الوساوس
السادة الأفاضل في استشارات مجانين, السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,
شكرا لجهودكم السامية في محاولة علاجكم للجمهور الكريم عن طريق الانترنت, مشكلتي في أنني أعاني من الوساوس منذ ما يقارب العشر سنوات، والمشكلة أنني تائه بين ما يقوله الاستشاريُّون النفسانيون وبين ما يقوله المشايخ فبعض ما يقوله النفسانِيُّون صحيح ومقنع في نفس الوقت, وما يزيد الطين بللا أن ما يقول المشايخ صحيح.
أنا في حيرة من أمري ولا أدري ماذا أفعل, أبلغ الآن 27 عاما
ملحوظة: ترددت علي الأطباء والمشايخ ولكن من دون فائدة ترجى.
19/5/2004
رد المستشار
الأخ السائل العزيز، نعتذرُ كثيرا عن تأخرنا عليك في الرد، وعذرنا هو أنك لم ترسل مشكلتك من خلال الطريق الصحيح لإرسال المشكلات في الموعد الذي نحددهُ لاستقبال المشاكل والاستشارات وذلك ما يعرف من خلال الضغط على أيقونة أرسل مشكلتك، ونحن نعطي الأولوية لمن يرسلون مشكلاتهم من خلال الطريق الصحيح، وننتقي من بين المشكلات الواردة من خلال بريد المشاركات أو اتصل بنا ما نراه صالحا للعرض والتعليق، أو نرد على صاحب المشكلة بتعريفه بالطريق الصحيح.
والحقيقة يا أخي السائل هي أن بين ما يقوله أهل الفقه الأصيل وأهل الطب الحديث في أمرِ الوسواس اختلاف ظاهرٌ وباطنٌ مؤداه:
أن قوما -هم أهل الفقه والحديث والتفسير الإسلامي- يردون الوساوسَ إلى الشيطان أو إلى النفس، ويرفضون ما عدا ذلك من تفسيرات، وقد نجدُ بعضهم يدخلونَ الوسواس القهري ضمن أنواع وساوس النفس كناتج عن مرضٍ ما، بناءًا على ما نما إلى علمهم من كلام لدى الطب النفسي عنه كمرض، يعالج العقاقير كما فعل الإمام الشعراوي وغيره،
بينما قومٌ هم أهل الطب الحديث، النفسي خاصةً، وأهل علم النفس الحديث يردون الأمر إلى خللٍ في التركيب النفسي المعرفي، والذي قد يصلحه نوعٌ ما من العلاج، ولعل الأشهرَ اليوم من بين أنواع علاج الوساوس قاطبةً، هو استخدام ما سميناه بالـ "ماسا" SSRIs اختصارا لمثبطات استرجاع أو استرداد السيرتونين الانتقائية Selective Serotonin Reuptake Blockers، والتي هي علاجٌ للوسوسة والاكتئاب، والاندفاعية (العجلة والتهور)، والغضب والغيرة إلخ.. ملاحظات نخفيها الآن في صدرنا بانتظار نضوجها، وتذكر أن الإخفاء من حقي، فليس عليَّ أن أقول لك كل ما بداخلي، بينما يجبُ عليك أنت ذلك.
هذا الاختلاف عرضنا له يا أخي في عملنا الذي بارك لنا الله فيه، الوسواس القهري بين الدين والطب النفسي، والعمل الأكبر بفضل الله الوسواس القهري من منظورٍ عربي إسلامي، وبينَّا ما نصه: كلمة وسواس هي الترجمة العربية الشائعة للكلمة الإنجليزية Obsession وَلا أدري إن كانت ترجمةً موفقةً أم لا فالمعنى الإنجليزيُّ للكلمة حسب معجم أكسفورد ومعجم الطريقة الجديدة (وكلاهما معجمٌ إنجليزي إنجليزي) هو فكرة "أو شعور" تحتلُّ العقلَ بشكلٍ يسبب الضيقَ وهذا المعنى يختلف إلى حد ما عن معنى كلمة وسواس الوارد في المعاجم العربية وأظنُّ أن الترجمة التي وجدتها للكلمة في معجم المورد "إنجليزي– عربي"وهي الاستحواذ أكثر توفيقًا من كلمة وسواس ولذلك الرأيِّ أسباب ستردُ فيما يلي.فإذا أرَدْنا معرفةَ المعنى اللغوي لكلمة وسواس في معاجم اللغة العربية وجدنا أن الوسوَسَةَ لغَةً هي حديثُ النفس فيُـقالُ وَسْوَسَتْ إليه نفسهُ "وَسْوَسَـةً" وَ"وِسْواسًا" بكسْر الواو أما الوَسْواسُ بفتْح الواو فهو الاسمُ من الأصل وَسَّ أو وَسْوَسَ وحسب مختار الصحاح، والقاموس المحيط فإن وَسواس بالفتح تقال لصوت الحُلِيِّ وهي أيضًا اسمُ الشيطان وَيضيفُ القاموس المحيطُ معنى آخرَ للوَسِّ هوَ العِوَض وكذلكَ همس الصياد وهو يتربص بفريسته؛ وفي المعجم الوسيط يضافُ أن الوسواس مرضٌ يحدثُ من غلبة السوداء، يختلطُ معهُ الذهن؛ كما يضافُ معنى آخرَ للفعل وسوس وهو كلمَّ كلامًا خفيًّا كأن يقال: وسوسَ فلانٌ فلانًا أي كلمهُ كلامًا خفيا، وأهم ما يعنينا من شروح المعاجمِ اللغوية العربية هنا بالطبع هو وسوسة النفس وكذلك كون الوسواس لغة هو أحد أسماء الشيطان فقد ورد كلا هذين المعنيين في القرآنِ الكريم.
