السلام عليكم
أولا أحب أن أشكر هذا الموقع علي معاونته للشباب، وجزاكم الله كل الخير.
لدي مشكلة يمكن أن تظهر بسيطة لكنها بالنسبة لي عويصة، أنا مشكلتي الرياء لم أعرف أنني مصابة بهذا الداء إلا من قليل، ولأنني كنت منذ صغري وأنا غير واثقة في نفسي إلا برأي الناس المحيطة بي فأعتقد أن هذا يدخل في هذا النطاق.
أنا أجاهد نفسي كثيرا وأحيانا لا يدخل علي السرور الذي هو أساس الرياء ولكن الوساوس حول الرياء أصبحت محيطة بي.
ماذا أفعل وأنا أحب عمل الخير كثيرا وقرأت في موضوع الرياء كثيرا من كتب إلى مقالات علي النت، وأظل أطبق كل أنواع الرياء عليَّ، قصدي أني أقارن بما أفعله وما هو مكتوب في المقال أو الكتاب حتى أعرف أنا مصابة بأي نوع؟
ماذا أفعل والدموع أصبحت لا تفارقني، وأنا نفسي أقوم بعمل الخير حتى يرضي الله عني ودائما أقول الدعاء في صلاتي وهو : ربي إني أعوذ أن أشرك بك أحدا وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم
ماذا أفعل حيث أن ترك العمل من أجل الناس شرك وعمله لأجلهم رياء.
أشكر لكم سعة صدركم وجزاكم الله كل خير.
16/07/2004
رد المستشار
الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك على الموقع، وشكرا جزيلاً على ثقتك، دفعتني إفادتك هذه إلى القراءة في موضوع أنواع وأقسام الرياء في تراثنا العقدي، وأشكرك لأنني استفدت كثيرا من تلك القراءة، واستطعت في نفس الوقت أن أكونَ أقدر على تخيل معاناتك وأنت تجاهدين في دوامة المقارنة بين ما تظنين أنه رياء من أفعالك وإلى أي نوع من أنواع الرياء ينتمي، فهل هو من رياء السرائر أم من رياء القول أم العمل أم رياء الزي أم الرياء بالأصحاب والزائرين ألخ....
كبيرة وقاسية هي معاناة الموسوسين عندما تتخذ الفكرة التسلطية من الرياء موضوعا لها، فيتشكك المرء في عمله وفي نيته، وتصبح دوامة الوساوس بلا نهاية، والحقيقة أن سؤالك عن أي نوع ليس ذا بال لأنك غير مصابة بالرياء، وإنما بأحد أشكال اضطراب الوسواس القهري والذي أقترح تسميته وسواس الرياء في المسلمين، وعلاج هذا الاضطراب بإذن الله ميسور، ولكنني أود أولاً إحالتك إلى عددٍ من الردود السابقة على صفحتنا استشارات مجانين، على بعض مرضى اضطراب الوسواس القهري، وذلك تحت العناوين التالية:
الوسواس القهري: أنواعه وأعراضه وحكمه الشرعي متابعة
الوسواس القهري بين الفقهاء والأطباء نسخةُ مجانين !
وسواس الطهارة عند المسلمين
في نطاق الوسواس القهري : رحلة العذاب
وسواس القولون عند المسلمين : نموذجٌ أوضح
وسواس القولون عند المسلمين متابعة
أتمنى أن أكونَ بهذه الإحالات قد بينت لك ما يتوجب عليك فعله، فعليك بعد استخارة ربك سبحانه وتعالى أن تلجئي إلى أقرب طبيب نفسي من محل إقامتك، لكي يحدد معك الأسلوب الأمثل لعلاج حالتك، وأهلا وسهلا بك دائما على موقعنا مجانين فتابعينا بأخبارك.