة إليه أتمنى عدم الوصول، وآخذ نفسا عميقا وأنا أدخل مكتبي، واتخذت قرارا بتركهم وتركتهم لا أعرف! من المحتمل أني لم أتحمل ضغط المسئولية ومواجهة الحياة ورجعت للبحث عن عمل.
في ظل العاميين الماضيين وأنا تعيسة ولا أرغب في الحياة، ومحبطة ومقهورة وأحيانا أخاف بدون داعي وأمارس حياتي بلا روح وعدم الاستمتاع، وأصاب بخيبة أمل من نفسي وأتمنى التخلص من هذه الحياة السقيمة، والشعور بالرغبة في البكاء والضيق من تخاذلي وضعفي وعدم استطاعتي مواجهة الأمور والمواقف حيث أي أمر أرى عيوبه ومحاسنه، ولا أستطيع تحديد رأي فيه، وترهقني هذه المشاعر المتناقضة.
إني أحيانا لا أرغب في التحدث نهائيا لفترة طويلة، وأحس أني أبذل مجهودا لفتح شفتي للكلام مع العلم أني دائمة الكلام بداخلي وصياغة خطابات استنجاد، ووصف لمشاعري بدون كتابتها، ولا أستطيع الدخول في مناقشات أو جدل أو التعبير عن نفسي لأن دموعي تسبقني دائما.
ولقد مرضت لفترة طويلة لم أستطع خلالها مغادرة الفراش وساءت مناعتي للغاية وأصبت باضطرابات شديدة بالمعدة حيث لم تتقبل معدتي الآكل أو الشرب ولم أكن أشعر بالجوع، وأثناء ذلك كان عقلي يدخل في دوامات من التفكير في أي شيء في حل مسألة أو أي شيء آخر ولا أستطيع الخروج منها يصحبها سرعة في ضربات القلب، وضيق في التنفس، ودوخة وعدم اتزان،
ولا أتمالك نفسي، واضطرابات في النوم والقلق الشديد من النوم بالليل والاستيقاظ بعد ساعة والقلق من فقدان الأهل ولقد نقص وزني كثيرا حيث أن ملابسي لم تعد تصلح لي ولقد ذهبت لدكتور باطنة، ولم يكتب لي إلا فيتامينات وأدوية للقلق منذ أن خرجت من عنده أصبحت في حالة من النشاط والحيوية والتصميم على الاستمتاع بالحياة والتفاؤل وتقدير لأي لحظة تمر علي وأنا سعيدة وغير مبالية.
واستمرت هذه الحالة لفترة في بدايتها كان يتخللها اضطرابات في النبض والضربات الزيادة والشعور أحيانا أني أدوخ أو بدخول عقلي في دوامات ولكني كنت أقاومها بتغيير مكاني أو قراءة القرآن أو الغناء بصوت عالي إذا استطعت التركيز وأحسست أني عدت لسابق عهدي ورجعت أضحك ثانية، ولكن للأسف لم تدم طويلا ومع أول نقاش عن العمل والدراسة والمستقبل بدأ يزحف القلق والحزن علي، ومع مقاومتي له ومحاولة تبسيط الأمور إلا أنه كالطوفان يجتاح أي شيء وبدأت أرجع للاكتئاب ولكن بالرغبة التامة بعدم الاستسلام والاعتدال بعض الشيء بالنسبة لما مضى ولكن لم يحل شيء.
لقد تعبت من مجاهدة نفسي!!!
أرجو المعذرة والتفهم فلقد سئمت الكلمات والنصائح الصادرة من الأقوياء والتي يتخللها التباهي بأنفسهم وسيرتهم الذاتية التي هي توفيق من الله بإعطائهم القوة أو بتيسير أمورهم وسئمت نظرات اللوم والتأنيب ولماذا تفعلين في نفسك كل هذا؟
ولماذا كل التردد والكآبة والشتائم والانزواء فأنا أعلم كل هذا ولو استطعت شيئا آخر لفعلته فأنا أكثر واحدة أرغب في الخروج مما أنا فيه.
أنا أعلم أن الإنسان يصنع غده، وأن كلا على قدر همته وأن ما أنا فيه لي يد فيه أكثر من يد الظروف وأني لا ألوم أحدا غير نفسي ولكن ما العمل؟.
قرأت الكثير عن كيف تكون ناجحا وكيف تكون سعيدا وكيف وكيف وكيف......... وشغلت أوقاتي بالقراءة والرياضة وتحسين مستواي العلمي وأحاول التنفيذ بعزم صادق وأستمر في محاولاتي ولا أفقد الأمل في كرم الله وأحمد الله كثيرا على ما أعطاني وخصني به، ولكن مع طوفان كّآبتي لا يفيد معي شيء وكنت فيما قبل ألهج بالدعاء والتوجه إلى الله ولكني الآن لا أجد ما أقوله ولم تعد عندي مثل هذه الطاقة وأواظب على الصلاة ولكن بدون تركيز مهما حاولت وصدقت النية ولكني أصبحت لا أركز في معظم شؤوني وأنسى كثيرا.
يؤسفني حقا علمي بأن اليأس والقلق والخوف ليسوا من شيم الإيمان الحق بالله .