(1) وسوسة النفس: قال تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) صدق الله العظيم "16 سورة ق"
(2) وسوسةُ الشيطان: قال تعالى: (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ) صدق الله العظيم "20 سورة الأعراف"، و قال تعالى: (فوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى) صدق الله العظيم "120 سورة طـه"، وكذلك قوله تعالى: (من شر الوسواس الخناس* الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ) صدق الله العظيم "4 و 5 سورة الناس"، وقد كان لذلك تأثير كبير وما يزال على فهم المسلمين لمعنى الوسوسة وعلى إحداث خلط بين المعنى الإسلامي للوسوسة والمعنى الطبنفسي للوسواس القهري وكذلكَ على ردِّ فعل الإنسان المسلم إذا وقع في براثن الوسواس.
فأما وسوسة النفس فهي خبرة عادية لكل الناس فنفس كل واحد توسوس له بأن يفعل ما تميل إليه نفسه وتشتهيه، فإذا كان هذا الإنسان صاحب ديانة يلتزم بها فإن عليه أن يقاوم وسوسة نفسه بحيث تكون أفعاله في إطار ما يحله دينه فمثلاً توسوسُ نفس الشاب له بأن ينظرَ إلى الفتيات الجميلات أو إلى الصور العارية على الإنترنت، وهذه أشياءٌ من مرغوبات النفس ومن المحببات إليها لكنها محرمةٌ بحكم الدين ما لم ترتبط بالمسؤولية فيمكنكَ مثلاً أن تختار جميلةً فتتزوجها وتنظرَ إلى حسنها كما تشاء لكنك ملزمٌ بها وبنفقاتها وهذا هو جوهرُ الإسلام (فكل متعةٍ حلالٌ في الإسلام بشرط ارتباطها بالمسؤولية)، وإذا لم يكن الشخص صاحب ديانة تنظم له حياته فإنه يفعل ما توسوس له نفسه به في إطار قانون المجتمع الذي يعيش فيه خاصة إذا كان الفعل الذي توسوس له نفسه به فعلا علنيا، وأهم ما أريدُ تنبيه القارئِ له هنا هو نوعية المواضيع التي توسوس بها النفس فهذه دائما أشياءٌ محبَّبَـةٌ للنفس البشرية ولكنها منظمة في إطارٍ معين داخل ديانة الإنسان فوسوسةُ النفس لا يمكن بحالٍٍ من الأحوالِ أن تتعلق بمواضيع مقززة أو مرفوضة أو على الأقل غير محببة للنفس وهي بالتالي لا تسبب ما تسببه الأفكارُ الوسواسيةُ القهرية من قلقٍ وإزعاج للشخص.
