السرقة
منذ فترة كنت أحس أنني غير أصدقائي، وأقل منهم في كل شيء مثل المذاكرة مثل اللبس مثل المصروف، مثل كل شيء، فاضطررت أن أسرق أهلي
والآن منذ أولى أعدادي وأنا أسرق أهلي حتى الآن، وأنا في 2 كلية تجارة، ولا أعلم كيف أبطل هذا وحاولت أن أتخلص منه ولا أقدر حتى لو كنت قاعدة في الإجازة أيضًا أفعلها، ووصلت لدرجة أنني آخذ 350جنيه ولا أعلم ماذا أفعل بها؟
ومع ذلك ماذا أفعل فأنا الآن غير متقربة لأهلي أو ديني، وهو أهم شيء لأن والدي شيخ، وهذا هو الأهم وأعلم أن ظروف أهلي صعبه جدا ومع ذلك مازلت اخذ المال وأهلي علموا أنني الذي كنت بآخذ المال الناقص ولكن مازلت آخذ وماذا أفعل
أرجو الحل بأقصى سرعة أنني كرهت نفسي الداخلية، وكرهت كل شي من حولي لأنني دائما أحس أنني شيء يضر الأشخاص الذين يعيشون معي،
ومع ذلك أنهم يستحملوني ولا أحد يريد أن يؤذيني
أرجو الحل سريعا
09/07/2004
رد المستشار
الأخت العزيزة ....... "بسنت" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنت تشعرين بالدونية تجاه أصدقائك وتفتقدين الحب ممن حولك وهذا يملأ نفسك بمشاعر من الغضب والحزن لا تعبرين عنها بشكل صريح وإنما تعبرين عنها في فعل السرقة، وكأنك بهذا العمل تحققين عدة أهداف نفسية منها معاقبتك للآخرين (أهلك) على حرمانك مما تحتاجين إليه (حب، مصروف، رعاية، اهتمام ..... الخ)، وتستعيدين بيدك ما حرمت منه، وتعوضين النقص الذي تشعرين به بالمال الذي تأخذينه.
إذن فإحساسك بأنك أقل من أصدقائك في المذاكرة واللبس والمصروف وكل شئ كما ذكرت جعلك، تحملين مشاعر سلبية تجاه أسرتك (سواء كنت تدرين بذلك أولا تدرى) وربما تجاه ربك، وكأن عقلك الباطن يحملهم مسئولية الحالة الدونية التي تعيشينها، وقولك بأنك لست "متقربة" من أهلك ومن دينك يدل على وجود مثل هذه المشاعر السلبية وكأنك في حالة عتاب للجميع على ما أنت فيه أو بالأصح في حالة غضب، وهذا الغضب تعبرين عنه بفعل السرقة الذي تقومين به فأنت حين تسرقين تفعلين شيئين:
الأول هو استعادة الأشياء التي حرمت منها، والمال المسروق هنا هو رمز لهذه الأشياء وتعويض عنها، والثاني هو معاقبة أهلك على أنهم جعلوك في هذا الوضع الأدنى، وعلى الرغم من اعترافك بأن ظروفهم صعبة إلا أنك لا تسامحينهم أو تعذرينهم بدليل أنك مستمرة في فعل السرقة حتى الآن.
وكل هذه الطرق الانتقامية والتعويضية هي طرق غير ناضجة، فضلا عن أنها لا تشبعك في النهاية ولو كانت مشبعة لكنت قد كففت عن السرقة منذ زمن، فأنت كالعطشان الذي يشرب من ماء البحر وكلما شرب ازداد عطشا لأنه يشرب ماءا مالحا.
يضاف إلى ذلك تلك الوصمة التي التصقت بك في الأسرة فأي شئ ينقص من البيت تتجه الأنظار إليك مباشرة فأنت متهمة حتى يثبت العكس، وأحيانا يكون هذا مرغوب نفسيا (بلا وعي منك) فجهازك النفسي يريد أن يجذب انتباه الأسرة بأي شكل حتى ولو كان هذا الشكل سيئا أو عقابيا، المهم هو الاهتمام، وهذا يجعل الأمر أكثر تعقيدا، فهم يغضبون منك لأفعالك فتكرهينهم أكثر فتتمادين بالسرقة.........وهكذا بلا نهاية.