أعتقد أن العمل يسهل اتخاذ هوية ولا أعلم صحة قولي ولكني أؤمن أني لو عملت من أول ما تخرجت ما مررت بكل ما أنا فيه الآن أو على الأقل ليس بمثل هذه الصورة والقوة ولكن لعل الله حبسني فيما أنا فيه لأمر بحالات الضعف التي كنت أنتقدها وأستنكرها من قبل وأمر بإحساس من استنكرت أفعالهم، وأمر بالتردد وقلة الحيلة وحتى إشرافي على فعل ما فعلوه وأتعلم عدم الحكم على أحد.
"لا تحزن فإن الله معنا" وتقابل كآّبتي وتعاستي وانزوائي بالتجاهل والتجنب والابتعاد من قبل الأسرة احتمال ملوا مني ولهم الحق. ليّ الله.
أحيانا الكلمة المشجعة المطمئنة هي كل ما أسعى إليه، ولها فعل السحر عليَّ وترجع لي تفاؤلي وثقتي وأقابل انشغالهم وتجنبهم بتجنب أكبر، وتمرين نفسي على عدم توقع شيء من أحد، فأحيانا أرغب في استشارة في شيء ما ولكنهم إما أن يقطعوا حديثي أو أن يسرحوا في أمورهم غير مباليين بما أقوله فقررت عدم مشاركتهم في أمورهم وأريد الهرب منهم ومن نفسي ولكن إلى أين؟ أين المفر؟؟؟؟؟؟؟
09/07/2004
رد المستشار
الأعراض:
ـ صراع بين الواقع والأحلام،
ـ فقدان الهوية،
ـ خيبة الرجاء،
ـ عدم رؤية الصواب بوضوح،
ـ احتياج لمن يخرجها مما هي فيه ولو بالقوة،
ـ الأقدام غير ثابتة على الأرض،
ـ وفاة الأب منذ (5 سنوات)،
ـ شهرين نوم متواصل،
ـ تركها في حيره ضائع في فضاء واسع،
ـ بطالة بعد التخرج ولمدة (5سنوات)،
ـ استمالة الدكتور المشرف،
ـ الدكتور السيكوباتي يستمر في ألاعيبه،
ـ الهروب من الموقف،
ـ إرهاق نفسي وذهني،
ـ فرصة العمل والتفوق،
ـ البكاء وهي بمفرده،
ـ عدم رغبة في الحياة،
ـ إحباط وقهر، تمني الموت،
ـ سريعة التأثر وانهمار الدموع،
ـ اضطراب المناعة ووظائف الجسم،
ـ فيتامينات وأدوية قلق،
ـ لوم وتأنيب،
ـ قراءة ورياضة وتحسين مستوى علمي،
ـ مواظبة على الصلاة لكن بدون تركيز،
الانطباع المبدئي :
اضطراب حاد في الوجدان أساسه فقدان عزيز (الأب القوي)
ـ التعرض لضغوط مختلفة مع ملاحظة عدم وجود سند أو ظهر يحميها ويشد من أزره،
الحل:
سيكون بإتباع جلسات تحليل وإرشاد نفسي يتم فيها (تفريغ) الشحنات والأفكار السلبية واستبدالها بأخرى إيجابية مع برنامج لـ (ترميم وتقوية الأنا) مع تمرينات للاسترخاء الذهني والجسدي (ضروري)،
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين ، وشكرا على ثقتك، بداية نعتذر عن اضطرارنا للنشر لأن إفادتك رائعة في وصف حالة الخواء المصاحبة للاكتئاب الجسيم المضاعف، وترينا بوضوح الاكتئاب الجسيم: عندما يسلب الإيمان، وليست لدي إضافة على ما تفضل به مجيبك المستشار الدكتور خليل محمد فاضل، غير أن أحيلك إلى عددٍ من الروابط التي أسأل الله أن تفيدك عن الاكتئاب المزمن والمصحوب بالقلق، وأعراضه وعلاجه وعلاقته بالإيمان، وذلك من على مجانين نقطة أورج، فقط قومي بنقر الروابط التالية:
الاكتئاب والقلق: الأعراض الجسدية
الاكتئاب وأشياء أخرى ؟!!!
أحلام اليقظة الاكتئابية ؟؟؟
الاكتئاب والإجراءات الخاصة
عسر المزاج ، والاكتئاب
الاكتئاب الدائم أم عسر المزاج ؟
الاكتئاب الجسيم ، وماذا بعد ؟؟
علاج الاكتئاب المعرفي : فتح الكلام :
العلاج المعرفى
ولتصحيح بعض مفاهيمك المغلوطة عن المرض النفسي وعن العلاج النفسي أنصحك بقراءة ما يرد ضمن باب الطب النفسي شبهات وردود، تحت العناوين التالية:
المرض النفسي لا يصيب المؤمن القوي
لا فائدة من علاج المرض النفسي دون حل للمشكلات الحياتية
الطبيب النفسي سيدخلك في الدوامة فاحذرْ منه
الأدوية النفسية هي مجرد مسكنات ومنومات
كيف لعقار مادي محسوس أنْ يعالج معاناة نفسية غير محسوسة؟
الأمراض النفسية لا شفاء منها
العلاج النفسي مجرد جلسات كلام
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين ، فتابعينا بأخبارك،