وَأما وسوَسَةُ الشيطان فأمْرٌ يؤمنُ به كل مسلم لأن الشيطان عدوٌ للمسلم في أمره كله دينا ودنيا لكنَّ وسوسة الشيطان تختلف عن الوسواس القهري فالشيطان يوسوس في حدود قدرته التي سمح له الله سبحانه بها وهيَ محدودةٌ وفي مقدور كل بني آدم أن يتغلب عليه بذكر الله عز وجل والاستعاذة به سبحانه وتعالى، وأما مواضيعُ وسوسة الشيطان فتأخذُ شكل التعطيل عن فعل الخير وعن أداء الفروض الدينية وكذلك الإغواءُ بمعنى تزيين الشر في عين المؤمن، وتزيين الشر يعني لا فقط بيان وجوه المتعة أو الجمال فيه وإنما تزيينه أيضًا من حيث جعله يجوز للشخص بسبب ظروفه أو خصوصيته عند الله، أي أن الشيطان يخدع الناس فيبينُ الشر لهم خيرًا، وهذه نقطةٌ هامةٌ لأنها تؤكدُ اختلاف ما يوسوسُ به الشيطانُ عن الوسواس القهري وتجعلُ وسوسته قريبةً في موضوعاتها من وسوسة النفس.
ولكن أهم نقطة هنا هي تعلقُ معنى كلمة الوسواس بالشيطان وكون الوسواس أحد أسمائه فإن الأمر يحتاج إلى تدبر كبير فقد ورد الاسم في القرآن الكريم لا منفردًا بل متبوعًا بصِفَـةٍ وهيَ الخناس أيِّ الذي يخنسُ "ومعناها يختفي أو يتأخر لفترةٍ ثمَّ يعاودُ الظهور" ويذكرُ مختارُ الصحاحِ وَالقاموس المحيط أنَّ الخناس اسم من أسماء الشيطان لأنه يخنسُ إذا ذُكِـرَ الله عز وجل أي يسكتُ عن الوسوسة على الأقل لفترةٍ من الوقت وهنا نقطتان في غايةِ الأهمية:
الأولى: أن الشيطان حسب النص القرآني هو الوسواسُ الخناس وليس كـل وسواس شيطان وليس كل خناس شيطان أما ما أراه في كل من مختار الصحاح والقاموس المحيط فهو أنه في مادة وسوس ذكر أن الوسواس اسم الشيطان وفي مادة خنس ذكر أن الخناس هو اسم الشيطان!! وحسب رأيِّ المتواضع فإن من الأفضل بعد تراكم المعرفة العلمية أن نستخدم النص القرآنيَّ كما ورد فيكون الشيطان هو الوسواسُ الخناس وليس الوسواسَ فقط ولا الخناسَ فقط،.
والثانيةُ: أن الشيطانَ يكفُّ ولو مرحليا عن الوسوسةِ عند الاستعاذةِ بالله عز وجل وهذه أيضا نقطة في غاية الأهمية فالوساوسُ القهرية لا تخفت ولا تختفي بعد الاستعاذةِ بالله من الشيطانِ الرجيم بل إن الكثيرَ أيضا من وساوس النفس بالمعنى الذي بينته فيما سبق لا تختفي بمجرد الاستعاذةِ بالله من الشيطان لسبب بسيط هو أن الشيطان ليس دائما مصدرها وإن كان مشاركًا فيها في كثيرٍ من الأحيان، وما أستطيعُ استنتاجه أيضا مما سبق هو أنَّ كلَّ وساوس النفس ووساوس الشيطان إنما تصول وتجولُ داخل حدودِ مقدرة الإنسان بمعنى أنه يستطيع التعامل معها والتحكم فيها سواءً بذكر الله أو التعوذِ به أو قراءة القرآن الكريم أو بزيادة تمسكه والتزامه بشعائر دينه إلى آخرِ الوسائل الدينية لتهذيب النفوس وتقويمها، بل إن واحدًا من علماءِ الإسلام في العصر الحديث وهو الشيخ محمد عبده قسمَ الوسوسةَ إلى وسوسةٍ بالخير وسماها إلهامًا ورأى أن مصدرها هوَ الملائكةُ الأبرار، ووسوسةٍ بالشرِّ ومصدرها الشيطان، وكلُّ هذه المعاني بعيدةٌ عن الوسواس القهري في الحقيقة.
