الزهرة المضطربة : وحدةٌ واكتئاب و..!؟
اكتئاب وضياع وتائهة في الدنيا
أنا آخر ما زهقت من كل حياتي فكرت إني اكتب لكم هنا يمكن أعرف الحل أو ألاقي أي لازمة لكل الحياة الغريبة اللي أنا عايشاها و زهقت منها
أنا بصراحة طالبة في كليه حقوق عين شمس ودخلت الكلية غصب عني وأنا مش بحبها خالص وإلى الآن مش عارفه امشي فيها عماله أسقط كل سنة بس مش هيه دية مشكلتي أنا مشكلتي أكبر من كده بكتييير ومالهاش أي حل أنا فعلا مريضه نفسيا من اللي شفته في حياتي أنا أعصابي كلها بايظه
أنا زمان قبل سن 17 سنة كنت بنت "مدلعة" ومرفهة جدا مع أبي وأمي ولكن بعد كده في سن 18حياتي كلها انقلبت وبابا وماما سبوني لوحدي خالص و سافرو إلى بلد عربي ليشتغلوا وتركوني وحدي ضائعة مع أقاربي الذين يسكنون معي في نفس العمارة وأنا في شقتي وأصبح أقاربي يعاملونني أسوأ معاملة والوحدة قتلتني يوم بعد يوم
وأصبحت حقيقي ضائعة وتائهة أنا حاولت أنتحر قبل كده مع أني عارفة أنه حرام ولكن أنا الوحدة ليست سهلة علي وللأسف لم يحدث لي أي شيء من محاولة انتحاري
أنا زهقت من الدنيا ومن حياتي كلها ومن الدنيا مش عايزه أعيش أنا تعذبت وتعبت من الوحدة واللي بيحصلي كل حاجه في حياتي زي الزفت وكل يوم يحصلي مشاكل أكثر
أنا خلاص أعصابي تعبت مش عارفه أعمل إيه في الحياة دية
أنا محتاجة أتكلم مع أحد ولا أعرف ماذا أفعل أنا فعلا تعبانه جدااااا وحتى يوم ما حبيت حبي أحلى حاجة في حياتي ولكن للأسف حب منتهي من أول ما بدأ و ليس له مستقبل حب فقط وكله عذاب
بس أنا الحياة الصعبة اللي أنا فيها هيه اللي تعباني مش حبي أنا حياتي كلها زفت متلخبطة وما لهاش أي لازمة، أرجوك أنا محتاجة أحد يساعدني ويكلمني أنا فعلا تعبانه نفسيا و حيجرا لي حاجه أرجو الرد أنا مش عارفه أعمل إيه في حياتي بس لازم أرجوكم الرد أنا عايزه اعرف إيه الحل و أتكلم بالتفصيل مع أي أحد يساعدني أرجوك أنا بقالي سنتين في عذاب ووحدة وألم وجرح ليس له نهاية.
21/6/2004
رد المستشار
ابنتي الحبيبة اهدئي قليلا وهوني عليك أعلم يا ابنتي أسوأ الضغوط وأكثرها ارتباطا بالتوتر والاضطراب النفسي هي التي تحدث للإنسان المنعزل والذي يفتقد المساندة الوجدانية والدعم الاجتماعي فالعيش وسط جماعة والانتماء للأصدقاء هو الذي يجعل للحياة معني!!
فما تمرين به من صراعات وضغوط يرجع بالدرجة الأولي إلي التغيير الذي حدث في حياتك فمن التدليل المبالغ فيه إلي الاعتماد الكلي علي النفس دون تدرج يجعل من الحياة رحلة شاقة.. ولكن السؤال هل نبدد معظم طاقاتنا في التفكير في المشاكل ووصفها بالصعوبة...و..و....أم علينا أن نقف برهة لعلاج تلك المشكلات والتعايش مع الحياة بشكلها الجديد؟!!
ولكي نصل للعلاج والتعايش لابد أن نتفق علي عدة نقاط:
• أنه آن الأوان أن تعلمي أنك أصبحت كبيرة فهناك عشرات الأسباب التي تجعل الإنسان في وضعك عقب سفر الأبوين –رغم أنك لم توضحي سبب سفرهما– فالحياة مليئة بالاختبارات والتحديات وهناك صنفان من البشر أحدهما يتحدى ويأخذ من تلك المحن والاختبارات قوة دافعة ليكون أصلب وأقدر علي مواجهة الحياة والآخر يستسلم حتى النخاع، فيصبح ضعيفا هشا حياته كلها مجرد ردود أفعال فينتقل من ضعف إلى ضعف حتى يصبح شيئا آخر غير أن يكون إنسان فأي الصنفين تريدين أن تكوني؟!
• ضغوط الحياة اليومية أو الضغوط الحياتية عموما جزء طبيعي في حياتنا ولكل فرد نصيب منها بدرجات متفاوتة ووجودها معناه أننا نعيش ونتفاعل مع الحياة وعلاجها أن تتسلحي بمهارات اجتماعية تجعلك تتعايشين معها مثل الصبر .. الهدوء.. فهم شخصيات الناس.. القدرة علي التعبير.. ولا تنسي أن حدوث المشاكل المحبطة لك قد يكون في جزء لا بأس به، يتعلق بك أنت، فقد تكونين سريعة الغصب مثلا أو تتشككين أحيانا في نوايا الآخرين أو بك صفات مرتبطة بالتدليل الذي كنت تعيشين فيه فتطلبين مثلا الاستجابة السريعة لكل طلباتك أو أن طلباتك أصلا لابد وأن تكون محط اهتمام كل من حولك ومن أولي أولوياتهم، فلو كان هذا فلابد وأن تعيدي النظر في حجم المشكلات وحقيقتها لعل السبب يكون أنت وعليك هنا ألا تجلسي عند الماضي كثيرا لأنه لن يفيد قد يصل تفكيرك فيما مضي أن يضخم شعورك بالعجز أمام المشكلات وعدم قدرتك علي مواجهتها وحقا أريد أن أقترح عليك عدة اقتراحات
• دربي نفسك علي عدم الانزعاج لكل كبيرة وصغيرة ولكن حولي مواقف التشاحن إلي مواقف من المكسب والتبادل وليكن بابتسامة صبر أو كلمة رقيقة أو حتى اعتراف بالخطأ ومحاولة اكتساب التوازن بين احتياجاتك وطلبات الآخرين دون خلق جو عدائي.
