وسواس الطهارة
أنا أعاني من الوسواس القهري منذ سبع سنين تقريباً وخلال هذه السنين يتغير نوع الوسوسة
مرة في الاستنجاء مرة بعده مرة طول الوقت مرة في الصلاة ولكن الغالب في الطهارة,وحالياً وسواس البول....
تعافيت من الشعور بخروج البول طول الوقت والحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه...وقد عانيت ما عانيت والحمد لله على كل حال, ولكن حالياً أعاني من الاستنجاء والنوم
الاستنجاء أشعر أنه يجب عليّ أن أفرغ كل ما في داخلي من البول وعندما أستنجي أشعر بمشاعر غريبة تجعلني أشك ولكني أقاوم وأضع الماء على المنطقة وأدلك بيدي وأقوم ولا أبالي صح أشعر بتأنيب الضمير ولكني أقاوم ولا أعلم لماذا هذا الشعور يختفي أيام ومن ثم يعود لي وهذه الأيام مصابة بالتهاب في المجاري البولية ويزداد عندي الوسواس بنسبة كبيرة وأتعب...
هل ما أقوم به صحيح؟
الشيء الثاني
أني حين أستنجي وأقوم أغسل بطني"أسفل بطني" وفخذي وظهري قليلاً لأني أبالغ في الاستنجاء صار الوسواس يوسوس لي في الأمور الوسواسية, حين أصب الماء على بطني أو فخذي أشعر بخروج بول مني وصرت أشعر بخروج البول مني لأن هذا الأمر الذي أقوم به أمر وسواسي..لا أعلم ماذا أفعل وكيف أترك المبالغة في الاستنجاء وكيف لا أغسل بطني وفخذي؟
هل ما يتناثر من ماء الاستنجاء على الفخذين هو نجس؟
الأمر الثالث:
أصبحت لا أنام مثل البشر ولا أستيقظ مثلهم, أعيش بعذاب كل يوم وفي كل وقت نوم لا أستطيع النوم طالما أن في مثانتي قليل من البول...إذ أنَّ عليّ أن أذهب إلى الحمام وأتبول وحين أعود يجب أن لا أفعل شيء سوى أني أركض مباشرة إلى فراشي وأنام لأني إن تأخرت قليلاً صرت أشعر بأن مثانتي امتلأت من جديد وعليَّ أن أذهب وإن لم أذهب سأتبول وأنا نائمة, أما حين استيقظ من نومي يا الله الله فقط يعلم كيف أعاني وبماذا أصاب إذ أجبر دماغي أن يسترجع حالي قبل النوم هل نمت وأنا محتاجة للحمام؟ أم لم أكن محتاجة له,
هل قصرت وقبل النوم أذهب للحمام وأتوضأ وأصلي الفجر وبعد الفجر والله لا أستطيع النوم إذ أنه يجب أن أعود للحمام ولم يكن ربع ساعة من خروجي منه وأرجع للحمام وأعود لفراشي وأصبح أفكر هل أنا بحاجة للحمام أم لا..ماذا أفعل أفيدوني وكل شيء صار يؤثر سلبياً عليّ إذ أن إصابتي بالتهاب المجاري البولية صار يزيد من معاناتي ولم أعد أشعر هل هذا من الوسواس أم هذا من المرض أم من ماذا؟
أعتذر عن الإطالة..وأعتذر لاستخدام بعض الألفاظ, ولكني أريد أن أكون مثلكم أعيش كباقي البشر وأعبد الله مثل الناس, أصبحت أدعي على نفسي بالموت وأحسد من مات ومن قارب على الموت والله صرت أحسدهم وأعلم أن هذا لا يجوز ولكني أشتهي الجنة ولأرتاح من هذا العذاب..والله خلقنا ميسرين ولم يخلقنا معسرين ولكني لا أعلم لم أعسر وأظلم الحياة...