أما ما لم يرد ما يشيرُ إليه في كل هذه المعاني فهو مفهوم التسلط والقهر، فشعور الإنسان بتسلط الفكرة على تفكيره وكونه مسلوب القدرة على التخلص منها بحيث أن الأمر يخرج خارج حدود مقدرة الإنسان على التحكم أي أنه يشعُرُ بتسلطِ الفكرة عليه وبأنه مقهورٌ أمامها ومجبورٌ على التفكيرِ فيها فهذا المعنى غير موجود في شروح المعاجم اللغوية العربية التي بين يديَّ لمادة وسوس وربما يكون حل هذه المشكلة هو إضافة صفة القهري لكلمة الوسواس وهو ما لا يحدثُ دائما أو أن نقول فكرة تسلطية بدلا من فكرة وسواسية أو وسواس وهو ما انتبه إليه بعض المترجمين فترجموا Obsessions إلى أفكار تسلطية وليس وساوس وما انتبه إليه صاحب قاموس المورد عندما ترجمها إلى استحواذ، ونفس الفهم أيضًا هُوَ ما أظنُّهُ كانَ في أذهان أوائلِ من درسوا وترجموا الطبَّ النفسيَّ منَ العربِ أيامَ هيْمنَةِ نظريَّةِ التحليل النفسي حين سمَّوا الوسواس القهري "عُصابَ الحواز" وقدْ سمعتها من الدكتور مصطفى كامل، لكنني قرأتُ بعد ذلك في الدليل المصري للأمراض النفسية أنهُ جرتْ أثناءَ إعداد الدليل مناقشةٌ حولَ المفاضلة بين "استخدام اسم الحواز واسم العصاب القهري الوسواسي ورُجِّحَ استبعادُ الحواز لخلوِّ معناهُ اللغوَي من الظواهر الإكلينيكية المعروفةِ لهذا المرض اللهم ما يعني حوازَ القلوب أي ما يحوزها ويغلبها حتى تركبَ ما لا تحب، وهو جانبٌ واحدٌ لا يعني كل مظاهر الزملة التي يفيدها أكثر كل من الوسواس والقهر"
إذن فهناكَ ثلاثةُ أنواعٍ من الوسواس حسب الفهم الإسلامي الحديث لمعطيات كل من الفقه والحديث النبوي الشريف ومعطيات العلم الغربي الحديث:
أولاً: وسوسةُ النفس: وتتعلقُ بما يطيبُ للنفس وما تحبه النفسُ وتتمناه بغضِّ النظر عن كونه حلالا أم حراما.
ثانيا: وسوسةُ الشيطان: وهو الوسواس الخناس الذي هو عدو للإنسان في أمر دينه ودنياه كلها والذي يزينُ للنفس أعمالها ويحاولُ إلهاءَ المؤمن عن عبادةِ ربه، ويفعلُ ذلكَ بأسلوب الغوايةِ وليسَ التنفير، أي أنهُ يخدعُ بني آدمَ، وتكفي الاستعاذةُ بالله منه للخلاص منه.
ثالثًا: الوسواس القهري: ومن أهم ما يميزُ الأفكارَ فيه أنها مناقضةٌ لطبيعة الشخص، تنفرهُ وتزعجهُ وترعبهُ ويحسُّ تجاهها بالقهرِ، ولا تكفي الاستعاذةُ بالله من الشيطان الرجيم للخلاص منها.
وقد أشرنا في كتابنا الوسواس القهري بين الدين والطب النفسي: إلى أن من الممكن أن يكونَ للشيطان دورًا في بداية الوساوس، ثم يقع من تتوفر في تركيبته العصبية النفسية قابلية معينة للوسوسة في براثن الوسواس القهري وينجو من لا تتوفر فيه تلك القابلية، كما أوردنا تفاصيل دراسة بينت الأثر الطيب للاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم في طرد الأفكار التسلطية، وكانَ أهم ما استنتجناهُ من هذه الدراسة أن على الطبيب النفسي في مجتمعاتنا العربية ألا يغفلَ الكثيرَ من معطيات ثقافتنا العربية الإسلامية لا أثناءَ سماعه لخبرات مريضه ولا أثناءَ اقتراحه لطريقة العلاج، وأن واجبَ الطبيب النفسي العربي هوَ أن يستخدمَ كل وسيلةٍ من شأنها أن تساعدَ المريضَ في مواجهة مرضه، كما يجبُ ألا نغلقَ عقولنا على معطيات الطب النفسي الغربي على أنها كل شيء! لسببٍ بسيط هوَ أنها ليستْ كل معطيات الحضارة البشرية القابلة للتطبيق، فضلاً عن أنها لا تناسبنا إذا نحنُ أخذناها كما هي أي بشكلها ومحتواها الذي أبدعها به أصحابها، بل أضيفُ إلى ذلك أن لدينا الكثيرَ في تراثنا العربي، وأنا شخصيا أرى ما استطعتُ العثورَ عليه حتى الآن من التراث العربي جاهزًا للبناءِ عليه لكي يكونَ لنا إسهامنا الذي نستطيع فرضهُ على تطور الأفكار في الطب النفسي لأنه بحقٍّ جديرٌ بذلك.