• لابد وأن يكون لك أصدقاء فلن تذكري عهم شيئا فهم عونا دائما علي متابعة الحياة ويا حبذا لو تميزوا بالود ولطف المعاشرة واجتنبي الدين يميلون النقد والتصارع.
• ليس من الصواب التخلص من الضغوط تماما ولكن التخفيف منها فعندما نخففها سيؤدي ذلك إلي زيادة قدرتنا علي التكيف معها.
• لماذا لا تصارحين والديك بشعورك بالوحدة واحتياجك لوجودها معك فإذا صعب عليهما العودة فلما لا تذهبي أنت إليهما؟!!
• لا يمكن أن نجعل هدفنا أن نكسب كل شيء ولكن علينا أن نقبل ببعض التفاوض وتبادل لوجهات النظر
• عليك أن ببحثي وتكتشفي نفسك فكما اتفقنا قد تكونين أنت طرفا في حدوث تلك المشكلات فحاولي أن تضعي نفسك مكان الآخرين لتشعري بوجهة نظرهم فتستطيعي أن تغيري قليلا من نفسك.
• هناك عدة طرق للاسترخاء التي تساعد علي تخفيف حدة التوتر والاضطراب سأقترح عليك إحداها أن تأخذي نفسا عميقا بسرعة ولكن بهدوء واعقدي يديك واضغطيهما بقوة معا إذا كنت جالسة ضم ساقيك معا بإحكام إلي أن تشعري بقليل من الألم شد بطنك بقوة إلي الداخل ضم فكيك بشدة حافظي علي هذا الوضع المشدود في أعضاء الجسم لفترة تتراوح من 5 – 7 ثواني ثم عودي إلي وضعك الطبيعي تنفسي للخارج ببطء لاحظي جسمك وهو يعود إلي حالة الاسترخاء ستلاحظين أن التوتر والشد يتبددان تدريجيا وأنت ترددي بينك وبين نفسك أنك مسترخية هادئة وإذا لم تحققي الاسترخاء المطلوب (لا تبالغي في عملية التوتر) والشد العضلي أو تكفي درجة معقولة منه تمكنك من الإحساس به ومن ثم الإحساس بالاسترخاء اللاحق للتوتر) وسيساعدك هذا إن شاء الله علي التفكير الهادئ وسيمنحك طاقة أكبر علي العمل ومغالبة التعب والإرهاق السريع.
• حاولي معالجة الضغوط ومواجهتها أولا بأول حتى لا تتراكم وتشعرين بتعقيدها
• وسعي من اهتماماتك ومصادر المتعة والتنوع في خبراتك من التعارف والرحلات مثلا والقراءة والخروج في الضوء
• وأخيرا حاولي أن تتبعي العادات الصحية الطيبة وإذا أقدمت علي هذه الاقتراحات لفترة طويلة نسبية ولم تشعري بالتحسن فأنصحك باللجوء إلي الأخصائيين النفسيين لمتابعتك بشكل أكثر دقة.
• حاولي أن تفكري في الجوانب الجيدة من أي شيء يشبب لك ضيقا فلا يمكن أن تكون الصورة كلها سوداء فقبل بزوغ النهار يكون الليل أشد ما يكون وكما قال الشاعر كن جميلا تري الوجود جميلا وكنت أود أن تذكري لي بعض الأمثلة لما يسبب لك هذا الضيق حتى لا يكون الكلام نظريا.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين نقطة كوم، وشكر على ثقتك الحقيقة أن الأخت المستشارة أ.أميرة بدران، قد قدمت لك ما يكفي من الدعم لكنني أخشى أن تعجزي في حالتك النفسية والذهنية الحالية عن الاستجابة المناسبة بتفعيل نصائحها لك وفي هذه الحالة أنصحك بأن تعرضي نفسك على أقرب طبيب نفسي من محل إقامتك أو من تختارين لأن الاكتئاب واضح في كلماتك ومشاعرك ووجود تاريخ محاولة انتحار أمرٌ يجعلني في منتهى القلق عليك، كما أن من الواضح أنك لم تقولي كثيرا من تفاصيل وخبايا مشاكلك، وهذا ما لا يمكن أن يفيد إلا خلال عملية علاجية مباشرة مع طبيب نفسي متخصص، وأنصحك مبدئيا بأن تقرئي بعض الردود السابقة من على صفحتنا استشارات مجانين، فقط قومي بنقر العناوين التالية:
الاكتئاب وأشياء أخرى ؟!!!
احباط واكتئاب مستمر ...... فما الحل ؟
الاكتئاب والإجراءات الخاصة
لا أب ولا وطن: قلوب تنكر نبضها
وأهلا وسهلا بك دائما على موقعنا مجانين، فتابعينا بالتطورات الطيبة.