فصام وجداني استشارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شُخِصت بفصام الاكتئاب أو بمصطلح آخر فصام وجداني منذ كان عمري ١٧ سنة. كنت في بداية المرض أعاني من علاوي صوتية وبصرية حيث كنت أرى الناس تتغير أشكالهم من الطول إلى القصر ومن النحافة إلى البدانة وأرى لون عيونهم تتغير وأرى بعض الناس على شكل وحوش وأرى مخلوقات غريبة. وأسمع أصوات وأرى أشياء في التلفزيون تتكلم عني. وأشعر أن الحياة ممتعة وأن الناس تتكلم عني أني إنسان مميز من ناحية الذكاء والشكل وأستلذ بالطعام وأشياء أخرى بشكل كبير حيث كنت أشرب الشاي والقهوة وأشعر أنها تجعل مزاجي مرتفع وتعطيني كيف عالي.
ذهبت إلى طبيب نفسي وشخصني بالفصام. ووصف لي زيبركسا جرعة عشرين مغ ثم بعد فترة أضاف الدوجماتيل واستمريت على العلاج مدة سبع سنوات استطعت فيها إكمال دراستي في تخصص عملي طبي درجة البكالوريوس. وأخبرت طبيبي أن لدي اكتئاب شديد ولكنه رفض إعطائي دواء الاكتئاب ووصف لي إبرة فلوناكسول. واستمريت على هذه الأدوية ومن بعد تخرجي من الجامعة أتاني اكتئاب جعلني أخاف من العمل في تخصصي وأعتقد أن زملائي في العمل سوف يضايقوني في العمل وأشياء أخرى بسبب مرضي من قلة تركيز ونسيان سوف تجعلني لن أستمر في العمل.
وذهبت إلى طبيب نفسي آخر وقلت له لدي فصام اكتئابي وقال هذا اسمه فصام وجداني وأعطاني أدوية زيبركسا ١٠ مع ودييباكين مرونة ٥٠٠ مغ حبتين في اليوم ودواء اكتئاب فافرين خمسين مغ ولكن حدثت لي ما يقارب من ثلاث نوبات هوس يتبعها اكتئاب ولم أكن أعرف ما السبب علما بأني أول ثمان سنين من مرضي لم يأتيني هوس أو علاوي أو قلة نوم فقط اكتئاب وذهبت إلى طبيب آخر وذكر أن الهوس بسبب دواء الاكتئاب فافرين وأنه أكثر دواء اكتئاب يدفع إلى الهوس. وبعد السيطرة على نوبة الهوس وقلة النوم وعودة الاكتئاب فقط واختفاء الهوس لمدة ثلاث سنين غير مثبت المزاج إلى لاميكتال ١٠٠ مغ حبتين يومياً.
أريد استشارتك في تغير الزيبركسا إلى دواء آخر مثل الريسبيردال يحسن التركيز والأمور المعرفية والاستيعاب لأني أرغب في العمل والزواج لأن الزيبركسا يقلل من تركيزي ويجعل مزاجي مكتئب قليلاً جربت الكيوتابين اكس ارا عند الطبيب لكن توقفت عنه بسبب أنه سبب لي هبوط في الضغط عند الوقوف ولم أستطع تحمله. وأخذت أدوية اكتئاب من الزولفت إلى السيبرالكس إلى البريستيك إلى ابسيروكسات لعدم تحسن الاكتئاب وأوقفت أدوية الاكتئاب عدة مرات بسبب تحسن الحالة. أحب فتاة ولا أستطيع التوقف عن التفكير بها وكل ما أنساها لفترة طويلة أرجع أتذكرها رغم أني الآن أعتبرها أخت ولا أريد الزواج بها بسبب تغير نظرتي عنها وأنها لن تناسب عقليتي .
وأعاني من الحساسية الزائدة والتفكير بالمواقف التي تحدث لي والكلام. والتفكير السلبي والنظر للناس أن أغلبهم فيهم شر أكثر من الغيرة وتغلب عليهم حب مصلحتهم على حساب الآخرين وأن الناس في الزمن هذا عندهم مبادئ أنا ومن بعدي الطوفان فهل إذا غيرت الزيبركسا يتحسن التفكير والتفكير السلبي وأشياء التفكير الأخرى .
ماذا ترون في حالتي ؟
ولكم خالص الشكر والتقدير
5/5/2017
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالشفاء.