فنحنُ في حقيقة الأمر لا نرى أن هناكَ ما يمنعُ من كونِ الشيطانِ كوسواسٍِ خناسٍ يوسوسُ لمريض اضطراب الوسواس القهري في نفس وقت مرضه بالوسواس القهري أي أن المريضَ يمكنُ أن يكونَ معرضًا في نفس الوقت لوسواس النفس ووسواس الشيطان ولاضطراب الوسواس القهري، على أساس أن الوساوسَ مختلفةَ المنشأ على ثلاثةِ أنواع منها نوعان في داخل حدود مقدرة الفرد أي أنهُ يستطيعُ التخلصَ منهما بما يتعلمهُ من دينه إذا أراد وانتبهَ واستعاذَ بالله والتزمَ بقواعد ما يقربهُ من الله وهما وسوسةُ النفس ووسوسة الشيطان، وقد يساعدُ هذان النوعان بعضهما في بعض الأحيان، ولكنَّ اضطراب الوسواس القهري شيءٌ مختلفٌ فيه القهرُ أهمُّ من الوسوسةِ، وهذا النوع الأخيرُ من الوسوسةِ خارجٌ عن حدود مقدرةِ الشخص وليسَ للشيطانِ دورٌ فيه إلا أن يكونَ مصدرًا لفكرةٍ اقتحاميةٍ أو صورةٍ اقتحاميةٍ أو اجتراراتٍ فكريةٍ ذات طابع ديني ولكنهُ غالبًا ما يلقي ما لديه ويهربُ تاركًا الشخص لمصيره، فإن كانَ استعدادُ دماغه التركيبي مهيـئًا للإصابة باضطراب الوسواس القهري فإنهُ يصابُ به ويصبحُ مريضًا يعلمُ اللهُ بمرضه ويجازيه عليه جزاءهُ العادل وهو العدل سبحانهُ وتعالى.
وليسَ هناكَ في الفهم الإسلامي للوسواس الخناس الذي يوسوسُ في صدور الناس (سواءً من المسلمينَ أو غيرهم بالطبع لأنهُ أصلُ الشر في هذه الدنيا وهذا جزءٌ مما يؤمنُ به المسلمون جميعهم لأنهُ موجودٌ بوضوحٍ في نص القرآن الكريم، وحاضرٌ في ذهنِ أي مسلمٍ لدرجةِ أنني لا أحتاجُ إلى تذكيرهم به لأنهم ذاكروه دائمًا) هذا النصُّ القرآنيُّ يعني أن الوسواس الخناس عاملٌ فاعلٌ في حياة البشر جميعًا، في كل الأوقات، ويعني أنهُ يمكنُ أن يوسوسَ لمريض اضطراب الوسواس القهري كما يوسوسُ لغير مريض الوسواس القهري، فليسَ هناكَ ما يعصم البشر جميعًا منهُ إلا الاستعاذةُ بالله من الشيطان الرجيم.
وعلى أي حال ننصحك يا أخي الكريم بقراءة ما تحت العناوين التالية من على موقعنا مجانين نقطة أورج، لتعرف كل ما يفيدك من التفاصيل:
ما هو الوسواس القهري
هل الوسواسُ القهري نوعٌ من الجنون ؟
وسواس القولون عند المسلمين : نموذجٌ أوضح
مسلم يعاني من الوسواس : ماذا عن العلاج م
وسواس الطهارة عند المسلمين
وسواس الوضوء والصلاة والصيام هل هو قهري؟
كرات الزئبق والوسواس
آنسة لبنانية تسأل عن الوسواس القهري
الوسواس القهري في الأفكار ، علاج معرفي
بين الرقاة - مس قرين؟؟! أم وسواس قهري؟؟
الأفكار السلبية والقهرية
الحصار القهري أو الوسواس: المهم العلاج
علاج وسواس الوضوء والصلاة معرفيا وسلوكيا
برنامج علاج ذاتي لمرضى الوسواس القهري: القسم الرابع
الوسواس القهري: أنواعه وأعراضه وحكمه الشرعي م
فهل يا ترى ما زلت حائرًا يا أخي؟ أرجو ألا تكونَ نفس القدر من الحيرة الذي كنت عليه، وننصحك بأن تستخير ربك سبحانه وتعالى وتلجأ إلى أقرب الأطباء النفسيين بشرط أن تواظب وتصبر على العلاج وأن تكونَ مستعدًا لتحمل قدر معقول من المعاناة في سبيل الخلاص، واعلم أن الصبر على الماس يمحو الوسواس، وتابعنا دائما بأخبارك.