وأحيانا تكون السرقة نوعا من جذب الاهتمام حتى ولو بالعقاب، ويحدث هذا إذا كنت تشعرين أنك مهملة من أسرتك لذلك تسعين (بدون وعى غالبا وبوعي أحيانا) إلى فعل شئ يجعل الأسرة مشغولة به وبك طول الوقت. وأحيانا أخرى تكون السرقة تعبيرا عن استعادة الحب المفقود من الأسرة، فربما يكون الأبوين مشغولين بتوفير الحاجات الأساسية للأبناء فينسوا احتياجاتهم الأخرى في الحب والعطف والاهتمام.
وقد أعجبني قولك: "إنني كرهت نفسي الداخلية" ففي ذلك بصيرة منك بأن جزءا داخليا في نفسك هو الذي يدفعك لذلك (وهو ما يسمى باللاشعور وله تأثير كبير على سلوكنا دون أن ندرى)، وبالتالي فإن بصيرتك بدوافع هذا الجزء الداخلي تكون شيئا هاما جدا في التغير للأفضل.
حاولي أن تستبصري بكل هذه الدوافع ليسهل عليك اتخاذ القرار بالتوقف عن هذا السلوك، ولا تنسي أن لكل أسرة ظروفها وأحوالها فلا تنقمي من أسرتك سوء أحوالهم المادية فهذا شئ ليس بيدهم، واشكري الله على أن جعل لك أسرة تعيشين في كنفها فهناك الكثيرون محرومين من هذه النعمة، وكما قلت هم يتحملونك رغم كل ما فعلته معهم ولم يحاولوا إيذاءك رغم تضررهم من سرقاتك.
ويمكنك تعويض إحساسك بالنقص من خلال التفوق الدراسي والثقافي والاجتماعي وأن لا يكون كل تركيزك على النواحي المادية مثل المأكل والملبس والمصروف فالناس يتفاضلون بأعمالهم وإنجازاتهم وليس بملبسهم أو مصروفهم.
فإذا استطعت إدراك معنى فعل السرقة لديك ومراميه كما ذكرنا، واستطعت اكتشاف منابع القوة والتميز في نفسك، واستطعت أن تستعيدي حب الآخرين وثقتهم بشكل ناضج وبأفعال إيجابية، وإذا استطعت قبل كل هذا استعادة ثقتك بنفسك وبالله فإنك ستتجاوزين هذه الأزمة وتشعرين بالثقة والثراء الداخلي فلا تحتاجين لمد يديك لأموال الأسرة، وإذا امتلأت نفسك بمعاني التسامح والمحبة فلن تحتاجي لمعاقبة الأهل على إهمالهم (الحقيقي أو المتوهم)، وإذا رضيت بما قسمه الله لك من الحب ومن الذكاء ومن الجمال ومن كل شئ فلن تحتاجي إلى تعويض النقص بالسرقة.
فإذا لم تستطيعي فعل كل هذا فلا مانع من الحصول على مساعدة من معالج متخصص يتدرج معك في العلاج من خلال جلسات نفسية استبصارية وتدعيمية تساعدك على تجاوز هذه الأزمة.
وأتمنى لو أنك تفتحين صفحة جديدة مع أفراد أسرتك وتفتحي قلبك لتلقي حبهم لأن حبهم علاج هام لحالتك.
وأخيرا تحتاجين إلى التصالح مع الله بأن ترضى عما قسمه لك من الرزق المنظور وتبحثين في نفسك وفيما حولك عن الرزق غير المنظور، وأسأل الله لك التوفيق.ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك على مجانين نقطة كوم، وشكرا جزيلا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به مجيبك المستشار الدكتور محمد المهدي، غير الاعتذار عن تأخرنا عليك فقد جاء لظروف خارجة عن إرادتنا، ثم إحالتك إلى عددٍ من الروابط من على مجانين لأن فيها ما يفيدك إن شاء الله، فقط قومي بنقر ما يلي من عناوين:
تلغراف : ابن أختي يسرق وأختي تفتقد الحب
سرقةٌ وكذب وعدوانية : اضطراب التصرف
أولاً الكذب وثانيا الكذب وليس ثالثًا فقط !
البنت الشقية والكذب القهري
اضطراب السلوك (التصرف) Conduct Disorder
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين، فتابعينا بالتطورات.