أتمنى أن تطلع الأستاذة رفيف الصباغ وأتمنى أن تردوا على كل فقرة لا تتجاهلوا شيء
وجزاكم الله خيراً
28/4/2017
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "بسمة"، وأهلاً وسهلاً بك في موقعنا
بالنسبة لسؤالك الأول عن طريقتك في الاستنجاء، ومقاومتك لشعور عدم اكتمال خروج البول، قلت: (هل ما أقوم به صحيح؟)؛ نعم صحيح أختي الفاضلة، استمري على ذلك مهما عاودك الوسواس. أعني اجعلي هذه طريقتك في الاستنجاء دائماً دون الالتفات إلى مشاعر أو وساوس أو غيرها...
السؤال الثاني: كيف أترك المبالغة في الاستنجاء وغسل بطني وفخذي؟ وهل ماء الاستنجاء طاهر أم نجس؟
المبالغة هي الزيادة على المطلوب، والاستنجاء مطلوب لإزالة النجاسة، فإذا كان هناك نجاسة على الفخذ كان غسله مطلوباً وليس وسواساً، أما إذا لم يكن هناك نجاسة فغسله مبالغة. وتتخلصين من المبالغة بألا تغسلي الأماكن التي لم تتيقني وصول النجاسة إليها، هذا كل ما ينبغي عليك فعله.
أما ماء الاستنجاء وهل هو نجس: فلا يمكن إعطاء إجابة واحدة جازمة، لأنه إذا كانت كمية النجاسة قليلة لا تغيّر صفات الماء، فهو طاهر؛ أما إذا كانت تؤثر على صفاته فهو نجس. والمشكلة التي تطرح نفسها: كيف يمكن للموسوس أن يقدّر تغيّر الماء وهل هو طاهر أم نجس، ووسواسه يعيقه عن هذا؟ في مثل هذه الحالة، يتم التحول إلى مسألة المعفوات من النجاسات، ومراعاة شدة الوسوسة، فكلما كانت الوسوسة من النجاسة أشد والمبالغة أكثر، كلما كان التوسع في المعفوات واجباً عليه، إلى أن يعمل بفتوى المالكية بصحة الصلاة مع النجاسة، وأن الطهارة للصلاة سنة فقط. يعني يقول الموسوس في نفسه: (نعم يوجد نجاسة، ولكن هذا لا يهم ولا يخيف، ولن أقوم بالتطهير)!
السؤال الثالث: في البداية فهمت الموضوع على أنه خوف من التبول في الليل، (إذا لم أدخل إلى الحمام سأتبول وأنا نائمة)، لكن الذي حيرني قولك: (أجبر دماغي أن يسترجع حالي قبل النوم: هل نمت وأنا محتاجة للحمام؟ أم لم أكن محتاجة له؟ هل قصرت؟)!!!!!!!!!
إذا كنت قد استيقظت دون أن تبللي ثيابك، لماذا تعاودين التذكر؟ ما السبب؟ وما الفائدة؟ وكذلك: ما هو التقصير في الموضوع؟!! هل دخول الحمام قبل النوم فريضة من الفرائض؟
أياً كان الأمر فالعلاج هو التجاهل يا عزيزتي؛ تجاهل مشاعر الرغبة في الدخول إلى الحمام، والنوم دون الذهاب إليه...، وقطع التفكير بما فعلته قبل النوم. لا شيء اسمه تقصير في الدخول إلى الحمام! ربما يقال هذا في حقّ الأطفال الذين يعانون يومياً من التبول الليلي، حيث ينصح بإفراغ مثانتهم قبل النوم لتلافي الكارثة الليلية! إذن عليك بالتجاهل وقطع التفكير في الأمر، طالما أنك لست طفلة تتبول في ثيابها يومياً.
بالنسبة لالتهاب المجاري البولية، عليك أن تتابعي الأمر مع الطبيب حالياً إلى أن يتم الشفاء، ثم بعد ذلك تركزين على علاج الوسواس.
لا تكتئبي يا عزيزتي، فكثيرة هي المصائب في هذه الدنيا، وإنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب. استعيني بالله وبالدعاء، وتفاءلي بالثواب الجزيل. عافاك الله طمأن بالك وأسعدك في الدارين.