أولاً: لا بد من التركيز على تشخيصك الطبنفسي بوضوح. لا يوجد جدال بأنك تعاني من اضطراب عقلي (نفسي) يتميز بنوبات متكررة من انتكاسات وهدوء. انتكاستك الأولى تميزت بأعراض ذهانية يمكن تفسيرها بسهولة بحالتك الوجدانية وكانت نوبة هوس ذهاني. Psychotic Mania.
تبع ذلك فترة هدوء استمرت ٧ أعوام٫ وبعد ذلك ظهرت نوبات اكتئاب ونوبات هوس. لا يوجد في رسالتك وصف لأعراض الفصام٫ ومسار اضطرابك الطولاني لا يشير إلى اضطراب دائم مزمن يتميز بأعراض سلبية مثل التي يُكثر ملاحظتها في الفصام. على ضوء ذلك التشخيص الطبنفسي الذي أميل إليه من قراءة رسالتك هو اضطراب الثناقطبي Bipolar Disorder مع نوبات هوس ذهانية.
ثانياً: مصطلح الفصام الوجداني كثير الاستعمال هذه الأيام لوصف الفصام الذي يصاحبه أعراض اكتئابية أو هوسية وهناك من يستعمله لكل نوبة وجدانية فيها أعراض ذهانية. هذا الاستعمال غير مرغوب فيه ولا يساعد على علاج الحالة٫ ولكن في نهاية الأمر لا بد من تثبيت وجود أعراض ذهانية تشخيصية للفصام٫ وهذه الأعراض لا وجود لها في رسالتك. الأهم من ذلك هو مسار اضطرابك الوجداني.
ثالثاً: لا يمكن انتقاد العلاج الذي تم وصفه إليك٫ واستعمال هذه العقاقير يعتمد على خبرة الطبيب المعالج واستجابة المريض والأعراض الجانبية. رغم ذلك كله فإن العلاج يجب أن يستهدف أولا وأخيراً السيطرة على توازن المزاج٫ والوقاية من نوبات الهوس أو الاكتئاب. لكن رحلة العلاج لا تستند على العقاقير فقط وإنما تتطلب مايلي:
!- انتباه المريض لأعراض الانتكاسة المبكرة
2- الانتباه إلى العوامل البيئية التي تعجل بالانتكاسة
3- تمكين المريض على معايرة جرعة العلاج التي تعالج وتمنع الانتكاسة ولا تسبب أعراض جانبية
4- تشجيع المريض على الحفاظ على إيقاع يومي منتظم.
رابعاً: لا يوجد دليل علمي يشير إلى تفضيل عقار على آخر من العقاقير المضادة للذهان من الجيل الثاني التي يتم استعمالها في الثناقطبي. لكل عقار آثاره الجانبية الغير مرغوب فيها. زيادة الوزن تحدث مع عقار الأولانزبين (الزايبريكسا) Olanzapine والرسبيردون Risperidone على حد سواء غير أن الاول لا يؤدي إلى زيادة هورمون البرولاكتين Prolactin أو هرمون الرضاعة عكس الثاني. تحتاج أن تأخذ الأول مرة واحدة في اليوم أما الثاني فمن الأفضل جرعتين. أما من ناحية تأثير العقار على طبيعة الأفكار والاكتئاب فلا اختلاف بينهما . رغم ذلك تشاور مع طبيبك المعالج حول استعمال العقار الثاني.
خامساً: استعمال مضادات الاكتئاب يعجل بنوبات هوس في الثناقطبي ويجب أن يكون استعمالها تحت مراقبة طبية منتظمة ومتكررة مع استعمال أقل جرعة ممكنة. هدف العلاج هو توازن المزاج.
سادساً: يبقى عقار الليثيوم هو أفضل علاج الثناقطبي ولكن أعراضه الجانبية متعددة ويتطلب مراقبة طبية منتظمة جداً.
سابعاً: تطرح في نهاية الرسالة آراء وأفكار وسرد لعلاقة عاطفية لا يمكن القول بأنها غير طبيعية.
نصيحة الموقع هو انتظام المراجعة الطبية من قبل استشاري واحد في الطب النفسي والتعاون معه في رحلة العلاج كما تم تدوينها أعلاه.
وفقك الله.
ويتبع >>>>>>: اضطراب وجداني ثناقطبي أين الفصام ؟ م